صد هجوم لحزب الله في الزبداني.. وفشل مفاوضات «أحرار الشام» مع الإيرانيين

«داعش» يسعى لوصل مناطق نفوذه في ريف حمص بالقلمون الشرقي

مقاتلو جيش الفتح في إدلب يستعيدون السيطرة على تل حكمي بجسر الشغور أمس (الهيئة السورية للإعلام)
مقاتلو جيش الفتح في إدلب يستعيدون السيطرة على تل حكمي بجسر الشغور أمس (الهيئة السورية للإعلام)
TT

صد هجوم لحزب الله في الزبداني.. وفشل مفاوضات «أحرار الشام» مع الإيرانيين

مقاتلو جيش الفتح في إدلب يستعيدون السيطرة على تل حكمي بجسر الشغور أمس (الهيئة السورية للإعلام)
مقاتلو جيش الفتح في إدلب يستعيدون السيطرة على تل حكمي بجسر الشغور أمس (الهيئة السورية للإعلام)

أحرز تنظيم داعش أمس تقدمًا في ريف حمص الشرقي، بعد سلسلة هجمات نفذها ضد مطار «تي فور» العسكرية، وقرى وبلدات تابعة لسيطرة القوات النظامية، في محاولة لتوسيع رقعة سيطرته على البادية السورية من القلمون الشرقي باتجاه شرق حمص والبادية المتصلة بالرقة ودير الزور، بحسب ما قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط».
وجاءت هذه العملية، بموازاة تصاعد وتيرة القتال في ريف دمشق الغربي، حيث أفاد ناشطون بفشل هجوم شنه حزب الله اللبناني والقوات النظامية السورية للسيطرة على أحياء في مدينة الزبداني الحدودية مع لبنان.
وقال «مكتب أخبار سوريا» إن كتائب المعارضة تمكنت من التصدي لمحاولة تقدم نفذها جنود النظاميون مدعومين بقوات من حزب الله اللبناني من الجهة الغربية للمدينة.
وأفاد الناشط الإعلامي وسيم سعد، بأن القوات النظامية استهدفت المدينة صباحًا بثمانية براميل متفجرة وعدة قذائف مدفعية ودبابات، بالتزامن مع محاولة تقدم لعناصرها من محور الجمعيات، حيث تصدت المعارضة لها، ما أدى إلى مقتل وإصابة عناصر من الطرفين.
وكان «المرصد السوري» أفاد بتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة الزبداني، وسط استمرار القصف المتبادل بين الطرفين، ما أدى لمقتل عنصر من حزب الله.
من جهتها، قالت «الهيئة السورية للإعلام» إن المدينة شهدت عدة محاولات للتقدم من جهة «الشلاح - قلعة الزهرا - الجمعيات - الزلاح - عين طايات - من حاجز الحكمة» تمكن خلالها الثوار من التصدي لمقاتلي الحزب، الذين تمت تغطية هجماتهم بغارات الطيران الجوية وبقصف عنيف جدا من جميع الحواجز التابعة لقوات النظام المحيطة بالمدينة.
بموازاة ذلك، أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» أمس، في بيان لها، عن توقف المفاوضات مع الوفد الإيراني بسبب ما سمته الحركة «إصرار الوفد على تفريغ الزبداني من مقاتليها والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى»، وهو ما نشرته «الشرق الأوسط» أمس نقلاً عن مصادر قالت إن المفاوضات فشلت أواخر الأسبوع الماضي.
وحذرت الحركة في بيانها من أن «خطة التهجير الطائفي وتفريغ دمشق وما حولها والمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية أصبحت في مراحلها الأخيرة»، مشيرة إلى أن «تفريغ الزبداني وتهجير أهلها هو الخطوة الأولى في طريق النهاية، ليمتد الأمر إلى الغوطة الشرقية». كما طالبت الحركة جميع الفصائل بإشعال الجبهات وخاصة في دمشق ومحيطها من أجل فرض واقع جديد على إيران وميليشياتها.
في سياق متصل بالمعارك جنوب دمشق، أفاد مراسل الهيئة السورية للإعلام بأن مدينة داريا بالغوطة الغربية من ريف دمشق، تعرضت لقصف عنيف بشتى القذائف والصواريخ من قبل قوات النظام، حيث ألقت طائرات النظام المروحية أكثر من 8 براميل متفجرة والكثير من صواريخ أرض - أرض إضافة إلى عدد كبير من قذائف المدفعية الثقيلة والهاون.
في غضون ذلك، أعلن تنظيم داعش عبر حسابات إلكترونية تابعة له، سيطرته الكاملة على مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي، قائلاً إن «مقاتلي التنظيم تسللوا إلى داخل المدينة، ونفذ ثلاثة منهم عمليات انتحارية على حواجز الشمالي والفرن والنادي، وتبع ذلك دخول عناصر الاقتحام وتمشيط المدينة، وتبع ذلك قصف جوي من قبل الطيران الحربي لقوات النظام».
بدوره، نقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي عبد الغفار الحمصي، قوله إن التنظيم شن هجومًا مباغتًا على البلدة، بالسيارات المفخخة، ثم خاض اشتباكات مع القوات النظامية انتهت بسيطرته على البلدة الواقعة على أطراف حمص من جهة القلمون الشرقي بمحافظة ريف دمشق.
وتبعد بلدة القريتين، 85 كلم عن مركز مدينة حمص، وتؤوي عددا كبيرا من النازحين من معظم مناطق مدينة حمص وريفها.
إلى ذلك، قتل وجرح نحو 30 عنصرًا من عناصر تنظيم داعش في الريف الغربي لمدينة الرقة، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة أن 5 عناصر على الأقل قتلوا وأصيب 23 آخرون بجراح، من ضمنهم مقاتلون أطفال من «أشبال الخلافة»، جراء تنفيذ طائرات التحالف الدولي عدة ضربات استهدف تمركزات ومواقع لعناصر التنظيم في منطقة معسكر الكرين قرب الطبقة بالريف الغربي لمدينة الرقة.
وفي سياق منفصل، أصدر المجلس الإسلامي السوري المعارض، فتوى رحَّب فيها بالتدخل العسكري التركي ضد تنظيم داعش، معتبرًا أن الأخير هو الأشد خطرًا على الأمة، داعيًا إلى قتاله.
وأثنى البيان على الحكومة التركية «فقد حققت منذ تسلمها للحكم كثيرًا من المكتسبات المادية والمعنوية على الصعيد الداخلي والخارجي، من إظهار للشعائر الإسلامية، وتحقيق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن الاهتمام ومناصرة قضايا المسلمين في العالم، ولا سيما قضية فلسطين والثورة السورية»، وذلك على حد وصف البيان.
وخلص البيان إلى أنه «لا مانع من التعاون والتنسيق مع الحكومة التركية للقضاء على المعادين للثورة السورية ولا سيما تنظيم داعش».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.