الأمم المتحدة تنتقد الاتحاد الأوروبي بسبب «انتهاكات بحق المهاجرين» في ليبيا

عشرات المهاجرين على متن قارب مطاطي بالبحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليبيا في 27 أبريل 2021 (إ.ب.أ)
عشرات المهاجرين على متن قارب مطاطي بالبحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليبيا في 27 أبريل 2021 (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تنتقد الاتحاد الأوروبي بسبب «انتهاكات بحق المهاجرين» في ليبيا

عشرات المهاجرين على متن قارب مطاطي بالبحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليبيا في 27 أبريل 2021 (إ.ب.أ)
عشرات المهاجرين على متن قارب مطاطي بالبحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليبيا في 27 أبريل 2021 (إ.ب.أ)

قال محقق في بعثة تابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن ليبيا، الاثنين، إن دعم الاتحاد الأوروبي للسلطات الليبية «التي توقف المهاجرين وتحتجزهم، يعني أن التكتل ساعد وحرض على ارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين».
وقدم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء به الدعم والتدريب لخفر السواحل الليبي الذي يعيد المهاجرين بعد توقيفهم في البحر إلى مراكز احتجاز، كما يوفر الاتحاد التمويل لبرامج إدارة الحدود الليبية عبر الحكومة الإيطالية.
وكان المحقق شالوكا بياني يتحدث بعد أن قدمت بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة تقريراً ذكر أن «جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت بحق مهاجرين في مراكز للاحتجاز في ليبيا».
وأضاف بياني: «لا نقول إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ارتكبوا هذه الجرائم. ما نريد قوله إن الدعم المقدم ساعد وحرض على ارتكاب الجرائم».
غير أن بيتر ستانو المتحدث الرئيسي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قال في إفادة صحافية قبل إصدار التقرير: «نقدم الدعم لمساعدتهم (ليبيا) على تحسين أدائهم عندما يتعلق الأمر بالبحث والإنقاذ، سواء كان ذلك يتعلق بالسفن أو المعدات أو التدريب، مع التركيز على حقوق الإنسان».
وسبق هذا الانتقاد الموجه إلى الاتحاد الأوروبي انتقادات من مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومن منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وجماعات حقوقية أخرى في السنوات السابقة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة، في تقريرها النهائي حول «مجموعة من الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف في ليبيا»، إنها «ستشارك أي دليل على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية مع المحكمة الجنائية الدولية».
وأضافت: «إن الجرائم ارتكبها كل من قوات الأمن التابعة للدولة والفصائل المسلحة التي عملت على قمع المعارضة، ونفذت جرائم قتل واغتصاب واسترقاق وإخفاء قسري».
وذكر التقرير: «تتعلق الانتهاكات والتجاوزات التي حققت فيها البعثة في المقام الأول بارتباط السلطة مع الثروة، بالنسبة للفصائل والجماعات الأخرى التابعة للدولة».
وأضاف: «الاتجار والاسترقاق والعمل القسري والسجن والابتزاز وتهريب المهاجرين المستضعفين، حقق عائدات كبيرة للأفراد والجماعات ومؤسسات الدولة».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.