الجزائر: التماس بسجن وزير الصحة السابق بـ«تهمة الفساد»

إيداع مدير شركة حكومية والعديد من أطرها الحبس الاحتياطي

وزير الصحة الجزائري السابق (وزارة الصحة)
وزير الصحة الجزائري السابق (وزارة الصحة)
TT

الجزائر: التماس بسجن وزير الصحة السابق بـ«تهمة الفساد»

وزير الصحة الجزائري السابق (وزارة الصحة)
وزير الصحة الجزائري السابق (وزارة الصحة)

في الوقت الذي التمست فيه النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، اليوم، سجن وزير الصحة السابق عبد المالك بوضياف، 12 سنة مع التنفيذ، خلال محاكمة تتعلق بتهمة الفساد، تخص مشروعات في البنية التحتية، أودع قاضي التحقيق بنفس المحكمة مدير الشركة الحكومية للنقل البحري للبضائع والعديد من كوادرها الحبس الاحتياطي بتهمة «تبديد المال العام». كما طالبت النيابة بغرامة مالية تعادل 40 ألف دولار ضد بوضياف، والسجن لخمس سنوات مع التنفيذ بحق اثنين من أبنائه، وأيضاً السجن لأربع سنوات مع التنفيذ ضد زوجته، مع مصادرة أملاك العائلة وحجز أرصدتها المالية بالبنوك.
وواجه الوزير سابقاً تهم «خرق القوانين التي تضبط العقار»، و«غسل أموال»، و«استغلال الوظيفة من أجل التربح الشخصي»، و«تبديد مال عام». وتعود الوقائع إلى الفترة التي كان فيها بوضياف محافظاً على قسنطينة (شرق) ووهران (غرب)، قبل أن يلتحق بالطاقم الحكومي كوزير للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات (2013 – 2017)، وشملت مشروعات وصفقات تخص الأشغال العامة والبنية التحتية. وقد أكدت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية حول هذه المشروعات أن الوالي بوضياف اختار مقاولين ورجال أعمال مقربين منه بغرض إنجازها.
وطالت اتهامات الفساد الفترة التي تولى فيها بوضياف الوزارة، وتمثلت أيضاً في شبهات حول مصدر الأموال، التي مكنت نجليه من إطلاق شركة للدواء، وتم اتهامهما بـ«الإخفاء العمدي لممتلكات، وتبيض عائدات إجرامية ناتجة عن جرائم الفساد». ووجهت النيابة نفس التهمة لزوجة الوزير الأسبق، وأكدت التحريات أن العقارات والصيدلية التي تملكها بالعاصمة، والأراضي التي تملكها في باتنة بشرق البلاد، عادت إليها كميراث بعد وفاة والدها. ونفى أفراد عائلة بوضياف أن يكونوا قد انتفعوا من مزايا مادية، بفضل المواقع الحكومية التي كان فيها الوالد والزوج، قبل سقوط الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة عام 2019 تحت ضغط ملايين المتظاهرين الذين رفضوا ترشحه لولاية خامسة.
ووضع القاضي الملف في المداولة، معلناً النطق بالحكم بعد أسبوع.
وفي سياق المحاكمات التي تخص الفساد، الجارية منذ 3 سنوات، أمر قاضي التحقيق بـ«القطب الجزائي المتخصص في قضايا الفساد المالي بمحكمة سيدي امحمد» بالعاصمة، اليوم، بإيداع المدير العام لشركة النقل البحري للبضائع، وإطارين بها الحبس الاحتياطي، ووضع 14 موظفاً بالشركة ذاتها تحت الرقابة القضائية. وتضمنت لائحة الاتهامات «إبرام صفقات وعقود بطريقة مخالفة للقوانين والتنظيمات، والتورط في تجاوزات تخص تسيير الشركة». ووجه قاضي التحقيق لمسير الشركة وكوادرها المتابعين جزائياً تهمة «تبديد المال العام، من خلال التسبب في التوقيف الفني، وعدم استغلال سفن شحن تابعة للشركة، وتوقفها على مستوى الموانئ الداخلية، وتوقيف بواخر أخرى بموانئ أجنبية، والتأثير على نشاط ومعاملات الشركة وتدهور وضعيتها المالية، رغم الدعم المالي المقدم لها من طرف الدولة، ما ألحق أضراراً مالية كبيرة بالشركة والمجمع والخزينة العمومية»، وفق مقال لوكالة الأنباء الجزائرية نشرته أمس (الثلاثاء)، نقلاً عن مجريات التحقيق القضائي. وتكفل جهاز الأمن الداخلي بالتحقيق في القضية، وتم عرض المشتبه بهم على النيابة أمس.
ونهاية العام الماضي، صرح وزير العدل رشيد طبي، أمام البرلمان، بأن القضاء استرجع «ما يقارب 20 مليار دولار»، قيمة الأملاك والأموال التي حجزتها السلطات، في إطار محاكمة عشرات المسؤولين الحكوميين، من بينهم ثلاثة رؤساء حكومات، متهمين بالفساد وسوء التسيير خلال فترة حكم الرئيس بوتفليقة (1999 - 2019). كما أعلن عن وجود تعاون مع فرنسيين وأميركيين وإسبان وإيطاليين، لاسترجاع أموال تم تحويلها إلى الخارج بطرق غير شرعية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.