مرت أمس (الاثنين) 50 عاماً على اختراع الهاتف الجوال، على يد المهندس الأميركي مارتن كوبر، الذي صرح قبل أيام بأن هذه الأجهزة التي ابتكرها باتت تطرح مشكلة تتمثل في أن الناس يُمضون الكثير من الوقت في استخدامها، وأنهم «فقدوا عقولهم» بسببها.
ووفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد وجد تقرير حديث أن البالغين في الولايات المتحدة يتحققون من هواتفهم، في المتوسط، 344 مرة في اليوم، أي مرة كل أربع دقائق، ويقضون ما يقرب من ثلاث ساعات يومياً على أجهزتهم بشكل إجمالي.
وخلال السنوات الأخيرة، زاد اعتماد الأشخاص بشكل كبير على الهواتف في كل شيء تقريباً، من إجراء المكالمات لمراسلة الأشخاص في ثوانٍ، والتسوق، ودفع الفواتير المختلفة، والتحقق من الطقس، والتقاط الصور أو مقاطع فيديو، واستخدام نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس» أثناء القيادة، وغيرها من الأمور.
ومع تزايد اعتمادنا المجتمعي على هذه الأجهزة، تكافح الدراسات لمعرفة الآثار السلبية لهذا الأمر على عقولنا وأجسامنا.
وحذرت إحدى الدراسات الحديثة من الآثار السلبية لاستخدام الهاتف أثناء القيادة على الإدراك والتفكير، قائلة إن مجرد التحدث عبر الهاتف كان كافياً لجعل رد فعل السائقين أبطأ على الطريق. وينطبق هذا الأمر أيضاً على المهام اليومية الأقل خطورة. فقد أكدت دراسة أخرى أن مجرد سماع إشعار الهاتف الجوال أثناء العمل أو الاستذكار يجعل أداء المشاركين سيئاً للغاية.
وحذرت دراسة نشرت في عام 2018 من أن استخدام الهاتف بشكل متكرر يمكن أن يساهم في تقليل مستويات الذكاء، خصوصاً لدى الأطفال.
وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يتمتعون بمعدل ذكاء مرتفع يقضون وقتاً أمام الهواتف لا يزيد على ساعتين في اليوم، ويقومون بممارسة الرياضة لمدة ساعة يومياً على الأقل، وينعمون بالنوم لمدة تتراوح بين 9 ساعات و11 ساعة.
ويمكن لإدمان الهاتف الذكي أن يغير شكل الدماغ البشري وحجمه بطريقة مماثلة للطريقة التي تغير بها المخدرات أدمغة المدمنين، وفقاً لما ذكرته دراسة نشرت عام 2020.
وفي إحدى الدراسات الحديثة الأخرى، طلب الباحثون من المشاركين، إما وضع هواتفهم بجوارهم، أو في غرفة أخرى، قبل قيامهم بسلسلة من المهام لاختبار قدراتهم على التركيز ومعالجة المعلومات وحل المشكلات.
ووجد الباحثون أن أداء المشاركين الذين تركوا هواتفهم في غرف أخرى كان أفضل بكثير من أداء أولئك الذين تركوها في مكان قريب.
ونقلت «بي بي سي» عن عدد من الخبراء قولهم إنه للتخلص من الآثار السلبية الخاصة باستخدام الهاتف، يجب على الأشخاص أن يتدربوا على تركه في غرفة أخرى، وكذلك محاولة تدريب العقل على مقاومة إغراء الهاتف.
ولفتوا إلى أن مقاومة هذا الإغراء لمرة واحدة ستساهم في إنشاء مسارات عصبية جديدة بالدماغ تجعل مقاومة هذا الإغراء أسهل وأسهل في المستقبل.
كيف أثّرت الهواتف الجوالة على عقولنا؟
كيف أثّرت الهواتف الجوالة على عقولنا؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة