«الأصالة والمعاصرة» المغربي يدعو لتدارس أزمة الغلاء

بسبب ارتفاع غير مسبوق للخضر والمواد الغذائية الأساسية

جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة» (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة» (الشرق الأوسط)
TT

«الأصالة والمعاصرة» المغربي يدعو لتدارس أزمة الغلاء

جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة» (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة» (الشرق الأوسط)

دعا حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي (أغلبية) قيادة الغالبية الحكومية إلى عقد اجتماع طارئ، من أجل تدارس الوضعية الاقتصادية المستجدة، وانعكاساتها الصعبة على الواقع المعيش للكثير من فئات المجتمع، وكذا مقاربة تقارير بعض المؤسسات الدستورية والاستراتيجية، التي تُعنى بالشأن المالي والاقتصادي.
وجاء في بيان للمكتب السياسي للحزب، صدر اليوم، أن الحزب يدعو أيضاً «لجنة خبراء الحزب» إلى تكثيف اجتماعاتها، وانكبابها على القضايا الاقتصادية الطارئة، وتدارس انعكاساتها الصعبة على الأوضاع الاجتماعية للمواطنات والمواطنين، ومن ثم الإسهام في رسم مخرجات عامة وتشاركية حول هذه الوضعية. وحث الحكومة على الحزم، و«تشديد مراقبة أسعار السوق بشكل أكبر، والمواجهة الصارمة لجشع المضاربين وتصرفاتهم التي تصل إلى درجة الخيانة»، في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد. كما تحدث الحزب عن حرمان المواطنين من خيرات بلادهم بسبب جشع وسلوكيات مختلفة، ودعا الحكومة إلى الضرب بقوة على أيدي الرافضين لقرارات الحكومة بخصوص تأمين السوق الوطنية بالكم الكافي من المواد الأساسية، وكذلك المتلاعبين بالأسعار، لا سيما المتورطين في الاختلالات الكبيرة، التي تسجَّل أحياناً في أسعار بعض المواد، ما بين أسعار المنبع عند الفلاحين والصيادين والحرفيين، والأسعار غير المفهومة عند نقاط البيع الأخيرة. ويأتي موقف حزب «الأصالة والمعاصرة» في سياق جدل يعرفه المغرب حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وبخاصة الخضر، التي لم يسبق أن ارتفعت بهذا الشكل من قبل. وأيضاً في ظل قرار البنك المركزي المغربي رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 3 في المائة للحد من التضخم، وتسرب أنباء عن تحفظ الحكومة عن هذا القرار.
وبخصوص موضوع حقوق الإنسان، أشاد المكتب السياسي بالإصلاحات الحقوقية والمؤسساتية، التي تعزز مكانة المملكة المغربية دولياً، وتجعل منها «تجربة مطلوبة ونموذجاً يُحتذى به» في الالتزام بالمواثيق الدولية، وفي حجم الوفاء بالتقارير الدورية، وكذا تكريس مبادئ وثقافة حقوق الإنسان في تشريعاته الوطنية. وأثنى المكتب السياسي على اعتماد مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة مضمون تقرير الاستعراض الدوري الشامل، الذي تقدمت به المملكة المغربية في جولته الرابعة التي انعقدت في فبراير (شباط) الماضي، والذي تضمن مجمل التوصيات التي وردت إليه من طرف 120 دولة.
وجاء في بيان الحزب أنه بالقدر الذي يرحب فيه ببعض الملاحظات الدولية الموضوعية في مجال حقوق الإنسان، والتي تتطلب من الحكومة «ضرورة التحلي بالنزاهة الفكرية والشجاعة والجرأة» في الانكباب على معالجة اختلالاتها تشريعياً، وإصلاح بعض الحالات والملفات والأوراش الحقوقية؛ فإنه يسجل بالقدر نفسه «وبأسفٍ شديد» أن بعض الملاحظات الدولية في هذا المجال «تتسم بنوع من المغالاة، والافتقار للموضوعية، بسبب استنادها إلى مصادر غير موضوعية، متحاملة على بلادنا، وغير محايدة»، في إشارة إلى تقرير الخارجية الأميركية الأخير حول حقوق الإنسان في المغرب.
من جهة أخرى، أعلن الحزب أنه يدعم جميع التغيرات التشريعية والقانونية والإصلاحات المؤسساتية، التي ستهم تعزيز مكانة المرأة داخل المجتمع، وإشراكها في مختلف المجالات، وتحقيق المناصفة والمساواة الحقة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.