مخترع الهاتف المحمول يرى أن الناس أصبحوا مدمنين عليه

مارتن كوبر: لن أتمكن من معرفة كيفية استخدامه مثل أحفادي وأبناء أحفادي

مارتن كوبر يحمل نسخة من أول هاتف جوال صممه وأجرى به أول مكالمة في 3 أبريل 1973 (أ.ف.ب)
مارتن كوبر يحمل نسخة من أول هاتف جوال صممه وأجرى به أول مكالمة في 3 أبريل 1973 (أ.ف.ب)
TT

مخترع الهاتف المحمول يرى أن الناس أصبحوا مدمنين عليه

مارتن كوبر يحمل نسخة من أول هاتف جوال صممه وأجرى به أول مكالمة في 3 أبريل 1973 (أ.ف.ب)
مارتن كوبر يحمل نسخة من أول هاتف جوال صممه وأجرى به أول مكالمة في 3 أبريل 1973 (أ.ف.ب)

يقرّ المهندس الأميركي مارتن كوبر الذي اخترع الهاتف الجوال قبل خمسين عاماً، بأن هذه الأجهزة التي ابتكرها باتت تطرح مشكلة تتمثل في أن الناس يُمضون الكثير من الوقت في استخدامها.
ويقول «أبو الجوّال» إن القدرات الكامنة للهواتف الجوالة غير محدودة، ويمكن أن تساعد يوماً في القضاء على الأمراض، لكنه يرى أن الناس أصبحوا ربما مدمنين عليها نوعاً ما.
وقال المخترع البالغ 94 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية في مكتبه في ديل مار بولاية كاليفورنيا: «تصدمني رؤية الناس يَعبرون الشارع وينظرون إلى هواتفهم الجوالة. لقد فقدوا عقولهم».
ويضيف مازحاً: «عندما تدهس السيارات بعض الأشخاص، سيفهمون ذلك».
يضع كوبر ساعة «أبل» المتصلة بالإنترنت على معصمه، ويحمل أحدث أجهزة «آيفون»، وهو يشتري موديلات الهواتف الجديدة ويتعمق في اختبار قدراتها. لكنه يعترف بأن ملايين التطبيقات المتاحة تجعل المرء يشعر بالدوار. ويقول: «لن أتمكن أبداً من معرفة كيفية استخدام الهاتف الجوال بالطريقة التي يستخدمه بها أحفادي وأبناء أحفادي». والهاتف الذي يحمله مارتن كوبر ويستخدمه بالدرجة الأولى لإجراء المكالمات، لا يمتّ بصلةٍ إلى تلك الكتلة الثقيلة من الأسلاك والدوائر الإلكترونية التي استخدمها لإجراء أول مكالمة من هاتف جوّال في التاريخ في 3 أبريل (نيسان) 1973.
كان كوبر يومها يرأس فريقاً من المصممين والمهندسين من شركة «موتورولا» التي استثمرت ملايين الدولارات لمحاولة التقدّم على شركة «بل سيستم» الأميركية العملاقة للاتصالات في تصميم أول نظام هاتف جوال.
وأشارت «بل سيستم» إلى هذه الفكرة في نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها لم تتوصل إلا إلى ابتكار هواتف للسيارات منذ نهاية الستينات، نظراً إلى أن بطارياتها كانت ضخمة. لكنّ هذا الأمر لم يكن يوفر حركية فعلية في نظر مارتن كوبر. وبعد ثلاثة أشهر من العمل المتواصل، تمكن فريقه أخيراً من ابتكار الهاتف الجوّال «داينا تاك DynaTAC).
ويذكّر بأن «وزن هذا الهاتف كان يزيد على كيلوغرام... وكانت بطاريته تتيح إجراء محادثة لمدة 25 دقيقة». ويعلّق قائلاً إن ذلك «لم يكن مشكلة»، إذ إن الجهاز «كان ثقيلاً جداً بحيث لا يمكن حمله 25 دقيقة». والمكالمة الأولى التي أجراها مارتن كوبر من الهاتف المحمول كانت مع منافسه في «بل سيستم» الدكتور جويل إنغل.
ويروي: «قلت له: جويل، أنا مارتن كوبر... أتحدث إليك بواسطة هاتف جوّال. لكنه هاتف جوّال حقيقي وشخصي ومحمول ويمكن إمساكه باليد». ويضيف أن «صمتاً ساد على الطرف الآخر من الخط. أعتقد أن (جويل إنغل) كان يصرّ على أسنانه». ولم تكن هذه الهواتف الجوالة الأولى زهيدة الثمن، إذ كان سعر الجهاز الواحد يبلغ نحو خمسة آلاف دولار.
ويلاحظ مارتن كوبر أن «الهاتف الجوال أصبح اليوم امتداداً للشخص، ويمكنه تنفيذ مهام أكثر بكثير». ويتوقع أن يكون هذا الواقع «مجرد بداية»، إذ إن قدرات الهاتف الجوال بدأت للتوّ تُعرَف. ويتوقع كوبر «أن يُحدِث الهاتف الجوال في المستقبل، ثورة في مجالَي التعليم والصحة». ويضيف «أعلم أنني قد أبدو كأنني أبالغ، ولكن... خلال جيل أو جيلين سنهزم المرض».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.