موسيقيون مصريون يتضامنون مع راجح داود في أزمة «سره الباتع»

من بينهم عمر خيرت وتامر كروان وعادل حقي

موسيقيون مصريون يتضامنون مع راجح داود في أزمة «سره الباتع»
TT
20

موسيقيون مصريون يتضامنون مع راجح داود في أزمة «سره الباتع»

موسيقيون مصريون يتضامنون مع راجح داود في أزمة «سره الباتع»

تضامن عدد كبير من الموسيقيين المصريين مع الموسيقار راجح داود في أزمة مسلسل «سره الباتع» للمخرج خالد يوسف، التي اندلعت خلال الساعات الماضية بعد إصدار داود بياناً تبرأ فيه من الموسيقى المستخدمة في المسلسل، الذي يعرض حالياً عبر فضائية «On E»، حيث حمّل داود المخرج مسؤولية إضافة موسيقى قديمة له من فيلم «الريس عمر حرب» وموسيقى أخرى لم يؤلفها.
في المقابل، ردّ المخرج خالد يوسف على بيان راجح داود، الأحد، عبر فيديو قصير بثه عبر «فيسبوك» اتهم فيه داود بأنه لم يقدم له مقطوعات موسيقية كافية لتستخدم في كافة مشاهد المسلسل، ودلل على كلامه بمشهد وصول نابليون بونابرت إلى مصر، الذي تم فيه استخدام النشيد الوطني الفرنسي القديم لعدم وجود موسيقى جديدة. على حد تعبيره.
ما دفع موسيقيين مصريين للتضامن مع داود، من بينهم عمر خيرت، ومحمود طلعت، وتامر كراون، وخالد حماد، وعادل حقي، وخالد الكمار. وأصدروا بياناً جاء فيه: «نعلن نحن مؤلفي وملحني الموسيقى التصويرية عن كامل تضامننا مع الأستاذ الموسيقار الكبير د. راجح داود لما تعرض له، حيث تم اجتراء واجتزاء موسيقاه وإعادة استخدام أعمال موسيقية قديمة له ودسّ موسيقى غريبة لموسيقيين آخرين ونسبها إليه داخل أحداث مسلسل (سره الباتع) من إخراج الأستاذ خالد يوسف، ما يضر باسمه وسمعته كمؤلف موسيقي له شهرته الواسعة في مجال الموسيقى على مدار أكثر من 4 عقود».
وأضاف البيان: «نود أن ننوه أنه قد انتشر في الآونة الأخيرة لجوء بعض القائمين على صناعة الدراما والسينما إلى استخدام مقطوعات موسيقية مجهولة المصدر أو مجتزأة من أعمال أجنبية، ووضعها داخل تلك الأعمال، ما يضر بمصداقية اسم المؤلف الموسيقي المتعاقد على تأليف مصنف مخصص لتلك الأعمال».
وتابع: «لذا نود أن نوضح أن الموسيقى التصويرية يتم تأليفها خصيصاً لعمل درامي بعينه، سواء فيلم أو مسلسل أو مسرحية، ولا يجوز استخدامها بأي شكل من الأشكال خارج سياق العمل الأصلي المؤلفة له، وأي استخدام آخر للمصنف في غير محله هو مخالف لقوانين حقوق الملكية الفكرية المحلية والدولية، كما يعد خللاً بأصول وأعراف صناعة الموسيقى والدراما».
وطالبوا القائمين على صناعة الدراما بالعمل على إرساء حقوق الملكية الفكرية للمبدعين من مؤلفي الموسيقى التصويرية، والعمل على توفير مناخ وظروف إنتاجية مناسبة لإنتاج شريط موسيقي مصاحب للعمل الفني، لأن الموسيقى التصويرية جزء لا يتجزأ من عناصر العمل الفني، بل يرتكز عليها العمل الفني لتشكيل هويته ولتوصيل رسالته.
ورفض راجح داود فكرة مقاضاة المخرج خالد يوسف، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لن أتخذ أي إجراء قانوني، ضد أي شخص، أنا لست شخصاً من هواة المشكلات، ولا أحب أن أدخل ساحات القضاء في الفن، فأنا لا أحب أن أقرأ اسمي في صفحات الأزمات، لكن كل ما يهمني هو أن أوضح لجمهوري ما حدث من خلل في موسيقى مسلسل (سره الباتع)، وبياني الأخير وضح ما أريده».



تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
TT
20

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

وعُثر على البقايا قبل 27 عاماً داخل ملجأ صخري يُعرف باسم «لاغار فيلهو» في البرتغال، حيث ظهر الهيكل شبه المُكتمل ملوَّناً بصبغة حمراء؛ ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأنّ الجثة ربما غُطيت بجلد حيواني مُصبّغ قبل الدفن.

وعند تحليل سمات الهيكل، لاحظ الباحثون أنّ بعض الخصائص، مثل بنية الجسم وعظام الفك، تُشبه تلك الموجودة لدى إنسان «نياندرتال» (انقرض في أوروبا قبل نحو 24 ألف عام)؛ ما أثار فرضية أنَّ الطفل قد يكون نتاج تزاوج بين المجموعتين. كانت هذه الفكرة ثورية في ذلك الوقت، لكنَّ التطوّرات الجينية اللاحقة أكدت حدوث هذا التهجين؛ إذ لا يزال الحمض النووي لإنسان «نياندرتال» حاضراً في جينات البشر المعاصرين.

واجه العلماء صعوبة في تحديد الفترة الزمنية التي عاش فيها الطفل بدقّة، بسبب نمو جذور نباتية داخل العظام وتلوّث العيّنات بمواد عضوية أخرى، ما حال دون استخدام تقنية الكربون المُشعّ؛ لذلك اعتمدوا على تأريخ الفحم وعظام حيوانات محيطة بالهيكل تراوحت أعمارها بين 27.700 و29.700 عام.

ومع تطوُّر التقنيات، حلَّل الفريق، وفق دراسة نشرتها مجلة «ساينس أدفانسز» ونقلتها «أسوشييتد برس»، بروتيناً موجوداً بشكل رئيسي في العظام البشرية، مُستخدمين عيّنة من ذراع الطفل المكسورة لتأكيد النتائج السابقة: أنّ عمر الهيكل يراوح بين 27.700 و28.600 عام.

وصرَّحت بيتان لينسكوت، المُشاركة في الدراسة والباحثة بجامعة ميامي: «شعرنا بأننا نعيد للطفل جزءاً من قصّته المنسية. لم يكن الهيكل مجرّد بقايا، وإنما قبر طفل صغير. لا بد أنّ أحداً ما أحبَّه، وجعله يضحك، ورافق خطواته القليلة على الأرض».

من جهته، أكد عالم الآثار بجامعة درم البريطانية، بول بيتيت، أنّ البحث يبرز كيف أسهمت طرق التأريخ الحديثة في فكّ ألغاز الماضي. في حين شبَّه المؤلِّف من جامعة لشبونة، جواو زيلهاو، أهمية دراسة الأصول البشرية بالاحتفاظ بصور الأسلاف، قائلاً: «إنها سبيل إلى التذكُّر».