باحثون: الأفيال قد تكون هي من «دجّنت» نفسها وليس الإنسان!

باحثون: الأفيال قد تكون هي من «دجّنت» نفسها وليس الإنسان!
TT
20

باحثون: الأفيال قد تكون هي من «دجّنت» نفسها وليس الإنسان!

باحثون: الأفيال قد تكون هي من «دجّنت» نفسها وليس الإنسان!

أشار فريق دولي من الباحثين إلى وجود سمات مماثلة داخل مجموعات الأفيال، ما يثير تساؤلا حول من أو ما الذي يمكن أن يقوم بتدجينها. والجواب الذي يقترحه الباحثون يبدو مفاجئًا بنفس القدر «ربما تكون الأفيال قد دجنت نفسها»!
وفي حين أن العديد من السمات الشائعة قد لا يتم اختيارها عن قصد، فإن بعض الجينات تسير جنبًا إلى جنب مع تلك الخاصة بالرفيق سهل الانقياد، ما يمنح العديد من الحيوانات مظهرًا أكثر رشاقة وأقل تهديدًا. قد لا تساعد مجموعة الخصائص التي تتماشى مع الحيوانات الهادئة واللطيفة، والتي يطلق عليها اسم «متلازمة التدجين»، في البرية، لكنها بالتأكيد تجعلها أكثر ملاءمة للمجتمع البشري.
ففي عام 2017 اتخذ عالم الأنثروبولوجيا بجامعة ديوك براين هير مفهوم «متلازمة التدجين» خطوة إلى الأمام؛ فإذا تمكنا من اختيار الكلاب والأغنام والخنازير والأبقار التي يجب أن تنجب بناءً على مزاجها وجاذبيتها، فلماذا لم نتمكن من فعل ذلك لأنفسنا؟
وبالتالي، كان هناك ضغط متزايد على قدرتنا على التواصل وتسهيل المهارات اللغوية المعقدة. فقد يكون للتغييرات في كيفية عمل أدمغتنا تأثير على حجم وشكل جمجمتنا، وكل ذلك لا يختلف عن كيفية تغير الجماجم في الحيوانات الأليفة.
ويحدد هير قريبنا المقرب «البونوبو» (Pan paniscus) كمرشح للتدجين الذاتي بناءً على تأكيدات افتقاره للعدوانية مقارنة مع قريبه الآخر «الشمبانزي». أما الآن فيتم ترشيح الأفيال الأفريقية والآسيوية كنموذجين جديدين للتدجين الذاتي بعد أن خضعت لعمليات اختيار مماثلة للبشر والبونوبو، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن بحث نشره PNAS.
فقد قدم مؤلفو الدراسة الجديدة قائمة شاملة لأوجه التشابه بين المجموعات التي تعمل كدليل على عملية تدجين مشتركة. على سبيل المثال، في جميع الحالات الثلاث تغير شكل الفك والجمجمة، مع تقصير الفكين أو تقليل استطالة الجماجم وتقليل عدد الأسنان.
ومن الناحية السلوكية، هناك ميل للتفاعلات السلمية، مع أمثلة العدوان التي تميل إلى أن تكون استباقية بدلاً من رد الفعل. فيميل الصغار من جميع الأنواع إلى المشاركة في الألعاب الاجتماعية وغير الاجتماعية التي غالبًا ما تسهل التنشئة الاجتماعية والترابط. وهناك أيضًا دليل مهم على «الأبوة»، حيث يتم إرشاد الأبناء ورعايتهم من قبل بالغين ليسوا أسلافهم المباشرين.
فقد أجرى الفريق مراجعة لمئات الجينات التي يُعتقد أنها متورطة في تغييرات بالأنسجة الجنينية التي تعتبر مسؤولة جزئيًا عن التدجين، ووجد بعض الأدلة على أن التطور قد فضل على الأقل بضع عشرات من مثل هذه التسلسلات في الأفيال.
قد تكون الأمثلة المقدمة مجرد حالات لاختيار ما يناسبها. فعلى سبيل المثال، تطورت الحيوانات الأخرى التي خضعت للتدجين إلى سلالات ذات آذان مرنة وذيول مجعدة.
وفي هذا الاطار، يجادل الباحثون بأن «الأنواع المستأنسة لا تُظهر عادةً المجموعة الكاملة من السمات المرتبطة بالتدجين، حيث يمكن أن تتفتت كتل مختلفة من السمات ولم تعد تخضع للاختيار. ومن غير المرجح أن تفقد الأفيال البنية المتطورة بالفعل في آذانها نظرًا لمدى فائدتها في التنظيم الحراري». فإلى أي درجة قد تكون الأنواع الثلاثة قد سلكت أو لم تسلك الطريق التطوري المحلي المؤيد للمجتمع والذي يعتمد بشكل أساسي على ما إذا كانت الفرضية نفسها تقدم نظرية جيدة قادرة على تفسير سبب وجود خصائص اجتماعية معينة بشكل شائع في أنواع مختلفة. وإذا حدث ذلك، فقد نجد حيوانات أخرى في سلسلة متصلة من التدجين؛ ربما تكون الدلافين أو أنواعا مختلفة من الطيور أو القوارض قد خضعت أيضًا لتغييرات مماثلة تفضل درجات من التعقيد الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

رجلٌ سار 53 ميلاً مرتدياً زيَّ طائر الكروان

يوميات الشرق أخذ مهنته إلى آفاق جديدة (تصوير: تيسا بوني)

رجلٌ سار 53 ميلاً مرتدياً زيَّ طائر الكروان

قرَّر مات تريفليان، وهو صانع دمى سابق، أخذ مهنته إلى آفاق جديدة عندما ارتدى زيّ طائر الكروان وقطع مسافة 53 ميلاً في يومين فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أسد ضال يسقط بعد أن أطلق عليه حارس من هيئة الحياة البرية الكينية النار في منطقة إيسينيا بمقاطعة كاجيادو بعد أن هاجم وأصاب أحد السكان المحليين على مشارف العاصمة نيروبي (أرشيفية - رويترز)

في كينيا.. أسد يختطف فتاة من مجمع سكني ويفترسها

أعلنت هيئة الحياة البرية الكينية أن فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً قُتلت على يد أسد على مشارف نيروبي.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
يوميات الشرق قطة صغيرة تُدعى توليب في ملجأ مايهيو للحيوانات غرب لندن (أ.ف.ب)

غلاء المعيشة يدفع البريطانيين للتخلي عن حيواناتهم الأليفة

قالت مديرة الملجأ الكائن في غرب لندن إلفيرا ميوتشي ليونز إن أصحاب هذه الحيوانات «يشعرون بالحزن والخجل والإحباط لأنهم مضطرون لاتخاذ هذه القرارات».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «بوبي» تُمنَح فرصة العيش اللائق (رويترز)

الفيلة الأفريقية «بوبي» حرّة بعد 30 عاماً في الأَسر

داخل صندوقٍ حديدي خاص مثبت على شاحنة ومُحاط بسيارات مليئة بالمرافقين والأطباء البيطريين، كانت «بوبي»، أنثى فيل أفريقية، في طريقها إلى حياة أفضل.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق الغرابة المُتاجَر بها (الحرس المدني في وزارة الداخلية)

اعتقال زوجين يُربّيان قططاً نادرة للبيع في إسبانيا

قبضت السلطات الإسبانية على زوجين يُشتبه في بيعهما قططاً غريبة عبر الإنترنت، بما فيها أنواع محميّة مثل النمور البيضاء، والفهود، والنمور المرقَّطة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
TT
20

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)

احتفلت الأوبرا المصرية بذكرى رحيل الموسيقار سيد مكاوي من خلال تقديم روائع ألحانه لكبار المطربين في حفل، مساء الخميس، بالتزامن مع فعاليات أقامها صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة الفاطمية احتفاء بالموسيقار الراحل وبالشاعر صلاح جاهين.

فعلى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، عدداً من ألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوى، التى تحمل طابعاً مميزاً يمزج الأصالة بالحداثة، من بينها أغاني «أوقاتي بتحلو»، و«شعورى ناحيتك»، و«مصر دايماً مصر»، و«الصهبجية»، و«أنا هنا يا ابن الحلال»، و«وحياتك يا حبيبي»، و«قال إيه بيسألوني»، و«اسأل مرة عليا»، و«حلوين من يومنا»، و«الأرض بتتكلم عربي»، إلى جانب نخبة من الألحان التى جمعت بصمات عدد من كبار الموسيقيين، وفق بيان للأوبرا المصرية.

فيما نظم صندوق التنمية الثقافية، فعالية بعنوان «ليلة الوفاء: في ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي»، في قصر الأمير طاز بالقاهرة التاريخية، تكريماً لمسيرة اثنين من أبرز رموز الفن والثقافة في مصر، وتضمنت افتتاح معرض كاريكاتير، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، يضم لوحات تجسّد ملامح من سيرة مكاوي وجاهين، وتعكس تأثيرهما العميق في الوجدان المصري، وتعيد تقديمهما برؤية فنية معاصرة.

وشارك في الفعالية المعماري حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بتقديم عرض تفاعلي بعنوان «رباعيات معمارية»، بمشاركة المخرجة والممثلة عبير لطفي، في تجربة فنية تتداخل فيها عناصر الشعر والصورة مع المعمار، مستوحاة من الرباعيات الشهيرة لصلاح جاهين وأعماله مع الفنان سيد مكاوي.

ويتضمن البرنامج عرضاً فنياً لنتاج ورشة «لحن وكلمة»، التي أُقيمت بإشراف الدكتور علاء فتحي والشاعر سامح محجوب بالتعاون مع الشاعر جمال فتحي والموسيقار خالد عبد الغفار، بتقديم أعمال فنية مستوحاة من تراث جاهين ومكاوي، وتُعيد تقديمهم من منظور إبداعي معاصر.

جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)
جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)

ويقول الشاعر جمال فتحي: «الاحتفالية في قصر الأمير طاز انطلقت من فكرة الاحتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقدمنا أوبريت من كتابتي بعنوان (شارع البخت) نتاج ورشة عمل بين بيت الشعر العربي وبيت الغناء العربي، وقدمنا في البداية تحية للرمزين الكبيرين وذكرنا عملهما الخالد (الليلة الكبيرة)».

وأضاف فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خلال الاحتفالية فكرة مختلفة للاحتفاء بالموسيقار سيد مكاوي والشاعر صلاح جاهين، لنؤكد على امتداد إبداعهما عبر الأجيال التالية»، وأوضح أن «سيد مكاوي يمثل بصمة خاصة في عالم الموسيقى والغناء، فقد أخد الطابع الموسيقي التعبيري لدى سيد درويش مع الطابع الطربي لدى زكريا أحمد وجمع بين السمتين في بصمة خاصة تميز أعماله التي اشتهر بها مع أم كلثوم، أو فؤاد حداد في (المسحراتي) أو أعماله في الإذاعة، كل ذلك ترك بصمة في الوجدان وفي الموسيقى المصرية».

وبالتزامن؛ نظم مركز إبداع بيت السحيمي بشارع المعز، عرضاً فنياً بعنوان «رباعيات من زمن فات» لفرقة «ومضة» لعروض خيال الظل والأراجوز، سلطت الضوء على مسيرة (جاهين ومكاوي) الفنية والشخصية، وقدمت نماذج مختارة من أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشكّل علامة فارقة في تاريخ الشعر والغناء والموسيقى المصرية.