مسلسل رمضاني سوداني يثير جدلاً عن «الإسلامويين»

«شيخ الرفاعي الفاسد» شخصية جديدة على المشاهدين

مسلسل رمضاني سوداني يثير جدلاً عن «الإسلامويين»
TT

مسلسل رمضاني سوداني يثير جدلاً عن «الإسلامويين»

مسلسل رمضاني سوداني يثير جدلاً عن «الإسلامويين»

أثار مسلسل رمضاني في السودان جدلاً واسعاً لعرضه شخصية رجل دين فاسداً (شيخ الرفاعي)، ما عدّه البعض طعناً في أصحاب التيار الإسلاموي السياسي الذي حكم البلاد لمدة 30 عاماً بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير.
وأسقطت «ثورة ديسمبر» 2019 حكم البشير، ما فتح الباب أمام منتقدي نظامه بالإشارة إلى ملفات فساد تمت في عهده، ومن ثم الربط بين شخصية «شيخ الرفاعي» في المسلسل وأنصار البشير. غير أن الجدل الذي أثاره مسلسل «ود المك» استفز أيضاً رجال دين غير منتمين إلى التيار الإسلاموي السياسي، ما دفع البعض إلى القول بأن شخصية «شيخ الرفاعي» هزت صورة رجال الدين والملتحين بشكل عام، ما أغضب عدداً ممن يطلِق عليهم المجتمع «رجال الدين»، فأغرقوا مواقع التواصل الاجتماعي باستنكار تصوير رجل الدين بالشخصية الفاسدة.
والمسلسل دراما سودانية اجتماعية من تأليف وإخراج المسرحي هيثم الأمين، وبطولة مصعب عمر، وأحمد البكري، وصلاح أحمد الذي يمثل دور رجل الدين الفاسد، وهو ما لم يعتَد عليه المشاهد السوداني.
ورغم سيل الانتقادات التي واجهها مسلسل «ود المك»، فإن البعض يفسر الحملة الضخمة الناقدة للمسلسل بأنها نجاح له، والبعض الآخر يعدها محاولة لـ«تنظيف» صورة رجال الدين التي تشوهت كثيراً خلال حكم الإسلاميين في السودان. وكان رجال الدين في السودان يحظون تاريخياً باحترام كبير وثقة عمياء بين عامة الشعب، لكنّ هذه الصورة تعرضت لهزات عنيفة خلال حكم الإسلاميين.
مسلسل رمضاني يثير جدلاً عن «الإسلامويين» في السودان


مقالات ذات صلة

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

يوميات الشرق البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

تراجَع حضور الذكور على الشاشة لصالح الإناث، وليست مسلسلاتٌ مثل «تحت الوصاية»، و«للموت»، و«حضرة العمدة» وغيرها، سوى دليل على هذا الواقع الدرامي المستجدّ.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق صناع جعفر العمدة (إدارة الجائزة)

«تحت الوصاية» و«جعفر العمدة» يتقاسمان جوائز دراما رمضان المصرية

تقاسم أبطال وصنّاع مسلسلَي «تحت الوصاية» و«جعفر العمدة» جوائز حفل المسلسلات الرمضانية المصرية.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق 3- أسامة الروماني أستاذ حافظ على التلميذ في داخله (مواقع التواصل)

أسامة الروماني... في وداع النبلاء

عودة أسامة الروماني إلى سوريا بعد غربة طويلة، لاقت خاتمتها الدافئة بافتراش تراب الوطن إثر سكوت الجسد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
الوتر السادس تتمنى زيارة السعودية وتشهد على انفتاحها عن قرب (مي حريري)

مي حريري لـ«الشرق الأوسط»: لو عاد بي الزمن إلى الوراء لما تزوجت

تثير الفنانة مي حريري الجدل في كل مرة تطل فيها على منبر إعلامي. ومهما غابت عن الساحة الفنية تعود وتشغلها بأخبارها بين ليلة وضحاها.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس انتهى سمعان من كتابة مسلسل "وردة حمرا" (بيتر سمعان)

بيتر سمعان لـ«الشرق الأوسط»: الجوع ينخر في الساحة الفنية

منذ اللحظة الأولى لحديثك مع الممثل اللبناني بيتر سمعان، تشعر أنه لا يزال يحكي الأمور كما هي. فابتعاده عن الساحة الفنية لمدة طويلة لم يخفف من صراحته

فيفيان حداد (بيروت)

المعارضة السورية تدعو لاستئناف المفاوضات المباشرة مع دمشق

مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون يحضر اجتماع الهيئة
مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون يحضر اجتماع الهيئة
TT

المعارضة السورية تدعو لاستئناف المفاوضات المباشرة مع دمشق

مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون يحضر اجتماع الهيئة
مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون يحضر اجتماع الهيئة

دعت هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية، الأحد، إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع النظام برعاية الأمم المتحدة، على وقع تغيرات سياسية تمثلت بعودة دمشق إلى الحضن العربي بعد عزلة طالت 12 عاماً.

ودعت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، التي تضم ممثلين عن المعارضة على رأسهم الائتلاف الوطني السوري، إثر اجتماع في جنيف، «الدول الشقيقة والصديقة إلى دعم جهود الأمم المتحدة لاتخاذ كل ما يلزم من قرارات لتطبيق الحل السياسي الشامل وفق منطوق قرار مجلس الأمن الدولي 2254» الصادر في 2015 والذي يحدد خريطة طريق دولية للتوصل إلى حل سياسي.

ورأت هيئة التفاوض التي شكلت الوفد المعارض الأساسي خلال جولات مفاوضات عدة برعاية الأمم المتحدة، أن «الحراك النشط الخاص بالمسألة السورية يؤمن ظرفاً مناسباً باستئناف المفاوضات المباشرة»، انطلاقاً من القرار الأممي «ووفق جدول أعمال وجدول زمني محددين».

ومنذ سنوات النزاع الأولى، لعبت الأمم المتحدة دور الوسيط بين الحكومة والمعارضة، بقيادتها جولات مفاوضات عدة معظمها في جنيف وآخرها في عام 2018. وقد اصطدمت جميعها بحائط مسدود في ظل مطالبة المعارضة بانتقال سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد، وإصرار دمشق على عدم بحث مستقبله.

وبعد فشل المفاوضات بين الطرفين، تركزت جهود الأمم المتحدة على عقد محادثات لصياغة دستور جديد، لكنها أيضاً لم تحقق أي تقدم.

لقطة عامة لهيئة التفاوض في جنيف من حسابها على «تويتر»

وخلال سنوات النزاع الأولى، بما فيها جولات المفاوضات، تلقت المعارضة السورية دعماً من دول عربية عدة، لكن هذا الدعم تراجع تدريجياً مع جمود العملية السياسية، وتغير المعادلات الميدانية على الأرض لصالح دمشق.

وبعد 12 عاماً من حرب مدمرة اندلعت في 2011، لم تعد المعارضة السياسية والعسكرية تحظى بالزخم نفسه الذي حظيت به خلال سنوات النزاع الأولى. وبعد أكثر من عقد على قطع دول عربية علاقاتها مع دمشق إثر اندلاع النزاع، أعلنت جامعة الدول العربية، الشهر الماضي، عودة دمشق إلى مقعدها بعد نحو 12 عاماً على تعليق عضويتها. واستأنفت السعودية التي اتخذ معارضون سوريون منها مقراً لهم، علاقتها مع دمشق. وتوّجت مشاركة الأسد الشهر الماضي في القمة العربية في مدينة جدّة كسر عزلة دمشق الإقليمية.

وتتطلع الدول العربية اليوم، وفق بيانات عدة صدرت عنها، إلى أداء دور «قيادي» في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون، قد رأى أن «النشاط الدبلوماسي المتجدد في المنطقة - إذا جرى اغتنامه - يمكن أن يشكل فرصة وتحولاً في جهود البحث عن حل سياسي في سوريا».

ويحد الانفتاح العربي ومساعي أنقرة، أبرز داعمي المعارضة، للتقارب مع دمشق، من قدرة المعارضة على فرض شروط وتحقيق خرق لصالحها في أي مفاوضات مقبلة. ورأت هيئة التفاوض أن عودة النظام إلى الجامعة العربية قد تجعله «يرفض المضي بالحل السياسي».


الكرملين يحذر من «تصاعد التوتر» بسبب إمداد كييف بصواريخ بعيدة المدى

TT

الكرملين يحذر من «تصاعد التوتر» بسبب إمداد كييف بصواريخ بعيدة المدى

مبنى الكرملين في موسكو (أ.ف.ب)
مبنى الكرملين في موسكو (أ.ف.ب)

قال الكرملين اليوم (الأحد)، إن إمداد فرنسا وألمانيا لكييف، بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من «تصاعد التوتر» في الصراع الأوكراني. وصارت بريطانيا الشهر الماضي أول دولة تزود أوكرانيا بصواريخ «كروز» بعيدة المدى. وطلبت أوكرانيا من ألمانيا صواريخ «كروز» من طراز «توروس» التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ ذات مدى يسمح لها بتنفيذ هجومها المضاد.

ونقلت وكالة «رويترز» عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله لمراسل قناة «روسيا - 1» التلفزيونية: «بدأنا بالفعل نشهد مناقشات بشأن تسليم صواريخ من فرنسا وألمانيا يصل مداها إلى 500 كيلومتر أو أكثر»، مضيفاً أن «هذا سلاح مختلف تماماً... سيؤدي إلى جولة أخرى من تصاعد التوتر».

وانتقدت روسيا مراراً الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة، ونبهت إلى أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) صارت بالفعل أطرافاً مباشرة في الصراع. وأوضحت موسكو أنها تعتبر مثل هذه الأسلحة التي يقدمها الغرب «أهدافاً مشروعة»، لما تسميه «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، والتي دخلت الآن شهرها السادس عشر. وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية، ولاستعادة السيطرة على أراضيها. كما أكد بيسكوف أن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى «يتم إنجاز المهمة... لا يوجد بديل». وتقول موسكو إنها اضطرت للقيام بعمليتها في أوكرانيا لحماية أمنها والتصدي لما تصفه بأنه عداء وعدوانية من الغرب الذي تقول إنه مصمم على تدمير روسيا. وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا تشن حرباً غير مبررة لتستولي على الأراضي في أوكرانيا.


معرض الكتاب بالرباط يحتفي في ثالث أيامه بمسارات محمد بنيس وجديد عبد اللطيف اللعبي

جانب من الندوة التكريمية لمسار الشاعر المغربي محمد بنيس (الشاعر محمد بنيس «فيسبوك»)
جانب من الندوة التكريمية لمسار الشاعر المغربي محمد بنيس (الشاعر محمد بنيس «فيسبوك»)
TT

معرض الكتاب بالرباط يحتفي في ثالث أيامه بمسارات محمد بنيس وجديد عبد اللطيف اللعبي

جانب من الندوة التكريمية لمسار الشاعر المغربي محمد بنيس (الشاعر محمد بنيس «فيسبوك»)
جانب من الندوة التكريمية لمسار الشاعر المغربي محمد بنيس (الشاعر محمد بنيس «فيسبوك»)

تواصلت، أول من أمس السبت، في الرباط، فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الـ28، بفقرات ثقافية متنوعة، بينها الاحتفاء بالشاعر والباحث المغربي محمد بنيس، في لقاء أدبي لامس مسارات هذا الشاعر والأكاديمي المتميز، وتقديم لأربعة إصدارات جديدة للشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، تُرجمت من الفرنسية إلى العربية.

تحدث بنيس، خلال اللقاء الأدبي الذي تناول تجربته الغنية، عن أعمال عدد من الشعراء والكتاب والفنانين، التي قال عنها إنها كانت مدرسته الكبرى، مشيراً إلى أنه تعلم منها شغف القراءة وتجربة الانتقال من العفوية إلى الكتابة. كما تذكر من أيقظوا فيه حس الكتابة الشعرية، وقال عنهم إنه لولاهم جميعاً لما كان استطاع كتابة أعماله ونشرها. وزاد قائلاً بعد أن شكرهم، إنهم علموه، خلال مصاحبته لهم، معنى الشعر وثقافة الشاعر. وتحدث، في هذا السياق، عن محمد الخمار الكنوني وحسن العلوي وعبد الكريم الخطيبي ومحمد بنشريفة.

في معرض شهادتها حول المحتفى به، أبرزت حورية الخمليشي، الكاتبة المغربية المختصة في قراءة الشعر المعاصر ونقده، أن تكريم بنيس هو تكريم للشعر المغربي والعربي وللحداثة الشعرية العربية، مشيرة إلى أنه كان أول من فتح آفاق درس الحداثة الشعرية على العمق المعرفي والمنهجي في الجامعة المغربية، تنظيراً وإبداعاً. وأضافت أنه نقل القصيدة المغربية إلى معظم شعريات العالم في تحدٍ لبنية القصيدة التقليدية، مشيرة إلى أن شعره يضم تجربته على مراحلها المختلفة.

وتطرقت الخمليشي إلى أعمال ودراسات ومؤلفات بنيس الكثيرة، التي تتنوع بين الشعر والنثر والفكر والترجمة، فيما تُعدّ الترجمة الأدبية وترجمة الشعر عنده خصوصاً، عاملاً مهيمناً للتحديث، ومنه التحديث الشعري في السياق العالمي، وتضطلع بأدوار كبرى في بناء الثقافة الشعرية المعاصرة.

من جهة أخرى، قُدّمت الإصدارات الجديدة لعبد اللطيف اللعبي، التي ترجمها من الفرنسية إلى العربية المغربي محمد خماسي. يتعلق الأمر بثلاثة دواوين شعرية، هي «لا شيء تقريباً»، و«الشعر لا ينهزم»، و«الأمل عنوة»، ورواية «الهروب إلى سمرقند».

خلال هذا اللقاء، قال خماسي إن الدواوين الشعرية المترجمة تتسم بأبعادها الإنسانية والكونية، مما يجعل صاحبها ضمن مصاف الشعراء الكبار، مشيراً إلى أن أعماله تندرج ضمن الالتزام الإنساني والفني والفكري؛ مشدّداً على أنه «إذا اعتبرنا الترجمة عملاً تقنياً، فإن المترجم يظل قارئاً متميزاً»، مضيفاً أنه «حينما تكون هناك ثنائية لغوية لدى الكاتب تسهل الترجمة»، في إشارة إلى إلمام وتعلق اللعبي باللغة العربية رغم كونه يكتب باللغة الفرنسية.

وذكر خماسي أن ترجمته للكتب الأربعة فرضت عليه التساؤل في البداية حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن «نوصل للقارئ بالعربية كل هذا الزخم من هذه المادة الخصبة»، مضيفاً أنه كان «هناك حوار وتفاوض مع شعر وفكر اللعبي»، لا سيما أنه «ينبغي أن تستوعب اللغة التي ننقل إليها النص كل أبعاد اللغة الأصل».

خلال كلمته، حبَّذ اللعبي استعمال توصيف «التفاوض» مع الكاتب، لأنه يؤدي إلى البحث عن الكيفية التي تتيح إمكانية «الشعور بالنص من خلال اللغة العربية»، التي عبَّر عن تعلقه الكبير بها، لأنها «سرقت» منه خلال حقبة الاستعمار، التي عاشها المغرب، كما قال، مع إشارته إلى أنه استطاع استرجاعها عبر الاطلاع على الأدب العربي القديم والأدب المغربي والتراث الشعبي، مما أشعره بارتياح كبير، مشدداً على أن أهم الكتاب المرموقين لا يكتبون بلغاتهم الأم، وأن «الأهم هو ماذا يكتب الكاتب وليس اللغة التي يكتب بها».

أما الكاتب اللبناني عيسى مخلوف، فقال إن اللعبي حرص على ترجمة أعماله إلى اللغة العربية، وأنه «زاوج في كتاباته الأخيرة الذاتي بالموضوعي والأنا بالآخر»، فيما قصائد دواوينه المترجمة «هي قصائد الحصاد حيث الكتابة استرجاع للحياة نفسها»، معتبراً أنه لا يمكن اختصار عالم اللعبي في كلمات، بل هو «تجربة زاخرة ومتجذرة في القلب والروح».

من الندوة التكريمية في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (الشاعر محمد بنيس «فيسبوك»)

من جهة أخرى، اكتشف زائرو المعرض «رحيق الصبار» للكاتبة جوسلين اللعبي، التي توقفت عند الأجزاء المهمة في هذا المؤلف الذي تحكي فيه رحلة نضال وحب للأرض التي نشأت عليها، مستعرضة في الوقت نفسه رؤية شخصية ومؤثرة عن تجارب عائلتها، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والسياسية في المغرب؛ إذ استعرضت في الجزء الأول قصتها مع مدينة مكناس، حيث استقرت هناك مع عائلتها في عام 1950، بعد أن اضطر والدها إلى مغادرة فرنسا قبل التحرير بقليل، فيما تتوقف في الجزء الثاني عند اعتقال زوجها عبد اللطيف اللعبي، موضحة أنها أصبحت مناضلة بشكل تلقائي.

على مستوى جديد الإصدارات، وقّع عدد من الأعمال الجديدة، بينها رواية «سيدات العزيز» للمغربي نزار كربوط، التي صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط في إيطاليا. كما قُدّم الإصدار الجديد للكاتبة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج، بعنوان «الحب والفن، كتابات ولوحات»، وذلك في رواق رابطة كاتبات المغرب. وفي رواق «أكورا»، وُقّع كتاب «كاتب لا يستيقظ من الكتب»، جديد الناقد والمترجم المغربي محمد آيت لعميم. وهو كتاب جاء ثمرة لأكثر من 20 سنة من الترجمة لحوارات شاملة مع كتاب ومفكرين وفلاسفة وروائيين ونقاد، بينهم الإيطالي أمبرطو إيكو، والمغربي عبد الفتاح كيليطو، والمكسيكي كارلوس فوينتيس، والفرنسي رولان بارت وتزفيطان تودوروف، بلغاري الأصل.

وشكلت ندوة «الأدب أفقاً للتفكير... الروائيون الشباب ورهانات التجديد» فرصة للوقوف على وجهات نظر جيل الكتاب الجدد. وأكد الروائي المغربي طارق بكاري أن الثقافة المغربية متعددة الروافد ملهمة، ويمكن أن تمنح الكاتب أكثر من مادة للاشتغال والكتابة، وزاد أن الرواية المغربية هي ذلك «الفسيفساء الجميل الهوياتي» بمكوناته العربية والصحراوية والأمازيغية والعبرية، مشيراً إلى أن الرواية المغربية بدأت تخرج من عباءة الشرق، وتشق طريقها، خصوصاً أن الثقافة المغربية ولّادة وملهمة، على حد قوله.

وشدد بكاري على أن الروائيين الشباب يوجدون اليوم أمام رهان التجاوز، لكون الكاتب الشاب يجب أن ينطلق من قراءة الإرث الأدبي واستثماره وتجاوز سلفه، معتبراً أن رهان الكاتب الشاب غالباً ما يكون أكبر من غيره، لأنه دائماً ما يراهن على مسألة تجاوز سلفه وهو ما يشكل دافعاً له من أجل الإبداع.

وقال الكاتب المغربي عبد الحميد شوقي: «إننا اليوم أمام كتابة شبابية، بدأت، بفضل اكتساب اللغات الأجنبية وتقنيات التواصل الاجتماعي، (تتمرد) على النموذج الروائي المشرقي»، لافتاً إلى أنه مع تنوع الرؤى والمشارب والأفكار والتجارب الروائية لم يعد المغربي يكتب وفي لا شعوره فكرة أنه يجب أن يتجاوز المشرق.

وسجل شوقي أن التنوع الثقافي المغربي يجب أن يكون حاضراً في النص الروائي، الذي يتعين عليه أن يعكس التنوع الثقافي للكاتب وبيئته، التي ينتمي إليها، مؤكداً أن من بين عناصر التجديد في التجارب الشبابية الروائية المغربية «هناك التجديد المتعلق باللغة لكونها تحيل على الثقافة، وكذا الخروج من النمطية الزمنية من خلال تجاوز الزمن الخطي».

من جهته، رأى الروائي المغربي عبد المجيد سباطة أن الروائيين الشباب محظوظون اليوم، لكونهم يعيشون في عصر تطورت فيه الوسائل الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذا صناعة النشر بالمنطقة العربية، عكس الأجيال السابقة التي وجدت صعوبات كبيرة في القراءة والاطلاع على الأعمال العالمية. وقال إن المغرب كنز من الحكايات والقصص والروايات، مشيراً إلى أن رسالته في الكتابة ترتبط بنظرة المغربي للعالم ونظرة العالم للمغاربة بشكل عام، وأنه يجد نفسه يعود، عملاً بعد آخر، للمغرب وللواقع المغربي بشكل أكبر، مع تشديده على أن الكاتب يجب أن يكون منصهراً في الواقع ومنغمساً فيه.


لأول مرة منذ 12 عاماً... مؤتمر عن الآثار في سوريا بمشاركة بعثات أجنبية

لأول مرة منذ 12 عاماً... مؤتمر عن الآثار في سوريا بمشاركة بعثات أجنبية
TT

لأول مرة منذ 12 عاماً... مؤتمر عن الآثار في سوريا بمشاركة بعثات أجنبية

لأول مرة منذ 12 عاماً... مؤتمر عن الآثار في سوريا بمشاركة بعثات أجنبية

لأول مرة منذ أحد عشر عاماً تعقد وزارة الثقافة السورية مؤتمراً «دولياً» في دمشق يتعلق بالآثار في سوريا بمشاركة عدد من المختصين والبعثات الأثرية الأجنبية العاملة في سوريا.

وتتناول أعمال المؤتمر الذي انعقد اليوم الأحد بدمشق ويستمر يومين «آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال» بمشاركة مجموعة من الباحثين الأجانب من إيطاليا وبولونيا وهنغاريا والتشيك، حيث يعرضون نتائج أبحاثهم الأثرية في المواقع السورية التي يعملون بها، وفق ما جاء في بيان لوزارة الثقافة بدمشق.

وافتتحت وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح المؤتمر بحضور وزير السياحة، والذي تقيمه المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع وزارة السياحة في القاعة الشامية بالمتحف الوطني،

ولفتت إلى أن بعض البعثات لم «تغادر سوريا في أحلك وأصعب الظروف التي مرت عليها»، كالبعثة الهنغارية التي تابعت أعمالها في قلعتي الحصن والمرقب. وبعض البعثات عادت إلى سوريا عام 2019. وهناك خمس بعثات إيطالية تعمل في عدد من التلال (تل إيبلا وطوقان،

وفرزت ريف دمشق، وعمريت، وتل الكزل كركوس). وعلى هامش المؤتمر افتتح معرض «ترميم» على سور حديقة المتحف الوطني، وتضمن أهم أعمال الترميم التي نفذت من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف في عدد من المباني الأثرية، كما جرى زرع شجرة حمضيات في حديقة المتحف باسم عالم الآثار الإيطالي باولو ماتييه تكريماً لجهوده.

وتعرضت مواقع أثرية كثيرة لأضرار بسبب الزلزال الذي وقع في 6 فبراير (شباط) الماضي، أبرزها قلعة حلب حيث سقطت أجزاء من الطاحونة، وحدث تشقق وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية. كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة وبعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزائن العرض، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب.

كما تعرّض حي العقبة التاريخي وحي الجلوم التاريخي لبعض التضرر، وسقط عدد من مآذن الجوامع التاريخية في حلب. وفي مدينة حماة سقطت أجزاء من منازل تاريخية خاصة، وحدثت تشققات وتصدعات في الكثير من المباني الأثرية في المدينة كمصلى خان رستم باشا، ومئذنة جامع الحسنين، وفي طرطوس تضررت بعض المباني داخل قلعة المرقب على مشارف بانياس وسقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران وكتلة من برج دائري في الجهة الشمالية، كما سقط الجرف الصخري في محيط قلعة القدموس.


«الأبحاث والإعلام» تعزز حضورها في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع لعام 2023

تشمل «تجربة شاطئ SRMG» عدداً من النشاطات التفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
تشمل «تجربة شاطئ SRMG» عدداً من النشاطات التفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
TT

«الأبحاث والإعلام» تعزز حضورها في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع لعام 2023

تشمل «تجربة شاطئ SRMG» عدداً من النشاطات التفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
تشمل «تجربة شاطئ SRMG» عدداً من النشاطات التفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

تسجل المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، حضوراً مميزاً خلال مشاركتها في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع للعام الثاني على التوالي، وأفسحت المجال لمشاركة نخبة من أبرز الأسماء في مجال الإعلام والإبداع والتقنية في مجموعة من الجلسات الحوارية وحلقات النقاش وورش العمل والفعاليات في «تجربة شاطئ SRMG».

وقالت جمانا راشد الراشد، الرئيس التنفيذي لـ«الأبحاث والإعلام» إن تنمية المواهب الشابة هي واحدة من أهم ركائز الاستراتيجية التحولية للمجموعة، التي تضع الريادة في الابتكار وتمكين الجيل القادم من قادة الإعلام وصناع المحتوى هدفاً رئيسياً لها.

وأضافت: «في هذا الصدد، قامت المجموعة مع عدد من شركائنا العالميين، بالتوسع في منصاتها وتطويرها لتوفير ساحة خصبة تبرز من خلالها كوادرنا المبدعة بمحتواهم النوعي»، مشيرة إلى أحد هذه الشراكات مع (كان ليونز) لإطلاق أول نسخة من «تحدي ليونز للشباب» في السعودية، حيث سيمثل الفائزون وطنهم في مسابقة تقام على مستوى العالم في «كان».

وعدّت الراشد «كان ليونز» البيئة الإعلامية الأنسب لتسليط الضوء على النهضة الإبداعية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعن أهمية فرصة الوجود في المهرجان، للإعلان عن بعض الخطوات الأساسية القادمة في استراتيجية المجموعة للنمو والتوسع.

وتسلط المنصة التي أطلقتها «الأبحاث والإعلام» أكبر مجموعة إعلامية متكاملة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على شاطئ رادو على شارع كروازيت الشهير، الضوء على متحولات وتطورات المشهد الإبداعي والتقني الذي يشهده العالم من خلال نقاشات وحوارات مع صانعي هذا التحول من المؤسسيين ورواد الأعمال وممثلي الشركات الرائدة العالمية مثل Brut، وتيك توك، ممن قدموا أسلوباً جديداً لاستهلاك المحتوى من خلال ابتكاراتهم التقنية والإبداعية التي طغت على ما سبقها من أساليب وتبناه الجيل الجديد من المتابعين.

وسيتطرق البرنامج لنقاش القضايا والفرص التي ترسم معالم مستقبل صناعة الإعلام والإبداع، وكيفية استغلالها من خلال تقنيات الإعلان المبتكرة ووسائل التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى مجموعة من الحوارات والفعاليات في الجانبين الثقافي والفني، وذلك من خلال استضافة أعلام المشهد البارزين مثل نجم التلفزيون محمد عامر، وكاتب الأغاني ونجم الراب الحائز على عدة جوائز بيلي.

كما ستستعرض الجلسات الحوارية وحلقات النقاش أكبر الفرص والتحديات المؤثرة على المجالات الإبداعية والإعلامية والتقنية وانعكاسها على شركاتها وممارسيها، وعن تأثير تطورات الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإبداع، وكيفية استخدام صناعة الأفلام والترفيه للربط بين الثقافات، والتطرق لتطورات الساحة الموسيقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفرصها، ونقاش قوة المجتمعات الكامنة التي تمكنها من خلق شركات وتجارب بأعلى المستويات.

كبير المسؤولين التجاريين في BBDO علي ريز (الشرق الأوسط)

وستستضيف الجلسات الحوارية وحلقات النقاش عدداً من أكبر الشخصيات المؤثرة في المجالات الإبداعية مثل الرئيس التنفيذي لشركة Brut Media غيوم ليكروا، ورائدة الأعمال الرقمية كارين وازن، ورئيس شركة Billboard مايك فان، وصانع الأفلام برايان موسر، والشريك المؤسس لشركة أنغامي إيلي حبيب، ومؤسس Good People علي علي، والرئيس التنفيذي لمجموعة OMG MENA إيلدا شقير، وكبير المسؤولين التجاريين في BBDO علي ريز.

هذا وستشمل «تجربة شاطئ SRMG» عدداً من النشاطات التفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز التي تقدمها منصات SRMG لزوارها، مثل اختبار مهارات التقارير الذي ستقدمه «اقتصاد الشرق مع بلومبيرغ» من خلال جناح فيديو الذكاء الاصطناعي، وصندوق ألعاب «الشرق الأوسط» الذي يختبر مهارات التمييز بين الأخبار الصحيحة والزائفة، كما ستستخدم «مانجا العربية» أحدث تقنيات تصفية الوجه بالذكاء الاصطناعي التي تتيح للزوار التحول إلى شخصياتهم المانجا المفضلة، في حين ستجلب مجلة «هي» أحدث صيحات الموضة إلى الحياة من خلال تقنية الواقع المعزز.

تشمل «تجربة شاطئ SRMG» عدداً من النشاطات التفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

وقدمت «الأبحاث والإعلام» منذ إطلاق استراتيجيتها التحولية في عام 2021، الدعم والتمكين للمواهب والكفاءات الإبداعية المحلية والإقليمية، وأسست شراكات في مجالات الإبداع والصحافة وصناعة المحتوى مع أكبر شركات الإعلام العالمية.

الرئيس التنفيذي لشركة Brut Media غيوم ليكروا (الشرق الأوسط)

ويعد مهرجان «كان ليونز» المهرجان الأول في صناعة الإعلام والإبداع، الذي من خلاله ستقوم «الأبحاث والإعلام» بعرض خططها لإعادة تعريف ملامح المشهد الإعلامي. وقد شكلت مشاركة «الأبحاث والإعلام» في «كان ليونز» خلال عام 2022 أول حضور عربي - شرق أوسطي في المهرجان، وحظي حضورها باهتمام كبير من قبل الشركات الدولية الذي نتج عنه عدد من مشاريع ومبادرات الشراكة والتعاون.

وفي عام 2023، تسعى «الأبحاث والإعلام» إلى تعزيز حضورها واستعراض منصاتها الإعلامية وشركاتها التابعة، وتطورات استراتيجيتها بهدف تطوير العلاقات مع الشركات والمنصات العالمية وتوفير الفرص والبرامج لرفع مستوى المواهب المحلية والإقليمية.

الشريك المؤسس لشركة أنغامي إيلي حبيب (الشرق الأوسط)

هذا وقد أبرمت «الأبحاث والإعلام» في هذا العام شراكة مع مهرجان «كان ليونز» لإطلاق أول نسخة سعودية من «تحدي ليونز للشباب»، وأقامت مسابقة على مستوى السعودية لتحديد أفضل المواهب والكوادر الشابة للمنافسة في المسابقة العالمية في «كان ليونز».

وبالإضافة إلى قائمة الحضور المتميز، فسيشمل برنامج «تجربة شاطئ SRMG» فعاليات ترفيهية مصاحبة في كل ليلة، مع عودة فعالية MENA Night بنسختها الثانية ليلة الخميس الثاني والعشرين من يونيو (حزيران)، حيث ستقدم المغنية إليانا عرضاً حياً يجمع ما بين الأنغام اللاتينية والشرق الأوسطية، بالإضافة للعرض الحي لـ«دي جي رودج» أحد أكثر الفنانين رواجاً وشهرة في منطقة الشرق الأوسط.

وسيتم الإعلان قريباً عن التفاصيل الكاملة للجلسات الحوارية والجلسات النقاشية والمتحدثين وقائمة العروض الترفيهية من خلال الإنترنت.


باسيل يواجه تحدي الحفاظ على تماسك «لبنان القوي»

عون وباسيل خلال اجتماع التكتل (الوكالة المركزية)
عون وباسيل خلال اجتماع التكتل (الوكالة المركزية)
TT

باسيل يواجه تحدي الحفاظ على تماسك «لبنان القوي»

عون وباسيل خلال اجتماع التكتل (الوكالة المركزية)
عون وباسيل خلال اجتماع التكتل (الوكالة المركزية)

فاقمت الخلافات حول الملف الرئاسي اللبناني بين نواب تكتل «لبنان القوي» التحديات التي يواجهها رئيس التكتل و«التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، للحفاظ على وحدته وعدد أعضائه، إذ يتردد أنه تراجع من 21 نائباً إلى حدود الـ17 نائباً، نتيجة تباينات حيال المشاركة في اجتماعات الحكومة، وتجعل 5 نواب آخرين يعارضون توجه باسيل في خياراته الرئاسية.

وانتشرت في الأسبوع الماضي أنباء عن أن 5 نواب من «التيار»، هم: إبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وآلان عون وسيمون أبي رميا وأسعد ضرغام، يعارضون خيار باسيل دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، رغم أن هؤلاء شاركوا في اجتماع التكتل الذي عُقد الثلاثاء الماضي، وحضره الرئيس السابق ميشال عون.

وتلا ذلك عقد باسيل أمس (السبت) مؤتمراً صحافياً وجه خلاله سهامه باتجاه النواب المعترضين داخل «التيار»، قائلاً إنه «لا أحد أكبر من المؤسسة. وعندما يخرج أحد عن قراراتها ويعتقد أنه أكبر منها، فهي ترد الشخص لحجمه وتريه أنها أكبر منه». كما اعتبر أن «الديمقراطية تعني احترام التنوع والآراء، وتعني الالتزام بالقرار ووحدته».

وبدأ عدد أعضاء كتلة باسيل يتراجع منذ الانتخابات الأخيرة. وبعدما اندلع سجال بين «التيار» و«القوات اللبنانية» بعيد الانتخابات النيابية الماضية على خلفية صاحب أكبر تكتل مسيحي، تراجع عدد نواب «لبنان القوي» بداية من 21 نائباً إلى 20 مع قرار فصل النائب ووزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان من كتلة «نواب الأرمن» التي هي جزء من التكتل الذي يرأسه باسيل. وقبل أيام أُعلن عن انضمام النائب محمد يحيى إلى تكتل «التوافق الوطني»، الذي يضم 5 نواب سنّة مقربين من «حزب الله».

وإن كان يحيى لم يعلن انسحابه من «لبنان القوي»، فإن ما هو مرجح أنه يسير، وكما باقي أعضاء الكتلة الجديدة، بخيار «حزب الله» الرئاسي، ألا وهو رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، مما يجعله عملياً خارج عباءة باسيل. وقال يحيى الذي لا يخفي أنه قريب من خيار فرنجية، أنه سيواصل حضور اجتماعات «لبنان القوي»، مستبعداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الوصول إلى جلسة مواجهة لانتخاب رئيس للجمهورية، مرجحاً أن يتم التفاهم بين معظم الكتل على الاسم قبل الدعوة لأي جلسة.

النائب محمد يحيى (الوكالة الوطنية)

سأواصل حضور اجتماعات تكتل "لبنان القوي"


النائب محمد يحيى

ولا يقتصر التمايز بالملف الرئاسي على يحيى، بحيث يتجه نائبا الأرمن في «لبنان القوي»، وهما هاغوب بقرادونيان وهاغوب ترزيان من حزب «الطاشناق»، للتصويت أيضاً لفرنجية، لا للمرشح الذي تفاهمت عليه قوى المعارضة مع «التيار الوطني الحر»، وهو أزعور. وبهذا، ينخفض عدد النواب الذين سيعتمدون خيار باسيل الرئاسي إلى 17، ويُضاف إليهم النواب الخمسة المعترضون على خيار أزعور (كنعان، وآلان عون، وأبي رميا، ودرغام وبوصعب)، رغم أنه ليس محسوماً حتى الآن، ما إذا كان هؤلاء بأكملهم سيخالفون قرار القيادة في حال قررت التصويت لأزعور. وفي حال خالفوه، فإن عدد المؤيدين لطروحاته حول التصويت لأزعور، سينخفض إلى 12 نائباً.

3 تكتلات

ويتجنب النواب الخمسة السابق ذكرهم التصريح للإعلام لتفادي زيادة الشرخ داخل «التيار». وتقول مصادر مطلعة على ما يجري داخلياً لـ«الشرق الأوسط» إن «لبنان القوي» بات مقسوماً إلى 3 تكتلات؛ الأول يخوض معركة علنية بوجه باسيل، ويشدد على حق النواب بالنقاش والمشاركة باتخاذ القرارات وألا يكون باسيل وحده مَن يقرر ويبلغ أعضاء الكتلة بقراراته، ويضم النواب الخمسة السابق ذكرهم الذين يتفادون بالوقت نفسه إعلان الشرخ أو الطلاق، لأن ذلك لن يصب لصالحهم في المرحلة الراهنة. أما القسم الثاني، فهو يضم عدداً آخر من النواب الذين يعبرون عن امتعاضهم وراء الأبواب المغلقة، والذين يرفض قسم منهم خوض مواجهة مع «حزب الله» وكسر الجرة معه. أما القسم الثالث فهو المؤيد لباسيل تماماً، ويُعتبر فريقه الأساسي.

وتقول المصادر: «خروج الرئيس عون من بعبدا جعل الحركة المعترضة تسلك مساراً تصاعدياً، بعدما كانت مضبوطة إلى حد ما في السنوات الماضية».

ويعتبر القيادي العوني السابق المحامي أنطوان نصر الله أن «ما وصل إليه (التيار) من انقسامات متوقع وطبيعي بسبب أداء باسيل وغياب السياسات الواضحة والقضية المحورية»، لافتاً إلى أن «من يعترضون اليوم من نواب تأخروا كثيراً». ويشير نصر الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «قيادة التيار خاضت الانتخابات النيابية إلى جانب (أمل) و(حزب الله)، وبعدما انتهت الانتخابات اختلفت معهما، وأصبحت تتقاطع مصلحياً مع (القوات اللبنانية) في الملف الرئاسي».

ويرى نصر الله أن «التيار فقد دوره الحقيقي، وبخلاف ما يُعتقد فإن تلاقي المسيحيين على السلبية سيطيح بدورهم تماماً، كما حصل عام 1988، حين توحد المسيحيون على رفض ترشيح مخايل الضاهر، دون أن يكون لديهم مشروع بديل؛ ما أدى لـ(اتفاق الطائف) الذي أخذ من صلاحياتهم»، مضيفاً: «اليوم قد يأتي اتفاق جديد يقضي على ما تبقى من دور لهم، الذي يُفترض أن يكون دوراً جامعاً توفيقياً... الحل ليس بالتفاهم على اسم رئيس إنما على خارطة طريق للمرحلة المقبلة لأنه كلما زاد تفكك الدولة تصاعدت هجرة المسيحيين».

 

تضخيم الخلافات

 

واستعان باسيل مؤخراً بمؤسس «التيار»، رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، لاستيعاب الخلاف المتنامي داخل «التكتل»؛ ما دفعه لترؤس آخر جلسة عُقدت يوم الثلاثاء الماضي.

ويعتبر قريبون من باسيل أن «هناك مَن يحاول دائماً تضخيم الخلافات الطبيعية في حزب ديمقراطي كـ(التيار)، التي تحصل في أي حزب آخر، لاعتبارات شتى». ويشيرون إلى أنه «رغم انشقاق عدد من القيادات، فإن (التيار) لم يتزعزع، وهو لن يتزعزع، خصوصاً أنه خاص حرباً كونية ضده خلال ولاية الرئيس عون، واستمر وصمد».

وبدأت الأزمة داخل «التيار» في عام 2013. واستفحلت عام 2015، جراء ما يقول معارضو باسيل إنها ضغوط مورست على الراغبين بالترشح لمنصب رئيس التيار لتخلو الساحة لباسيل، الذي هو صهر العماد ميشال عون مؤسس «التيار». وهم يعتبرون أنه تم تعيين باسيل خلفاً لعون لا انتخابه ديمقراطياً، ويؤكدون أنه، ومنذ تسلمه رئاسة «التيار»، سعى إلى إقصاء معارضيه، ومعظمهم ممن يُعرفون بـ«القدامى والمؤسسين».

وطوال السنوات الماضية، تم فصل عدد كبير من هؤلاء القياديين لمخالفتهم قرارات حزبية، وانضم إليهم آخرون قرروا الاستقالة احتجاجاً على سياسة قيادة «التيار». وأبرز الخارجين مؤخراً من صفوفه النواب السابقون (زياد أسود وحكمت ديب وماريو عون).


سياسة «الأمر الواقع» لبناء بؤرة استيطانية جديدة شمال الضفة

صورة أرشيفية لخيام نصبها مستوطنون على أراضي فلسطينيين في سلفيت بالضفة (وفا)
صورة أرشيفية لخيام نصبها مستوطنون على أراضي فلسطينيين في سلفيت بالضفة (وفا)
TT

سياسة «الأمر الواقع» لبناء بؤرة استيطانية جديدة شمال الضفة

صورة أرشيفية لخيام نصبها مستوطنون على أراضي فلسطينيين في سلفيت بالضفة (وفا)
صورة أرشيفية لخيام نصبها مستوطنون على أراضي فلسطينيين في سلفيت بالضفة (وفا)

نصب مستوطنون، الأحد، خياما على أراضي الفلسطينيين في محافظة سلفيت القريبة من نابلس شمال الضفة الغربية، في محاولة لفرض أمر واقع جديد ينتهي عادة ببناء بؤرة استيطانية جديدة.

واقتحم عشرات المستوطنين أرضا في منطقة «دير دقلة» الأثرية جنوب بلدة دير بلوط غرب سلفيت، ونصبوا خياما ورفعوا العلم الإسرائيلي، باعتبارها منطقة إسرائيلية، أو أصبحت كذلك.

وقال رئيس بلدية دير بلوط، سمير نمر، إن المستوطنين يخططون لإقامة بؤرة استيطانية في المكان.

وهذا هو ثاني مكان في المنطقة يستولي عليه المستوطنون خلال أسبوع، بعد أن سيطروا الثلاثاء الماضي على أراض قريبة من منطقة خربة شحادة.

وقال متخصصون لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن الهدف من وراء إقامة هذه البؤرة الاستيطانية، ربط مستوطنات في شمال الضفة ببعضها البعض، وقطع الطرق الداخلية والتواصل بين الأراضي الزراعية في سلفيت.

واعتبر محافظ سلفيت، اللواء عبد الله كميل، أن ما يجري «جزء من نهج يقوم على سرقة الأرض وتهويدها».

مواجهات مع فلسطينيين ضد التوسع الاستيطاني في بيت دجن الجمعة بحماية جنود إسرائيليين (إ.ب.أ)

ويستخدم المستوطنون، ما استطاعوا ذلك، سياسة فرض الأمر الواقع في السيطرة على أراضي الفلسطينيين، في الضفة الغربية، وإقامة مستوطنات عليها.

وتظهر أرقام رسمية فلسطينية وإسرائيلية، أن النشاط الاستيطاني زاد في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال 2022، بنسب غير مسبوقة.

ويستوطن في الضفة الغربية بما في ذلك شرق القدس، حوالي 800 ألف مستوطن، موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية، (575 ألفا في مستوطنات في الضفة الغربية و230 ألف مستوطن في القدس الشرقية).

ويستوطن الإسرائيليون في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بحثا عن منازل بأسعار أقل تكلفة من تلك الموجودة في إسرائيل، باعتبار أن الحكومة الإسرائيلية تشجع وتدعم، سياسيا ودينيا واقتصاديا التوجه إلى هذه المستوطنات التي أصبح يشكل بعضها مدنا كبيرة قائمة بحد ذاتها، مثل اريئيل شمال الضفة، ومعالي ادوميم في الوسط، وغوش عتصيون جنوبا. كما أن بعض اليهود المتدينين يعتقدون أن الإقامة في «يهودا والسامرة» وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية، واجب ديني.

رجل يتفقد منزله المدمر على أيدي مستوطنين في قرية جالود بالضفة في 31 مايو (أ.ف.ب)

ومقابل المستوطنات التي تدعمها الحكومة رسميا وتعترف بها، هناك المستوطنات العشوائية المعروفة باسم «البؤر الاستيطانية»، التي أُقيمت من دون ترخيص من الحكومة الإسرائيلية، وهي غير معترف بها إسرائيليا، رغم أن الكثير منها يحظى باهتمام أو حماية أو على جدول الشرعنة.

لكن الفلسطينيين لا يعيرون اهتماما لكل هذه المسميات، ويعتبرون كل المستوطنات الإسرائيلية «غير شرعية وتمثل جريمة حرب»، ويطالبون بانسحاب إسرائيل منها جميعا، وهو أمر تقول إسرائيل إنه لن يتم.

وفي المفاوضات السابقة، وافقت السلطة على نسبة تبادل بالقيمة والمثل، تسمح ببقاء بعض المستوطنات، لكن إسرائيل أصرت على بقاء الكتل الكبيرة، وظل هذا الأمر محل خلاف.

ويعتبر الفلسطينيون اليوم، أن إسرائيل تجاوزت ذلك باتجاه ضم المستوطنات إليها، وهو ما يعني ضم أجزاء من الضفة الغربية.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، الأحد، إن جرائم قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين، وأرضهم، وممتلكاتهم، ومنازلهم، ومقدساتهم، تأتي في إطار مخطط ضم الضفة الغربية.

وأضافت أن «دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة، تسابق الزمن لتنفيذ أكبر عدد ممكن من مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية التوسعية الهادفة إلى تعميق حلقات ضم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتكريس نظام الفصل العنصري البغيض، بما يرافقه من أبشع عمليات الطرد والتهجير والتطهير العرقي للمواطنين الفلسطينيين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، في الوصول إلى أراضيهم واستغلالها».

واعتبرت الخارجية، أن الحكومة الإسرائيلية تستغل «ازدواجية المعايير الدولية»، وغياب الإرادة والرغبة الأمميتين في تطبيق القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة، وأصبحت تتعايش مع ردود الفعل الدولية على انتهاكاتها وجرائمها، لإدراكها أنها لا تقترن بإجراءات عملية ضاغطة، أو عقوبات، أو أي شكل من أشكال المساءلة والمحاسبة.


العراق يتوقع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بين 5 و7 أعوام

فنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)
فنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)
TT

العراق يتوقع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بين 5 و7 أعوام

فنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)
فنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)

أعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، أن بلاده ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال مدة تقدر بين خمس وسبع سنوات.

وقال عبد الغني، في مقابلة مع شبكة «رووداو» نشرتها على موقعها الرسمي الأحد: «سيحقق العراق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال مدة تقدر بخمس إلى سبع سنوات، وربما سيكون هنالك فائض في الغاز؛ لأننا وقعنا جولة التراخيص الخامسة التي تضمنت خمسة عقود ورقعا استكشافية، وجميعها غازية تنتج بحدود 750 إلى 900 مليون قدم مكعبة من الغاز، وبالتالي هنالك كميات كبيرة وواعدة من الغاز».

وأضاف أن «العراق وبموجب اتفاقية باريس ملتزم باستثمار الغاز بشكل كامل وإيقاف حرق الغاز بحلول سنة 2030، ولكن وزارة النفط حريصة كل الحرص على التعجيل بعملية استثمار الغاز في ضوء الحاجة الملحة لهذا الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية».

وأوضح «نحن اليوم نستورد كميات كبيرة من الغاز من الجارة إيران، ولا يمكن أن نستمر في استيراد الغاز، بينما يحرق الغاز الموجود في الحقول النفطية، ومعظم الغاز الذي لدينا هو غاز مصاحب ويأتي من إنتاج النفط الخام، وهناك عقود وهناك مشاريع واعدة لاستثمار هذا الغاز من جميع الحقول وتجميعه وتوجيهه إلى محطات الكهرباء».

وأشار إلى أنه خلال خمس سنوات من تفعيل العقد مع شركة «توتال إنرجي» الفرنسية سيتم إيقاف حرق الغاز في خمسة حقول نفطية، وكذلك في الحقول الأخرى مثل نهر ابن عمر، حيث يوجد عقد مع إحدى الشركات لاستثمار أكثر من 150 مليون قدم مكعبة.

وعن النفط قال الوزير، إن العراق يطمح في أن تصل مستويات أسعار النفط الخام في السوق العالمية إلى 80 دولارا للبرميل.

ونوه أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الاجتماع المقبل لمنظمة «أوبك» وحلفائها في الرابع من الشهر الحالي، وقال: «سنلتزم بالتخفيضات السابقة لمعدلات إنتاج النفط الخام، حيث كان التخفيض الأول في بداية هذه السنة، والتخفيض الثاني كان في بداية شهر مايو (أيار) بدأ تنفيذه وإلى نهاية هذا العام، ومعناه أن العراق خفض حصته بالبداية 211 ألف برميل، والتخفيض الثاني أيضا خفضنا بحدود 210 آلاف برميل».

وجدد الوزير العراقي موقف بلاده في «الإبقاء على وحدة منظمة (أوبك) وتماسكها للحفاظ على أسعار النفط، وفي الوقت نفسه ضمان توفير البترول في الأسواق العالمية لسد احتياجات العالم فيما يخص الطاقة».


الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية : 30 أغسطس موعداً لمنتدى العالم القادم

منتدى العالم القادم في نسخته الأولى شهد مشاركات نخبوية دولية (الشرق الأوسط)
منتدى العالم القادم في نسخته الأولى شهد مشاركات نخبوية دولية (الشرق الأوسط)
TT

الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية : 30 أغسطس موعداً لمنتدى العالم القادم

منتدى العالم القادم في نسخته الأولى شهد مشاركات نخبوية دولية (الشرق الأوسط)
منتدى العالم القادم في نسخته الأولى شهد مشاركات نخبوية دولية (الشرق الأوسط)

أعلن الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية إقامة النسخة الثانية من «منتدى العالم القادم» بمشاركة قادة وخبراء القطاع في تاريخ 30 أغسطس (آب) المقبل، وسيكون المنتدى هو ختام فعاليات أكبر حدث للألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم «موسم الجيمرز: أرض الأبطال» والمنتظر إقامته مطلع شهر يوليو (تموز) المقبل.

وسيجمع منتدى هذا العام الذي تحتضنه العاصمة الرياض، ويقام بفندق فورسيزونز على مدار يومين، شخصيات بارزة وروادا في مجالات الألعاب والرياضات الإلكترونية والترفيه والتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم لتبادل الأفكار واستكشاف الفرص الجديدة في عالم الألعاب الإلكترونية سريع التطور. وتهدف النسخة الثانية من «منتدى العالم القادم» إلى تحفيز إحداث الأثر المستدام في مستقبل القطاع.

وقال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية: «يعتبر منتدى العالم القادم حدثاً مهماً في الروزنامة العالمية لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية. حيث يوفّر منصة فريدة لقادة ورواد الصناعة دولياً للمشاركة في نقاشات وجلسات تطرح أصعب الأسئلة وتساهم في تشكيل مستقبل القطاع. ويعمل الحدث على تعزيز ثقافة التعاون ومشاركة المعرفة والاستفسار، وخلق بيئة يمكن من خلالها مناقشة نماذج العمل الجديدة وتطويرها لإحداث تأثير إيجابي على الصناعة».

وأضاف: «أصبحت الألعاب والرياضات الإلكترونية مسارات وظيفية للكثير من الأشخاص، ليس فقط في المملكة، ولكن على مستوى العالم. وسيقدم منتدى العالم القادم مرئيات مختلفة تُمكّنهم من فهم المشهد بشكل أفضل في ظلّ نموّه وتطوّره».

وتتضمن الجلسات الرئيسية المجدولة في المنتدى العالمي المرتقب موضوعات: العلاقة بين الرياضات الإلكترونية والأولمبياد، ومعايير قطاع الألعاب التنافسي، والتحديات التي تواجه المرأة في ريادة قطاع الألعاب، والصحة النفسية والبدنية للاعبي الرياضات الإلكترونية، وغيرها المزيد.

وسيتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة لموضوعات الحوارات والمشاركين في منتدى العالم القادم مع اقتراب موعد الحدث. وستضم قائمة المتحدثين وزراء قطاع الرياضة من الدول الرائدة والمستثمرين واللاعبين والمطورين ومزودي التقنيات المتطورة والشركات الناشئة وممثلين عن القطاع العام والعلامات التجارية والمعلنين والناشرين وجهات البث والاتحادات والدوريات الرياضية.


الشباب يقودون التغيير في انتخابات الكويت

تجمع انتخابي لأحد النواب الشباب في انتخابات الكويت
تجمع انتخابي لأحد النواب الشباب في انتخابات الكويت
TT

الشباب يقودون التغيير في انتخابات الكويت

تجمع انتخابي لأحد النواب الشباب في انتخابات الكويت
تجمع انتخابي لأحد النواب الشباب في انتخابات الكويت

تدخل الكويت الاثنين مرحلة «الصمت الانتخابي»، قبل موعد انتخابات أعضاء مجلس الأمة في فصله التشريعي السابع عشر (أمة 2023) المقررة إجراؤها الثلاثاء السادس من يونيو (حزيران) الجاري.

وستجرى الانتخابات في 759 لجنة اقتراع في 5 دوائر انتخابية، فيما يبلغ عدد الناخبين 793 ألفاً و646، يختارون 50 نائباً.

ومع توقف ماكينات الدعاية الانتخابية عن الحركة في الفضاء العام، تنشط ماكينات المندوبين والمفاتيح الانتخابية لرصّ الصفوف خلف المرشحين قبل ساعات من بدء التصويت.

وغالباً ما تكون شخصية المرشح، ومكانته الاجتماعية، والاتجاه الفكري الذي يمثله عاملاً حاسماً في حضوره الشعبي، والتأثير على مزاج الناخبين، لكن في السنوات الأخيرة ومع الإخفاق الذي شهدته التجربة البرلمانية، أصبح قطاع واسع من الجمهور يعوّل على برامج المرشحين وخاصة من فئة الشباب، لتحقيق التغيير الذي طالما دعت له العملية السياسية.

والتغيير شعار متكرر في كل الانتخابات البرلمانية في الكويت، وكانت الانتخابات البرلمانية السابقة (أمة 2022) التي أجريت في سبتمبر (أيلول) 2022، حملت شعار «تصحيح المسار»، وجاءت على وقع خطاب ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الصباح، الذي دعا للتغيير، وقرر حل مجلس الأمة، مؤكداً أن هذا الحل جاء «تصحيحاً للمشهد السياسي، وما فيه من عدم توافق وصراعات». وفي يونيو (حزيران) 2022، قال ولي العهد: «لا تضيعوا فرصة تصحيح المسار حتى لا نعود إلى ما كنا عليه».

لكن مجلس 2022 أبطلته المحكمة الدستورية، في 19 مارس (آذار) الماضي، التي قررت عودة رئيس وكامل أعضاء مجلس الأمة السابق (مجلس 2020)، الذي سبق حله في 2 أغسطس (آب) 2022، كما تأتي هذه الانتخابات، بعد حلّ مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً.

تجمع انتخابي في الكويت

الشباب قوة التغيير

أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة تغييراً كبيراً في مقاعد مجلس الأمة، بواقع يربو على 54 في المائة من عدد نواب المجلس البالغ عددهم 50 نائباً.

كما أظهرت النتائج فوز من يمكن اعتبارهم نواباً معارضين بنحو 60 في المائة، رغم أن المرأة التي شاركت بكثافة لم تتمكن سوى من تحقيق مقعدين لصالح عالية الخالد (الدائرة الثانية) وجنان بوشهري (الدائرة الثالثة).

وخلال الانتخابات الحالية (أمة 2023)، جهد المرشحون الشباب لتقديم برامج تسعى لإقناع فئة الشباب، وهي الفئة الأكبر في التركيبة السكانية، في المشاركة على صنع التغيير.

كما تركز برامج الشباب على الخروج من تأثير التيارات السياسية القديمة التي طالما هيمنت على الحياة السياسية، وبعض هذه البرامج حاول الدفع بقوة للتصادم مع أطروحات القوى التقليدية في المجتمع: التجار، والتيارات الدينية، والقبلية.

من أين يأتي التغيير؟

ولا يمكن إغفال أن الكويت تتأثر بالتغيرات التي تحدث في المحيط، فالكثير من الكويتيين يتطلعون للتغييرات التي تحدث في جوارهم الخليجي، وخاصة الخطوات الإيجابية التي تشهدها السعودية، مثل الانفتاح الاجتماعي ومنح مساحة واسعة للمرأة، والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفساد، وغيرها، وهو ما ساهم في الحدّ من تأثير التيارات التقليدية وبسط نفوذها الفكري على المجتمع، وبرز ذلك في حجم مشاركة المرأة في الانتخابات الماضية، مع تقديم برامج تخففت إلى حدٍ كبير من النزعات القبلية والطائفية، وبرز فريق من المرشحين يقدمون طرحاً مختلفاً عما عهدته الحملات السابقة.

وقال مرشحان من فئة الشباب، لـ«الشرق الأوسط»، إن المجتمع الكويتي يستلهم التجربة السعودية بقوة. وقال أحدهما: «انظر كيف ضعفت هيمنة التيارات المتشددة التي كانت حريصة على شدّ العصب الديني، هؤلاء فقدوا قوتهم مع التغييرات الواسعة التي تشهدها المملكة».

مرشح آخر، قال: «لا يمكننا أن نحبس أنفسنا في إطارات فئوية، العالم يموج بالتغيير، والسعودية تصنع نموذجاً».

لكن هل تستجيب البرامج السياسية للمرشحين للتحديات التي تواجهها البلاد؟، يجيب الدكتور عبد الله سهر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «البرامج السياسية للمرشحين، متكررة، وتكاد تكون متطابقة، وإن اختلفت بعض المفردات التي يستخدمها بعض المرشحين، في خطاباتهم وندواتهم السياسية، إلا أن القضايا متشابهة، وأمهات القضايا هي: محاربة الفساد وتعزيز الحريات، وتحقيق التنمية، وتلبية مطالب المواطنين في الحياة الراغدة، إلى جانب إصلاح البنية التحتية في البلاد».

يرى الدكتور سهر، أن «المرشح إذا كان فرداً لا يستطيع أن يحقق برنامجاً سياسياً، لأن البرنامج السياسي يعبّر عن حزب سياسي أو كتلة سياسية تستطيع أن تترجمه على أرض الواقع».

يضيف: «ما يطرحه المرشحون، ما داموا أفراداً، لا يمكن وصفه بأنه برنامج سياسي، ولكنه رأي سياسي يحمل قضايا يحاول المرشح أن يطرحها».

برأي الدكتور سهر، فإن تحقيق التنمية ومكافحة الفساد يمثلان الهمّ الذي يلتقي حوله المرشحون، «فالكويت لديها طاقات مالية وبشرية كثيرة، ولكنها غير موظفة توظيفاً جيداً بحيث ينطلق بها إلى آفاق التنمية الحقيقية التي يمكن أن تقدم لنا اقتصاداً متعدداً ومتنوعاً، وتعليماً راقياً وتنمية نستطيع من خلالها أن نقدم الرفاهية للمواطنين».

كذلك، فإن التحديات الإقليمية في عالم مضطرب، تمثل هي الأخرى هاجساً، يقول الدكتور سهر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت: «هناك تحدٍ آخر، وهو محاولة التغيير لمواكبة السياسة الخارجية بما يحقق المعادلة الكويتية، وهي: معادلة التوازن الإقليمي، والتوازن الدولي بين الأقطاب الرئيسية».

تجمع انتخابي لأحد المرشحين في انتخابات الكويت

صوت التغيير

من بين المرشحين الشباب الذين لفتوا الانتباه إلى طرحهم الانتخابي، مرشح الدائرة الثالثة، سامي المانع، الذي قدّم خطاباً يتصادم مع التجار، وهم من أكثر الفئات نفوذاً في الكويت، وقال في خطابه الافتتاحي موجهاً الخطاب للتجار: «تبون غرفة التجارة ولا ما تبونها» (تبون - تريدون)، محاكياً خطاب رئيس البرلمان السابق مرزوق الغانم في يوليو (تموز) 2012 الموجه لذرية الشيخ مبارك الصباح: «تبون الحكم ولا ما تبونه».

المانع قال إن «غرفة التجارة في الكويت، هي الكيان الوحيد الذي ليس عليه رقابة ولا يمكن محاسبته من قبل مجلس الأمة، وإن غرفة التجارة مستحوذة على مقدرات البلد وثرواتها». ودعا إلى «تحرير إرادة الأمة من قبضة الابتزاز السياسي وسطوة أصحاب الأجندات الخاصة، وأن نستعيد الثقة الشعبية بمؤسسات الدولة والعمل السياسي الوطني».

من بين الشباب، مرشح الدائرة الأولى باسل البحراني، الذي يخوض السباق للمرة الثانية، وقال متسائلاً: «يمتلك الصندوق السيادي الكويتي استثمارات تشغيلية تقارب قيمتها تريليون دولار أميركي، وقوة بشرية بعشرات الآلاف، والسؤال هو: أين الشباب الكويتي من هذه الوظائف؟ لذلك يجب تعيين الشباب الكويتي في هذه الشركات (...) يجب على رئيس الحكومة المقبل تعيين الشباب الكويتي المنجز في الوظائف القيادية والإشرافية حتى تتحرك عجلة التنمية».

المرشح عن الدائرة الثالثة سعد بن ثقل العجمي، هو الآخر قدّم طرحاً مختلفاً، وقال فيما وصفه «صيحة نذير»: «الوطن أسمى منكم... وستلعنكم الأجيال إذا طاوعتم نَزَعاتكم الطائفية والعنصرية والقبلية».

وأضاف: «سياقنا الخليجي والعربي اليوم ينزع إلى جانب (التصالح والتسامح) وهما من القيم الإنسانية والقرآنية والوطنية العظيمة، لا يحاربها عندنا إلا المتطرفون الإقصائيون المتشددون».

وإلى جانب الشباب، هناك نواب سابقون مترشحون في هذه الانتخابات، تركزت برامجهم الانتخابية على الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد، وتطوير التجربة الديمقراطية، هؤلاء توجهوا أيضاً بخطابهم إلى القوة الشبابية الناخبة، والتي هي أيضاً منقسمة بين الولاءات العصبية التقليدية، ودعم مشاريع التغيير.