نيوكاسل ومانشستر يونايتد يواجهان وستهام وبرنتفورد في صراع المربع الذهبي

توتنهام يدخل السباق الثلاثي المثير على آخر مركزين مؤهلين لدوري الأبطال الموسم المقبل

لاعبو نيوكاسل المنتشون بفوزهم على يونايتد يأملون العودة من ملعب وستهام بانتصار جديد (رويترز)
لاعبو نيوكاسل المنتشون بفوزهم على يونايتد يأملون العودة من ملعب وستهام بانتصار جديد (رويترز)
TT
20

نيوكاسل ومانشستر يونايتد يواجهان وستهام وبرنتفورد في صراع المربع الذهبي

لاعبو نيوكاسل المنتشون بفوزهم على يونايتد يأملون العودة من ملعب وستهام بانتصار جديد (رويترز)
لاعبو نيوكاسل المنتشون بفوزهم على يونايتد يأملون العودة من ملعب وستهام بانتصار جديد (رويترز)

يخوض كل من نيوكاسل ومانشستر يونايتد مواجهتين صعبتين اليوم، ضمن مؤجلات الدوري الإنجليزي الممتاز وسباقهما لانتزاع بطاقتين بالمربع الذهبي، حيث يحل الأول ضيفاً على وستهام، ويستضيف الثاني برنتفورد.
وبينما يبدو أن سباق اللقب بات محصوراً بين آرسنال المتصدر ومطارده مانشستر سيتي، احتدم الصراع على بطاقتي المركز الثالث والرابع بين الثلاثي نيوكاسل وتوتنهام ويونايتد المتساوين في رصيد النقاط (50 لكل منهم) ولا يفرق بينهم سوى فارق الأهداف، لكن سبيرز لعب مباراتين أكثر من منافسيه.
وانقلبت الأوضاع في المراحل الأخيرة، حيث انتفض نيوكاسل ليقفز من المركز الخامس إلى الثالث بفضل انتصاره الأخير الأحد على يونايتد بهدفين نظيفين، ودخل توتنهام المربع الذهبي، رغم سقوطه في فخ التعادل 1-1 أمام مضيفه إيفرتون، مساء أول من أمس، في مباراة أنهاها الفريقان بعشرة لاعبين في ختام المرحلة التاسعة والعشرين.
ورغم اختلاف المواقع حيث ينافس نيوكاسل على مقعد مؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، بينما يجاهد وستهام من أجل تفادي مناطق الخطر والبقاء بين كبار الدوري، فإن رجال فريق المدرب إيدي هاو يدركون صعوبة المهمة على ملعب منافسهم في العاصمة لندن.


لوك شو جدد تعاقده مع يونايتد وينتظر انتفاضة اليوم (أ.ب)

وكان انتصار نيوكاسل الثأري على مانشستر يونايتد الذي أطاح به في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في فبراير (شباط) الماضي، قد أعاد الثقة لرجال المدير إيدي هاو في إمكانية إنهاء الدوري بالمربع الذهبي، بعد أن ساورهم الشك في المراحل السابقة، بإهدار الكثير من النقاط كانت بالمتناول.
وقال كالوم ويلسون، الذي سجل مع جو ويلوك هدفي نيوكاسل بمرمى يونايتد على ملعب سان جيمس بارك: «شعرنا بخيبة أمل في المباراة النهائية (لكأس الرابطة)، كان علينا أن نضبط الأمور أمام جمهورنا على الفور، هذا الفوز أعاد لنا الثقة». ومن جهته أكد إيدي هاو على أنه كان على يقين بقدرة رجاله على تصحيح المسار، والعودة للمنافسة بالمربع الذهبي بعد مراحل من التذبذب.
وفي ظل احتدام المنافسة على المركزين الثالث والرابع، يدرك هاو أن أهمية العودة من ملعب لندن الأولمبي «معقل وستهام» بالنقاط الثلاث ضرورية، مشيراً إلى أن لاعبيه سيقاتلون من أجل تحقيق الهدف المنشود.
وفي المقابل، وبعد أن منح الفوز الأخير لوستهام على ساوثهامبتون 1-صفر، الأحد، الفريق اللندني متنفساً في معركة الإفلات من الهبوط، حيث ارتقى من المركز التاسع عشر إلى الرابع عشر برصيد 27 نقطة، يريد فريق المدرب الأسكوتلندي ديفيد مويز اقتناص فرصة اللعب في أرضه وأمام جماهيره لدخول منطقة الأمان.
وفي المباراة الثانية، يأمل مانشستر يونايتد ضرب عصفورين بحجر واحد، الثأر من برنتفورد الذي أسقطه ذهاباً في مستهل البطولة برباعية مذلة، واقتناص 3 نقاط تعيده مرة أخرى للمربع الذهبي. وعاد الشك ليدب في نفوس جماهير يونايتد بعد أن استبشرت خيراً مع قدوم المدرب الهولندي إريك تن هاغ، ونجاحه لقيادة الفريق للفوز بكأس الرابطة. وجاءت الخسارة الأخيرة أمام نيوكاسل لتؤكد أن الفريق يعاني من هشاشة خط وسطه في غياب البرازيلي كاسيميرو، الذي يقضي عقوبة إيقاف لمدة أربع مباريات محلية بسبب تلقيه البطاقة الحمراء الثانية، وكذلك إصابة الدنماركي كريستيان إريكسن في كاحله، وحرمته من اللعب منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
واعترف تن هاغ بتأثير غياب إريكسن وكاسيميرو على تراجع نتائج، ومستوى الفريق بالأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أن المباريات «تُحسم في وسط الملعب».
ويعد البرازيلي كاسيميرو أحد أهم اللاعبين في تشكيلة تن هاغ منذ انضمامه ليونايتد قادماً من ريال مدريد الإسباني، مقابل 70 مليون يورو (76 مليون دولار)، إذ خسر يونايتد أربع مرات في ثماني مباريات غاب عنها، بينما خسر ثلاث مرات فقط خلال 19 مباراة لعبها.
وقال تن هاغ على هامش التحضير لمواجهة برنتفورد سابع الترتيب: «هما لاعبان بجودة رائعة في الوسط. المباريات تحسم في وسط الملعب؛ لذا حين تفتقد اثنين من أصحاب الجودة، فإن (التأثير) يكون واضحاً، لكنك تمتلك تشكيلة، وعليك أن تفوز حتى مع غيابهما». وسينتهي إيقاف كاسيميرو بعد مباراتي برنتفورد وإيفرتون.
بينما أشار تن هاغ إلى أن إريكسن عاد للمران، لكنه ليس جاهزاً بعد للعودة للمشاركة في المباريات، وأوضح: «إريكسن ليس مستعداً لمباراة برنتفورد، لكنه عاد للتدريبات، علينا الآن رؤية مدى السرعة التي سيعود بها».
ورغم عدم تحقيق أي انتصار في الدوري منذ منتصف فبراير، فإن يونايتد تأهل لأدوار متقدمة في مسابقتي كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي. وأكد تن هاغ أن المباريات القادمة لفريقه ستكون بمثابة مباريات كؤوس لا مجال فيها للتهاون أو إهدار النقاط.
ومن جهته أشار الظهير الأيسر الدولي لوك شو، الذي مدد عقده مع مانشستر يونايتد حتى عام 2027، إلى أن لاعبي الفريق المحبطين عقدوا اجتماعاً دون مدربهم تن هاغ، في استعراض صريح لحالة التراجع، وضرورة الاستيقاظ في المراحل الحاسمة الأخيرة للموسم، حتى لا تضيع فرصة الوجود بالمربع الذهبي.
وقال اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً: «لن أتطرق إلى هذا كثيراً، لكن اللاعبين تحدثوا قليلاً في غرفة تغيير الملابس بعد المباراة، الأمر يرجع لنا نحن اللاعبين في الملعب، لم يكن الأمر جيداً بما يكفي أمام نيوكاسل، وكذلك في اللقاءات الأخيرة، كان علينا التحدث مع بعضنا البعض».
وأضاف شو، الذي بدا غاضباً بشكل واضح: «الأداء الضعيف من الصعب تحمُله، ليس هذا ما أردناه. وليس ما كنا نتوقعه. حصل الفريق بأكمله على قسط من الراحة خلال فترة التوقف الدولية، لكن انخفض مستوانا، وبدا الأمر مغايراً لما كنا نفعله في التدريبات. هذا غير مقبول».
وكان شو (27 عاماً) قد انضم إلى مانشستر يونايتد عام 2014 قادماً من ساوثهامبتون، وخاض في صفوف الشياطين الحمر 249 مباراة، بينها 36 هذا الموسم، وعلق على تمديد تعاقده أمس قائلاً: «قبل 9 سنوات وقّعت لهذا النادي الرائع، وأنا سعيد جداً لتجديد وجودي في صفوفه، أتطلع للمساهمة في حصد الألقاب».
وكان توتنهام قد استغل سقوط يونايتد أمام نيوكاسل ليدخل على حسابه إلى المربع الذهبي، رغم التعادل المخيب مع إيفرتون 1-1 مساء أول من أمس.
وعلق كريستيان ستليني المدرب الذي يقود توتنهام بشكل مؤقت بعد إقالة الإيطالي أنطونيو كونتي قبل أسبوعين، قائلاً: «كنا نتقدم بهدف ومنافسنا يلعب منقوصاً بعد طرد أحد لاعبيه، لكننا سمحنا لهم بالضغط علينا، واقتناص التعادل». وأضاف ستليني: «التعامل مع المباراة كان جيداً... لكن مشكلتنا بعدم التماسك بالدقائق الأخيرة ما زالت مستمرة، عندما تجد طريقة للتسجيل وتتقدم 1-صفر، ولديك لاعب إضافي، عليك أن تكون أكثر وضوحاً في الطريقة التي تحتفظ بها بالكرة». وكان التعادل مع فريق يكافح لتجنب الهبوط مخيباً لآمال ستليني في أول مباراة لتوتنهام منذ إقالة أنطونيو كونتي.
وبتصويبة صاروخية من مسافة 30 ياردة، نجح مايكل كين في خطف التعادل لإيفرتون باللحظات الأخيرة، ليمنح فريقه الكثير من الآمال في تجنب الهبوط. وشكل الهدف بعض العزاء للمدافع البالغ عمره 30 عاماً بعد تسبب تدخله القوي على كريستيان روميرو في احتساب ركلة جزاء لتوتنهام، سجل منها هاري كين هدف التقدم في الدقيقة 68.
لكن قبل هدف التقدم انفجرت جماهير إيفرتون معترضة في استاد جوديسون بارك على هاري كين، وصرخت بكلمة «غشاش»، بعد مشاجرة الأخير مع عبد الله دوكوري، التي تسببت في طرد الأخير بالدقيقة 58. وجذب كين قميص الدولي المالي، الذي رد بضرب قائد إنجلترا في وجهه، ليسقط مهاجم توتنهام بعدها على الأرض في معاناة واضحة. وعلق ستليني قائلاً: «رد فعل الجماهير طبيعي. إنهم غير سعداء، لكن في رأيي كان طرداً واضحاً. يحدث هذا في بعض الأحيان، إنه أمر طبيعي».
وخسر توتنهام جهود لاعب وسطه المهاجم لوكاس مورا، في الدقائق الأخيرة بخروجه مطروداً، بعد ست دقائق فقط من مشاركته كبديل. واعتذر البرازيلي البالغ من العمر 30 عاماً عن «الخطأ» الذي ارتكبه، مؤكداً أنه لم تكن لديه نية خبيثة في تدخله العنيف مع مدافع إيفرتون مايكل كين.
وكتب مورا على موقعه في «إنستغرام» عقب المباراة: «هناك أيام جيدة وأخرى سيئة، كانت اللحظات الأخيرة من مباراتنا أمام إيفرتون سيئة بالنسبة لي». وأضاف: «لا أحد يشعر بالإحباط أكثر مني. ارتكبت خطأً وأتقبل هذا. لست هذا النوع من اللاعبين، ولم أقصد فعل هذا، أحياناً بسبب قرارات في أجزاء من الثانية، يحدث شيء مختلف تماماً عما خططت له، أريد الاعتذار لزملائي بالفريق، والجهاز الفني، والجماهير، والنادي». وأكمل: «سأواصل التدريب بقوة لمساعدة الفريق بقدر استطاعتي حتى آخر يوم لي في هذا النادي».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
TT
20

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)

تنافس أكثر من 20 روبوتاً في أول نصف ماراثون بشري في العالم في الصين اليوم (السبت)، ورغم تفوقها التكنولوجي المذهل، فإنها لم تتفوق على البشر في المسافة الطويلة.

وشارك أكثر من 12 ألف شخص في السباق الذي يمتد إلى 21 كيلومتراً. وفصلت حواجز مسار عدْو الروبوتات عن منافسيها من البشر.

وبعد انطلاقها من حديقة ريفية، اضطرت الروبوتات المشاركة إلى التغلب على منحدرات طفيفة، وحلبة متعرجة بطول 21 كيلومتراً (13 ميلاً) قبل أن تصل إلى خط النهاية، وفقاً لصحيفة «بكين ديلي» الحكومية.

شاركت فرق من عدة شركات وجامعات في السباق، الذي يُمثل عرضاً للتقدم الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الروبوتات، في محاولتها اللحاق بالولايات المتحدة، التي لا تزال تفخر بنماذج أكثر تطوراً، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتم السماح للمهندسين بإجراء تعديلات على أجهزة التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بهم على طول الطريق، مع تحديد محطات مساعدة خاصة للروبوتات. ولكن بدلاً من الماء والوجبات الخفيفة، كانت المحطات تقدم بطاريات، وأدوات فنية للروبوتات.

روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

ورغم منح الروبوت أقصى طاقة ممكنة، تأخر الروبوت «تيانغونغ ألترا» كثيراً عن أسرع رجل في السباق، الذي عبر الخط في ساعة واحدة و11 ثانية تقريباً. أول روبوت يعبر خط النهاية، تيانغونغ ألترا، من ابتكار مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية، أنهى السباق في ساعتين و40 دقيقة. وهذا يقل بنحو ساعتين عن الرقم القياسي العالمي البشري البالغ 56:42 دقيقة، والذي يحمله العداء الأوغندي جاكوب كيبليمو. أما الفائز بسباق الرجال اليوم (السبت)، فقد أنهى السباق في ساعة ودقيقتين.

وكان السباق بمثابة عرض فني، وقال رئيس الفريق الفائز إن روبوتهم -رغم تفوقه على البشر في هذا السباق تحديداً- كان نداً لنماذج مماثلة من الغرب، في وقتٍ يحتدم فيه السباق نحو إتقان تكنولوجيا الروبوتات البشرية.

المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)
المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)

وكانت الروبوتات، بأشكالها وأحجامها المتنوعة، تجوب منطقة ييتشوانغ جنوب شرقي بكين، موطن العديد من شركات التكنولوجيا في العاصمة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، انتشرت مقاطع فيديو لروبوتات صينية بشرية وهي تؤدي حركات ركوب الدراجات، والركلات الدائرية، والقفزات الجانبية على الإنترنت.

روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

في وثيقة سياسية لعام 2023، حددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية صناعة الروبوتات البشرية باعتبار أنها «حدود جديدة في المنافسة التكنولوجية»، وحددت هدفاً بحلول عام 2025 للإنتاج الضخم، وسلاسل التوريد الآمنة للمكونات الأساسية.

وقال مهندسون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الهدف هو اختبار أداء الروبوتات، وما إذا كانت جديرة بالثقة. ويؤكدون أنّ الأولوية هي الوصول إلى خط النهاية، لا الفوز بالسباق. ورأى كوي وينهاو، وهو مهندس يبلغ 28 عاماً في شركة «نوتيكس روبوتيكس» الصينية، أن «سباق نصف الماراثون يشكل دفعاً هائلاً لقطاع الروبوتات بأكمله». وأضاف: «بصراحة، لا يملك القطاع سوى فرص قليلة لتشغيل آلاته بهذه الطريقة، بكامل طاقتها، على هذه المسافة، ولوقت طويل. إنه اختبار صعب للبطاريات، والمحركات، والهيكل، وحتى الخوارزميات». وأوضح أن روبوتاً تابعاً للشركة كان يتدرب يومياً على مسافة تعادل نصف ماراثون، بسرعة تزيد على 8 كيلومترات في الساعة.

منافسة مع الولايات المتحدة

وشدّد مهندس شاب آخر هو كونغ ييتشانغ (25 عاماً) من شركة «درويد آب»، على أن سباق نصف الماراثون هذا يساعد في «إرساء الأسس» لحضور هذه الروبوتات بشكل أكبر في حياة البشر. وشرح أنّ «الفكرة الكامنة وراء هذا السباق هي أنّ الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها الاندماج بشكل فعلي في المجتمع البشري، والبدء بأداء مهام يقوم بها بشر». وتسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى أن تصبح الأولى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تخوض معها راهناً حرباً تجارية. أصبحت الشركات الصينية، وتحديداً الخاصة منها، أكثر نجاحاً في استخدام التقنيات الجديدة.

في يناير (كانون الثاني)، أثارت شركة «ديب سيك» الناشئة اهتماماً إعلامياً واسعاً في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأميركيين، مثل «تشات جي بي تي».