سجلت مدن الولايات المتحدة حدوث ظاهرة غريبة تشبه الشفق القطبي تُعرف باسم «ستيف» عدة مرات مع أجزاء من المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، بعد أن ضربت عاصفة شمسية قوية الأرض دون سابق إنذار.
وظاهرة «ستيف» المعروفة أيضًا باسم «تعزيز سرعة الانبعاث الحراري القوي» هي ظاهرة نادرة تم اكتشافها رسميًا عام 2016.
فخلال هذه الظاهرة يتكوّن شريط طويل وسميك من الضوء؛ عادة ما يكون أبيض أو أرجوانيا أو أخضر اللون؛ معلقًا في السماء لمدة تصل إلى ساعة.
وعلى الرغم من أنه يشبه إلى حد بعيد الشفق أو الأضواء إلّا انه ليس شفقًا.
ففي 23 مارس (آذار) اندلعت كتلة إكليلية مفاجئة (CME) (وهي كتلة ضخمة وسريعة الحركة من البلازما والحقل المغناطيسي المنطلق من الشمس) من ثقب هائل في الشمس كان أوسع من 20 كوكبًا أرضيًا. إذ لم ير علماء الفلك أن العاصفة الخفية قادمة لأنها سارت أبطأ بكثير من الكواكب العادية، وبالتالي كان من المستحيل تقريبًا تتبعها. وكانت العاصفة الجيومغناطيسية الناتجة على الأرض هي الأقوى منذ ست سنوات وتسببت بحدوث شفق قطبي مذهل في جميع أنحاء العالم.
وتم تصوير العاصفة الشمسية الخادعة التي شوهدت على نطاق واسع في مدن الولايات المتحدة وبشكل غير عادي؛ فقد تم تصوير الظاهرة بساوث داكوتا وواشنطن وأيداهو مونتانا (مرتين) وفي اسكتلندا في المملكة المتحدة، وربما كانت مرئية في أماكن أخرى أيضًا، وفقًا لموقع «Spacewaether.com» الذي يهتم بأمور افضاء، وذلك حسب ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وخلال الشفق القطبي تخترق الجسيمات عالية الطاقة من العواصف الشمسية والرياح الشمسية المجال المغناطيسي للكوكب أو الغلاف المغناطيسي مثيرة جزيئات الغاز في الغلاف الجوي العلوي. وهذا يخلق أضواء دوامة تنحسر وتتدفق بمرور الوقت. لكن ظاهرة ستيف لا تتم إلّا بواسطة جزيئات عالية الطاقة ويمكن أن تحدث بعيدًا عن أقطاب الأرض أكثر من ظهور الشفق القطبي؛ على الرغم من أن العلماء لا يزالون غير متأكدين من السبب. فبدلاً من ذلك، تحدث ستيف بسبب نهر من البلازما الساخنة أو الغاز المتأين؛ الذي يخترق الغلاف المغناطيسي للأرض وإلى الغلاف المتأين بفضل الاضطرابات المغناطيسية أثناء العواصف الشمسية. حيث تنتقل هذه البلازما بسرعة 13300 ميل في الساعة (21400 كم / ساعة)، ما يخلق احتكاكًا مع الهواء المحيط ويثير الجزيئات لتتوهج بنفس طريقة الشفق القطبي. لكن التدفق المستمر للبلازما يسبب ظاهرة بصرية ثابتة للمراقب مقارنة بالشفق.
وفي هذا الاطار، يمكن أيضًا أن تكون ستيف مصحوبة بتسلسل من الأضواء الخضراء وما يسمى بـ«أسوار الاعتصام» التي تومض في السماء لمدة 30 ثانية تقريبًا قبل أن تختفي. إذ يعتقد الخبراء أن «أسوار الاعتصام» هذه تتشكل بطريقة مشابهة للشفق القطبي، لكن الأضواء المتسلسلة ليست مفهومة تمامًا.
جدير بالذكر، هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها «ستيف» فوق أميركا الشمالية؛ ففي أغسطس 2022، تم تصويرها بشكل مذهل بعد ظهورها في السماء فوق جنوب كندا بعد عاصفة شمسية مفاجئة أخرى ضربت الأرض.
ظاهرة «ستيف» الغامضة تجتاح مدن الولايات المتحدة بعد عاصفة شمسية
ظاهرة «ستيف» الغامضة تجتاح مدن الولايات المتحدة بعد عاصفة شمسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة