«أوزمبيك» وأخواته... العلاج السحري للبدانة؟

الأطباء لا يمانعون استخدامه لإنقاص الوزن... لكن بإشرافهم

إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن
إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن
TT

«أوزمبيك» وأخواته... العلاج السحري للبدانة؟

إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن
إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن

لجأت رشا إلى علاج «أوزمبيك» (Ozempic) للتنحيف بعد أن فقدت الأمل بالحميات الغذائية وبالتمارين الرياضية. لا تعاني الشابة الثلاثينية من بدانة ظاهرة، لكن الكيلوغرامات المتراكمة بدأت تزعجها، فبحثت عن الحل الأسهل ووجدته في هذا الدواء الذي يوصَف في الأساس لمرضى السكّري. تقول رشا لـ«الشرق الأوسط» إنها ترددت قبل اتخاذ القرار وخافت من اللجوء إلى «أوزمبيك»، لكن «قدّ ما كنت مزعوجة من حالي ووزني، ما فكّرت كتير».

رشا "مذهولة" بالنتيجة

منذ أشهر والدواء يتصدّر محركات البحث و«الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أثنى المشاهير على مفعوله السحري، وشارك مؤثّرو «تيك توك» تجاربهم المذهلة معه. رشا كذلك مذهولة بالنتيجة، وهي تصف التجربة بالناجحة قائلةً: «خسرت وزناً كثيراً في البداية ولم أشعر بأي أعراض جانبية لأني انتبهت جيداً، بمعنى أنني أخذت عياراً قليلاً تحت إشراف طبيبة الغدد، ثم إنني لم آكل فوق طاقتي وتجنّبت السكّر».
أكثر ما يخيف رشا أن تتراكم الكيلوغرامات من جديد ما إن توقف العلاج، وهي لذلك صمّمت على معاودة الحمية والرياضة، «أما إذا لاحظت أن وزني زاد من جديد، فسأعود حتماً إلى أوزمبيك».

لا ترى الدكتورة إليزابيث أبو جودة مانعاً في أن يكون العلاج على المدى الطويل. توضح أخصائية الغدد الصمّاء والسكّري والبدانة لـ«الشرق الأوسط» أنه «عندما يتوقف الشخص عن تناول الدواء من الطبيعي أن يزداد الوزن. لذلك يجب الالتزام بحمية غذائية وبتمارين رياضية حتى يتجنب ذلك». وتضيف: «يُنصح بالاستمرار في العلاج قدر الإمكان لتفادي عودة عوارض البدانة».

كيف يعمل «أوزمبيك» و«ويغوفي»؟

عندما سُئل إيلون ماسك منذ فترة على «تويتر» عن سر رشاقته المستجدّة، أجاب: «الصيام وWegovy». لم يخجل رجل الأعمال الملياردير من الإفصاح عن لجوئه إلى عقاقير التنحيف، في وقتٍ نفى عدد كبير من المشاهير أن يكون الدواء هو السبب وراء خسارتهم الكبيرة للوزن.
https://twitter.com/elonmusk/status/1576367983051489281?s=20
«ويغوفي» مشابه لـ«أوزمبيك» وهما الإسمان التجاريان لدواء واحد هو «سيماغلوتيد» (Semaglutide). السيماغلوتيد دواء قابل للحقن يُستعمل لمعالجة مرض السكّري في الأساس، لكن الدراسات أظهرت أنه قادر على تخفيض الوزن. وفي عام 2021، صادقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA على استخدامه في معالجة السمنة، على أساس حقنة واحدة في الأسبوع.
أما الفرق بين «أوزمبيك» و«ويغوفي» حسب د. أبو جودة، فهو عيار الجرعة الخاصة بتخفيض الوزن، وهي ميليغرام واحد للأول و2,4 ملغ للثاني. توضح الطبيبة: «هذه الأدوية مشابهة للهورمونات التي تفرزها الأمعاء عندما يأكل الشخص السكّر. وحين تدخل إلى الجسم، تجعله يفرز كمية من الإنسولين إذا كان السكّري مرتفعاً، أما إذا انخفض فتتوقف عن العمل وتجعل الطعام يبقى مدة أطول في المعدة، فيشعر المرء بالشبع. إضافة إلى ذلك، هي تعمل على مركز الشهية في الدماغ لتخفيفها».

الفئران وسرطان الغدّة

تتنوّع الآثار الجانبية المحتملة لعلاج «أوزمبيك» و«ويغوفي»، فيشكو البعض من غثيان وتقيّؤ وإسهال وانتفاخ في البطن ودقّات متسارعة في القلب. لكن ذلك لا يشمل الجميع والأمر مرتبط جداً بالعيار المعتمَد. «لتفادي الآثار الجانبية، نبدأ بعيار خفيف»، تقول د. أبو جودة، «ثم نزيده تدريجياً حسب قدرة تحمّل المريض». وفيما حُكي في الآونة الأخيرة عن رابط بين تلك العقاقير وسرطان الغدّة، لم تتضح مخبرياً بعد دقة هذا الأمر. وفي هذا السياق، تشير الطبيبة إلى أن الدراسات المخبريّة أظهرت ارتفاعاً في نسبة الإصابة بسرطان الغدّة الدرقيّة لدى الفئران التي خضعت للتجارب، أما الدراسات التي جرت على البشر فلم تبيّن أي زيادات في هذا النوع من السرطان.
رغم ذلك، فإن الأشخاص المصابين بسرطان الغدّة أو الذين لديهم حالات من هذا السرطان ضمن العائلة، لا يمكنهم استخدام «أوزمبيك» والعلاجات المشابهة له. ومن بين الأشخاص الذين يُمنع عنهم الدواء، مَن لديهم مشاكل في الأمعاء، ومَن سبق أن عانوا من التهابات في البنكرياس.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by LAUMCSJH (@laumcsjh)

وإذ تحذّر د. أبو جودة من «خطر استخدام حقن (أوزمبيك) أو (ويغوفي) من دون استشارة طبيب»، لا تنكر الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل «تيك توك» في التسويق للعلاج وتعريف الناس عليه. «لكن لا يكفي أن يعلن أي شخص مشهور أنه أخذ (أوزمبيك)، حتى يتهافت الناس عليه». تشدّد د.أبو جودة: «يجب أن تُحصَر الموافقة على الاستعمال بالطبيب، ولا يمكن للجارة أو الصديقة أو المؤثّرة على تيك توك أن تصف تلك الأدوية. مع الأخذ في الاعتبار أن الجرعة تكون صغيرة في البداية ثم تجري زيادتها تدريجياً».

ما هو Saxenda؟

عانى مرضى السكّري مؤخراً من أجل العثور على «أوزمبيك»، فقد انقطع الدواء من الأسواق جرّاء التهافت على شرائه من قبل الراغبين في إنقاص وزنهم. وفي وقت تعمل الشركة الدنماركية المصنّعة من دون توقف لملء رفوف الصيدليات من جديد، يبدو أن ثمة بديلاً من الشركة نفسها مخصصاً لإنقاص الوزن.
تشرح د. أبو جودة أن العنصر الأساسي في «ساكسندا» (Saxenda) هو دواء «ليراغلوتيد» (Liraglutide) المشابه لهرمون يفرزه الجسم طبيعياً ويعمل على الحدّ من الشهية. هذا العلاج الذي يأتي على هيئة قلم ويُحقن تحت الجلد، يختلف عن «أوزمبيك» و«ويغوفي» بأنه يُستعمل يومياً، فيما إبرة الدواءَين الآخرَين لا يمكن استخدامها أكثر من مرة في الأسبوع.


في المحصّلة، لا ترى الطبيبة الاختصاصية مانعاً من اللجوء إلى هكذا علاجات، معتبرةً أن «الدواء فعّال جداً لمشكلة البدانة المنتشرة بشكل كبير والتي تحوّلت إلى مرض مزمن سببه خلل في غدّة الشهية في الدماغ». لكنها تنبّه في المقابل إلى أهمية إجراء فحوص مخبرية قبل اعتماد علاج «أوزمبيك» وأخواته، للتأكد من أن ليست ثمة مسببات للبدانة من الممكن معالجتها قبل اللجوء إلى تلك الحلول.



مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.