بلينكن: تونس أمام «المجهول» إذا لم تتوصل لاتفاق مع صندوق النقد

أكد أن أميركا «تعمل بنشاط» لاستئناف حضورها الدبلوماسي في ليبيا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT
20

بلينكن: تونس أمام «المجهول» إذا لم تتوصل لاتفاق مع صندوق النقد

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، من أن تونس تحتاج بشكل طارئ إلى التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، بعد تعبير الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في هذا البلد.
وقال بلينكن رداً على سؤال حول تونس، خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، إن «أهم ما يمكنهم فعله في تونس من الناحية الاقتصادية هو التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي»، مضيفاً: «نشجّعهم بشدّة على القيام بذلك لأن الاقتصاد قد يتجه إلى المجهول».
وتكافح تونس تحت وطأة ديون متزايدة وتفاقم ارتفاع الأسعار، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد توصلت إلى اتفاق مبدئي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للحصول على قرض جديد يبلغ نحو ملياري دولار من صندوق النقد الدولي، الذي سعى إلى ضمان إجراء إصلاحات في تونس، وأعرب مؤخراً عن قلقه من سلسلة مواقف عنصرية على خلفية تصريحات للرئيس قيس سعيّد انتقد فيها الوجود الكبير لمهاجرين غير قانونيين في بلاده، وتحدث فيها عن مؤامرة لتغيير «التركيبة الديموغرافية» في البلاد.
الاثنين، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن التكتل يشعر بالقلق إزاء تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في تونس، ويخشى انهيارها. وقال: «إذا انهارت تونس فإن ذلك يهدد بتدفق مهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي، والتسبب في عدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نريد تجنب هذا الوضع»، لكن الخارجية التونسية عبرت، الثلاثاء، عن رفضها لتصريحات بوريل، معتبرة أنها «مبالغ فيها».
وبخصوص الأزمة الليبية، قال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة تعمل «بنشاط» لاستئناف حضورها الدبلوماسي في ليبيا، على الرغم من امتناعه عن تحديد موعد لإعادة فتح السفارة الأميركية هناك.
وأضاف بلينكن، خلال جلسة استماع بلجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ: «لا يمكنني أن أعطيكم جدولاً زمنياً بخلاف القول إن هذا شيء نعمل بنشاط كبير عليه. وأنا أريد أن أرى أن لدينا قدرة على استئناف حضور مستمر في ليبيا». ولم يقدم بلينكن أي تفاصيل بخصوص العمل النشط الذي أشار له.
وتقوم باربرا ليف، مساعدة الوزيرة وكبيرة الدبلوماسيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حالياً بجولة في المنطقة، حيث تزور الأردن ومصر وليبيا ولبنان وتونس في الفترة من 15 إلى 25 مارس (آذار) الحالي. وقالت وزارة الخارجية إن ليف ستلتقي في ليبيا بكبار المسؤولين الليبيين «لتأكيد دعم الولايات المتحدة للجهود التي تيسرها الأمم المتحدة لتعزيز التوافق، الذي يؤدي إلى الانتخابات في 2023».
وتابع بلينكن موضحاً: «هناك أيضاً لحظة مهمة؛ إذ من خلال عمل مبعوث الأمم المتحدة قد يكون هناك، وأؤكد ربما، طريقاً للمضي قدماً في تحريك ليبيا في اتجاه أفضل، بما في ذلك إجراء انتخابات لحكومة شرعية، ويشارك دبلوماسيونا بقوة في ذلك».
وتواجه ليبيا مأزقاً سياسياً منذ أواخر عام 2021، عندما أُلغيت انتخابات مقررة، بسبب خلافات حول القواعد وسحب مجلس النواب، الذي يتخذ من الشرق مقراً له، دعمه للحكومة المؤقتة. وتركز جهود صنع السلام على جعل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة يتفقان على أساس دستوري للانتخابات، وعلى قواعد التصويت. وقد تحرك مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، الشهر الماضي، لتولي مسؤولية العملية السياسية المتوقفة لتمكين الانتخابات، التي يُنظر إليها على أنها الطريق لإنهاء الصراع المحتدم منذ سنوات.



الاتحاد الأوروبي: نؤكد دعمنا الثابت للبنان في لحظة محورية

مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا تتحدث بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون (الوكالة الوطنية للإعلام)
مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا تتحدث بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT
20

الاتحاد الأوروبي: نؤكد دعمنا الثابت للبنان في لحظة محورية

مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا تتحدث بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون (الوكالة الوطنية للإعلام)
مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا تتحدث بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون (الوكالة الوطنية للإعلام)

أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا من قصر بعبدا الرئاسي في لبنان بعد لقائها الرئيس جوزيف عون أن المفوضية والاتحاد الأوروبي يدعمان عون والحكومة اللبنانية الجديدة، وأعلنت عن مساعدات خصصتها المفوضية للبنان، ومساعدات أخرى مشروطة بالإصلاحات.

وجاء في بيان للرئاسة اللبنانية أن عون استقبل مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا ترافقها سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال: «وجرى التطرق خلال اللقاء إلى تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والميثاق الجديد لمنطقة المتوسط».

وصرحت شويتزا بعد اللقاء بأن «المفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي يدعمان الرئيس والحكومة الجديدة ولبنان كبلد صديق... سبق للمفوضية الأوروبية أن خصصت حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو للبنان، وتم اعتماد 500 مليون من هذه الحزمة خلال شهر أغسطس (آب) الماضي. وسوف يتم تخصيص 500 مليون أخرى إلا أن ذلك يتوقف على بعض الشروط».

وأوضحت أن «أحد هذه الشروط المسبقة هو إعادة هيكلة القطاع المصرفي في لبنان والاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وما أن يتم الوفاء بالشرطين سوف نتابع العمل على صرف المبالغ المخصصة الإضافية».

وأكدت: «دعمنا الثابت للبنان في هذه اللحظة المحورية، ونحن مستعدون لتكثيف العمل مع لبنان لا سيما في مجالات الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة والتعافي الوطني».

وقالت: «هذه هي زيارتي الأولى للبنان وكان الاجتماع الأول فيها مع الرئيس جوزيف عون جيداً وودياً وناجحاً. وبطبيعة الحال تحدثنا عن عملية التحول السياسي والالتزام والإصلاحات، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار ودعم الجيش اللبناني، كما تطرقنا إلى الاستجابة للأزمة السورية».

وأشارت إلى أنها «تطرقت إلى حزمة جديدة لمنطقة المتوسط التي أنا مسؤولة عنها. ونحن نتحدث هنا عن ميثاق جديد لمنطقة المتوسط يشمل اتفاقات وتعاوناً مع مختلف دول هذه المنطقة». وأضافت: «كان الرئيس عون متجاوباً ويود أن نبدأ عملية التفاوض بالنسبة لهذا الميثاق الجديد».

من جهته، أكد الرئيس اللبناني، خلال اللقاء، «أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية»، معرباً عن «الرغبة المباشرة في التفاوض حول الميثاق الجديد لمنطقة المتوسط الذي يعدّه الاتحاد والهادف إلى معالجة التحديات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الشعوب ودعم النمو الاقتصادي وتعزيز الأمن الإقليمي».

ونوه عون بدعم الاتحاد الأوروبي المستمر للبنان، مشجعاً الشركات الأوروبية على «العودة والاستثمار في ربوعه».