أثار إعلان نادي الهلال الأحد، غياب سلمان الفرج قائد الفريق لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد إصابته في «الحوض»، تعاطفاً واسعاً من مشجعي الأندية السعودية، وعلى الأخص المدرج الأزرق، بسبب الغياب القسري الذي يلاحق اللاعب الأفضل حالياً في منطقة خط الوسط على مستوى الدوري المحلي، فضلاً على تأثيره القوي في أداء منظومة الأخضر.
ولم تكن بداية هذا الموسم مثالية لسلمان الفرج، نجم الهلال وقائده الذي يعول عليه كثيراً في ضبط منتصف الميدان، وإيقاع اللعب الأزرق، حيث تخلف عن مرافقة فريقه للمعسكر، الذي أقيم في مدينة برمنغهام البريطانية، وذلك بعد أن منحه الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني رامون دياز راحة حتى منتصف شهر أغسطس (آب)، بعد أن خضع لراحة سلبية منذ نهاية الموسم؛ إثر تعرضه لكسر في الساق.
ويعد سلمان الفرج أيقونة لا يمكن تجاهل الأثر الكبير الذي تتركه على أسلوب الهلال، منذ صعوده لقيادة وسط الفريق في سنواته الأخيرة، خصوصاً في قدرته على قراءة تحركات الكرة بصورة مثالية.
لكن قائد فريق الهلال والمنتخب السعودي عانى كثيراً هذا الموسم من الإصابات التي لحقت به، كان آخرها التي أعلنها الهلال، مساء السبت، بإصابته في منطقة الحوض خلال تدريبات الفريق، مساء الجمعة، وهي الإصابة التي تكررت للفرج هذا الموسم كذلك.
سلمان الفرج بات أسيراً لغرفة العلاج الطبيعي في الموسم الحالي (موقع نادي الهلال)
ويمتلك الفرج مهارات فنية عالية، فهو قائد بالفطرة، وصاحب تأثير كبير لمنح الثقة لزملائه داخل الملاعب، كما يتميّز بتمريراته الثاقبة، وصلابته في الدفاع، وإجادته اللعب على الأجنحة. يستطيع أن يتخطى الدور الأساسي الذي يوكله إليه مدربه ليساند ويهاجم ويسجل.
يقول عنه مدرب المنتخب الحالي الفرنسي إيرفي رينارد: «أركّز دائماً على الأداء الجماعي. لكن في حال اضطررت إلى الاختيار، فسأنتقي سلمان الفرج، قائد المنتخب وفريق الهلال الذي يشبه في كثير من النواحي الإيطالي تياغو موتا... قدم يسرى وتقنية استثنائية. هو تقريباً ميزان الفريق».
وأثنى عليه مدرب الهلال السابق الروماني كوزمين أولاريو في عامه الأول مع النخبة في 2009 قائلاً: «هذا اللاعب الموهوب من الممكن أن يحترف في أي نادٍ أوروبي؛ لما يمتلكه من إمكانات تؤهله لذلك»، فيما ردّ صاحب الشأن المعروف لمدربه السابق من دون أن ينسى فضله عليه، إذ عدّه أفضل من استفاد من نصائحه داخل المستطيل الأخضر: «لأنه كان في بدايتي مع الفريق الأوّل حين برزت، وقد استفدت منه الكثير».
لم يكتفِ الفرج بدوره في خط الوسط، بل لعب ظهيراً أيسر، وفي المحور، والوسط المهاجم، لكن «وجدت نفسي في المحور والوسط المهاجم» كما يقول، وقد شكّل مع سالم الدوسري وياسر الشهراني ثلاثياً ساحراً.
وبصورة تفصيلية عن غياباته هذا الموسم عن فريقه الهلال، فقد شارك الهلال في ست بطولات هي، دوري روشن السعودي للمحترفين، وكأس الملك، وكأس السوبر، ودوري أبطال آسيا، وكأس العالم للأندية، وكأس سوبر لوسيل المونديالي.
وبلغت مباريات فريق الهلال حتى الآن 35 مباراة مع احتساب كامل مباريات دوري أبطال آسيا، ومنها مباريات دور المجموعات التي لُعبت في أبريل (نيسان) الماضي، قبل استكمال البطولة هذا الموسم بنظام التجمع في العاصمة القطرية الدوحة.
وتعرض الفرج لأربع إصابات مختلفة هذا الموسم، حيث بدأ الموسم بتعرضه لإصابة عضلية مع فريقه «الهلال»، قبل أن يتعرض لثاني إصابة له في الكتف خلال ودية المنتخب السعودي أمام آيسلندا، فيما كانت الإصابة الثالثة في مونديال قطر 2022، حيث تجددت له إصابة عضلة الساق، وغيبته عن الملاعب حتى نهاية فبراير (شباط) الماضي، والآن تعرض الفرج لإصابة رابعة هي «الحوض»، وهي الإصابة التي تكررت له قبل عدة جولات.
وكانت بطولة دوري أبطال آسيا هي المنافسة الأكثر حضوراً لسلمان الفرج، حيث شارك في كافة المباريات التسع التي خاضها الفريق، ورغم مشاركته كلاعب بديل في عدد من المباريات، فإنه شارك في ست مباريات من دور المجموعات، وثلاث مباريات في الأدوار الإقصائية.
أما على صعيد دوري روشن السعودي للمحترفين، فقد خاض الهلال 19 مباراة حتى الآن، حيث شارك الفرج في ست مباريات منها، وغاب عن 13 مواجهة بداعي الإصابة، منها واحدة فضّل الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني رامون دياز إراحته لشعوره بآلام؛ خشية تفاقهما.
وعلى صعيد الدوري السعودي في موسم 2022، حيث خاض الهلال 30 مباراة، لعب الفرج في 22 مباراة كان أساسياً في 20 منها، ولعب 1791 دقيقة، أما في موسم 2021، فلعب 17 مباراة كان أساسياً في 14 منها، بدقائق لعب بلغت 1230 دقيقة، وفي موسم 2020 لعب 19 مباراة من أصل 30، وشارك في 15 أساسياً منها بدقائق لعب بلغت 1325 دقيقة.
ويشبه الموسم الحالي للفرج موسمه في 2019، حينما لعب فقط 8 مباريات كان أساسياً في 6 بدقائق لعب بلغت 540 دقيقة، مع العلم أنه في موسم 2018، لعب 17 مباراة من أصل 26، وشارك أساسياً في 16 بدقائق لعب بلغت 1451 دقيقة، وهو العدد نفسه في موسم 2017، لكن بدقائق أقل حيث لعب 1371 دقيقة.
أما في كأس الملك حيث الموسم الحالي، فقد لعب الهلال مواجهتين، حيث غاب الفرج عن مواجهة الاتفاق في دور الستة عشر، فيما حضر في مواجهة دور ربع النهائي أمام الفتح، وشارك في اللقاء.
وغاب سلمان الفرج بصورة كاملة عن بطولتي كأس السوبر السعودي، وكأس العالم للأندية، حيث التقى الهلال نظيره الفيحاء في كأس السوبر السعودي، وودع البطولة سريعاً، أما في المونديال فقد خاض الفريق الأزرق ثلاث مباريات، لم يشارك فيها الفرج، حيث تخلف عن مرافقة بعثة الفريق؛ بسبب الإصابة التي لحقت به مع المنتخب السعودي، خلال مونديال قطر 2022.
وفي بطولة كأس سوبر لوسيل المونديالي، حيث التقى الهلال نظيره الزمالك المصري سبتمبر (أيلول) الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، حيث شارك الفرج بالمباراة، ونجح مع زملائه بتحقيق اللقب.
الفرج الذي وُلد في المدينة المنورة في الأوّل من أغسطس 1989، واكتشفه رئيس نادي الهلال حينها الأمير محمد بن فيصل في عام 2004، بعدما شاهده يلعب في إحدى الدورات الرمضانية للسداسيات في الصالة الرياضية للنادي، نجح بحجز خانته الأساسية في فريق الهلال، وبات رقماً صعباً في خريطة الفريق الأزرق.
وقد تدرج في الفئات السنية ليصل في عام 2008 إلى فريق الشباب، الذي غادره سريعاً بعدما لعب في صفوفه خمس مباريات فقط، حيث تم ترفيعه في العام التالي إلى الفريق الأول الذي كان يشرف عليه حينها المدرب الروماني أولاريو.
قاده تألقه مع الهلال إلى تسجيل خامس أسرع هدف في الدوري السعودي للمحترفين، وكان أمام نادي الشعلة بعد 15 ثانية من صفارة البداية.
وحقق الفرج مع الهلال 21 بطولة؛ منها 7 في الدوري، و6 مرات كأس ولي العهد، و3 مرات كأس خادم الحرمين الشريفين، ومثلها كأس السوبر، ودوري أبطال آسيا مرتين في عامي 2019 و2021.
وانضم الفرج إلى المنتخب السعودي تحت 23 عاماً في موسم 2011-2012، حيث خاض مباراتين وسجل هدفاً، قبل أن يستهل مشواره الدولي مع المنتخب الأوّل في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 بفوز ودي على الكونغو 3-2.
خاض الفرج 71 مباراة دولية بقميص منتخب بلاده سجل خلالها 8 أهداف، وسجل أول أهدافه في الفوز بسباعية على تيمور الشرقية في 15 سبتمبر 2015، خلال تصفيات آسيا لمونديال روسيا 2018، حيث افتتح أيضاً رصيده المونديالي بتسجيله هدف التعادل من ركلة جزاء في الفوز على مصر 2-1 في دور المجموعات الذي غادره الفريق من الدور الأول.