احتدام المعارك في تعز.. والمتمردون يقصفون أحياء سكنية

غارات للتحالف على مواقع للمتمردين في محافظة مأرب المجاورة لصنعاء

احتدام المعارك في تعز.. والمتمردون يقصفون أحياء سكنية
TT

احتدام المعارك في تعز.. والمتمردون يقصفون أحياء سكنية

احتدام المعارك في تعز.. والمتمردون يقصفون أحياء سكنية

بينما تحتدم المعارك بين المقاومة الموالية للشرعية من جهة وجماعة الحوثي وأنصارهم من أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، في مدينة تعز الواقعة وسط اليمن، عمدت الميليشيات المتمردة إلى قصف عدة أحياء سكنية في المدينة، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين الحوثيين قصفوا بشكل عشوائي منطقة باب موسى والروضة والجمهوري، وتسببوا في إصابة عدد من المدنيين». وأضافت المصادر أن «مدافع ميليشيات الحوثي وصالح استهدفت المدنيين والأسواق العامة في تعز وخلفت وراءها خمسة قتلى وعشرات الجرحى، معظمهم في حالة حرجة ومنهم من أصيب جراء سقوط قذيفة في الباب الكبير».
وبينما تشتد المواجهات بين المقاومة والمتمردين في مدينة تعز، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلحي المقاومة تمكنوا من السيطرة على عدد من المواقع في جبل صبر ومنطقة الضباب، بغرب تعز، وهي مناطق كانت تسيطر عليها جماعة الحوثي المسلحة». وتمكنت المقاومة، حسب المصادر نفسها، من «قطع أحد طرق الإمداد التي تستخدمها جماعة الحوثيين ليمدوا زملاءهم بالعتاد والمقاتلين والمؤن». وأضافت المصادر أن المقاومة استطاعت في مديرية التعزية، استدراج دورية عسكرية تابع للحوثيين وأخذت منها العتاد وأسرت أفرادها.
وفي محافظة مأرب، الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء، حققت المقاومة الشعبية المسنودة من الجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، انتصارات في عدد من المواقع وجبهات القتال مع ميليشيات الحوثي وصالح. وتزامنا مع ذلك، واصلت طائرات التحالف شن غاراتها على المقار العسكرية الخاصة بالمسلحين الحوثيين وأنصار صالح وآخرها شن 6 غارات، مساء أول من أمس، توزعت بين ثلاث غارات على مواقع للحوثيين بالجفينة وثلاث أخرى على مواقع للحوثيين بالمخدرة شمال غربي مأرب.
في غضون ذلك، قال ناصر العجي طالب، أحد أبرز مشايخ قبيلة مراد والقائد العام لمطارح مأهلية في مأرب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات صالح والحوثي قد انقلبت على الشرعية الدستورية وعلى مخرجات الحوار الوطني واختارت طريق الحرب والاقتتال وإشعال الفتن في اليمن، وذلك خدمة لمصالحهم الشخصية ومشاريعهم الضيقة». وأضاف أن ميليشيات صالح والحوثي «اختاروا تنفيذ أجندات خارجية لجهات دولية تكن لليمن واليمنيين العداء». وتابع أن «المواقع المرابطة علي حدود محافظة مأرب باتجاه محافظة البيضاء تؤدي واجبها على أكمل وجه، وتقوم برصد ومواجهة كل التحركات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح في تلك المناطق، بالإضافة إلى رفعها التقارير اليومية لكل مجريات الأحداث حتى يتسنى لنا القيام بالمواجهة الناجحة».
وشدد على أن أفراد المقاومة الشعبية «يواجهون التحديات بوتيرة عالية وصمود منقطع النظير، وميليشيات الحوثي وصالح سيمنون بالفشل وستلاحقهم لعنات الأجيال ومقت التاريخ». واعتبر العجي أن المقاومين في مأرب «يقاتلون دفاعا عن الأرض والعرض ضد ميليشيات مارقة عن الشرعية وخارجة عن النظام والقانون». وعبر عن امتنانه لقيادة التحالف العربي بقيادة السعودية، نظير «ما يقدمه لليمن وأهل اليمن من مساندة إنسانية تعكس صدق الأخوة وحسن الجوار».
بدوره، أجرى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي ومحافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان بن علي العرادة وقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبد الرب الشدادي، زيارة لبعض الوحدات العسكرية والجاهزية القتالية لبعض الوحدات العسكرية بمأرب، وذلك بعد هدوء نسبي شهدتها المحافظة يوم أمس، وسيطرة المقاومة على مواقع عدة كانت جماعة الحوثي المسلحة وأنصار صالح يسيطرون عليها.
ورأت مصادر سياسية يمنية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة التفقدية والميدانية لمعسكرات الجيش والمقاومة الشعبية بمأرب من قبل قادة عسكريين ومحافظ المحافظة قد تكون لها مدلولات عسكرية كبيرة وترتيبات لعملية عسكرية برية قد يقودها التحالف بقيادة السعودية لدعم المقاومة الشعبية، وتحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرة المسلحين الحوثيين».
في المقابل، شهدت محافظة حجة، التابعة لإقليم تهامة، اغتيال أحد الأهالي، يدعى محمد وابل، على يد المسلحين الحوثيين بطريقة بشعة من خلال إطلاق الرصاص عليه أثناء عودته إلى منزله بدراجته النارية، الأمر الذي تسبب في توتر كبير بين أبناء المنطقة وسخط كبير من الأهالي من بينهم الموالون لجماعة الحوثي المسلحة، جراء هذا التصرف غير المسؤول واستمرارهم بالقتل العشوائي دون معرفة الأسباب أو كل من يعارضهم. وأكد شهود عيان أن «المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية بمديرية بمين بمحافظة حجة تداعت للاجتماع الفوري، أمس، بعد جريمة الاغتيال وسط استياء كبير وسخط في وسط أبناء المحافظة والمديرية». كما أكد شهود عيان أن المقاومة الشعبية التهامية نفذت كمينًا استهدف دورية خاصة بالمسلحين الحوثيين وسيارة صالون لهم تحت منطقة أبو دوار بمحافظة حجة صباح أمس، وسط ورود أنباء عن سقوط قتلى وجرحى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.