وفاة 10024 سورياً في كارثة الزلزال

«شبكة حقوق الإنسان» توثّق... وتحذّر من نهب النظام للمساعدات الإنسانية

مشهد من اثار الزلزال في حارم بمنطقة ادلب (أ.ب)
مشهد من اثار الزلزال في حارم بمنطقة ادلب (أ.ب)
TT

وفاة 10024 سورياً في كارثة الزلزال

مشهد من اثار الزلزال في حارم بمنطقة ادلب (أ.ب)
مشهد من اثار الزلزال في حارم بمنطقة ادلب (أ.ب)

قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقريرها الصادر الثلاثاء، إنها سجلت وفاة 10024 سورياً بسبب الزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا وجنوب تركيا فجر الاثنين 6 فبراير (شباط) 2023، بينهم 4191 توفوا في المناطق خارج سيطرة النظام السوري، و394 في المناطق الخاضعة لسيطرته، و5439 لاجئاً في تركيا.
وأشار التقرير إلى «أن الحاجة الماسة لتسجيل الأعداد الهائلة من السوريين الذين ماتوا بسبب الزلزال، واحتمالية أن يكون تأخر المساعدات الإنسانية قد ساهم في موت مزيدٍ منهم، دفعتا فريق عمل الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى توثيق الضحايا، والاستجابة لهذا العمل الشاق والضخم، بما يحمله من تحديات إضافية، رغم خبرة الفريق الكبيرة على مدى سنوات، وانتشاره الجغرافي، وعلاقاته الممتدة في مختلف المناطق».
ويقول فضل عبد الغني مدير «الشبكة»: «لقد بذلنا كل هذا الجهد الهائل من أجل أن تقوم المنظمات الإغاثية وبشكل خاص الأممية، بالاستفادة من القوائم (لتقديم) تعويض مباشر لذوي الضحايا، ولكنَّ ذلك لن يتحقق إذا تم إعطاء المساعدات لمنظمات مصممة لنهب المساعدات الأممية، كما يجب ألا ننسى أنَّ النظام السوري وحلفاءه مسؤولون عن تشريد ملايين السوريين إلى شمال غربي سوريا، ولم يكتف (النظام) بقطع المياه والكهرباء والخدمات عنهم، بل لاحقهم بعمليات قصف مستمرة على مدى سنوات، فمن غير المنطقي أن يوصل لهم المساعدات بشفافية ونزاهة».

ووثق التقرير وفاة 10024 سورياً، قال إنهم توفوا «بسبب الزلزال وتأخر المساعدات الأممية والدولية»، يتوزعون بحسب مناطق السيطرة إلى: 4191 توفوا في المناطق خارج سيطرة النظام السوري في شمال غربي سوريا، و394 توفوا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، و5439 لاجئاً سورياً توفوا داخل الأراضي التركية. وعرض التقرير رسوماً بيانية تظهر توزع حصيلة الضحايا بحسب المناطق التي توفوا فيها ضمن المحافظات السورية. فيما قدم توزيعاً لحصيلة الضحايا الذين توفوا داخل الأراضي التركية، تبعاً للمحافظة السورية التي تنتمي إليها الضحية.
وفقاً للتقرير فإنه يوجد في منطقة شمال غربي سوريا قرابة 3.2 مليون نازح من مختلف المناطق السورية، «نزحوا هرباً من انتهاكات النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي. ويشكل الأطفال والنساء قرابة 75 في المائة من النازحين. ومنذ عام 2011 وحتى الآن لم يعد سوى أقل من 2 في المائة منهم إلى مناطقهم التي لا تبعد سوى كيلومترات عن خيمهم، خوفاً من انتهاكات النظام الذي لم يكتفِ بتشريدهم، بل قام بمئات الهجمات المتعمدة عليهم وعلى المدنيين والمرافق الحيوية في المناطق التي نزحوا إليها، كما يتم التغافل في كثير من الأحيان عن قطعه عنهم جميع الخدمات الأساسية، كالمياه والكهرباء، في الوقت الذي يصر على أن المساعدات الأممية يجب أن تمر من خلاله لأنه يتحكم بالدولة السورية».
وأضاف التقرير «أن هذه الأسباب دفعت إلى إدخال المساعدات عبر الحدود، من دون إذن النظام السوري، وجميعها ما زالت قائمة، والشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت قيام النظام السوري بشن هجمات على المناطق التي تعرضت للزلزال، في نهج يثبت مدى توحشه وعنفه».
وأكد التقرير «أن النسبة العظمى من المساعدات لا تصل للمتضررين، وهذه النسبة قد تصل إلى قرابة 90 في المائة رغم الكم الكبير من التحقيقات والتقارير التي صدرت منذ عام 2015، بما فيها تقارير هيومان رايتس ووتش، وتحقيقات صحيفة الغارديان، لأن النظام السوري هندس نهب المساعدات بطريقة مدروسة تستند بشكل أساسي على منظمات تابعة له بشكل مطلق، من أبرزها: الأمانة السورية للتنمية، والدفاع المدني، والهلال الأحمر». وقال: من أبرز الأدلة على نهب المساعدات، أن هذه المنظمات لا تصدر تقارير شفافية مالية، ولا أحد يعلم المبالغ التي وصلتها وكيف قامت بصرفها، كما أنها لا تعلن عن هيكلية تنظيمية وإدارية، ويتوظف فيها أشخاص مقربون من النظام السوري وقيادات الأجهزة الأمنية.
وأوصى التقرير الأمم المتحدة والدول المانحة «بتأسيس منصة دعم دولية تتولى عمليات تنسيق المساعدات في شمال غربي سوريا، وتكون بمثابة خيار إضافي إلى جانب الأمم المتحدة»، كما أوصى بـ«زيادة حجم ونوعية المساعدات إلى المنظمات الإغاثية السورية التي أثبتت مصداقيتها واستقلاليتها، والتركيز على احتياجات النساء والأطفال».


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7.6 درجة يضرب منطقة البحر الكاريبي وتحذير من «تسونامي»

العالم خريطة مؤشرات وقوع الزلزال (وسائل إعلام محلية)

زلزال بقوة 7.6 درجة يضرب منطقة البحر الكاريبي وتحذير من «تسونامي»

ضرب زلزال بقوة 7.6 درجة البحر الكاريبي، حسبما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، مما استدعى إطلاق تحذير من حدوث موجات «تسونامي».

شؤون إقليمية نصب تذكاري لضحايا الزلزال في مدينة أنطاكيا التابعة لولاية هطاي بجنوب تركيا وقد كتبت عليه عبارة «لم ولن يُنسى» (أ.ب)

تركيا: عامان من الحزن والغضب مرّا على كارثة زلزال 6 فبراير

أحيت تركيا، الخميس، بدموع لم تجف وأحزان لا تزال تتجدد، الذكرى الثانية لكارثة زلزال 6 فبراير (شباط) 2023 المزدوج الذي ضرب 11 ولاية في تركيا وأجزاء من شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رجلان يسيران أمام منازل دمرها الزلزال في محافظة هاتاي التركية (د.ب.أ)

خبراء: تركيا ما زالت غير مستعدة لمواجهة زلزال في المستقبل

بعد عامين من وقوع زلازل مدمرة في جنوب شرقي تركيا، يحذر العلماء من أن البلاد ما زالت غير مستعدة لمواجهة زلازل في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
يوميات الشرق طوق أمني في شارع صغير بقرية أويا التي تم إخلاؤها تقريباً في جزيرة سانتوريني (إ.ب.أ)

سانتوريني: ما سبب النشاط الزلزالي «غير المعتاد»؟ وبماذا يُنصح السياح؟

دفعت الزلازل المتعددة التي ضربت جزيرة سانتوريني اليونانية آلاف الأشخاص إلى الفرار، وتعطَّلت حركة السفر المرتبطة بالسياح، وأُلحقت أضرارٌ بالبنية الأساسية.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
أوروبا سكان سانتوريني يغادرون الجزيرة في ظل استمرار الزلازل (أ.ب)

ثلثا سكان سانتوريني يغادرون الجزيرة في ظل استمرار الزلازل

غادر اليوم الأربعاء ثلثا سكان جزيرة سانتوريني التي يبلغ عدد سكانها 16 ألف شخص إلى البر الرئيسي اليوناني في ظل استمرار الهزات الارتدادية التي ضربت البلاد.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

«حماس»: وفد للحركة بحث في طهران سبل دعم الشعب الفلسطيني

«حماس» وإيران تبحثان سبل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته (د.ب.أ)
«حماس» وإيران تبحثان سبل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته (د.ب.أ)
TT

«حماس»: وفد للحركة بحث في طهران سبل دعم الشعب الفلسطيني

«حماس» وإيران تبحثان سبل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته (د.ب.أ)
«حماس» وإيران تبحثان سبل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته (د.ب.أ)

ذكرت حركة «حماس»، الأحد، أن وفداً من قياداتها بحث في طهران مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وقائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، «سبل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته».

وجاء في بيان لـ«حماس» أن رئيس الوفد محمد درويش ناقش في إيران «التطورات الميدانية المتعلقة بالواقع في قطاع غزة ومجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك الأوضاع في الضفة الغربية والقدس والسجون».

وأشار البيان إلى أن عراقجي أكد «دعم الجمهورية الإيرانية للشعب الفلسطيني في كل المجالات، وضرورة محاكمة مجرمي حرب الإبادة وملاحقتهم في كل المحافل».