الحوثيون ينقلون أسرى قاعدة «العند» إلى السجن المركزي في صنعاء

المقاومة تحمل المتمردين مسؤولية سلامة المختطفين وتدعو لمعاملتهم وفق القيم الإنسانية

الحوثيون ينقلون أسرى قاعدة «العند» إلى السجن المركزي في صنعاء
TT

الحوثيون ينقلون أسرى قاعدة «العند» إلى السجن المركزي في صنعاء

الحوثيون ينقلون أسرى قاعدة «العند» إلى السجن المركزي في صنعاء

قالت المقاومة الشعبية الموالية للشرعية في اليمن إن المتمردين الحوثيين نقلوا سجناء كانوا يحتجزونهم في قاعدة العند الجوية، عقب خسارتهم لهذه القاعدة، إلى السجن المركزي في العاصمة صنعاء. وقال علي الأحمدي الناطق باسم مجلس قيادة المقاومة في عدن إن الأسرى الذين كانوا محتجزين في قاعدة العند «تم نقلهم إلى السجن المركزي في صنعاء ووضعوا في زنازين خاصة بالسجناء السياسيين وتم تقييدهم ومعاملتهم معاملة سيئة».
وحمل مجلس قيادة المقاومة، الحوثيين مسؤولية سلامة المعتقلين والمختطفين، داعيا إلى حسن معاملتهم وفق القيم الإسلامية والإنسانية كما يتم معاملة أسراهم في أماكن الاحتجاز في عدن. وقال الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» بأنه تم استكمال السيطرة على محافظة لحج من قبل المقاومة الشعبية في عدن ولحج وبإشراف وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعد عملية عسكرية مخطط لها بعناية لتنضم لحج إلى عدن والضالع وتصبح ثالث محافظة محررة. وأضاف أنه يتم للآن تمشيط الجيوب المتبقية في العند وتمشيط حوطة لحج وأصبحت لحج تتنفس الحرية من جديد، وبالنسبة للأسرى الذين كانوا محتجزين في قاعدة العند فقد تم نقلهم إلى السجن المركزي في صنعاء ووضعهم في زنازين خاصة بالسجناء السياسيين وتم تقييدهم ومعاملتهم معاملة سيئة.
وكان شهود عيان قد قالوا في وقت سابق لسقوط قاعدة العند بيد الجيش الوطني والمقاومة لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات نقلت 1320 أسيرا ومعتقلا من قاعدة العند من بينهم 367 جريحا إلى مكان مجهول. وأضافت المصادر نفسها أن عملية النقل تمت مع اشتداد القتال حول قاعدة العند، التي فرضت المقاومة وقوات الجيش الموالي للشرعية طوقا عسكريا من شمال وغرب القاعدة. وبررت الميليشيات نقلها للأسرى والمعتقلين بالخشية من إطلاق سراح عشرات من العناصر الإرهابية بينهم قيادات خطرة في تنظيم القاعدة وفق وصف الميليشيات.
وكانت صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة الجنوبية والحوثيين قد فشلت في اللحظة الأخيرة أول من أمس. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن الصفقة كانت تتضمن إطلاق سراح أسرى جنوبيين محتجزين في تعز مقابل إطلاق المقاومة الجنوبية سراح أسرى تحتجزهم في عدن. وأشار المصدر إلى أن الصفقة كانت تتضمن وصول طائرة تابعة للأمم المتحدة إلى مطار عدن ظهر الثلاثاء لكن الصفقة ألغيت قبل دقائق من وصول الطائرة دون معرفة الأسباب.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.