السنيورة يدعو الدول العربية إلى نهج سياسة موحدة لمواجهة التطرف والإرهاب

قيادات عربية تؤكد أهمية إنشاء مشروع سياسي عربي في آخر ندوات منتدى أصيلة

رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة أثناء حديثه في منتدى أصيلة («الشرق الأوسط»)
رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة أثناء حديثه في منتدى أصيلة («الشرق الأوسط»)
TT

السنيورة يدعو الدول العربية إلى نهج سياسة موحدة لمواجهة التطرف والإرهاب

رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة أثناء حديثه في منتدى أصيلة («الشرق الأوسط»)
رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة أثناء حديثه في منتدى أصيلة («الشرق الأوسط»)

دعا فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية السابق، إلى اجتماع استراتيجي بين الدول العربية الكبرى؛ يشمل مصر والسعودية والمغرب وغيرها، لوضع سياسات مشتركة للأمن العربي في العقد الحالي، وكيفية التعامل مع قضايا أربع، هي: قضية التهديد الاستراتيجي للأمن العربي، وقضية العمل والتعاون مع الدول والمجتمعات الإسلامية، وقضية التطرف والإرهاب، وقضية التعامل مع المجتمع الدولي.
وقال السنيورة، مساء أول من أمس، في الجلسة الافتتاحية لندوة «العرب: أن نكون أو لا نكون»، آخر ندوات منتدى أصيلة في دورته 37، إن «المنظومة العربية تمر اليوم بواحدة من أدق المراحل في تاريخها الحديث»، موضحًا أن «العرب ثاروا في المشرق والمغرب لعدة عقود وانتفضوا من أجل الاستقلال والحرية». وأضاف أن «ما تحقق بعد الاستقلال لا يتلاءم والتضحيات التي قدمتها الأمة العربية وشعوبها»، مشيرًا إلى «حصول مجموعة من الأحداث والصدمات التي لا تزال الدول العربية تعاني من تداعياتها اليوم».
واعتبر السنيورة أن تلك الصدمات والأحداث أسهمت في نشوء وتوسع عدد من التنظيمات المتطرفة التي تتوسد العنف، أمثال تنظيم داعش ومن هو على شاكلته من حيث التهويل والتسليح، مبرزًا مشهدين يفصل بينهما مائة عام، يتعلق المشهد الأول بتعثر المشروع العربي الذي تنامى قبل خمسة عقود من أجل التحرر من الاستعمار، أما المشهد الثاني فهو فشل المشروع العربي الذي بدأه الرئيس المصري جمال عبد الناصر وجرى العمل على إزاحته من مساره.
وذكر السنيورة أن العالم العربي يعيش اليوم حالة «تهافت التهافت»، مبينًا أن «التهافت الأول أعادنا من قوميتنا إلى أقليات ضيقة وحولنا من عرب إلى دول عربية، (مصريين) و(سوريين) و(فلسطينيين)، أما التهافت الثاني فحولنا اليوم إلى (سوريين علويين) و(سوريين)، و(مصريين أقباط) و(مصريين مسلمين)». وأردف: «إن التهافت الثاني سيؤدي بدوره (ما لم يجر تدارك تفاقم المشكلات) إلى تهافت ثالث قد يقسم المنطقة إلى إثنيات وأعراق وعشائر ويدخلنا في صراعات لا تنتهي».
وخلص السنيورة إلى أن عملية إعادة الاعتبار للمشروع العربي يمكن التقدم بها على أساس العمل على ثمانية محاور. فيكون المحور الأول إعادة الاعتبار إلى القضية العربية الأساس عبر التركيز على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ويركز المحور الثاني على العمل على تطوير موقف عربي واضح وثابت يستعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة. أما الثالث، فيرتكز على ضرورة تطوير موقف مبادر وواضح إزاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكون مبنيًا على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. والرابع يتعلق بأهمية البناء على العمل العربي المشترك وتطوير المصالح الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية. أما المحور الخامس، فيهدف إلى التقدم في مسار الإصلاح السياسي بالعمل على إعادة تأسيس الحكم المدني والدولة المدنية. بينما يسعى المحور السادس إلى التصدي لأسباب تفتت المجتمعات العربية من الداخل. ويتعلق المحور السابع بالتقدم على مسار الإصلاح الديني و«إنقاذ الإسلام واسترجاعه من خاطفيه» والتصدي للحركات الإرهابية المتطرفة. أما المحور الثامن والأخير، فيهدف إلى تكوين موقف عربي حازم وفكر عربي مبادر وخلاق.
من جهته، قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير خارجية المغرب الأسبق، إن «الإرهاب فتح الأبواب للتدخلات الخارجية، وضاعف شهية الأطماع الأجنبية فالتقت مآربها على محو الكينونة العربية وتفتيتها إلى جزئيات متناثرة متباعدة متحاربة». وأضاف أنه «لم نعد نواجه احتمال عالم عربي جديد، وإنما اندثار الاسم والمسمى، وقيام دويلات وكيانات منكفئة على نفسها، رهينة وتابعة للقوى النافذة».
ومن جانبه، انطلق مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية ووزير الإعلام الفلسطيني سابقًا، للإجابة عن سؤال الندوة من قولة المفكر غرامشي: «تشاؤم العقل يجب أن يعقبه تفاؤل الإرادة»، مفيدًا أن الوجود يجب أن يخرج من حيز النيات إلى ضرورة توفير رؤية لتحقيقه بالقوة والفعل.
وعزا البرغوثي أسباب تراجع العرب اليوم إلى غياب تلاؤم بين ما يعيشونه في داخل أوطانهم وبين ما يجري من تطور في العالم، مشيرًا إلى أربع ثورات كبرى تكنولوجية ومعلوماتية وتواصلية وعولمية، ومبرزًا أن أصل الداء كامن في العرب أنفسهم؛ إذ عليهم أن يجيبوا عن رزمة من الأسئلة حول كيفية مواجهة تحدياتهم والخلافات العالقة بينهم.
كما أشار البرغوثي إلى أن «هناك مجموعة قوى إقليمية تطرح تحديات كبرى على الأمة والبلدان العربية، أخطرها تبقى هي إسرائيل، التي تمثل أسوأ نظام للتمييز العنصري في العالم اليوم ولا تستهدف الفلسطينيين وحدهم بل العرب جلهم».
أما محمد بن عبد الله الرميحي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية القطري، فطرح سؤالاً حول «من كنا نحن العرب في الماضي حتى نكون أو لا نكون»، موضحًا أن هناك «عربًا بائدة وعربًا عاربة وعربًا مستعربة». وجرد الرميحي المراحل التي مر منها العرب منذ مجيء الإسلام وبناء الحضارة، مرورًا بسقوط الدولة العثمانية ووصولاً إلى تقسيم العرب إلى دول مختلفة، وأجاب أنه اليوم هناك 22 دولة لديها مشروع وحدة عربية، لكن «هل هناك من هو مستعد لأن يتنازل عن سيادته تحت سلطة دولة واحدة؟». كما طالب الرميحي بالإنصات للشباب، وقال إنه «ليس لدينا نموذج سياسي للدولة العربية.. هل هي دولة ليبرالية أم فدرالية أم متعددة الأطراف؟ هؤلاء الشباب لا يعرفون ماهية الدولة العربية التي يريدون أن يتبنوها وأن يسيروا فيها»، مشيرًا إلى الاختلاف في الطوائف والديانات وأن هناك من لديه أكثر من 18 طائفة في بلده. وخلص بالتحدث عن كيفية الحفاظ على العالم العربي وعلى هويته، مبينًا أن التحولات الاجتماعية والتطورات السياسية في العالم العربي تتضارب وتتطور كل يوم لأنه ليس لديها مشروع سياسي.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.