دراسة تُحدد دواءً لصيام «آمن» لمرضى السكري

هل يصوم مرضى السكري من النوع الثاني؟ الإجابة عن هذا السؤال تبدو متباينة بين دراسات تحذر وأخرى تشجع، ويكون القول الفصل هو رأي الطبيب الذي يحسم المسألة، بعد مراجعة المؤشرات الحيوية للمريض.
وترى الدراسات المحذرة من أن «الصيام قد يشكل خطرا على هذه الفئة من المرضى التي تحتاج إلى أدوية تحافظ على نسبة السكر في الدم، وذلك لأن التوقف عن تناول الأدوية، بما في ذلك الإنسولين، قد يتسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم...»، أما الدراسات المشجعة فترى أن «الصيام قد يكون وسيلة فعالة لمساعدة مرضى السكري من النوع الثاني على فقدان الوزن الزائد، ومن ثم تقليل احتياجهم للإنسولين».
وما بين التحذير والتأييد، أخذت دراسة جديدة نشرت في عدد فبراير (شباط) من دورية «مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي... البحوث السريرية والمراجعات»، اتجاها آخر، وهو اختبار مأمونية أحدث أدوية السكري من النوع الثاني «آي - جلارليكسي»، خلال شهر رمضان، من دون أن تخلص إلى نتيجة تشجع أو تحذر من الصيام.
وخلال الدراسة التي أعدها باحثون من المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والجزائر وفرنسا وتركيا والهند، وشارك فيها صائمون من 9 دول، تم التوصل إلى أن هذا الدواء علاج فعال لمرضى السكري من النوع الثاني، الراغبين في الصيام خلال شهر رمضان، حيث ربطت نتائج دراستهم بين استخدامه وحدوث انخفاض في خطر الإصابة بنقص السكر في الدم، وقالوا إن تلك الفوائد لوحظت أثناء شهر رمضان وبعده.
وكانت هذه الدراسة قد تابعت 409 مشاركين خلال شهر رمضان، بعضهم في عام 2020، والبعض الآخر عام 2021، وامتدت مدة الدراسة من شهر إلى ثلاثة أشهر قبل رمضان مباشرة، وخلال شهر رمضان، وشهر واحد بعد رمضان مباشرة.
ومن بين الـ409 مشاركين، صام 96.8 في المائة لمدة 25 يوما خلال شهر رمضان، وأفطر أربعة مشاركين فقط بسبب نقص السكر في الدم. وتم اختبار نقص السكر في الدم المصحوب بأعراض بنسبة 1.0 في المائة و2.3 في المائة و0.3 في المائة من المشاركين، على التوالي، خلال الشهر الأخير قبل رمضان، ورمضان، والشهر الأول بعد رمضان، وكان متوسط التغيير في «فحص الهيموغلوبين السكري» من فترات ما قبل رمضان إلى ما بعده (- 0.75 في المائة).
وخلص الباحثون من ذلك، إلى أن «آي - جلارليكسي»، علاج فعال وجيد للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، بما في ذلك أولئك الذين ينوون الصيام خلال شهر رمضان.
ويقول خالد عبد الرحمن، مدرس الباطنة بكلية الطب جامعة الأزهر بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدراسات تؤكد ميل معظم المسلمين من مرضى سكري النوع الثاني (أكثر من 85 في المائة تقريبا) للصيام خلال شهر رمضان، وهو ما يزيد من مخاطر حدوث نقص السكر في الدم، والدراسة الجديدة تقول لنا من خلال التجارب التي أجريت إن استخدام المرضى لدواء (آي - جلارليكسي)، يقلل فرص حدوث المشكلة». وشدد عبد الرحمن على أن ذلك لا يعني استخدام هذا الدواء، ومن ثم الصيام دون استشارة الطبيب، مضيفا «هي دراسة مساعدة قد تفيد الطبيب في اختيار النظام العلاجي الأنسب لمرضاه».