السيسي يطمئن المصريين ويؤكد على «قوة» الدولة

قال إن البلاد مرت بأيام «صعبة» عبرتها بتضحيات الجيش والشرطة

السيسي خلال تفقده أكاديمية الشرطة وحديثه مع طلابها (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال تفقده أكاديمية الشرطة وحديثه مع طلابها (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطمئن المصريين ويؤكد على «قوة» الدولة

السيسي خلال تفقده أكاديمية الشرطة وحديثه مع طلابها (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال تفقده أكاديمية الشرطة وحديثه مع طلابها (الرئاسة المصرية)

طمأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مواطنيه على أحوال البلاد. وقال، في مقطع فيديو بثته الرئاسة المصرية، اليوم (الأربعاء)، إن «مصر بخير والدولة قوية»، مطالبا بـ«تذكر التضحيات التي تم تقديمها خلال الفترة الماضية».
وأضاف السيسي، الذي كان يتحدث أمام عدد من طلبة أكاديمية الشرطة، وذويهم، إن «مصر مرت بأيام صعبة جدا خلال السنوات الماضية، لكنها استطاعت بتضحيات الشباب من الجيش والشرطة تجاوز هذه الأيام، حتى أصبحت بمكان أفضل بفضل الله، ثم بفضل الأسر المصرية التي أحسنت تربية أبنائها».

وتابع السيسي، مخاطبا المصريين: «لا تخافوا ولا تقلقوا من أي شيء وتذكروا حجم التضحيات التي تم تقديمها، حتى أصبحت مصر في مكان آخر بتضحيات أبنائها».
وعانت مصر لفترة من هجمات «إرهابية»، راح ضحيتها عدد من أفراد الجيش والشرطة. وسبق أن أعلن السيسي، في أبريل (نيسان) الماضي أن «عدد الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهة من 2013 وحتى وقت حديثه، بلغ 3277 شهيدا، إضافة إلى 12 ألفا و280 مصابا».
وتفقد الرئيس المصري، فجر اليوم، أكاديمية الشرطة، وأجرى حوارا مع عدد من الطلبة الجدد. وأكد السيسي أن «عملية التطوير مستمرة لتحقيق الأفضل دائما». مطالبا إياهم بـ«الاهتمام بالتدريب والتعليم، حتى يكونوا قادرين على تأدية مهمتهم في حماية الوطن»، التي عدها «أشرف مهمة يقوم بها الإنسان». ودعا الرئيس المصري طلاب أكاديمية الشرطة إلى «الوعي الدائم بكل الأحداث، وألا يتركوا شيئا من دون وعي أو فهم»، متمنيا لهم التوفيق في مهمتهم في حفظ الأمن والنظام.
وتفقد الرئيس المصري ميادين التدريب والإعداد البدني في الأكاديمية، وتابع الطلبة والطالبات في أثناء أدائهم تدريبات اللياقة البدنية المتنوعة واجتياز بعض الموانع. وخلال لقائه الطلاب تطرق السيسي إلى الحديث عن مراكز الإصلاح والتأهيل (السجون)، وقال إن «فلسفة هذه المراكز، قائمة على ألا يكون الخطأ نهاية المطاف، فنحن بشر نخطئ ونصيب، وبالتالي تم تطوير فلسفة العقاب التي كانت موجودة، بهدف إصلاح الإنسان وليس معاقبته، لحماية المجتمع». وأكد أنه «حرص على تغيير الصورة الذهنية الموجودة داخل المجتمع من خلال تغيير اسم السجون إلى مراكز الإصلاح والتأهيل».

وفيما يتعلق بتطوير المناطق الخطرة، أشار الرئيس المصري إلى «من كان ينام في الشوارع»؛ حيث كان هناك مساران إزاء هذا الوضع، الأول أن يقوم بتحسين حالهم أو يتم إعداد مكان جديد لهم، وقد اختار الثاني رغم أنه أكثر تكلفة؛ «لأن الهدف كان بناء شخصية مختلفة، وعمل إصلاح حقيقي للإنسان».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.