دراسة: النحل يمتلك مشاعر وأحلاماً ويعاني اضطراب ما بعد الصدمة

ما لا يقل عن ثلث طعامنا يعتمد بشكل مباشر على النحل للتلقيح (إ.ب.أ)
ما لا يقل عن ثلث طعامنا يعتمد بشكل مباشر على النحل للتلقيح (إ.ب.أ)
TT

دراسة: النحل يمتلك مشاعر وأحلاماً ويعاني اضطراب ما بعد الصدمة

ما لا يقل عن ثلث طعامنا يعتمد بشكل مباشر على النحل للتلقيح (إ.ب.أ)
ما لا يقل عن ثلث طعامنا يعتمد بشكل مباشر على النحل للتلقيح (إ.ب.أ)

زعمت دراسة جديدة، أن النحل يمتلك مشاعر وأحلاماً، بل ويعاني اضطراب ما بعد الصدمة.
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أجريت الدراسة بواسطة ستيفن بوخمان، عالم البيئة الأميركي، الذي درس النحل وسلوكه لأكثر من 40 عاماً، حيث نظر في طريقة تعامله مع المواقف المختلفة، مع قياس التقلبات في الناقلات العصبية كالدوبامين والسيروتونين، والمواد الكيميائية المنظمة للمزاج بعد تلقيه مكافأة ما.
ووجد بوخمان، أن تحسن الحالة المزاجية للنحل بعد حصوله على مكافأة أدى إلى زيادة حماسه للبحث عن الطعام. وعلى النقيض، فحين يتعرض النحل لموقف مخيف، تنخفض مستويات الدوبامين والسيروتونين لديه. وجادل بوخمان بأن النحل يمكن أن يظهر مشاعر معقدة تشبه التفاؤل والإحباط والمرح والخوف، وهي سمات مرتبطة بشكل أكثر شيوعاً بالثدييات.
كما أكد أن التجارب التي أجراها لسنوات طويلة كشفت عن أن النحل أحياناً ما تظهر عليه أعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة، كما يمكنه التعرف على الوجوه البشرية المختلفة، وقد يحلم ويعالج الذكريات طويلة المدى أثناء النوم. وأصدر بوخمان كتاباً مؤخراً أطلق عليه اسم «ما تعرفه النحلة: استكشاف أفكار وذكريات وشخصيات النحل» ناقش فيه ما توصل إليه في الدراسة. ويعد بوخمان جزءاً من مجموعة صغيرة، ولكنها متنامية من العلماء الذين يسعون إلى فهم القدرة العاطفية الكاملة للنحل.
ولفت بوخمان إلى أن بحثه غيّر بشكل جذري الطريقة التي يتعامل بها مع النحل والحشرات بشكل عام. ولم يقتصر هذا الأمر على تجنب قتلها في منزله فحسب، بل إنه كان يسعى دائماً للحفاظ عليها ويحاول جاهداً ألا يصيبها بأي أذى خلال تجاربه. ويقول بوخمان «قبل عِقدين من الزمان، ربما كنت أتعامل مع النحل بشكل مختلف. لكن العمل الذي قمت به ربما يفرض إطاراً أخلاقياً حول كيفية معاملة النحل».
وأضاف «النحل مدرك لذاته، وهو حساس، وربما يكون لديه شكل بدائي من الوعي».
ولفت لوخمان إلى أن نتائجه قد تساعد في تفسير سبب «اضطراب انهيار المستعمرات»، حيث تموت خلايا النحل بأكملها في غضون موسم واحد، وهي ظاهرة تسببت في انخفاض أعداد هذه الملقحات الأساسية بشكل سريع خلال العقدين الماضيين. وبينما يُعزى السبب في المقام الأول إلى استخدام مبيدات الآفات، يجادل بوخمان بأن الانخفاض يرجع أيضاً إلى «الضغط النفسي الذي يعانيه النحل نتيجة التعامل معه بشكل وحشي». ويأمل بوخمان أن تحدِث دراسته تحولاً أخلاقياً في طريقة تعامل الناس مع جميع الكائنات والحشرات، وبخاصة النحل.
يذكر، أن ما لا يقل عن ثلث طعامنا يعتمد بشكل مباشر على النحل للتلقيح. فرغم أن محاصيل الحبوب يتم تلقيحها بشكل أساسي بواسطة الرياح، فإن غالبية الفاكهة والمكسرات والخضراوات يتم تلقيحها بواسطة النحل.



الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
TT

الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)

أظهرت طريقة فحص جديدة تجمع بين التحليل بالليزر والذكاء الاصطناعي إمكانية التعرف على أولى علامات الإصابة بسرطان الثدي؛ ما قد يُسهم في تحديد الإصابة في مرحلة مبكرة جداً من المرض.

وتكشف التقنية غير الجراحية التي طوّرها فريقٌ من الباحثين من جامعة إدنبرة بالتعاون مع عددٍ من باحثي الجامعات الآيرلندية، عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من المرض، التي لا يمكن اكتشافها بالاختبارات الحالية، وفق الفريق البحثي.

وقال الدكتور آندي داونز، من كلية الهندسة في جامعة إدنبرة، الذي قاد الدراسة: «تحدث معظم الوفيات الناجمة عن السرطان بعد تشخيصٍ متأخرٍ بعد ظهور الأعراض، لذلك يمكن لاختبارٍ جديدٍ لأنواع متعدّدة من السرطان أن يكتشف هذه الحالات في مرحلة يُمكن علاجها بسهولة أكبر».

وأضاف في بيان، الجمعة، أن «التشخيص المبكّر هو مفتاح البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، وأخيراً لدينا التكنولوجيا المطلوبة. نحتاج فقط إلى تطبيقها على أنواع أخرى من السرطان وبناءِ قاعدة بيانات، قبل أن يمكن استخدامها بوصفها اختباراً لكثيرٍ من الأورام».

ويقول الباحثون إن طريقتهم الجديدة تُعدّ الأولى من نوعها، ويمكن أن تحسّن الكشف المبكر عن المرض ومراقبته وتمهد الطريق لاختبار فحص لأشكال أخرى من السرطان.

نتائجُ الدراسة التي نشرتها مجلة «بيوفوتونيكس» اعتمدت على توفير عيّنات الدم المستخدمة في الدراسة من قِبَل «بنك آيرلندا الشمالية للأنسجة» و«بنك برِيست كانسر ناو للأنسجة».

ويُمكن أن تشمل الاختبارات القياسية لسرطان الثدي الفحص البدني أو الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو تحليل عينة من أنسجة الثدي، المعروفة باسم الخزعة.

وتعتمد استراتيجيات الكشف المبكّر الحالية على فحص الأشخاص بناءً على أعمارهم أو ما إذا كانوا في مجموعات معرّضة للخطر.

باستخدام الطريقة الجديدة، تمكّن الباحثون من اكتشاف سرطان الثدي في أقرب مرحلة ممكنة من خلال تحسين تقنية التحليل بالليزر، المعروفة باسم مطيافية «رامان»، ودمجها مع تقنيات التعلّم الآلي، وهو شكلٌ من أشكال الذكاء الاصطناعي.

وقد جُرّبت طرق مماثلة لفحص أنواع أخرى من السرطان، ولكن أقرب وقت يمكن أن يُكتشف فيه المرض كان في المرحلة الثانية، كما يقول الباحثون.

وتعمل التقنية الجديدة عن طريق تسليط شعاع الليزر أولاً على بلازما الدم المأخوذة من المرضى. ومن ثَمّ تُحلّل خصائص الضوء بعد تفاعله مع الدم باستخدام جهازٍ يُسمّى مطياف «رامان» للكشف عن تغييرات طفيفة في التركيب الكيميائي للخلايا والأنسجة، التي تُعدّ مؤشرات مبكّرة للمرض. وتُستخدم بعد ذلك خوارزمية التعلم الآلي لتفسير النتائج، وتحديد السمات المتشابهة والمساعدة في تصنيف العينات.

في الدراسة التجريبية التي شملت 12 عينة من مرضى سرطان الثدي و12 فرداً آخرين ضمن المجموعة الضابطة، كانت التقنية فعّالة بنسبة 98 في المائة في تحديد سرطان الثدي في مرحلة مبكرة جداً من مراحل الإصابة به.

ويقول الباحثون إن الاختبار يمكن أن يميّز أيضاً بين كلّ من الأنواع الفرعية الأربعة الرئيسة لسرطان الثدي بدقة تزيد على 90 في المائة، مما قد يُمكّن المرضى من تلقي علاج أكثر فاعلية وأكثر شخصية، بما يُناسب ظروف كل مريض على حدة.