انتخاب حمزة يوسف أول رئيس مسلم للحزب الحاكم في اسكتلندا

حمزة يوسف رئيس الحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم بعد إعلان فوزه بالانتخابات - أدنبره في اسكتلندا (د.ب.أ)
حمزة يوسف رئيس الحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم بعد إعلان فوزه بالانتخابات - أدنبره في اسكتلندا (د.ب.أ)
TT

انتخاب حمزة يوسف أول رئيس مسلم للحزب الحاكم في اسكتلندا

حمزة يوسف رئيس الحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم بعد إعلان فوزه بالانتخابات - أدنبره في اسكتلندا (د.ب.أ)
حمزة يوسف رئيس الحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم بعد إعلان فوزه بالانتخابات - أدنبره في اسكتلندا (د.ب.أ)

انتخب الحزب الوطني الاسكتلندي، الحاكم في اسكتلندا، حمزة يوسف، زعيماً جديداً له يوم الاثنين، بعد منافسة كبيرة استمرت 5 أسابيع كشفت عن انقسامات عميقة داخل الحركة المؤيدة للاستقلال في اسكتلندا، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.

من المقرر أن يصبح ابن المهاجرين من جنوب آسيا البالغ من العمر 37 عاماً، أول شخص من البشرة الملونة وأول مسلم يتولى منصب الوزير الأول لاسكتلندا (رئيس الحكومة الاسكتلندية) منذ إنشاء المنصب في عام 1999.

فاز يوسف، الذي يشغل حالياً منصب وزير الصحة في اسكتلندا، على مشرعَين اسكتلنديين آخرَين في منافسة ليحل محل الوزيرة الأولى نيكولا ستورجون. وقد استقالت ستورجون بشكل غير متوقع الشهر الماضي بعد 8 سنوات كقائدة للحزب وحكومة اسكتلندا شبه المستقلة ذاتياً.

ويواجه يوسف، الذي من المقرر أن يتم تعيينه كوزير أول من قبل المشرعين الاسكتلنديين، الثلاثاء، التحدي المتمثل في توحيد الحزب الوطني الاسكتلندي، وإعادة تنشيط حملته من أجل استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.

قال في خطاب في أدنبره: «سأقود الحزب الوطني الاسكتلندي لصالح جميع أعضاء الحزب، وليس فقط لأولئك الذين صوتوا لي؛ لذا سأقود اسكتلندا لصالح جميع مواطنينا بغض النظر عن ولائهم السياسي».

وأشاد يوسف بأجداده الراحلين الذين هاجروا من البنجاب إلى غلاسكو باسكتلندا منذ أكثر من 60 عاماً. وقال: «لم يكن بإمكانهم أن يتخيلوا، في أحلامهم الجامحة، أن حفيدهم بعد جيلين سيكون في يوم من الأيام الوزير الأول في اسكتلندا». وأضاف: «يجب أن نفخر جميعاً بحقيقة أننا أرسلنا اليوم رسالة واضحة: أن لون بشرتك، وإيمانك، ليس عائقاً أمام قيادة الدولة التي نسميها جميعاً الوطن».

اختار أعضاء الحزب الوطني الاسكتلندي البالغ عددهم 72 ألف عضو، يوسف بعد منافسة شديدة مع وزير المالية الاسكتلندي كيت فوربس، في حين نال النائب آش ريغان المرتبة الثالثة في الانتخابات.

يُنظر إلى يوسف على نطاق واسع على أنه مرشح «استمرارية سمك الحفش» الذي يشارك الزعيم المنتهية ولايته الآراء الاجتماعية الليبرالية.

كقائد هائل قاد الحزب الوطني الاسكتلندي إلى موقع مهيمن في السياسة الاسكتلندية، فشلت ستورجون في هدفها المتمثل في إخراج اسكتلندا من المملكة المتحدة، وقسم الحزب بقانون مثير للجدل بشأن حقوق المتحولين جنسياً.

يشغل الحزب الوطني الاسكتلندي 64 من أصل 129 مقعداً في البرلمان الاسكتلندي، ويحكم في ائتلاف مع حزب الخضر الأصغر بكثير تمثيلاً. وقد حذر الحزب الأصغر من أنه قد يترك الائتلاف إذا انتخب الحزب الوطني الاسكتلندي زعيماً لا يشاركه وجهات نظره التقدمية، مما يعني أن فوز فوربس أو ريغان (المعارضَين لقانون يشرع تغيير الشخص لجنسه) كان من الممكن أن يؤدي إلى انشقاق الحكومة (إذ إن حمزة يوسف هو استمرار لنهج زعيمة الحزب السابقة ستورجون الليبرالية ويؤيد إقرار هذا القانون).

ويواجه يوسف التحدي المتمثل في قيادة حركة الاستقلال الاسكتلندي عن بريطانيا. ففي حين أيد الناخبون الاسكتلنديون البقاء في المملكة المتحدة في استفتاء عام 2014، يريد الحزب الوطني الاسكتلندي تصويتاً (استفتاء) جديداً، لكن الحكومة المركزية في لندن رفضت السماح بذلك، وقضت المحكمة العليا في المملكة المتحدة بأن اسكتلندا لا يمكنها إجراء تصويت جديد دون موافقة لندن.

وأشار يوسف إلى أنه سيتصرف بحذر في هذا الملف. ويقول إنه يريد بناء أغلبية «مستقرة ومستدامة» من أجل الاستقلال. وتشير استطلاعات الرأي حالياً إلى أن الناخبين الاسكتلنديين منقسمون حول هذه القضية بالتساوي.
قال يوسف: «بالنسبة لأولئك في اسكتلندا الذين لم يشاركوا بعد شغفي بالاستقلال، سأسعى إلى كسب ثقتكم من خلال الاستمرار في الحكم بشكل جيد».

وأدى التنافس الحاد على قيادة الحزب الوطني الاسكتلندي إلى انخفاض معدلات اقتراع الحزب الوطني الاسكتلندي، مما أسعد حزب العمال والمحافظين، الذين يأملون في الحصول على مقاعد في اسكتلندا خلال الانتخابات المقبلة على نطاق المملكة المتحدة، المقرر إجراؤها بحلول نهاية عام 2024.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».