- Luther: The Fallen Sun
- ★★★
- البوليس يبحث عن لوثر عوض القاتل
مثل العديد من الأفلام هذه الأيام، يبدأ «لوثر: الشمس الساقطة» (2023) جيّداً ثم تزل قدمه فجأة فيتعثر. في نحو منتصفه تزل قدمه مجدداً فيسقط. في النهاية هو في قاع محاولاً جمع شتات ما هو غريب وغير متوقع.
الفيلم هو استخلاص لمسلسل أنتجته وبثّته محطة BBC لخمس سنوات من بطولة البريطاني إدريس ألبا معالج بميزانية كبيرة (نحو 50 مليون دولار) وبنص متعدد الجوانب لسرد حكاية بوليسية بطلها جون لوثر (إلبا) التحري الذي تحاك له مؤامرة تؤدي به إلى السجن في الوقت الذي يسرح ويمرح فيه قاتل متسلسل اسمه ديفيد (أندي سركيس) كان أسس موقعاً لهواة مشاهدة القتل المباح حيّاً على الشاشة. يختطف الضحايا ويعلّقهم قبل أن يشعل النار بهم سعيداً بانتصاراته. البوليس، (والأحداث تقع في لندن) يفشل في معرفة كنه هذا القاتل، لكن لوثر ينجح في الهرب من السجن (يمر الفصل سريعاً حتى لا نتوقف كثيراً على ثغراته) ويبدأ مطاردته للقاتل في الوقت الذي هو مُطارد من قبل البوليس تحت قيادة تحرية صارمة اسمها أوديت (سينيا إريفو).
المساحة التي تتألف من حدّة واندفاع البوليس لإلقاء القبض على لوثر أعلى من تلك الممنوحة لإلقاء القبض على القاتل.
في صلب هذا المثلّث (لوثر، البوليس، القاتل) اتهام مُبرر لقدرة الإنترنت ومنصات الميديا والمواقع الخاصة بإحداث تسونامي في العلاقة بين كل طرف والتطوّرات التقنية التي - كما يقول الفيلم - باتت تتيح لكل واحد الظهور كما يشاء. لوثر بلا غطاء من هذا النوع، لذلك لا يشعر به أحد ولا يسانده أحد ولا يهتم جمهور «الأونلاين» به. المجرم يصل إلى آلاف المتابعين عارضاً جرائمه الفعلية بوضوح وبسعادة طاغية. يرى نفسه نجماً وليس مجرماً. البوليس بينهما يعتمد على التقنيات ذاتها. لكن الغرابة هنا هي أن هذه التقنيات تنجح في اقتفاء أثر لوثر ولا تنجح في اقتفاء أثر ديفيد.
النهاية، التي نرى فيها اختطاف التحرية ولوثر معاً بعدما نجح القاتل في اختطاف ابنة الأولى، تتعامل والوضع بقدر كبير من العنف غير المبرر. معظم ما يرد كان يمكن أن يُعالج بالحفاظ على المستوى الذي بدأ الفيلم أحداثه بها. مثيرة ومشوّقة وتنتقل من مشهد لآخر بسلاسة ونشاط. البديل الذي نتلقفه هو معالجة العنف بعنف مماثل.
تم عرض الفيلم في الصالات التجارية من دون نجاح يُذكر. هذا مردّه الأول إلى أن الجميع كان يعلم بأن «لوثر: الشمس الساقطة» سيتوجه إلى «نتفلكس». وضع يشبه رسالة الفيلم حول تأثير التكنولوجيا على حياتنا.
ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
جيدا ★★★★ ممتاز ★★★★★