قال عامر شيخ الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في بيبسيكو أن التقديرات تشير إلى أنه بحلول العام 2050 سيحتاج نحو 10 مليارات نسمة للغذاء. وأوضح أنه على الرغم من غنى كوكب الارض بالموارد الطبيعية، فإن النمو السكاني المتزايد وأزمة تغير المناخ والنزاعات المستمرة تفرض ضغوطًا كبيرة على هذه الموارد، ومن المرجح أن تتحمل الدول التي ترزح تحت وطأة النزاعات والتلوث والتصحر وغيرها من التحديات، العبء الأكبر في هذه الأزمة.
وأضاف " لذلك يجب على الأطراف المعنية من مختلف القطاعات التفكير بالتدابير التي يمكن اتخاذها من أجل تحفيز العمل الإيجابي، بما يمكننا من حماية السكان المعرضين للخطر في جميع أنحاء العالم وبناء كوكب أكثر صحة وازدهارًا".
وأوضح "غالبًا ما يُنظر إلى "بيبسيكو" فقط على أنها شركة للمشروبات الغازية، ولكننا أكثر من ذلك بكثير. فالزراعة تمثل جزءًا لا يتجزأ من صميم أعمال شركتنا، إذ نقوم بتوريد المحاصيل من 60 دولة، وبذلك نساهم في توفير أكثر من 100 ألف وظيفة في القطاع الزراعي حول العالم".
وزاد " في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تبرز أهمية التركيز على الزراعة المستدامة، نظرًا لندرة الأراضي الصالحة للزراعة وشحّ إمدادات المياه في هذه البقعة الجغرافية، مما يثير المخاوف بشأن الأمن الغذائي، ويبرز الحاجة الملحة للتخطيط بشكل جيد للمستقبل من أجل تفادي أية أزمات. ولا شك أن للقطاع الخاص دور محوري في دفع عجلة التغيير، فما هي الأساليب التي يمكن أن تسهم في مضافرة جهودنا في هذا الاتجاه بينما نحتفل باليوم العالمي للزراعة"
وأكد أن أزمة سلاسل الإمداد العالمية وتعقيداتها تلقي بظلالها على المجتمعات الزراعية، في وقت هي بأمسّ الحاجة إلى توطيد التعاون الفعّال والمكثّف مع الأطراف المعنية الأخرى من أجل دعم المزارعين وتمكين المزارعات وتوظيف الموارد المالية والتقنية وتعزيز الشراكات عبر مختلف القطاعات.
وتطرق إلى أن الزراعة في السعودية تستهلك نحو 84 في المائة من إجمالي استخدام المياه مما يشكل ضغطاً كبيراً على الموارد الطبيعية المحدودة. وفي سبتمبر 2022، كشفت شركة المياه الوطنية في المملكة عن خطط لإطلاق ما يقرب من 1500 مشروع بقيمة تزيد عن 108 مليار ريال تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للمياه، من أجل تعزيز العمل على بناء مستقبل أكثر استدامة وإشراقًا للمملكة.
وأضاف " لمجتمع الأعمال المحلي دور مهم على هذا الصعيد، فقد أبرمنا في بيبسيكو شراكة مع المؤسسة العامة للري لتقديم أفضل الممارسات في مجال الري".
وأضاف" يمكن أن تعمل الشركات على إطلاق مبادرات مشتركة بين جميع الأطراف الفاعلة في مختلف القطاعات - بما في ذلك المنافسين- لتقديم حلول للتحديات الراهنة في المجال الزراعي مثل التصحر وتراجع خصوبة الأراضي الزراعية وانبعاثات غازات الدفيئة.
وأكد إن توسيع نطاق اعتماد الممارسات الزراعية المتجددة يساهم في الحفاظ على النظم البيئية وتجديدها من خلال تحسين خصوبة التربة وتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز إدارة المجمعات المائية، وزيادة التنوع البيولوجي. ومن الأمثلة الناجحة على ذلك، مزارعنا التجريبية التي كان لها دور كبير في تسويق مفهوم التكنولوجيا الزراعية المبتكرة في العديد من الأسواق.
وتعمل شركة بيبسيكو بشكل مباشر مع المزارعين في السعودية لمساعدتهم على تحسين كفاءة استهلاك المياه في عمليات زراعة البطاطس، التي نستخدمها في وحدة أعمال الوجبات الخفيفة، من خلال تخزين البطاطس للاستخدام الصيفي، وإدخال المزيد من أصناف البطاطس الموفرة للمياه، وتحسين كفاءة الري والتوسع، واستخدام وسائل الري بالتنقيط، مع تركيز الجهود على بناء القدرات والاستثمار الهادف.
وبالعودة إلى شيخ الذي قال " ساهم أحد برامجنا لترشيد استهلاك المياه، والذي عملنا عليه العام الماضي مع سبعة مزارعين في وادي الدواسر، في توفير كميات كبيرة من المياه تعادل تلك التي تستخدمها شركة بيبسيكو سنوياً في مصنع الوجبات الخفيفة بالرياض.
وأكد أن التقرير الصادر عن شركة ماجنتت" إلى أن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد جمعت تمويلًا بقيمة تزيد عن 1.2 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2021، وسجلت نموًا سنويًا بنسبة 64 في المائة، محققة زيادة بنسبة 12 في المائة عن المليار دولار التي جمعتها على شكل تمويل خلال العام عام 2020 بأكمله – وهو ما يؤكد قدرة الشركات الناشئة على قيادة النمو الاقتصادي على نطاق واسع.
وزاد " علينا أن ندرك بأن لدى الشركات الناشئة الكثير من الأفكار المبتكرة والغنية التي يمكن أن تقدمها، وهي تتمتع بسمات المرونة والانفتاح والابتكار التي تسهم في تعزيز الأثر الإيجابي المرجو على المدى الطويل، إذا أتيحت لها الموارد ورأس المال وشبكة العلاقات المناسبة".
وأضاف " من الضروري أن تبحث الجهات الفاعلة في القطاع الخاص عن فرص التعاون الممكنة مع الشركات الناشئة، لاسيما في المجالات التي تتطلب تسريع الابتكار كالزراعة المستدامة. ولهذه الغاية، استهدف نسخة برنامج غرين هاوس من بيبسيكو لهذا العام الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يمكنها إحداث تغييرات مباشرة في المجال الزراعي من خلال تطوير حلول لترشيد استهلاك المياه، وتحسين إدارة كفاءة عمليات الإنتاج لزيادة الممارسات المستدامة في الزراعة،"
وأكد آن ذاك بأتي في سياق لتقديم منتجات وتقنيات متطورة ومبتكرة من شأنها تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة. كما حرصنا أيضًا على أن تتمتع هذه الشركات بخبرة كافية في مجال الذكاء الاصطناعي ورقمنة العمليات الزراعية من أجل إعداد تقارير مستدامة أكثر دقة.