المقاومة الشعبية تتعقب المتمردين الحوثيين وحلفاءهم بعد طردهم من «العند» ومدينة لحج

توقعات أن تتجه لتحرير أبين.. ومتحدث باسمها: تحرير زنجبار بات قريبا

المقاومة الشعبية تتعقب المتمردين الحوثيين وحلفاءهم بعد طردهم من «العند» ومدينة لحج
TT

المقاومة الشعبية تتعقب المتمردين الحوثيين وحلفاءهم بعد طردهم من «العند» ومدينة لحج

المقاومة الشعبية تتعقب المتمردين الحوثيين وحلفاءهم بعد طردهم من «العند» ومدينة لحج

تابعت المقاومة والقوات اليمنية الشرعية، اليوم (الاربعاء)، عمليات تعقب المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين يستمرون بالانسحاب، بعد ان خسروا مدينة عدن وقاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، بحسب مصادر عسكرية.
وذكرت المصادر ان القوات اليمنية تحاصر المتمردين الذين انسحبوا من الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية الواقعة شمال عدن، ومن قاعدة العند الواقعة في المحافظة نفسها. كما تحاصرهم وحلفاءهم من أتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في منطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند.
وسقطت قاعدة العند الاستراتيجية بعد هجوم شنته قوات هادي مدعومة من طيران وسلاح التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وذلك بحسب وزارة الدفاع اليمنية ليل الاثنين/ الثلاثاء.
وتعتبر خسارة قاعدة العند ضربة قاسية للحوثيين.
وقتل 39 متمردا على الأقل و17 مقاتلا مواليا خلال الساعات الـ24 الاخيرة في المعارك العنيفة في الحوطة، بحسب مصادر طبية وعسكرية.
وقال مصدر عسكري اليوم "ان الحوطة باتت تحت السيطرة بعد عمليات تمشيط ليل الثلاثاء وصباح هذا اليوم"، فيما ان من المتوقع ان يصل محافظ لحج خلال النهار الى المدينة للمرة الاولى منذ سيطرة الحوثيين عليها في مارس (اذار).
واستعادة السيطرة على لحج تعزز السيطرة على مدينة عدن، ثاني اكبر مدن البلاد التي شهدت معارك عنيفة طوال اشهر، ومن المتوقع ان تتجه القوات الموالية للرئيس هادي الآن للسيطرة على محافظة ابين الجنوبية المجاورة التي ما زال الحوثيون يسيطرون على عاصمتها زنجبار.
واكد متحدث باسم القوات الحكومية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية الموالية للرئيس هادي، ان تحرير زنجبار "بات قريبا"، مشيرا الى ان المقاتلين الموالين وجهوا "ضربات قاسية" للمتمردين في أبين.
من جهته، أشار خبير الشؤون العسكرية في الشرق الاوسط والخليج رياض قهوجي لوكالة الصحافة الفرنسية الى "عدم وجود قدرة فعالة للحوثيين وحلفائهم على صد هجوم" القوات الشرعية التي "تسيطر بسرعة على ابين وعلى تعز"، ثالث اكبر مدن اليمن (جنوب غرب).
وبحسب قهوجي، فان القوات الشرعية التي تحظى بدعم طيران التحالف العربي الذي "يتمتع بسيطرة كاملة على الأجواء"، "باتت تستفيد ايضا من دعم من القوات البرية للتحالف التي أنزلت مؤخرا في عدن مزودة بأسلحة متطورة بينها دبابات وقطع مدفعية".
واعتبر قهوجي ان "استمرار الهجوم يشكل عامل ضغط كبير على الحوثيين لمراجعة موقفهم الرافض لمبادرات الحل السلمي للأزمة". واشار الى ان الحوثيين "بدأوا باظهار ليونة وتراجع عن مواقفهم" ما يمكن ان يؤدي الى وقف اطلاق النار واطلاق العملية السياسية مجددا.
وكان زعيم الحوثيين أكد الاحد انه مستعد لحل سياسي في اليمن.
والحوثيون الذين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية ويعتبرون مقربين من ايران، اطلقوا في 2014 حملة توسعية انطلاقا من معاقلهم في شمال البلاد بدعم من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وسيطروا على صنعاء في سبتمبر (ايلول) ثم وسعوا انتشارهم الى جنوب البلاد.
وعلى الصعيد الانساني، حطت طائرة سعودية عسكرية الاربعاء في مطار عدن حيث اوصلت شحنة جديدة من 25 طنا من المساعدات الطبية، بحسبما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.