مسؤول روسي: العلاقات بين موسكو وواشنطن «منهارة»

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (إ.ب.أ)
نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (إ.ب.أ)
TT

مسؤول روسي: العلاقات بين موسكو وواشنطن «منهارة»

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (إ.ب.أ)
نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (إ.ب.أ)

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس الثلاثاء، إن العلاقات الحالية بين موسكو وواشنطن يمكن وصفها بأنها «منهارة»، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي هو المسؤول عن ذلك، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
وأضاف ريابكوف، في مقابلة مع قناة «روسيا 24» التلفزيونية: «رأينا كيف تغير النهج الأميركي بشكل جذري، منذ توقيع معاهدة (ستارت)، والتصديق عليها».
وتابع: «أين كانت العلاقات مع الولايات المتحدة في عام 2010، وإلى أين دفعتها إدارة باراك أوباما، ثم دونالد ترمب، ثم جو بايدن، ربما سأصف الوضع الحالي لهذه العلاقات بكلمة واحدة... انهيار، العلاقات تدمّرت». وشدد على أن «المسؤولية عن ذلك تقع على عاتق الولايات المتحدة».
وقال: «هذا مجرد انعكاس لمسار واشنطن المعادي لروسيا بشكل أساسي، ورفض الولايات المتحدة دور روسيا المستقل والسيادي على الساحة الدولية، ورفضنا حضارةً ودولة، وهو ما يبدو لي أنه مذكور بوضوح في مفهوم السياسة الخارجية المحدث، لذلك جرى تعليق المعاهدة».
وأشار إلى أنه «يمكن استعادتها، ولكن من الضروري أن يتحرك الأميركيون، بالمعنى الحقيقي للكلمة، من موقعهم الهدّام الحالي المعادي لروسيا جذرياً، ويبدأوا إظهار المنطق السليم، وإظهار براعم الوعي، على الأقل، بأن هذا المسار كارثي، وأنه من المستحيل التحدث مع روسيا بهذا الشكل. والتصرف بهذه الطريقة أمر غير مقبول، ويجب مراجعة هذا النهج».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


ترمب يعيد طرح قضية قناة بنما... هل سيخدم ذلك مصالح أميركا؟

سفينة شحن تعبُر قناة بنما في الثاني من سبتمبر 2024 (أ.ب)
سفينة شحن تعبُر قناة بنما في الثاني من سبتمبر 2024 (أ.ب)
TT

ترمب يعيد طرح قضية قناة بنما... هل سيخدم ذلك مصالح أميركا؟

سفينة شحن تعبُر قناة بنما في الثاني من سبتمبر 2024 (أ.ب)
سفينة شحن تعبُر قناة بنما في الثاني من سبتمبر 2024 (أ.ب)

تعد قناة بنما إحدى البنى التحتية الأكثر أهمية في العالم، وهي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ؛ ما يجعلها شرياناً حيوياً للتجارة العالمية. ومع أن السيطرة على القناة انتقلت إلى بنما منذ عقود، فإن الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب يرى أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد السيطرة على هذه القناة؛ نظراً لأهميتها الاستراتيجية للأمن القومي الأميركي.

سفينة تعبر قناة بنما (رويترز)

ويقول ألكسندر غراي، الذي شغل منصب نائب مساعد للرئيس وكبير الموظفين في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض في الفترة من عام 2019 إلى 2021، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، إن ترمب أعرب مؤخراً عن أسفه لأن الولايات المتحدة تخلت عن السيطرة على قناة بنما لصالح بنما في عهد إدارة الرئيس الراحل جيمي كارتر، وهو موقف يتسم بالمنطق الاستراتيجي، ويتوافق مع السياق التاريخي.

وأوضح أن ترمب، الذي يُعَدُّ الرئيس المحافظ الأكثر تأثيراً منذ عهد رونالد ريغان، يشترك مع ريغان في فهمه الغريزي للمصالح الوطنية الأميركية، وبشكل أكثر تحديداً، في تشكُّكه المنطقي تجاه التنازل عن القناة التي شقتها الولايات المتحدة.

الرئيس جيمي كارتر يصفق بينما يلوّح الجنرال عمر توريخوس بيده بعد توقيع المعاهدات وتبادلها في مدينة بنما في 16 يونيو 1978 والتي منحت بنما السيطرة على القناة عام 2000 (أ.ب)

وتعكس تصريحات ترمب الأخيرة بشكل وثيق مواقف ريغان خلال مناظرة عام 1978 بشأن التصديق على معاهدات توريخوس - كارتر، التي أنهت السيادة الأميركية على القناة. وقال ريغان، الذي كان يستعد لمنافسة جيمي كارتر في انتخابات 1980، إنه «سيتحدث لأطول فترة ممكنة وبأعلى صوت ضد ذلك»، محذراً بحس استشرافي: «أعتقد أن العالم في الأساس لن ينظر إلى هذا (التنازل عن القناة) على أنه بادرة سخية من جانبنا، كما يريدنا البيت الأبيض أن نعتقد».

مع رئيسة بنما ميريا موسكوسو (يسار) ونظيرها المكسيكي إرنستو زيديلو (وسط) وهو يهنئ كارتر (يمين) بعد حفل التوقيع على نقل قناة بنما التي بنتها وأدارتها الولايات المتحدة إلى بنما في 14 ديسمبر 1999 في مدينة بنما (أ.ف.ب)

ومثل كثير من مبادرات ترمب في السياسة الخارجية، جلبت معارضة ريغان المستمرة للتخلي عن القناة سخرية الخبراء في السياسة الخارجية في ذلك الوقت. وحتى ويليام باكلي الابن، الأب الروحي للحركة المحافظة الحديثة، اختلف مع ريغان، وأيد إعادة القناة إلى بنما. ومع ذلك، أدرك ريغان، مثل ترمب، أن المصلحة الأميركية في القناة تتجاوز العلاقات الأميركية مع البنميين، أو احتمالية الحصول على قدر غامض من «حسن النية» من دول العالم الثالث (التي تُعْرَف اليوم غالباً باسم الجنوب العالمي) من خلال منح السيطرة المحلية.

دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ويقول غراي إنه أولاً، كما كانت الحال في زمن ريغان، لا تزال قناة بنما اليوم تلعب دوراً عسكرياً حيوياً للولايات المتحدة، وهو ما يبرر وحده استمرار السيطرة الأميركية عليها. ويتطلب نقل الجزء الأكبر من القوة البحرية الأميركية في أوقات الأزمات من السواحل الشرقية إلى الغربية، ومن ثم إلى منطقة المحيط الهادئ، وصولاً غير معرقل إلى القناة.

سفينة شحن تعبُر قناة بنما في الثاني من سبتمبر 2024 (أ.ب)

وأوضح أن هذا المنطق هو نفسه الذي دفع الرئيس ثيودور روزفلت في أوائل القرن العشرين إلى الشروع في شق القناة في المقام الأول، والذي حدد أبعاد بناء السفن الحربية الأميركية لعقود طويلة لضمان قدرة السفن البحرية على عبور نظام الغلق المتعلق بالقناة.

The Miraflores Locks of the Panama Canal is pictured in Panama City on December 23, 2024. (AFP)

وعلى الرغم من أن السفن اليوم أصبحت أكبر حجماً، وأن الحرب باتت أكثر تعقيداً، فإن الضرورة الأساسية لنقل أطنان ضخمة من القوة البحرية عبر أقصر طريق لا تزال ثابتة، ولم تتغير منذ اكتمال القناة عام 1914. وثانياً، كما كانت الحال خلال الحرب الباردة، تقع قناة بنما اليوم في خطوط المواجهة لصراع القوى العظمى، وهذه المرة بين الولايات المتحدة والصين.

وبينما كانت واشنطن غارقة في حربين مستمرتين في أفغانستان والعراق، استحوذت شركة مقرها هونغ كونغ على اثنين من أهم خمسة موانئ في بنما، وهي الآن بصدد بناء ميناء عميق ومحطة رحلات بحرية وجسر رابع عبر القناة.

الحكومة الأميركية سلمت السيطرة الكاملة على القناة إلى بنما في عام 1999 (أ.ف.ب)

وكما هي الحال في أفريقيا وجنوب المحيط الهادئ، تستخدم الصين مثل هذه البنية التحتية للحصول على سيطرة اقتصادية وسياسية قسرية، كما تَجَسَّدَ ذلك في حملتها للضغط على بنما لإيقاف اعترافها بتايوان في عام 2017. وسيكون من الغفلة القصوى الافتراض أن اهتمام بكين ببنما والقناة ليس له علاقة بالأهمية الاستراتيجية لهذا الممر المائي بالنسبة للدفاع الوطني الأميركي، بحسب غراي.

أخيراً، كان ريغان يرى أن السيطرة الأميركية على القناة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بنفوذ الولايات المتحدة على الساحة العالمية وجدية الطريقة التي تؤخذ بها كلمات واشنطن في العواصم الأجنبية. وتساءل ريغان خلال الجدل حول نقل القناة: «ماذا يعني هذا لحلفائنا حول العالم بشأن نياتنا القيادية ودورنا الدولي ورؤيتنا لقدرتنا الدفاعية الوطنية؟».

تولت الولايات المتحدة مسؤولية بناء القناة وإدارة المنطقة المحيطة بالممر لعقود من الزمن (رويترز)

ومثل الرئيس الأسبق، يبدو أن ترمب يرى أن قدرة الولايات المتحدة على التأثير ومواجهة تأثيرات الأعداء على القناة تعد حالة اختبار لقوة واشنطن العالمية. وإذا كان بإمكان واحدة من أعظم عجائب الخبرة الهندسية الأميركية والصلابة الوطنية أن تسلم بشكل متهور، رغم كل المنطق الاستراتيجي، وتوضع تحت تهديد التدخل الأجنبي المستمر، فما الرسالة التي سترسل إلى الأعداء من طهران إلى موسكو إلى بيونغ يانغ؟

الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو (إ.ب.أ)

وقوبلت تعليقات ترمب التي تشير إلى إمكانية استعادة الولايات المتحدة القناة بهجوم متوقَّع من مراكز الأبحاث في واشنطن وحتى أبواق الدعاية التابعة للحزب الشيوعي الصيني. ومع ذلك، فإن الرئيس الخامس والأربعين والسابع والأربعين، مثل الرئيس الأربعين قبله، يمتلك إحساساً فطرياً بمصالح أميركا الوطنية الأساسية، وهو ما يبدو أنه يفلت من أيدي العقول الكبيرة في واشنطن. ويختم غراي بأنه مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض، ستجد هذه البصيرة عالماً بحاجة ماسَّة إلى رئيس أميركي مستعد لمتابعة قضايا مثيرة للجدل من أجل الميزة الاستراتيجية لبلاده وأمن مواطنيها.