ضغوط على الصين لـ«إعادة روسيا إلى العقل» حول أوكرانيا

جنود أوكرانيون يركبون مدرعة هولندية بالقرب من باخموت (أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون يركبون مدرعة هولندية بالقرب من باخموت (أ.ف.ب)
TT

ضغوط على الصين لـ«إعادة روسيا إلى العقل» حول أوكرانيا

جنود أوكرانيون يركبون مدرعة هولندية بالقرب من باخموت (أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون يركبون مدرعة هولندية بالقرب من باخموت (أ.ف.ب)

أفادت تقارير إعلامية بمقتل 7 مدنيين في قصف مدفعي أوكراني على مناطق تسيطر عليها روسيا، بينما تحتدم معركة باخموت التي أصبحت رمزاً لصمود كييف في وجه روسيا، دون أن تلوح أي نهاية في الأفق.
وقال مسؤول روسي كبير إن الفرصة معدومة لإجراء محادثات سلام هذا العام، بينما حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الصيني شي جينبينغ على إقناع روسيا بالتفاوض لإنهاء أخطر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وعقب محادثات في بكين، أمس (الخميس)، مع ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أعرب شي عن أمله في أن تتمكن روسيا وأوكرانيا من إجراء مفاوضات في أقرب وقت ممكن، وحذر جميع الدول من استخدام الأسلحة النووية.

ولم يعرب عن استعداده للتحدثإلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رغم أن فون دير لاين قالت إن شي أخبرها بأنه يمكن إجراء حوار عندما «تكون الظروف والوقت مناسبين».
وأعلنت الصين وروسيا شراكة «بلا حدود»، ويسعى شي إلى تقديم الصين وسيطاً في الصراع الأوكراني. وسبق أن اقترحت الصين خطة سلام من 12 نقطة، لكن الغرب رفضها بشكل عام في ظل إحجام الصين عن إدانة روسيا لغزو جارتها.
ووجه ماكرون حديثه لشي، بينما كانا يقفان بجوار بعضهما خارج «قاعة الشعب الكبرى»، قبل اجتماعهما، قائلاً إن «العدوان الروسي في أوكرانيا وجه ضربة للاستقرار».
وأضاف ماكرون: «أعلم أنني أستطيع التعويل عليك لإعادة روسيا إلى العقل والجميع إلى طاولة المفاوضات».

وليس هناك حالياً محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب، ونقلت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، أمس، عن مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دميتري سوسلوف، قوله إن الفرص «معدومة» لإجراء محادثات سلام في 2023.
ويقول بوتين إن «العملية العسكرية الخاصة» التي أطلقتها بلاده في أوكرانيا، كانت ضرورية للقضاء على النازيين الأوكرانيين والدفاع عن روسيا في وجه الغرب المعادي، فيما تصفها أوكرانيا وحلفاؤها بأنها غزو غير مبرر.
وأودت الحرب بحياة الآلاف، ودمرت مدناً، وشردت الملايين، وزعزعت استقرار الاقتصاد العالمي.
وذكرت وكالة أنباء «تاس» الروسية أن 4 مدنيين قتلوا، أمس، في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، بعدما سقطت قذائف على مرأب سيارات. كما ذكرت «وكالة الإعلام الروسية» أن 3 أشخاص لقوا حتفهم في انفجار بمحطة للحافلات في ليسيتشانسك، شمال شرقي دونيتسك.
وقال حاكم مدينة خيرسون في الجنوب إن 7 أشخاص أصيبوا في قصف شنته القوات الروسية هناك.

باخموت

أصبحت المعركة المستمرة منذ شهور للسيطرة على باخموت، وهي أحد آخر المراكز الحضرية في منطقة دونيتسك الشرقية التي لم تسقط بعد في قبضة موسكو، واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب.

وقال أندريه يرماك، أحد كبار مستشاري زيلينسكي: «المعارك دائرة في الشوارع، ومحاولات العدو تطويق المدينة تفشل. قيادتنا تسيطر بشكل كامل على الوضع».
من جهته، أشار قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجن، إلى أن القتال محتدم في الجانب الغربي من المدينة.

وقال عبر قناته على «تلغرام»: «يجب أن نقول بوضوح إن العدو لا يحقق أي نجاح».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1643717007970299904
ويشكو بريغوجن مراراً من نقص الأسلحة المتاحة لمقاتليه في باخموت. لكن ليفكو ستيك من حرس الحدود الأوكراني قال في مقطع فيديو على وقع انفجارات إن القوات الأوكرانية لا ترصد أي «نقص أسلحة» على الجانب الروسي.
ويقلل محللون غربيون من الأهمية الاستراتيجية لباخموت، لكن أوكرانيا تجعل دفاعها المستميت عنها وسيلة لإرهاق القوات الروسية، قبل شن هجوم مضاد بدعم من أسلحة حديثة مقدمة من الغرب.

وقال نازا (21 عاماً)، وهو قائد وحدة على مشارف باخموت، لـ«رويترز»: «نحن جاهزون. علينا أن نفعل ذلك؛ كلما كان ذلك أسرع كان أفضل. يجب ملاحقة العدو. ننتظر في الوقت الراهن تغير الطقس، لأن الوحل يمثل عائقاً».
وقال قائد لواء هجومي أوكراني، ذكر أن اسمه إيفان، متحدثاً من مكان قريب من خط المواجهة: «الجنود غير الموجودين في الخطوط الأمامية يتدربون».

بدوره، علق الخبير العسكري أولكسندر موسينكو موضحاً أن القوات الروسية «منهكة وغير قادرة على الحفاظ على نفس وتيرة الهجمات» التي كانت عليها في فبراير (شباط).
وقال: «من الواضح الآن أن قدرة الجيش الروسي على الهجوم تعطلت. وبالنسبة لتظاهرهم بالشجاعة في السيطرة على باخموت، فإن هذا ليس صحيحاً».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.