الشباب والهلال... صراع ملتهب ونقاط من ذهب

يلتقيان في مواجهة مصيرية لإحياء آمال المنافسة على لقب «الدوري»

بانيغا خلال تدريبات الشباب الأخيرة (الموقع الرسمي لنادي الشباب)
بانيغا خلال تدريبات الشباب الأخيرة (الموقع الرسمي لنادي الشباب)
TT

الشباب والهلال... صراع ملتهب ونقاط من ذهب

بانيغا خلال تدريبات الشباب الأخيرة (الموقع الرسمي لنادي الشباب)
بانيغا خلال تدريبات الشباب الأخيرة (الموقع الرسمي لنادي الشباب)

يحتدم الصراع بين فريقَي «الهلال» و«الشباب»، اليوم، في قمة منافسات الجولة الـ22 من «دوري روشن السعودي للمحترفين»، والتي ستشكل نقاطها منصة انطلاقة لا يستهان بها نحو المنافسة على اللقب.
وتبدو المواجهة، التي ستقام على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض، بمثابة الفرصة الأخيرة لتحديد مصير الفريقين، من ناحية المنافسة على اللقب، مع المتصدر «الاتحاد»، ووصيفه «النصر»، من عدمها، حيث سيمنح فوز أي من الفريقين، هذا المساء، دفعة معنوية كبيرة، مع تقليص الفارق والتقارب النقطي بينهما.
ونجح «الهلال» بالصعود إلى المركز الثالث، على حساب «الشباب»، بعد انتصاره في مؤجلتي «الخليج» و«الفيحاء»، ليرفع رصيده إلى النقطة 45، بفارق نقطة عن «الشباب»، الذي تراجع نحو المركز الرابع.
ويملك «الهلال» أفضلية كبيرة، في السنوات الأخيرة، بمواجهاته المباشرة مع «الشباب»، إذ يعود آخِر انتصار للفريق الشبابي، في أكتوبر 2014، قبل أن يهيمن «الهلال» على المباريات التي جمعت بينهما في «دوري المحترفين السعودي».
ومنذ آخر انتصار لفريق «الشباب»، التقى الفريقان في 16 مواجهة، حقق «الهلال» الفوز في 10 مواجهات منها، في حين حضر التعادل في 6 مواجهات، وغاب الليث الشبابي عن تحقيق الفوز في هذه السنوات.
وتعرَّض «الهلال» لضربة جديدة، بعدما أعلن إصابة مدافعه علي البليهي في العضلة الخلفية، بعد مواجهة «الفيحاء»، التي خرج منها متأثراً بالإصابة التي لحقته، لينضم إلى قائمة اللاعبين الغائبين بداعي الإصابة؛ وهم: سلمان الفرج قائد الفريق، وسالم الدوسري الذي سيعود بعد هذه المواجهة للإصابة التي تعرَّض لها في مفصل القدم، خلال مشاركته مع المنتخب السعودي.

إيغالو أحد أبرز الأوراق التهديفية في الهلال (تصوير: يزيد السمراني)

وسيحضر خليفة الدوسري، بجوار الكوري الجنوبي جيانغ هيون سو، في مواجهة «الشباب»؛ لتعويض غياب البليهي، حيث أشرك الأرجنتيني رامون دياز، الدوسري، بجوار البليهي، في المواجهة الماضية، وأراح جيانغ عن خوض المباراة. وفي مواجهة «الخليج» حضر الدوسري، بجوار جيانغ، لغياب علي البليهي؛ بداعي الإيقاف، لتراكم البطاقات.
ويعمل الأرجنتيني رامون دياز، مدرب فريق «الهلال»، على التدوير بين اللاعبين، وضبط «المجهود»، كما أوضح، في المؤتمر الصحافي، بعد مواجهة «الخليج»؛ وذلك لخوض فريقه العاصمي عدداً كبيراً من المباريات، خلال شهر أبريل الحالي، منها عدد من المواجهات الحاسمة، يأتي أبرزها «ديربي الرياض» أمام «الشباب» ثم «النصر»، ونصف نهائي «كأس الملك» أمام «الاتحاد».
وقال دياز، حينها: «الفترة المقبلة، ينتظرنا فيها ضغط كبير من ناحية المباريات، لذلك سنتبع استراتيجية إدارة المجهود لننهي موسمنا بطريقة مثالية»، معرباً عن أملهم في «تسريع عملية استشفاء اللاعبين المصابين، أمثال سلمان الفرج، وسالم الدوسري؛ لنستعيد خدماتهم، نظراً للمرحلة المهمة التي تنتظرنا، خلال الأيام المقبلة، والتي تشهد لقاءات مفصلية في منافسات الدوري، وكذلك مواجهة نصف النهائي في كأس الملك، والنهائي الآسيوي أمام أوراوا».
ويعلِّق «الهلال» آماله على النيجيري أودين إيغالو، في هز شِباك «الشباب» وقيادته نحو الفوز، خصوصاً بعد التألق الذي أظهر الهدّاف في آخِر مواجهتين أسهم فيهما بالأهداف الـ4، وبات يحضر في قمة صدارة الهدافين بالتساوي مع البرازيلي تاليسكا، لاعب فريق «النصر».
ويملك «الهلال» حلولاً متعددة، رغم الإصابات التي تحيط بالفريق، إلا أن البرازيلي ميشائيل ديلغادو سيكون أحد أبرز الأوراق الهجومية، بجوار موسى ماريغا، وكذلك البيروفي كاريلو.
وفي حال انتصاره على «الشباب»، مساء اليوم، سيتقدم «الهلال» إلى النقطة 48، ويقلص الفارق مع المتصدر إلى 5 نقاط فقط، و4 مع «النصر» الذي سيواجهه، يوم 18 أبريل (نيسان)، مما يعزز حظوظه بالمنافسة الجادة على اللقب، خصوصاً مع تبقّي مواجهة مباشرة تجمعه بـ«الاتحاد» كذلك.
وسيلاقي «الهلال» تباعاً كلاً من «الشباب»، ثم «الطائي»، وبعدها «الباطن»، ثم «النصر»، على أن يخوض، في شهر مايو (أيار)، 5 مواجهات أمام «ضمك»، ثم «الاتحاد»، وبعدها «العدالة»، و«أبها»، ثم يختتم مشواره بملاقاة «الرائد».
أما فريق «الشباب»، الذي يظهر بمستويات متذبذبة، في الفترة الأخيرة، وودّع بطولة «كأس الملك» مبكراً، وبعدها «دوري أبطال آسيا» على يد «الدحيل» القطري، فيتطلع لإنقاذ موسمه من النهاية مبكراً، وذلك بالاستمرار في دائرة المنافسة على لقب «الدوري».
ويحضر «الشباب» في المركز الـ4، إلا أن فوزه، هذا المساء، سيعيده إلى المركز الـ3، ويرفع رصيده حينها إلى النقطة 47 نقطة، بفارق 6 نقاط عن المتصدر، و5 عن وصيفه «النصر».
وتنتظر «الشباب» مواجهات تنافسية؛ حيث سيلاقي «الخليج» بعد «الهلال»، ثم نظيره «الاتحاد»، على أن يخوض 6 مواجهات، في مايو المقبل؛ إذ يلتقي «الفتح»، ثم «الاتفاق»، وبعدها «الوحدة»، ثم «النصر»، و«التعاون»، وأخيراً «ضمك».
واستعاد «الشباب» عدداً من اللاعبين المؤثرين في خريطة الفريق، يتقدمهم المدافع حسان تمبكتي، الذي تعرَّض لإصابة، خلال وجوده مع المنتخب السعودي «المعسكر الأخير»، إلا أنه تجاوز ذلك، وبات جاهزاً لمواجهة «الهلال».
ويدرك الإسباني مورينهو، مدرب فريق «الشباب»، أن الجوانب الدفاعية ستكون مهمة في مباراة «الهلال»، خصوصاً مع التفوق الهجومي للفريق الأزرق، كما استعاد الليث العاصمي هدّافه كارلوس جونيور، بعد الإصابة الأخيرة التي لحقته.
ولم تتضح الصورة حيال قدرة كارلوس جونيور على المشاركة في اللقاء، خصوصاً بعد غيابه بداعي الإصابة، إلا أن حضوره سيمنح «الشباب» قوة إضافية في خط الهجوم.
ويعوِّل «الشباب» على خبرة قائده الأرجنتيني إيفر بانيغا؛ لضبط إيقاع خط الوسط، وإيقاف التحركات الزرقاء في منتصف الميدان.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».