مثقفون ونشطاء مصريون وسودانيون يدعون لـ«التهدئة» قبل مباراة رياضية

«الأهلي» يواجه «الهلال» في القاهرة ضمن بطولة دوري أبطال أفريقيا

مباراة الأهلي والهلال بأم درمان شهدت أجواء متوترة واشتباكاً بين الطرفين
مباراة الأهلي والهلال بأم درمان شهدت أجواء متوترة واشتباكاً بين الطرفين
TT

مثقفون ونشطاء مصريون وسودانيون يدعون لـ«التهدئة» قبل مباراة رياضية

مباراة الأهلي والهلال بأم درمان شهدت أجواء متوترة واشتباكاً بين الطرفين
مباراة الأهلي والهلال بأم درمان شهدت أجواء متوترة واشتباكاً بين الطرفين

دعا مثقفون ونشطاء مصريون وسودانيون إلى «التهدئة ووقف التراشق والتلاسن» المثار أخيراً بين عدد من مواطنيهم، على خلفية مباراة كرة القدم التي تجمع بين فريقي الأهلي المصري والهلال السوداني، السبت المقبل.
وشدد المثقفون المصريون والسودانيون في بيان حظي بتوقيع العشرات منهم على «أنها مباراة لكرة القدم وليست معركة»، رافضين ما وصفوه بـ«السجال الشعبوي وإثارة الفتن، والوقوع في فخاخ التنميط المتبادل».
ومن المقرر أن يلتقي «الأهلي المصري» مع نظيره «الهلال السوداني» السبت المقبل على استاد القاهرة الدولي، في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
وجاءت حالة الترقب حول المباراة بفعل ما شهدته مباراة الذهاب بين الفريقين، التي أقيمت الشهر الماضي على ملعب الجوهرة الزرقاء بأم درمان، ضمن إطار الجولة الثانية من دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، وشهدت المباراة أجواء متوترة ومشادات بين الطرفين.
وعلى أثر أحداث المباراة، تقدم النادي الأهلي بمذكرة إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري يشكو فيها التجاوزات والاعتداءات التي تعرض لها اللاعبون والجهاز الفني قبل وأثناء وبعد مباراة. كما تقدم الأهلي بشكوى رسمية ضد نظيره الهلال لدى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، رصد فيها «عددا من التجاوزات قبل وأثناء وبعد مباراة الفريقين»، وهي الشكوى التي عاقب «كاف» على أثرها الهلال بقرارات انضباطية.
واعتبر الموقعون على البيان المصري - السوداني أنه «ليست لدينا مشكلة في الحوار الشفاف، وإثارة القضايا المسكوت عنها بموضوعية من أجل البناء لا الهدم»، معبرين عن أسفهم عن «التراشق والجدال البيزنطي، والتلاسنات، في الوسائط الإعلامية بين الأشقاء في دولتي وادي النيل».
وشددوا على أن «ما بين مصر والسودان علائق جذورها ضاربة في عمق تاريخ مشترك، وتربطها الجغرافيا والنيل، وتعززها المصالح المشتركة التي تتجاوز الحكومات والأنظمة السياسية. ويظل ذلك إيماناً بوجود ما يوحد الشعب في وادي النيل أكثر من الذي يفرق».
وقالت الدكتورة أماني الطويل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبيرة في الشؤون الأفريقية، وإحدى الموقعات على البيان المصري السوداني، لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة البيان جاءت على خلفية الحشد والتحريض قبل مباراة الأهلي والهلال، الذي وصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي».
ودللت الطويل على التفاعل مع الدعوة بالقول إن «أعداد الموقعين تزداد كل ساعة، ما يدل على الرغبة المشتركة في التهدئة، فمصر تمتلئ بآلاف السودانيين، وهناك الكثير من المصالح المشتركة بين الطرفين، والعلاقات بين الشعبين فيها مكون عاطفي تاريخي ووجدان مشترك؛ لذا فكافة هذه المسائل لا يمكن التضحية بها من أجل مباراة كرة قدم».
بدوره قال سيد محمود، الشاعر والباحث في الشأن الثقافي، وأحد الموقعين على البيان: «تحمست لهذا البيان المشترك لأنه يدعو للتهدئة، ولحرص الموقعين على التأكيد أنها مباراة كرة قدم، وينبغي أن تظل في إطار المنافسة المشروطة بقوانين اللعبة، وبالتالي وجود فائز وخاسر، وبالتالي لا تكون نتيجة المباراة مبررا للهجوم على الطرف الآخر».
ويلفت محمود إلى أهمية التفاعل مع البيان من جانب المثقفين والنشطاء وتدويره في وسائل الإعلام في البلدين، للتأكيد على أن «هناك روابط تجمع بين البلدين لا يمكن التضحية بها، أو الاستغناء عنها، والتأكد كذلك على المعاني التي تجمع الشعبين، ودحض العنصرية والاستعلاء والتحفيز من طرف ضد طرف».



تفاؤل مصري بنتائج منتخبي القدم واليد في «أولمبياد باريس»

فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
TT

تفاؤل مصري بنتائج منتخبي القدم واليد في «أولمبياد باريس»

فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

أشاع صعود منتخب مصر لكرة القدم إلى الدور نصف النهائي في أولمبياد باريس، وكذلك وصول منتخب الفراعنة لكرة اليد إلى دور الثمانية حالة من التفاؤل بالنتائج التي حققها المنتخبان حتى الآن.

وتصدر اسم منتخب مصر التريند على «إكس» السبت، وجاءت تعليقات المتابعين متفائلة بالنتائج التي حققها المنتخب عقب فوزه مساء الجمعة على باراغواي 5 - 4 بضربات الترجيح، بعد التعادل في المباراة بهدف لكل من الفريقين.

وهنأ وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي المنتخب المصري الأوليمبي لكرة القدم، بالفوز على منتخب باراغواي والتأهل إلى دور نصف النهائي من منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية بباريس.

وعدّ هذا الإنجاز «إضافة جديدة لسجل إنجازات الرياضة المصرية على الساحة الدولية»، مشيداً بالمجهودات التي بذلها اللاعبون والجهازان الفني والإداري للوصول إلى هذا المستوى».

المنتخب الأولمبي المصري لكرة القدم يتأهل لنصف النهائي في باريس (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وطالب الوزير، في بيان، الجماهير المصرية بتشجيع فريق كرة القدم وكل الأبطال الرياضيين المصريين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية، لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية.

وتحت عنوان «الفراعنة لنصف النهائي»، كتب متابع باسم «متعب العواد» على «إكس» أن منتخبي مصر والمغرب استطاعا التأهل لنصف النهائي في الأولمبياد بإمكانيات قليلة وعقول كبيرة، مؤكداً أن «المنتخبين قدما جيلاً جديداً من الموهوبين».

بينما ذكر متابع باسم «يوسف» على «إكس» أن «زيزو والنني يستحقان أن يكلل مجهودهما بميدالية، ومن حظنا أن زيزو مصري والنني عالمي، ويستحق أن يكون قائد منتخب مصر الأول وليس الأولمبي".

وتوالت التعليقات التي تحفز منتخب كرة اليد على الاستمرار في التقدم والنجاح، وكتب مستخدم باسم إبراهيم عبد الجواد على «إكس» أنه «يوم خالص لمصر»، مشيدا بفوز المنتخب المصري على منتخب النرويج 26 – 25، وتأهل المنتخب المصري للدور ربع النهائي.

وعدّ الناقد الرياضي المصري حسن المستكاوي هذه النتائج لمنتخبي كرة القدم واليد المصريين «إنجازاً لافتاً نتمنى ونحلم أن يستمر، وأن يتكلل بالحصول على ميداليات». مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الملاحظ أن هناك متابعة كبيرة للمنتخبين المغربي والمصري في (السوشيال ميديا)؛ ما يعني أن الجماهير والشعوب تتابع المباريات، وتدعم المنتخبات».

ويشدد المستكاوي على أن «المنافسات الأولمبية صعبة جداً وعالية المستوى، ويجب ألا يقتصر تعاملنا مع المنافسات على حصد الميداليات، بل يمكن أن تحدد الترتيب الدولي بعيداً عن الميداليات».

ومن المنتظر أن تخوض مصر مباراتها المقبلة في كرة القدم أمام المنتخب الفرنسي (صاحب الأرض والجمهور)، بينما يخوض المغرب مباراة نصف النهائي أمام المنتخب الإسباني.

وذكر المستكاوي أن «المباريات المقبلة بالنسبة لمصر مع فرنسا والمغرب مع إسبانيا لا شك ستكون صعبة، لكن من حقنا أن نحلم بميدالية، ويمكن أن تتحقق إذا ركزنا على قدراتنا وفهمنا قدرات الخصم».

وأوضح أن «المدرب يجب أن ينتبه مثلاً إلى أن أسلوب الدفاع لا يصلح أمام فرنسا، ويجب التعامل مع قدرات اللاعبين ومع ظروف كل مباراة على حدة».

وأشار إلى أن «عدداً كبيراً من جمهور العالم العربي كان يتابع مباراة كرة اليد بين مصر والنرويج، وهذه المتابعة والتوحد حول مباراة أمر مهم جداً، لذلك كان الفوز فرحة كبيرة، خصوصاً لأنها لعبة جماعية».

منتخب مصر لكرة اليد يتأهل لربع النهائي في باريس (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وأبدى الناقد المصري أسفه لما عده «رصيداً هزيلاً» للعرب في الأولمبياد حتى الآن، وقال: «لم نحصل إلا على ميداليتين واحدة فضية وأخرى برونزية والاثنتان في لعبة السلاح».

وتمنى المستكاوي أن «يقترب العرب من الإنجاز الذي حققوه في أولمبياد طوكيو (2020)، حيث حصدوا 18 ميدالية، ومصر وحدها حققت 6 ميداليات، وكان إنجازاً للرياضة المصرية، لذلك أتمنى أن نحصل على ميدالية في كرة القدم».

وتشارك مصر في الدورة الأولمبية رقم 33 المقامة في باريس من 26 يوليو (تموز) إلى 11 أغسطس (آب) الحالي بعدد 149 لاعباً ولاعبة في 24 مسابقة رياضية.