الصين لإطلاق «مسبار آينشتاين» لرصد الكون المتغيّر

الصين لإطلاق «مسبار آينشتاين» لرصد الكون المتغيّر
TT

الصين لإطلاق «مسبار آينشتاين» لرصد الكون المتغيّر

الصين لإطلاق «مسبار آينشتاين» لرصد الكون المتغيّر

تخطط الصين لإطلاق قمر صناعي فلكي جديد يعمل بالأشعة السينية يحمل اسم «مسبار آينشتاين»؛ وذلك في نهاية هذا العام، بحسب ما ذكر يوان وي مين الباحث الرئيسي في مشروع القمر الصناعي الجديد.
وكشف يوان، وهو أيضا باحث في المراصد الفلكية الوطنية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم، عن أحدث تقدم في مشروع «مسبار آينشتاين» خلال الندوة الوطنية الـ 35 لاستكشاف الفضاء والتي عقدت أخيرا، قائلا «لقد دخل القمر الصناعي المرحلة النهائية من التطوير»، وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، اليوم (الثلاثاء).
وبحسب يوان، فإنه من المتوقع أن يلتقط المسبار الضوء الأول لانفجارات المستعر الأعظم، ويساعد في البحث عن مصادر موجات الجاذبية وتحديدها ويراقب الظواهر العابرة الغامضة في الكون؛ فقد اكتشف العلماء أن هناك العديد من المصادر العابرة والمتفجرة في الكون، ومعظمها قادر على إشعاع كميات هائلة من الطاقة في وقت قصير للغاية ويظهر تغيرات معقدة في السطوع في نطاق الأشعة السينية، مثل الثقوب السوداء التي تبتلع النجوم.
وفي هذا السياق؛ قال يوان «ان هذه المصادر العابرة السريعة ضرورية لدراسات علم الكونيات والمجرات، لكن العلماء لا يعرفون الكثير عنها في الوقت الحالي». مضيفا «أن المزيد من الأبحاث تتطلب جيلا جديدا من معدات الرصد تتمتع بمجالات رؤية كبيرة للغاية وحساسية عالية ووضوح كبير وقدرات استجابة سريعة. لكن السؤال المهم في هذا الصدد هو كيفية صنع مثل هذه المعدات. فقد اكتشف علماء الأحياء في السابق أن عين جراد البحر تختلف عن عيون الحيوانات الأخرى. وتتكون عين جراد البحر من العديد من الأنابيب المربعة الصغيرة، التي تشير إلى نفس المركز الكروي. ويسمح هذا الهيكل للضوء من جميع الاتجاهات أن ينعكس في الأنابيب ويتجمع على شبكية العين، ما يمنح جراد البحر مجال رؤية كبيرا. ثم قام العلماء بمحاكاة عين جراد البحر لابتكار تلسكوب لرصد الأشعة السينية في الفضاء».
وفي هذا الاطار، من خلال التعاون مع المنظمات الأخرى، بدأ مختبر تصوير الأشعة السينية التابع للمراصد الفلكية الوطنية أعمال البحث والتطوير لتكنولوجيا عين جراد البحر لتصوير الأشعة السينية في عام 2010، وحقق أخيرا اختراقا؛ فقد قام الفريق باختبار التحقق من صحة التكنولوجيا الموجودة على التلسكوب المزود بمصور عين جراد البحر للفلك، والذي تم تدشينه بيوليو(تموز) 2022. وكشف عن أول دفعة في العالم من لقطات الأشعة السينية واسعة النطاق تم التقاطها بواسطة مصور عين جراد البحر للفلك.
وأفاد يوان بأنه «بفضل تكنولوجيا تلسكوب عين جراد البحر، سيتمكن مسبار آينشتاين من مراقبة نطاق الأشعة السينية غير المعروف حاليا من خلال مجال رؤية كبير وحساسية عالية».
من جانبه؛ قال بول أوبراين رئيس قسم الفيزياء الفلكية بكلية الفيزياء وعلم الفلك بجامعة ليستر «ستحدث هذه التكنولوجيا ثورة في مراقبة سماء الأشعة السينية، ويظهر نموذج الاختبار الإمكانات العلمية القوية لمهمة مسبار آينشتاين».
بدوره، يستطرد يوان بالقول «ان مسبار آينشتاين سيقوم بإجراء مسوحات نظامية للسماء لمراقبة الأجسام العابرة عالية الطاقة في الكون». مؤكدا «أنه من المتوقع أن تكتشف هذه المهمة الثقوب السوداء المستترة وترسم خريطة لتوزيع الثقوب السوداء في الكون، وتساعدنا على دراسة تكوينها وتطورها»، مبينا «أن المسبار سيستخدم أيضا للبحث عن إشارات الأشعة السينية المصاحبة لأحداث موجات الجاذبية وتحديدها».
وجذب برنامج القمر الصناعي، وهو جزء من مشروع علوم الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، اهتماما واسعا في جميع أنحاء العالم، حيث شاركت فيه وكالة الفضاء الأوروبية ومعهد «ماكس بلانك» للفيزياء الفضائية في ألمانيا ووكالة الفضاء الفرنسية.


مقالات ذات صلة

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.