وزير مغربي يرد على اتهامه بشبهة «تضارب مصالح»

قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي عضو المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة»، إنه لا يوجد في وضعية تضارب مصالح بسبب مساهمته بنحو 50 في المائة في رأسمال شركة جديدة لصناعة السيارات، تعد أول شركة مغربية لإنتاج سيارة بعلامة تجارية مغربية وبرأسمال مغربي خالص.
وقال بنسعيد، في لقاء مساء أول من أمس خلال استضافته من طرف «مؤسسة الفقيه التطواني» في سلا، إنه مجرد مساهم في الشركة، ولا يتحمل أي مسؤولية في تسييرها، نافياً أن تكون الشركة حصلت على أي دعم من الحكومة.
وأوضح الوزير بنسعيد، الذي واجه أخيراً اتهامات بتضارب المصالح، أن هذا المشروع بدأ فكرةً منذ 2016 حين كان حزبه في المعارضة، على أساس تصنيع سيارة بعلامة تجارية مغربية، مشيراً إلى أن المغرب بات «يتوفر على كامل المؤهلات لإنجاز هذا المشروع، بالنظر إلى تطور قطاع صناعة أجزاء السيارات في المغرب»، وأنه «جرى توقيع اتفاقية بين الشركة والحكومة المغربية سنة 2019، لكن جائحة (كوفيد19) أخرت المشروع».
وأضاف بنسعيد أنه بعد فوز حزبه في الانتخابات التي جرت في 2021، وتعيينه وزيراً في الحكومة، حرص على الإعلان في سيرته الذاتية، التي نشرت في وسائل الإعلام العمومية، عن أنه مساهم في شركة، وقال: «لم أخف أي شيء».
وحول استعداد الحكومة التي يشارك فيها لتقديم دعم مالي لهذا المشروع، رد قائلاً بأنه لم يقدَّم حتى الآن أي دعم مالي، لكنه شدد على أنه «يجب أن تحظى مشاريع الصناعة في المغرب بكل التشجيع والدعم وليس الانتقاد».
من جهة أخرى، تحدث بنسعيد، وهو أيضاً عضو المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة»، عن المؤتمر المقبل للحزب المقرر سنة 2024، وأعلن صراحة دعمه ترشيح فاطمة الزهراء المنصوري لتكون الأمينة العامة للحزب، خلفاً للأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي، الذي يشغل أيضاً منصب وزير العدل. وعدّ بنسعيد أن المنصوري، التي تشغل منصب وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، «مناضلة ومن مؤسسي الحزب سنة 2009، وهي ليست فقط صديقة، بل بمثابة أختي الكبيرة التي لا يمكنني سوى أن أدعمها إذا أرادت ترؤس الحزب».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان موقفه هذا يشكل تخلياً عن الأمين العام الحالي، الذي قاد فوز الحزب في الانتخابات الأخيرة وما زال بإمكانه الترشح لولاية ثانية، قال بنسعيد إن «الأمين العام الحالي للحزب عبد اللطيف وهبي أيضاً يدعم المنصوري، وسبق أن صرح خلال المؤتمر الذي انعقد في 2020 أنه إذا قررت المنصوري ترشيح نفسها لقيادة الحزب فإنه سيدعمها».
في سياق آخر، وتعليقاً على حادث إحراق الممثل المسرحي المغربي أحمد جواد نفسه أمام مبنى قطاع الثقافة التابع للوزارة بالرباط، قال الوزير بنسعيد إن ما حدث «مأساة»، موضحاً أن مسؤولي الوزارة يتتبعون وضعه الصحي. وتعليقاً على المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الفنانون، والتي تدفع بهم لمثل هذه المواقف، قال بنسعيد إن الوزارة تعمل على إحداث «مؤسسة اجتماعية لرعاية الفنانين»، مشيراً إلى مشروع قانون بهذا الشأن في طور الإعداد، وأن الوزارة تعمل على ضمان تمويل دائم لهذه المؤسسة.
وكان الفنان المسرحي أحمد جواد أقدم، الاثنين، على إحراق نفسه «احتجاجاً على التهميش والإقصاء»، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج حيث ما زال يرقد هناك.