رينارد... شغف منطفئ يشرع الباب لـ«حماس» غالاردو... و«تمرس» خيسوس

كلاههما مرشح بقوة للمنصب الساخن... و«الأخضر» ينتظر مدرسته التدريبية الجديدة

من مباراة المنتخب السعودي الودية أمام بوليفيا (تصوير: عدنان مهدلي)
من مباراة المنتخب السعودي الودية أمام بوليفيا (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

رينارد... شغف منطفئ يشرع الباب لـ«حماس» غالاردو... و«تمرس» خيسوس

من مباراة المنتخب السعودي الودية أمام بوليفيا (تصوير: عدنان مهدلي)
من مباراة المنتخب السعودي الودية أمام بوليفيا (تصوير: عدنان مهدلي)

لم يكن مألوفاً بالنسبة للشارع الرياضي السعودي، رحيل مدرب على رأس المنتخب الوطني بهذا السيناريو المفاجئ، الذي شهده الكثيرون مساء الثلاثاء الماضي عندما أعلنت إدارة الأخضر رسمياً نهاية العلاقة بالفرنسي رينارد، الذي ما زال عقده سارياً حتى عام 2027.

رينارد رحل بشكل مفاجئ عن الأخضر (تصوير: عدنان مهدلي)

وكان رينارد ساق مبررات في حديثه لحشد من الصحافيين الذين تجمهروا حوله بعد نهاية ودية بوليفيا التي خسرها بنتيجة 2 - 1. قائلاً: «أعتقد أنني بذلت أقصى ما في وسعي مع الفريق، لا يمكنني الوصول إلى مستوى آخر لذا أفضل أن أكون صادقًا مع الجميع، شكراً لكم مرة أخرى، لقد كان وقتاً رائعاً».
ووفق مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» فإن عدة أسباب ساهمت في ترك رينارد تدريب الأخضر السعودي من بينها رغبة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، خاصة صديقه فيليب ديالو الذي تربطه علاقة وثيقة بالمدرب الفرنسي رينارد، علماً بأن مدرب الأخضر السابق كان على خلاف كبير مع لوغريت في سنوات مضت.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن رينارد انطفأ حماسه الكبير مع الأخضر بعد العودة من كأس العالم لكرة القدم، وبات يتحدث عن تراجع الشغف في ذهنه، وبات يشعر أنه استهلك نفسه كثيراً، وأنه يريد أن يذهب إلى تحدٍ آخر حتى لو كلف ذلك أكثر من 70 في المائة من راتبه الشهري.
كان رينارد على بُعد 119 يوماً ليتجاوز المصري عبد الرحمن فوزي ويصبح المدرب صاحب الفترة الأطول في الاستمرارية بمنصبه مدرباً للمنتخب السعودي.
في عامه الأخير وباستثناء الفوز على الأرجنتين لم يتذوق رينارد طعم الانتصار منذ التأهل إلى مونديال قطر 2022 إلا في ثلاث مباريات من أصل خمسة عشر مباراة خاضها الأخضر، حيث كسب أستراليا في الجولة الأخيرة من التصفيات وحقق الفوز على آيسلاندا ونجح في كتابة التاريخ بفوزه على الأرجنتين بمونديال قطر.

غالاردو (الشرق الأوسط)

الفرنسي الذي قاد الأخضر لتحقيق فوز تاريخي وغير مسبوق على الأرجنتين الذي توج لاحقاً ببطولة العالم سجل أكبر مفاجأة في تاريخ بطولات كأس العالم متجاوزاً انتصار الجزائر على ألمانيا الغربية في 1982 وفقاً لإحصاءات شركة جريسنوت، ظل عاجزاً على قيادة فريقه لتحقيق الفوز منذ تلك المواجهة رغم خوضه لأربع مباريات منها اثنتان على صعيد المونديال ومباراتين وديتين.
وتراجع الجانب الهجومي للأخضر السعودي، الذي سجل ثمانية أهداف فقط في خمس عشرة مباراة خاضها، في الوقت الذي استقبلت شباكه 13 هدفاً لكنه خرج في خمس مباريات بشباك نظيفة.
عقد طويل الأمد وتذليل لكافة الصعوبات، واستقلالية تامة في صناعة القرار واتخاذه ومميزات غير مسبوقة مع دعم تاريخي للأخضر، لكن رغم ذلك رحل رينارد قبل أهم استحقاق يترقبه المنتخب نهائيات كأس آسيا 2023 التي ستقام في قطر مطلع العام المقبل بعد أن استضافتها عوضاً عن الصين.
خيارات بديلة مطروحة على طاولة صُناع القرار في اتحاد كرة القدم، أبرزها مدرب ريفر بليت الأرجنتيني مارسيلو غالاردو، المدير الفني الحماسي، الذي تولى تدريب فريق نجوم الهلال والنصر في مباراة موسم الرياض وكذلك البرتغالي خيسوس، الذي يعرف جيداً كرة القدم السعودية بعدما أشرف على فريق الهلال في فترة سابقة كما درب فلامنغو الفائز بكأس ليبرتادوريس عام 2019.
ويبدو أن اتحاد القدم، الذي يترأسه ياسر المسحل طوى صفحة الفترات المؤقتة والقرارات الارتجالية بعدما أعلن أن سعد الشهري، الاسم الذي اعتقد الكثير من الرياضيين السعوديين أنه سيخلف رينارد في منصبه، خاصة مع تبقي أشهر قليلة على بطولة كأس آسيا، سيستمر في منصبه بتدريب المنتخب الأولمبي كما أوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
بين المدرسة الأوروبية واللاتينية أين سيتجه اتحاد كرة القدم، ومن المدرب الذي سيعمل على مشروعه ويستثمر الدعم الكبير للرياضة السعودية، خاصة أن المنتخب السعودي سجل نجاحات بارزة مع المدارس الأوروبية في آخر سنواته حيث يبرز الهولندي مارفيك والفرنسي رينارد، فيما كانت آخر حقبة للمدربين اللاتينيين مع البرازيلي أنجوس، الذي قاد الأخضر لنهائي كأس آسيا 2007 أعقبه حضور خجول ومؤقت لعدد من الأسماء طيلة السنوات الماضية.

خيسوس (الشرق الأوسط)

وحاول ياسر المسحل رئيس اتحاد الكرة السعودي، إبعاد الأنظار عن خطوتهم القادمة للجهاز الفني البديل، بعدما أشار في حديثه بعد مواجهة بوليفيا أنهم لن يفتحوا ملف المدرب الجديد قبل شهر يونيو (حزيران) المقبل، وأنهم لن يوقعوا إلا مع اسم تدريبي مميز وقادر على قيادة الأخضر في المحافل الدولية.
وكشف المسحل في الوقت ذاته أن المنتخب السعودي يضم نجوماً واعدين وهو منتخب طموح وجاهز لأي مدرب مميز سيتولى المهمة بعد رينارد.
بدأت مسيرة رينارد مع الأخضر السعودي بتحقيق تعادل مع منتخب مالي في سبتمبر (أيلول) 2019 بنتيجة 1 - 1 قبل أن يبدأ مشوار التصفيات الأولية بتعادل محبط أمام اليمن 2 - 2 ثم يتجاوز سنغافورة بثلاثية ثم يتعادل مجدداً أمام فلسطين سلباً بلا أهداف ثم ينتصر على أوزبكستان بنتيجة 3 - 2 قبل أن يواجه باراغواي ودياً وتنتهي بالتعادل السلبي بلا أهداف.
ست مباريات خاضها رينارد في أول ثلاثة أشهر له نجح بتسجيل الفوز في مواجهتين وتعادل في الأربع المتبقية دون أن يخسر.
بدأت بطولة كأس الخليج 2019 في قطر وخسر الأخضر السعودي أمام الكويت بنتيجة 3 - 1 في مباراته الافتتاحية لكنه سرعان ما عاد ومسح الصورة الهزيلة بتحقيق الفوز أمام البحرين 2 - 0 ثم أمام عمان 3 - 1 ليتأهل عن دور المجموعات ويتجاوز قطر في نصف النهائي بهدف عبد الله الحمدان قبل أن يخسر نهائي البطولة أمام البحرين 1 - 0.
وغيبّت جائحة فيروس كورونا نشاط كرة القدم، وغاب معها الأخضر السعودي عن الظهور منذ نهائي كأس الخليج 2019 حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 والتي شهدت عودة المنتخب بمباريات ودية تأهباً لاستئناف التصفيات التي توقفت بسبب الجائحة.
خاض الأخضر ثلاث وديات بعد عودته من التوقف، منها وديتا جامايكا في نوفمبر 2020 إذ حقق الفوز في واحدة بنتيجة 3 - 0 وخسر في الأخرى بنتيجة 2 - 1 بعد أن كررا المواجهة بينهما لصعوبة إيجاد منتخبات حينها بسبب القيود التي فرضتها الجائحة على العالم، فيما سجل الفوز على الكويت بهدف دون رد في شهر مارس 2021.
وعادت التصفيات مجدداً في مرحلتها الأولى بعد توقف طويل لكن الأخضر السعودي عاد بصورة مغايرة تماماً وحقق الفوز أمام فلسطين 5 - 0 قبل أن يتجاوز سنغافورة 3 - 0 ثم أوزبكستان بذات النتيجة ليتأهل للمرحلة التالية من التصفيات.
وحقق رينارد أطول مرحلة انتصارات متتالية في التصفيات بتاريخ الأخضر السعودي وسجل بداية هي الأفضل له عبر تاريخ مشاركاته في التصفيات النهائية.
وكسب المنتخب السعودي تحت قيادة رينارد أربع مباريات متتالية من التصفيات النهائية أمام فيتنام وعمان واليابان والصين ثم تعادل أمام أستراليا ليعود وينتصر على فيتنام ثم عمان ليكمل خوض سبع مباريات دون أن يتعرض لخسارة وحيدة.
وتوقفت انطلاقة الأخضر بخسارة أمام اليابان وتعادل مع الصين الذي شهد حسم التأهل للمونديال قبل جولتين من النهاية رغم استمراره بتحقيق الفوز وتجاوز أستراليا في الجولة الأخيرة.
وبعد العبور للمونديال لم يكن المنتخب السعودي مُقنعاً على صعيد نتائجه في المباريات الودية إلا أن الانتصار على الأرجنتين التاريخي كان كفيلاً برفع أسهم المدرب ومعنويات اللاعبين والجماهير.
وبصورة عامة، فقد تولى رينارد قيادة الأخضر السعودي في 41 مباراة حقق الفوز في عشرين منها وتعادل في عشر مواجهات مقابل خسارته في 11 مباراة، وسجل لاعبو الأخضر تحت قيادته 54 هدفاً واستقبلت الشباك 32. وكان تصنيف المنتخب السعودي بعد توليه قيادة تدريب الأخضر عند المركز 69 مقارنة بالمركز 49 وفقاً لتصنيف الـ«فيفا» لشهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي لكنه تراجع أمس إلى المركز 54 بمعنى أنه قفز بالأخضر من 69 إلى 49 قبل أن يتركه في المركز 54 عالمياً.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.