يخت «المحروسة».. شاهد على التاريخ في افتتاح قناة السويس الجديدة

مكتبة الإسكندرية أصدرت عنه كتابًا لتوزيعه على ضيوف الحفل غدًا

يخت «المحروسة».. شاهد على التاريخ في افتتاح قناة السويس الجديدة
TT

يخت «المحروسة».. شاهد على التاريخ في افتتاح قناة السويس الجديدة

يخت «المحروسة».. شاهد على التاريخ في افتتاح قناة السويس الجديدة

يعد يخت «المحروسة» أحد القصور الملكية العائمة، بما يحتويه من مقتنيات وأثاث ومشغولات ومفروشات يرجع تاريخها إلى ثلاثة قرون من الزمان مضت، وهو اليخت ذاته الذي افتتح به الخديو إسماعيل قناة السويس بصحبة ملوك وأمراء العالم على متنه في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1869، حيث اشترك اليخت في افتتاح قناة السويس للملاحة البحرية للمرة الأولى، وعلى متنه كثير من الأمراء والملوك والرؤساء، ومنهم الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا زوجة نابليون الثالث.
ومن المقرر أن يبحر اليخت التاريخي في قناة السويس الجديدة غدا وعلى ظهره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يصحبه ملوك ورؤساء وأمراء الدول، ضيوف حفل الافتتاح، إيذانا بافتتاح القناة الجديدة التي تعول عليها مصر كثيرا للنهوض باقتصاد البلاد في ظل توقعات حكومية بأن يرتفع دخلها السنوي من 5.5 مليار دولار حاليا إلى 13.4 مليارا.
وكان اليخت شاهدًا على رحيل الملك فاروق عن مصر، متجها إلى إيطاليا، في 26 يوليو (تموز) عام 1952، بعد تنازله عن حكم مصر لأبنه الأمير أحمد فؤاد الثاني، مصطحبًا بناته الأميرات، وبعد عودته إلى مصر تم تغيير اسمه إلى «الحرية».
وشارك في عهد الرئيس جمال عبد الناصر في كثير من الرحلات البحرية التاريخية، وسافر على ظهره الرؤساء، مثل الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف، والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو.
وفي 5 يونيه 1975، شارك اليخت «الحرية» في الافتتاح الثاني لقناة السويس، وعلى ظهره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وها هو اليخت «محروسة» للمرة الثالثة يفتتح قناة السويس الجديدة.. قناة مصر والمصريين.
ويبلغ طول يخت «المحروسة» 411 قدمًا، وعرضه 42 قدمًا، وحمولته 3417 طنًا، ويسير بالبخار الناتج عن حرق الفحم بسرعة 16 عقدة في الساعة، وله مدخنتان، ومسلح بـ8 مدافع من طراز «آرمسترونغ». وبعدما تم تصنيعه بأوامر من الخديو إسماعيل عبر شركة «سامودا» في لندن، تسلمه الطاقم البحري المصري في أغسطس (آب) 1865، الذي أبحر به من ميناء لندن، ثم عبر نهر التيمس، وصولا إلى ميناء الإسكندرية.
وفي سياق متصل، أصدرت إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية في إطار توثيقها لتاريخ البحرية المصرية، كتاب «اليخت محروسة.. رحلة مع اليخت الملكي» إعداد وتحرير محمود عزت، رئيس وحدة العلاقات الثقافية والدعم المعلوماتي بمكتبة الإسكندرية، وهو الكتاب الذي ستشارك به مكتبة الإسكندرية في الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، حيث سيتم توزيعه على الرؤساء والملوك والأمراء على متن اليخت «محروسة» أثناء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي القناة الجديدة، وقد صدر الكتاب بعدة لغات هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية.
وقد أعلن الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن هذا الكتاب التذكاري يبرز جسور التعاون الوطيد بين مكتبة الإسكندرية والقوات البحرية المصرية، ويأتي تقديرا للدور الذي تقوم به القوات البحرية في الدفاع عن حدود الوطن وتأمين سلامة الملاحة البحرية، ولإسهاماتها وإنجازاتها البطولية الكثيرة عبر تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
ويأتي كتاب «اليخت محروسة.. رحلة مع اليخت الملكي» ضمن مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة» الذي وثق بدوره تاريخ قناة السويس منذ افتتاحها في 17 نوفمبر 1869. ويكتشف من يتجول في موقع «ذاكرة مصر المعاصرة» كثيرا من الصور والوثائق وأفلام الفيديو التي توثق تاريخ قناة السويس منذ مشاهد أحداث حفر قناة السويس التي بدأت بأول ضربة فأس رمزية في 25 أبريل (نيسان) 1859، واستغرقت عمليات الحفر عشر سنوات، ثم افتتاحها في عهد الخديو إسماعيل، مرورًا بالملك فؤاد، والملك فاروق، ثم تأميمها في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وما تبع ذلك من عدوان ثلاثي على مصر، ثم حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وإعادة افتتاح الرئيس السادات للقناة عام 1975.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.