عجلة الدوريات الأوروبية الكبرى تعود للدوران بمباريات قمة ساخنة

ليفربول يصطدم بمانشستر سيتي... ودورتموند يواجه البايرن... ونابولي وبرشلونة للاقتراب من التتويج

هالاند سلاح سيتي الفتاك (وسط) يأمل أن يكون بكامل لياقته لمواجهة ليفربول (رويترز)
هالاند سلاح سيتي الفتاك (وسط) يأمل أن يكون بكامل لياقته لمواجهة ليفربول (رويترز)
TT

عجلة الدوريات الأوروبية الكبرى تعود للدوران بمباريات قمة ساخنة

هالاند سلاح سيتي الفتاك (وسط) يأمل أن يكون بكامل لياقته لمواجهة ليفربول (رويترز)
هالاند سلاح سيتي الفتاك (وسط) يأمل أن يكون بكامل لياقته لمواجهة ليفربول (رويترز)

تعود عجلة الدوريات الأوروبية الكبرى للدوران بعد فترة التوقف الدولية، حيث ستكون الجماهير على موعد مع مباريات قمة ساخنة غدا بين مانشستر سيتي وضيفه ليفربول في الدوري الإنجليزي، وديربي بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند على صدارة البوندسليغا الألمانية، بينما يتطلع كل من برشلونة ونابولي إلى الاقتراب خطوة جديدة من لقبي إسبانيا وإيطاليا.
في إنجلترا يبدو آرسنال المتصدر مرشحا لتحقيق ضربة مزدوجة في الجولة التاسعة والعشرين والاقتراب خطوة جديدة من اللقب الغائب عن خزائنه منذ قرابة عشرين عاما، عندما يستقبل ضيفه ليدز يونايتد غدا، لكن الأنظار ستكون مصوبة في هذا اليوم على لقاء القمة الجماهيري بين مانشستر سيتي ثاني الترتيب وضيفه ليفربول. كما سيكون المتابعون على موعد مع قمة أخرى الأحد بين نيوكاسل الخامس برصيد 47 نقطة مع ضيفه مانشستر يونايتد الثالث (50 نقطة).

الأنظار على توخيل في أول مباراة له في قيادة البايرن (رويترز)

ويتصدر آرسنال جدول الترتيب برصيد 69 نقطة من 28 مباراة، بواقع 22 انتصارا وثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، متفوقا بفارق ثماني نقاط عن مانشستر سيتي الوصيف، الذي خاض 27 مباراة حقق خلالها 19 انتصارا وأربعة تعادلات وأربع هزائم.
ويضع آرسنال في اعتباره أن الفوز على ليدز مع تعثر سيتي أمام ليفربول سيقربه خطوة مهمة من اللقب الذي فاز به آخر مرة في موسم 2003 - 2004. وحقق آرسنال الفوز في آخر ست مباريات له بالدوري منذ هزيمته أمام مانشستر سيتي في 15 فبراير (شباط) الماضي، وهو نفس الفريق الذي سقط أمامه في الدور الرابع لكأس الاتحاد الإنجليزي.
كما ودع آرسنال بطولة الدوري الأوروبي بالخسارة أمام سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وبالتالي أصبح الأمل الوحيد لمصالحة جماهيره هو التتويج بلقب الدوري الإنجليزي.
وينتظر آرسنال هدية من ليفربول غدا عسى أن ينجح فريق المدرب الألماني يورغن كلوب في عرقلة مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد.
ويبدو أن سيتي في أوج تألقه حاليا، حيث ما زال ينافس على 3 جبهات (الدوري ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي)، ويتسلح بهدافه العملاق النرويجي إيرلينغ هالاند. وسجل هالاند ورفاقه 13 هدفا في آخر مباراتين لسيتي الذي لم يعرف طعم الهزيمة في آخر عشر مباريات على مستوى كافة المسابقات، ولم تستقبل شباكه أي أهداف في آخر خمس مباريات. كما لم يخسر سيتي على ملعبه في آخر تسع مباريات على مستوى كافة المسابقات، ويمتلك الفريق أقوى خط هجوم برصيد 67 هدفا بفارق هدف واحد أمام آرسنال.
وفي مواجهة قمة أخرى يلتقي نيوكاسل الطامح للعودة للمربع الذهبي مع مانشستر يونايتد الذي يريد تثبيت مكانه ثالثا. وتلقى مانشستر يونايتد نبأ سارا قبل هذه المواجهة، حيث عاد هدافه ماركوس راشفورد إلى التدريبات بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن مباراتي إنجلترا أمام إيطاليا وأوكرانيا في التصفيات المؤهلة ليورو 2024.
وينافس يونايتد على رباعية هذا الموسم، فبعد أن حصد كأس الرابطة على حساب نيوكاسل بالذات، ما زال ينافس على سباق القمة بالدوري، وتأهل لنصف نهائي كأس إنجلترا، وربع نهائي «يوروبا ليغ».
وفي ألمانيا تتجه الأنظار إلى ملعب أليانز أرينا غدا (السبت) لمتابعة مباراة القمة بين دورتموند المتصدر ومضيفه بايرن ميونيخ الوصيف.
وتترقب جماهير البايرن الظهور الأول للمدير الفني توماس توخيل الذي تم تعيينه الجمعة الماضية بعد قرار مفاجئ بإقالة المدرب جوليان ناغلسمان. وسيكون على توخيل المدرب السابق لدورتموند وباريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي، عبء إعادة الهيبة لبطل ألمانيا بعد موسم متذبذب بالبوندسليغا، وقد تكون مواجهة الغد حاسمة في تحديد هوية بطل الموسم الحالي. ويتصدر دورتموند جدول الترتيب برصيد 53 نقطة متفوقا بنقطة واحدة فقط على البايرن الساعي لحصد اللقب للموسم الحادي عشر على التوالي.
وربما كانت الخسارة على ملعب باير ليفركوزن بهدفين مقابل هدف واحد قبل فترة التوقف الدولية، هي الفيصل في الإطاحة بناغلسمان، رغم أن الفريق حقق قبلها أربعة انتصارات متتالية من بينها الفوز على باريس سان جيرمان ليحجز مقعده في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا. ولم يتلق النادي البافاري أي خسارة في آخر 17 مباراة على ملعبه بكافة المسابقات، لكنه سيكون على موعد مع مواجهة من نوع خاص أمام منافس لم يخسر أي مباراة في البوندسليغا منذ نهاية مونديال 2022، وحقق دورتموند عشرة انتصارات متتالية على مستوى كافة المسابقات قبل خسارته على ملعب تشيلسي الإنجليزي بهدفين دون رد ليودع دوري الأبطال من دور الستة عشر.
ولم يذق دورتموند طعم الفوز على ملعب البايرن في البوندسليغا منذ 12 أبريل (نيسان) 2014 عندما انتصر بثلاثة أهداف من دون رد، لكنه نجح في ذلك مرتين على ملعب الفريق البافاري في كأس السوبر عام 2014 وفي نصف نهائي كأس ألمانيا عام 2015، في المقابل نجح البايرن في الفوز على دورتموند في آخر ثماني مواجهات بينهما.
وفي الوقت الذي سيكون فيه عشاق كرة القدم في ألمانيا منشغلين بقمة بايرن مع دورتموند، سيحاول يونيون برلين الاقتراب خطوة من أهل القمة عبر المواجهة التي تجمعه بضيفه شتوتغارت.
ويحتل يونيون برلين المركز الثالث برصيد 48 نقطة بفارق أربع نقاط عن بايرن وخمس نقاط عن دورتموند، بينما يأتي شتوتغارت في المركز الأخير برصيد 20 نقطة.
وفي إسبانيا سيستأنف برشلونة حملته نحو استعادة لقب الدوري بمواجهة خارج أرضه أمام إلتشي غدا السبت في المرحلة السابعة والعشرين للبطولة.
ويتصدر النادي الكاتالوني جدول الترتيب برصيد 68 نقطة بفارق 12 نقطة عن أقرب ملاحقيه ريال مدريد، قبل 12 جولة من نهاية الموسم، لذا يتطلع برشلونة للخروج فائزا من ملعب إلتشي للاقتراب خطوة جديدة من اللقب الغائب عن خزائنه منذ ثلاثة مواسم.
واستعاد برشلونة كامل قوته الضاربة بعودة اللاعبين الدوليين بعد انتهاء فترة التوقف الدولي. وبعد الخروج من دوري أبطال أوروبا ثم الدوري الأوروبي، أصبح الشغل الشاغل للنادي الكاتالوني حاليا هو اللقب المحلي وكذلك كأس ملك إسبانيا (تنتظره مواجهة صعبة أمام غريمه التاريخي ريال مدريد في إياب المربع الذهبي يوم 5 أبريل المقبل). وفاز برشلونة في 22 مباراة هذا الموسم مقابل تعادلين وهزيمتين، لكنه لم يعرف طعم الخسارة على ملعبه بالدوري الإسباني هذا الموسم، ولا تبدو مهمته صعبة أمام إلتشي الأخير والذي يواجه خطر الهبوط.
وفي المعسكر المقابل يستضيف ريال مدريد فريق بلد الوليد يوم الأحد، أملا في تعويض جماهيره عن خسارة الكلاسيكو قبل فترة التوقف الدولي.
وستكون المواجهة أمام بلد الوليد بداية لسلسلة من المباريات القوية التي تنتظر النادي الملكي خلال الأيام المقبلة، حيث يواجه بعدها برشلونة في الكأس المحلية ثم يستضيف فياريال، وبعدها يلاقي ضيفه تشيلسي الإنجليزي في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال.
وفي إيطاليا تنتظر نابولي، المتصدر بفارق مريح عن أقرب منافسيه، مواجهة قد تصبح حاسمة لتتويجه بطلا للدوري هذا الموسم حين يلتقي ميلان صاحب المركز الرابع الأحد بالمرحلة الثامنة والعشرين.
ويسير نابولي بخطى ثابتة نحو حصد لقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه والأولى له منذ موسم 1989 - 1990، إذ ينفرد بالصدارة برصيد 71 نقطة، بفارق 19 نقطة عن أقرب ملاحقيه لاتسيو، وبفارق 21 نقطة عن إنتر ميلان الثالث و23 عن ميلان الرابع.
وستكون مباراة نابولي مع ميلان بمثابة بروفة للمواجهة الإيطالية الخالصة التي ستجمع بينهما في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا يومي 12 و18 أبريل المقبل.
ولم يخسر نابولي سوى مرتين فقط هذا الموسم مقابل 23 انتصارا وتعادلين، ومنذ الهزيمة أمام لاتسيو مطلع شهر مارس (آذار)، حقق الفريق الجنوبي انتصارين متتاليين بالدوري، كما حجز مقعده في دور الثمانية الأوروبي على حساب آينتراخت فرنكفورت الألماني. وحقق نابولي عشرة انتصارات في آخر 11 مباراة وبلغ متوسط تسجيله هدفين في المباراة الواحدة.
في المقابل يتطلع ميلان لاستعادة اتزانه، حيث لم يذق طعم الفوز في آخر أربع مباريات، ويسعى لمصالحة جماهيره بعد خسارته المفاجئة على ملعب أودينيزي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في الجولة الماضية قبل فترة التوقف الدولية.
وأصبح ميلان في أمس الحاجة للفوز على نابولي لتثبيت أقدامه في المربع الذهبي وضمان بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، حيث تفصله نقطة واحدة فقط عن مطارده روما صاحب المركز الخامس وثلاث نقاط عن أتلانتا السادس.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».