مصر والسودان يتبادلان محتجزين

الإفراج عن 101 صياد مصري و44 مسجونًا سودانيًا

أصدر الرئيس البشير مساء أمس قرارًا بالعفو عن 101 من الصيادين المصريين
أصدر الرئيس البشير مساء أمس قرارًا بالعفو عن 101 من الصيادين المصريين
TT

مصر والسودان يتبادلان محتجزين

أصدر الرئيس البشير مساء أمس قرارًا بالعفو عن 101 من الصيادين المصريين
أصدر الرئيس البشير مساء أمس قرارًا بالعفو عن 101 من الصيادين المصريين

قبل سويعات قليلة من حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، أصدرت كل من مصر والسودان قرارين متزامنين بالإفراج عن محتجزين لدى كل منهما من رعايا الدولة الأخرى، وذلك على هامش مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في احتفالات القناة بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأصدر الرئيس البشير مساء أمس قرارًا بالعفو عن 101 من الصيادين المصريين، المحتجزين لدى السلطات السودانية منذ أبريل (نيسان) الماضي، بتهمة اختراق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر. وذلك بعد التشاور مع وزير العدل السوداني.
وأفادت مصادر سودانية بأن قرار العفو الرئاسي السوداني، يأتي بالتزامن مع احتفالات الشعب المصري بافتتاح قناة السويس الجديدة، والتي جرت بمشاركة الرئيس البشير.
ومن جانبه، أصدر الرئيس السيسي عفوًا عن المسجونين السودانيين البالغ عددهم 44 مسجونًا والمتهمين في إحدى قضايا عبور الحدود المصرية، على أن يجري نقلهم إلى دولة السودان على متن طائرة مصرية.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، بأنه «في إطار العلاقات الأخوية الخاصة والمُتميزة بين مصر والسودان، وبعد اتصالات مكثفة قامت بها وزارة الخارجية المصرية والسفارة المصرية في الخرطوم وأجهزة الدولة المعنية مع المسؤولين بالحكومة السودانية على مدار الأسابيع الماضية، أصدر الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان الشقيقة قرارًا بالإفراج عن 101 صياد مصري».
وكان الصيادين المصريين قد تم إلقاء القبض عليهم أثناء توجههم إلى دولة إريتريا للصيد في أبريل الماضي، وأصدرت الحكومة السودانية قرارًا بمعاقبتهم بغرامة 5 آلاف جنيه، والحبس 6 أشهر، بتهمة «التجسس واختراق المياه الإقليمية».
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم على الفور تنفيذ قرار الإفراج عن الصيادين مساء الأربعاء واستضافتهم في إحدى الاستراحات التابعة للحكومة السودانية بوجود طاقم القنصلية العامة المصرية في بورسودان، تمهيدًا لنقلهم إلى القاهرة صباح اليوم (الخميس) بطائرة خاصة وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوجهها على الفور إلى بورسودان لتأمين سرعة نقلهم إلى القاهرة.
ونقل المتحدث الرسمي تهنئة وزير الخارجية سامح شكري إلى أهالي الصيادين والشعب المصري بأكمله بهذه المناسبة السعيدة، مُشيرًا إلى اكتمال فرحة مصر بعودة أبنائها لتزامنها مع احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة. كما نقل شكري تقدير حكومة مصر لحكومة السودان الشقيقة والرئيس عمر البشير، الذي حرص على اتخاذ قرار بالإفراج عن الصيادين قبيل وصوله للقاهرة للمشاركة في الحفل.
من جانبه، أكد الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدني في مصر، أن رحلة خاصة لمصر للطيران من طراز «إيرباص 320» أقلعت صباح اليوم من مطار القاهرة متوجهة إلى مطار بورسودان، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس المصري، وذلك بعد الإفراج عن الصيادين المصريين.
ولاحقًا، أعلنت مصادر في مطار القاهرة ظهر أمس عن وصول الصيادين، مشيرة إلى أنه تم تقديم كل المساعدات لهم وسرعة إنهاء إجراءات وصولهم بإِشراف أمني، وإبلاغ أهالي الصيادين بموعد ومكان وصولهم بالمطار.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.