وسام صبّاغ لـ «الشرق الأوسط» : لحظة يبدأ «الأكشن» ينسلخ الممثل عن واقعه

يطل في عملين رمضانيين «للموت 3» و«وأخيراً»

مع منى واصف وفايق حميصي من مسلسل «وأخيراً» (وسام صباغ)
مع منى واصف وفايق حميصي من مسلسل «وأخيراً» (وسام صباغ)
TT

وسام صبّاغ لـ «الشرق الأوسط» : لحظة يبدأ «الأكشن» ينسلخ الممثل عن واقعه

مع منى واصف وفايق حميصي من مسلسل «وأخيراً» (وسام صباغ)
مع منى واصف وفايق حميصي من مسلسل «وأخيراً» (وسام صباغ)

في نقلة لافتة من أعمال كوميدية إلى درامية، يبرهن وسام صباغ يوماً بعد يوم على أداء تمثيلي محترف. ففي الدورين اللذين يجسدهما في «للموت 3» و«وأخيراً» يخلع تماماً عنه الصبغة الكوميدية التي عُرف واشتهر بها، فتغمر ملامحه الجِدية والقسوة، لإيصال رسائل اجتماعية تنبع من الواقع.
يقول، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يستمتع بما يقدمه، اليوم، في عالم الدراما: «قد أكون تأخرت لدخولها، ولكنني سعيد بهذه النقلة، فالناس تحب التجدد عند الممثل، وبعد حقبة من التجارب الكوميدية أذهب، اليوم، إلى مكان آخر».
في شخصية محمود في «للموت» بأجزائه الثلاثة، قدَّم وسام صباغ شخصية الشاب اللبناني الذي يعاني من أزمات مختلفة، استطاع أن يحول الموضوعات التي ألِفنا خطوطها إلى قضايا إنسانية، مما يعتبره أمراً مهماً؛ لأن الدراما عامة تعكس الواقع بكل جوانبه. ويعلّق: «عندما يحمل دور ما قضية معينة تلامس الناس عن قرب، تصبح آفاقه أوسع، فتجسيد أحاسيس ومشاعر، إضافة إلى تسليط الضوء على هواجس الناس هي رسائل يحتاج إليها المشاهد. ولذلك نرى شخصية محمود تتطور من جزء لآخر. وفي الأخير نراه انتقل إلى مرحلة النضج والراحة، فقد ظُلم وكابد في خدمة والديه وفي البحث الدائم عن عمل يؤمِّن له رزقه اليومي، وآن الأوان كي يبني عائلته الخاصة ويعيش الحياة التي يطمح لها. سنرى، في الحلقات المقبلة، أحداثاً كثيرة ومفاجآت، انتظروها».
وفي شخصية شادي بمسلسل «وأخيراً»، نتعرف معه على الصديق الوفي والمُحب، فيسند رفاقه ويحرص على الإحاطة بعائلته؛ من زوجته وأولاده. «هذا النوع من الناس لم نعد نصادفه بسهولة في حياتنا، أُعجبتُ بالدور كثيراً؛ لأنه يحمل رسائل مباشرة عن الإخلاص والقيم الأصيلة».
ويشير صبّاغ إلى أنه استمتع في «وأخيراً» بالوقوف إلى جانب ممثلات رائدات صاحبات مدارس في هذا المجال. «تعلمت الكثير من الممثلة منى واصف؛ فهي صاحبة مسيرة ناجحة وطويلة في عالم الدراما، وعندما تمثل تتعرف عن قرب على شغفها وعشقها للفن، وكذلك الأمر بالنسبة لوفاء طربية؛ فهي تملك إحساساً يدرَّس في التمثيل والأداء».

يتألق صباغ في عملين رمضانيين «وأخيراً» و«للموت 3» (الشرق الأوسط)

وعن الثنائي قصي الخولي ونادين نسيب نجيم، يقول في سياق حديثه: «إنهما متناغمان جداً، وهما أثبتا تميزهما في كل عمل شاركا به معاً، وهنا لا بد أن أذكر أستاذي في الجامعة فايق حميصي الذي يشاركنا التمثيل، كنت أنظر إليه بإعجاب كبير وأرى ناحية الأداء عنده بكل أبعاده».
وكان صبّاغ قد تابع دراسته الجامعية أخيراً، وحصل على شهادة الماجستير في التمثيل. وقد زوّدته عودته إلى مقاعد الدراسة الجامعية بخبرات مختلفة. «لقد كنت الأكبر سناً بين الطلاب، فاطلعت على ذهنية هذا الجيل الجديد، اكتشفت أفكاره وكيف يستعمل أدواته، واستفدت من روح العطاء والتجديد اللتين تخيّمان على شخصياتهم».
وعن رأيه بهذا الجيل يقول: «قلبي عليهم، ظُلموا وعاشوا فترات صعبة، ولا يزالون. فبدءاً من الجائحة، مروراً بأزمات بلادنا، وصولاً إلى التخبطات التي يمر بها لبنان، لقد ذكّرني الجيل الجديد ببداياتي أثناء الحرب اللبنانية، حتى إنه يخوض تجربة أقسى؛ فأزماتنا الحالية طالت الدواء والاستشفاء والجامعات وغيرها، ولذلك يطمحون بغالبيتهم للهجرة، وأرى في ذلك أمراً خطيراً جداً؛ إذ يعمل على تفريغ بلادنا من طاقات مبدعة».
ومن ناحية ثانية يرى صباغ أن عودته إلى الدراسة أسهمت في تطوير ذاته وتجديدها، فالعلم مع الخبرة يصقلان صاحبهما، مع العلم بأن هناك مواهب لمعت بفضل خبرتها فقط. ويوضح أن «الخبرة مهمة جداً، وفي لحظة الأكشن ينسلخ الممثل عن الواقع تماماً، هذه اللحظات المتراكمة من لحظة يلفظ المخرج كلمة (أكشن) تولّد عنده تراكمات فتصبح بمثابة دروس من نوع آخر، فهي بمثابة ولادات متتالية تمده بالخبرة كي يبقى جاهزاً لأي دور يخوضه، أما العلم فهو يعطينا فكرة غنية عن هذا المجال وأربابه وعن مدارس مختلفة اشتهرت فيه. ومعه نؤسس لمشوار مهني مصقول، تماماً كقطعة مجوهرات مرصعة بالأحجار الكريمة».
يشتاق المشاهد العربي عامة، واللبناني خاصة، إلى وسام صباغ الكوميدي، فأين هو اليوم من هذه الأعمال؟ يردّ: «في الحقيقة لا أتلقى أي عروض في هذا الصدد، خصوصاً أنني أحب الكوميديا الاجتماعية النظيفة، كما نسميها في عالمنا. ومع الأسف، لا إنتاجات كوميدية نراها، اليوم؛ فهي غائبة إلى حد كبير عن عالمنا العربي، بالرغم من حاجة الناس إليها في هذه الأيام الصعبة. وفي المقابل نرى إنتاجات لبرامج تلفزيونية كوميدية، ولكنها لا يمكنها أن تحل مكان العمل الدرامي الكوميدي. فطبخة الكوميديا من نص وإخراج وتمثيل ليست سهلة أبداً، ويلزمها مواهب استثنائية كي تنجح وتلمع وتدخل قلوب الناس، حتى إن القلم الكوميدي قلّ، اليوم، ومع الجيل الجديد نأمل أن تتغير الأحوال، فيجب أن نتيح الفرص للمواهب الجديدة الفنية على كل الأصعدة كي نتجدد باستمرار، فهي من ستكمل الطريق الذي بدأه أشخاص قبلها بأفكار وهواجس تحاكيهم، فلكل جيل أدواته وأسلوبه في الحياة، مما يبعث على التجدد الطبيعي».
يثني صباغ على الأعمال الدرامية المشتركة التي صارت من صلب الأعمال العربية. «لقد استحدثت ساحات لتبادل الثقافات فنتعلم من بعضنا الخبرات. مواهب التمثيل لا يمكننا مقارنتها ببعضها؛ لأن الظروف تتحكم بها، وهذا الاختلاط في الجنسيات يولّد التجدد، وهو ما انعكس إيجاباً على هذا النوع من الأعمال».
يدخل صباغ «للموت 3» واثق الخطوة بفضل نادين جابر؛ الكاتبة الاستثنائية، كما يصفها لنا. «ما كان يهمني في الموضوع هو أن تكمل شخصية محمود برسالتها الإنسانية. ومع نادين رأيت كيف طورت خطوط الشخصيات فأخذتها إلى مطارح لا تشبه سابقتها، فلم تكرر نفسها، ومع فيليب أسمر اكتملت دائرة الإبداع التي تشكل شركة الإنتاج (إيغل فيلمز) عرّابة لها، فنحن محظوظون بشركات إنتاج لبنانية من هذا المستوى، تماماً كشركة (الصبّاح)، فهما وثقتا بالعناصر الفنية اللبنانية ووصلتا إلى العالمية، وتؤكدان أن لبنان لا يزال بخير ومنارة لن تنطفئ».
يحافظ وسام صباغ، منذ بداياته حتى اليوم، على شخصيته القريبة من القلب، بعيداً عن الغرور ونفخة الشهرة، فما سرّه، خصوصاً أن بعض الممثلين لم يستطيعوا الحفاظ على تلك الشخصية؟ يردّ: «عادة هناك قاعدة واستثناء؛ لأنه ليس كل النجوم مصابين بجنون الشهرة، فقد يكون هؤلاء يعيشون في حالة معينة مرتاحين فيها ويخافون من كسرها، أنا شخصياً مع البساطة بكل أشكالها في العلاقات مع الناس، وهو ما لاحظته عند عمالقة الفن الذين تعاونت معهم في مشواري الفني، فتعلمت من صلاح تيزاني (أبو سليم)، والراحل إبراهيم مرعشلي، وغيرهما، التواضع التام، فهم كبار بتصرفاتهم ومحبوبون في الوقت نفسه، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تسهم في إفراز هذه النتيجة عند الفنان، فتأخذ الأمور أحجاماً أكبر، وتكبِّر الخِسة في رؤوسهم، كما نقول في لبنان».



ياسمين علي: لا أحب أغاني المهرجانات

ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)
ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)
TT

ياسمين علي: لا أحب أغاني المهرجانات

ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)
ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)

وصفت المطربة المصرية ياسمين علي أغنية «الأصول العربية» التي طرحتها أخيراً، بأنها «جمعت شمل الدول العربية في عمل فني واحد»، وكشفت عن كواليس العمل الذي حقق مشاهدات واسعة عبر موقع «يوتيوب»، مؤكدة أنها تحمّست كثيراً للفكرة، وأن شعورها الداخلي بنجاح الأغنية سبق نجاحها عبر المنصات الإلكترونية.

وقالت ياسمين في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن «المنتِج السعودي فهد الزاهد صاحب شركة (لايف ستايلز ستوديوز) هو مَن عرض عليها فكرة الأغنية، ومنذ الوهلة الأولى شعرت بمحبة بالغة تجاه كلماتها، وتفاءلت بها كثيراً».

ولفتت إلى أن الأغنية ذكّرتها بأغنية «بشرة خير»، للفنان الإماراتي حسين الجسمي التي «لمّت شمل المحافظات المصرية في أغنية واحدة»، وفق قولها.

ياسمين في لقطة من أغنيتها {الأصول العربية} الذي أخرجها فادي حداد (الشرق الأوسط)

وكشفت ياسمين عن أن «كلمات الأغنية في البداية لم تتضمن أسماء بعض الدول العربية، ولكنني طلبت من المؤلف في أثناء التسجيل إضافتها للكلمات، ومنها (أنا فلسطينية)، كما طلبت وقت التصوير من المخرج اللبناني فادي حداد إبراز صورة العلمَين المصري والفلسطيني، لاعتزازي الكبير بهما».

وعن تقديم أغنيات «سينغل» بين الحين والآخر ورفضها فكرة تقديم ألبومات غنائية كاملة، قالت المطربة المصرية: «أنا من أنصار الأغاني الفردية (السينغل)، وهي الأساس الذي تربيت عليه من عمالقة الطرب، ومنهم عبد الوهاب وأم كلثوم، وأحاديثهم المصورة تؤكد أن الأغنية المنفردة هي الأساس، لكنني ضد فكرة الألبوم وتكدس الأغنيات؛ لأن ذلك يعوق تركيزي على اللحن والكلمة والتصوير فيما بعد».

الفنانة المصرية ياسمين علي من كواليس أغنية {الأصول العربية} (الشرق الأوسط)

وترفض ياسمين فكرة تقديم «مسرح غنائي استعراضي»، قائلة: «أطمح لتقديم فيلم أو مسلسل غنائي، ولكنني لا أستطيع تقديم استعراضات لأنني مطربة، وفكرة التمثيل المسرحي تتطلب طاقة عالية واصطناعاً، واستحضار المشاعر والأحاسيس وإعادتها يومياً، وذلك يشعرني بملل شديد؛ لأنني أفضّل العيش على الفطرة، ولا أحب تغييرها».

وذكرت أنها تجيد الغناء باللهجات العربية، موضحة: «أتقنت اللهجة اللبنانية، كما أتقن الغناء باللغتين الإنجليزية والألمانية، وأطمح للغناء باللهجة الخليجية بعد تعلمها جيداً، وأرى أن الفنان المتميز هو مَن يتقن التنوع في لهجاته ولغاته لمخاطبة الناس».

تتمنى ياسمين تقديم عمل غنائي شعبي لائق (الشرق الأوسط)

وعن عالم الأوبرا المصرية ومسارحها والوقوف عليها، قالت ياسمين: «الأوبرا المصرية عالم مبهر، وشرف كبير لأي فنان الغناء بها، وقد تجوّلت بين مسارح الأوبرا في مختلف المحافظات المصرية عبر فعاليات فنية عدة».

وعن قدوتها في الفن، ومَن تحب الاستماع إليه أضافت: «كل فنان مبدع وله طابع وأسلوب وبصمة ومدرسة، قديماً وحديثاً، أستمع إليه؛ للتعلم من تفاصيله المهنية التي تفيدني بشكل كبير، على غرار فيروز، وأم كلثوم، وأسمهان، وكاظم الساهر، وعمرو دياب، وشيرين، وآمال ماهر، وهشام عباس، ومدحت صالح، وعلي الحجار، وكذلك النجمة العالمية سيلين ديون».

أنا ضد فكرة الألبوم وتكدس الأغنيات لأنه يعوق تركيزي على اللحن والكلمة

ياسمين علي

وتطمح ياسمين في تقديم «ديو غنائي» مع عدد من الفنانين؛ من بينهم شيرين، وآمال ماهر، ومروان خوري، وفضل شاكر، وكاظم الساهر، وفق تصريحاتها، مؤكدة أن هذه الأصوات «تتمتع بقوة كبيرة ومشوار إبداعي متنوع».

وعن فكرة تقديم «السيرة الذاتية» لفنانة من «الزمن الجميل» في عمل درامي، قالت ياسمين: «المخرج والمؤلف هما مَن يحددان الفنان الذي يليق بالشخصية المُقدَّمة، ومن جانبي لا أحب تقديم تلك الأعمال ولا تستهويني؛ بسبب المقارنة بالشخصية الأصلية التي صنعت تاريخاً كبيراً واستحقت سرد حياتها في عمل فني».

وإن كانت ترى في تمثيل شخصية شهيرة ومبدعة في مجالها مجازفةً، فإنها تطمح لترك سيرة ذاتية مشرفة لكي تصبح اسماً فنياً يحمّس المنتجين لصناعة عمل يحكي مشوارها، وفق قولها.

أطمح في تقديم «ديو غنائي» مع مروان خوري

ياسمين علي

وعن رأيها فيما تُعرَف بـ«أغاني المهرجانات» قالت ياسمين: «المهرجانات ليست غناء، وكثير مما قُدم وينتمي لهذا اللون تمت سرقته من أعمال أخرى وتحريفه وتقديمه، ولا ننكر أنها لها جمهورها، لكن تظل (المهرجانات) مفسدة للذوق العام، وكذلك من الناحية النفسية والسمعية والعصبية؛ بسبب إيقاعاتها التي تسير على وتيرة واحدة، حسب دراسات علمية قام بها اختصاصيون».

وتضيف أن «ما تُسمى (المهرجان) شيء لا يمكنني تقديمه لأنني لا أحبه، ولا يمكن لأحد أن يعرض عليّ تقديم ذلك مطلقاً، لكنني في الوقت نفسه أحب الأغنيات الشعبية، فهي ذات كلمات وألحان من عمق البلد نفسه وحالة مختلفة وخاصة، لذلك أتمنى تقديم عمل شعبي يليق بي، لأن المطرب الجيد يغني الألوان كافة».

الفنان المتميز هو مَن يتقن التنوع في لهجاته ولغاته لمخاطبة الناس

ياسمين علي

وتؤكد ياسمين أن «الفنان لا بد أن يكون لديه (بيزنس خاص) بجانب عمله في الفن»، موضحة أنها تسعى لتأمين ذلك الأمر بعدما شاهدت في الفترات الأخيرة بعض الفنانين الذين اتجهوا لإنشاء مشروعات بالفعل نتيجة تصريحات مَن سبقوهم وتعبيرهم عن الشعور بغصة بعد فناء سنوات عمرهم بالفن حتى أصبحوا دون دخل، ولم يجدوا ما يسد احتياجاتهم.

وعن الخطوة المقبلة لها في عالم الفن قالت: «قدمت مسلسل (قلع الحجر) في رمضان الماضي، وأستعد لبطولة الجزء الثاني منه، كما أنني أغني شارة العمل أيضاً».

وتابعت: «على مستوى الغناء لديّ بعض الأغنيات التي أستعدّ لتسجيلها، كما أنني سجلت 3 أغنيات أخرى بالفعل مع المنتج فهد الزاهد، وسيتم تصويرها وطرحها تباعاً».