أوكرانيا تحيي ذكرى ضحايا «جرائم» بوتشا... وموسكو تندد بـ «استفزاز فظ وخبيث»

TT

أوكرانيا تحيي ذكرى ضحايا «جرائم» بوتشا... وموسكو تندد بـ «استفزاز فظ وخبيث»

أحيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكرى ضحايا «جرائم الحرب الروسية» في بلدة بوتشا بشمال غربي كييف التي تنفي موسكو ارتكابها، وذلك بمقطع مصور في الذكرى السنوية الأولى لانسحاب القوات الروسية منها.
وقال زيلينسكي أمام رؤساء الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش والسلوفاكي إدوارد هيغر والسلوفيني روبرت غولوب ورئيسة مولدافيا مايا ساندو: «سننتصر بالتأكيد، وسنهزم الشر الروسي هنا في أوكرانيا، ولن يكون قادراً على النهوض مرة أخرى».
وتنفي موسكو ارتكاب قواتها أي فظائع، وتتهم الاستخبارات الأوكرانية بتلفيق «هجوم مزيف» في بوتشا. وكتب زيلينسكي عبر تطبيق «تلغرام» أسفل مقطع مصور يضم مجموعة من الأحداث التي شهدتها بوتشا العام الماضي: «رمز لفظائع جيش الدولة المحتلة. لن نغفر أبداً. سنعاقب كل الجناة». وبحسب الفيديو، سجلت هيئة الادعاء ما يربو على 9000 جريمة حرب روسية في بوتشا وما حولها. ولقي أكثر من 1400 شخص حتفهم وتم العثور على ما يربو على 175 جثة في مقابر جماعية أو «غرف تعذيب». واحتلت قوات روسية البلدة التي تقع على بعد 40 دقيقة بالسيارة من العاصمة كييف، في أواخر فبراير (شباط) 2022 وغادرتها في 30 مارس (آذار) 2022، حيث أعلن تحريرها بعد يوم. وبعد نشر صور نحو 20 جثة ملقاة بأحد الشوارع، بعضها مكبلة اليدين، أصبحت بوتشا رمزاً للجرائم التي وقعت في العديد من المواقع بأوكرانيا.
وفي جنيف، دان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أوكرانيا التي قال إنها أصبحت «شائعة بصورة صادمة» بعد 13 شهراً على بدء الهجوم الروسي. وقال تورك أمام مجلس حقوق الإنسان، في كل مكان في أوكرانيا «يواجه السكان معاناة وخسائر هائلة وحرماناً وتشريداً ودماراً»، مشدداً أيضاً على الآثار المستمرة والعميقة للأزمة على بقية العالم.
في 30 مارس 2022 انسحب الجيش الروسي من هذه المدينة وكل المنطقة الشمالية لكييف، بعد شهر من بدء الاجتياح بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.
ورأى مراسلو الصحافة الفرنسية في بوتشا في 2 أبريل (نيسان) سيارات متفحمة ومنازل مدمرة، خصوصاً جثث 20 رجلاً بملابس مدنية مبعثرة على مسافة مئات الأمتار، وكان أحدهم مقيد اليدين.
صدمت هذه المشاهد العالم بأسره، ودانت كييف والغربيون الإعدامات التعسفية بحق مدنيين، فيما وصفته بأنه جرائم حرب. ونفى الكرملين أي تورط له، مؤكداً أنها عملية مدبرة. وخلال زيارته للمدينة بعد يومين من اكتشاف ما حصل، دان الرئيس زيلينسكي الذي بدت عليه الصدمة «جرائم الحرب» التي قال إن «العالم سيعترف بها على أنها إبادة جماعية».
وتوقف جميع القادة الأجانب تقريباً الذين زاروا أوكرانيا، في بوتشا. وكان آخرهم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، حيث أعرب الأسبوع الماضي عن «شعور قوي بالاستياء». وبعد مرور عام على تحرير بوتشا، لاحظ مراسلو الصحافة الفرنسية، الخميس، بدء عملية إعادة الإعمار في هذه المدينة الهادئة الواقعة في الضواحي، وكان يسكنها 37 ألف شخص قبل الحرب. وينشغل عشرات المختصين في مجال البناء وسط جرافات ومعدات بناء وشاحنات قلابة؛ لإعادة تشييد المنازل والأرصفة. ورغم بقاء المأساة راسخة في الأذهان، قال سكان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الألم يتراجع لأن الحياة تستمر». وكييف من جانبها، تصر على إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الروس عن «جريمة العدوان» ضد أوكرانيا، لكن شكلها يثير أسئلة قانونية معقدة وتردداً.
وتواصل روسيا نفي ارتكاب قواتها أي تجاوزات. والخميس، نددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مرة أخرى بالتصريحات المتصلة ببوتشا ووصفتها بأنها «استفزاز فظ وخبيث» من جانب كييف.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.