انقلابيو اليمن يستنفرون مسلحين مقنعين في إب لقمع السكان

الميليشيات أقالت 5 من عناصرها الأمنيين بعد اتهامهم بـ«التهاون»

مسلحون حوثيون ملثمون ينتشرون هذه الأيام في محافظة إب وسط اليمن (تويتر)
مسلحون حوثيون ملثمون ينتشرون هذه الأيام في محافظة إب وسط اليمن (تويتر)
TT

انقلابيو اليمن يستنفرون مسلحين مقنعين في إب لقمع السكان

مسلحون حوثيون ملثمون ينتشرون هذه الأيام في محافظة إب وسط اليمن (تويتر)
مسلحون حوثيون ملثمون ينتشرون هذه الأيام في محافظة إب وسط اليمن (تويتر)

كثفت الميليشيات الحوثية من انتشارها الأمني والاستخباراتي في الشوارع الرئيسية والفرعية في مركز محافظة إب اليمنية (193 كلم جنوب صنعاء) وعلى مستوى الأحياء ومداخل ومخارج مركز المحافظة وبعض مديرياتها، وذلك تحسباً لخروج أي مظاهرات جديدة غاضبة تطالب برحيلها.
وبحسب ما أفادت به مصادر مطلعة استقدمت الجماعة الحوثية على دفعتين عناصر مسلحين يرتدون أقنعة سوداء من العاصمة صنعاء وريفها، ومن صعدة وعمران وذمار إلى مدينة إب بغية الانتقام من السكان ونشر الخوف والهلع في أوساطهم بسبب مشاركتهم الكبيرة في تشييع جنازة الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي حمدي عبد الرزاق المعروف بـ«المكحل»، بعد تصفيته الشهر الماضي في سجون الجماعة.
وبحسب ما ذكرته المصادر، عممت الميليشيات على مراكز الشرطة التي يديرها موالون لهم طائفيا بمنع تجول الشبان في بعض الأحياء والشوارع المستهدفة بالمدينة بعد الواحدة ليلا، خشية من أي تجمعات قد تتحول فيما بعد إلى مظاهرات مناوئة تطالب برحيلها.
المصادر أفادت لـ«الشرق الأوسط»، بأن التوجيهات التي أصدرها الحارس الشخصي السابق لزعيم الميليشيات الحوثية المدعو أبو علي الكحلاني والمعين من قبل الميليشيات مديرا لأمن المحافظة، تضمنت أيضاً إلزام من يسمون «حراس الليل» وهم عناصر استخبارات تم استقدامهم من خارج المحافظة، بالانتشار في عدة أحياء في المدينة، ومراقبة جميع تحركات السكان.
وشكا سكان في المحافظة من الاستنفار الأمني الحوثي وقالوا إن تحركات الميليشيات الأخيرة قادت إلى ارتفاع جديد بمنسوب الجريمة الحوثية وانتشار الفوضى، وهو الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحي من المدنيين في غضون أيام قليلة. وتحدث السكان عن تصاعد مستمر في معاناتهم جراء ممارسات الانتقام الحوثي وأعمال القمع والتنكيل وتشديد الإجراءات الأمنية على مستوى مركز المحافظة وعدة مديريات تابعة لها.
ويفيد أحمد وهو من سكان إب بأن المدينة تعيش حاليا تحت قبضة حديدية إرهابية من عناصر مسلحين مقنعين يتبعون ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حيث يتعاملون بريبة واستعلاء مع السكان المارين بالشوارع ومع سائقي الحافلات والدراجات النارية.
وذكر أحمد لـ«الشرق الأوسط» أن المسلحين المستقدمين من خارج المحافظة وصلوا إلى المدينة وشرعوا في الانتقام من المواطنين وافتعال مزيد من الأزمات وتبادل إطلاق النار مع أطراف أخرى مسلحة في الشوارع العامة، دون أي حرص على أرواح المدنيين.
ويواصل الملثمون الحوثيون - بحسب مصادر حقوقية - منذ أيام تضييق الخناق على السكان وابتزازهم، وإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة مدنيين بينهم نساء.
وتزعم الميليشيات الحوثية أن هدف وجود عناصرها المسلحين في إب هو تنظيم حركة السير، فيما تؤكد مصادر سياسية أن الميليشيات تحاول أن تستعيد هيبتها التي كُسرت أثناء تشييع جنازة الشاب «المكحل» التي تحولت فيما بعد إلى انتفاضة تطالب برحيل الميليشيات.
وعلى وقع فشل الميليشيات في السيطرة على الاحتجاجات التي اندلعت ضدها واتهام قادتها الأمنيين بالخيانة والتقصير بأداء واجباتهم، تحدثت مصادر محلية عن لجوء قادة الجماعة إلى إقالة مديري خمسة أقسام شرطة في مديريات الظهار، والمشنة، والسياني، والقفر، ومذيخرة.
وبررت الميليشيات ذلك بأنه يأتي ضمن قيامها بعمليات تدوير وتغيير روتينية لمسؤوليها الأمنيين في المحافظة.
ونتيجة لتعرضه للاحتجاز وسوء المعاملة من قبل الحارس الشخصي لزعيم الانقلاب، قدم مسؤول أمني حوثي يدعى أسامة الشريف استقالته من منصبه مديرا لقسم شرطة المنطقة الجنوبية بمدينة إب.
وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي صورة الاستقالة؛ حيث شكا الشريف – يحمل رتبه مقدم - من تعرضه للاحتجاز والإهانة والاستحقار والتعامل باستعلاء من قبل القيادي الكحلاني المنحدر من محافظة صعدة والمعين مديرا لأمن إب.
ومنذ سيطرة الجماعة الانقلابية على إب، زادت معدلات الجريمة بشكل يومي بالتزامن مع انتهاكات واسعة للحقوق والحريات وعمليات سطو ونهب لممتلكات المواطنين بعموم مديريات المحافظة.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.