تنزانيا تلحق بغينيا الاستوائية في مواجهة تفشي «ماربورغ»

حذرت الولايات المتحدة، وعدة دول عربية، من السفر إلى تنزانيا وغينيا الاستوائية بعد إعلان الدولتين عن تفشي فيروس «ماربورغ» بهما.
وأعلنت تنزانيا، الواقعة على الساحل في شرق أفريقيا، عن أول تفشٍ للفيروس في 21 مارس (آذار) الماضي، واعتبارا من 22 مارس، كان لديها ثماني حالات مؤكدة، بما في ذلك خمس حالات وفاة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، والتي أقامت مكتبا دائما لها في تنزانيا للمساعدة في مواجهة تفشي المرض، وإرسال موظفين إضافيين لدعم تلك الجهود.
وجاء التفشي بعد أيام من تفشٍ آخر في غينيا الاستوائية، كان أيضا هو الأول الذي تشهده تلك الدولة، الواقعة على الساحل في غرب أفريقيا. وجاء الإعلان عنه في منتصف فبراير (شباط)، حيث سجلت عدة حالات في مقاطعات متعددة، وتم تسجيل 13 حالة مؤكدة، بما في ذلك تسعة أشخاص لقوا حتفهم وتعافى واحد، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وحثت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة، المسافرين إلى البلدين، على تجنب الاتصال بالمرضى، ومراقبة الأعراض لمدة ثلاثة أسابيع بعد المغادرة. وقالت في بيان أصدرته الجمعة، إنه يتعين على المسافرين اتخاذ احتياطات معززة وتجنب السفر غير الضروري إلى المقاطعات التي يتفشى فيها المرض.
وأوصت عدة دول عربية في بيانات رسمية متعاقبة من الخميس إلى السبت، مواطنيها بتأجيل السفر في الوقت الحالي إلى تنزانيا وغينيا الاستوائية بسبب انتشار فيروس «ماربورغ»، شديد العدوى، والذي تصل فيه نسبة الوفيات من 60 إلى 80 في المائة.
وينتمي هذا الفيروس لعائلة «الفيروسات الخيطية»، التي تضم أيضا فيروس «إيبولا». وينتقل إلى البشر من الخفافيش. وينتشر بين الناس عن طريق الاتصال الوثيق بالسوائل الجسدية للأشخاص المصابين، أو الأسطح، مثل ملاءات الأسرة الملوثة.
وتم التعرف على الفيروس النادر لأول مرة عام 1967 بمختبرات بمدينة ماربورغ الألمانية، بعد أن تفشى بشكل متزامن في المختبرات فيها وفي بلغراد، وتم إرجاع هذه الفاشية إلى القرود الخضراء الأفريقية المستوردة من أوغندا، لإجراء الأبحاث عليها. لكن الفيروس ارتبط بعد ذلك بحيوانات أخرى، وينتشر بين البشر في الغالب عن طريق الأشخاص الذين أمضوا فترات طويلة في الكهوف والمناجم التي تسكنها الخفافيش.
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني، تتراوح فترة حضانة المرض من يومين إلى ثلاثة أسابيع، وتبدأ الأعراض فجأة مع حمى شديدة وصداع. وقالت إنه بعد أيام قليلة من ظهور المرض، يعاني العديد من المرضى من القيء والإسهال وآلام المعدة لمدة تصل إلى أسبوع، ويتقيأ بعض المرضى دما أو يخرجونه في البراز، كما ينزف المرضى أيضا من اللثة والأنف والأعضاء التناسلية، ويمكن أن ينتشر المرض إلى الجهاز العصبي، مما يجعل المرضى يشعرون بالارتباك وسرعة الانفعال والعدوانية.
وتوضح المنظمة، أن ملامح المرضى في الحالات الشديدة «تشبه الأشباح»، حيث يظهرون بعيون عميقة، ووجوه بلا تعبير وخمول شديد. وتضيف أن معظم حالات الوفاة تستمر في المعاناة مع الأعراض مدة ما يزيد قليلا عن أسبوع، مضيفة أن الوفيات عادة ما تكون مصحوبة بفقدان شديد للدم وصدمة.