{الدستورية} الكويتية تعيد البرلمان السابق... وحله وارد

جانب من الانتخابات الكويتية الأخيرة التي قضت المحكمة الدستورية ببطلانها (كونا)
جانب من الانتخابات الكويتية الأخيرة التي قضت المحكمة الدستورية ببطلانها (كونا)
TT

{الدستورية} الكويتية تعيد البرلمان السابق... وحله وارد

جانب من الانتخابات الكويتية الأخيرة التي قضت المحكمة الدستورية ببطلانها (كونا)
جانب من الانتخابات الكويتية الأخيرة التي قضت المحكمة الدستورية ببطلانها (كونا)

استعاد أعضاء البرلمان الكويتي السابق ورئيسهم مقاعدهم في مجلس الأمة الكويتي، بعدما أصدرت المحكمة الدستورية، أمس (الأحد)، حكماً ببطلان انتخابات 2022. لكنَّ شبحَ الحل ما زال يلاحق المجلس العائد وفقاً لخبراء دستوريين تحدثت معهم «الشرق الأوسط».
ولم يستبعد الخبراء أن تلجأ الحكومة، بعد أدائها اليمين أمام المجلس العائد، إلى رفع مرسوم بحل هذا المجلس والدعوة إلى انتخابات نيابية جديدة.
وبموجب حكم المحكمة الدستورية، يستعيد المجلس السابق المنحلّ، فوراً صلاحياته الدستورية كافة، ويستكمل مدته المتبقية كأن الحلّ لم يكن. كما يفيد الحكم بعودة رئيس وكامل أعضاء مجلس الأمة السابق برئاسة مرزوق الغانم، لاستكمال المدة القانونية المتبقية للمجلس، وهي 21 شهراً، قبل الدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة.
وأكَّد الخبير الدستوري الكويتي الدكتور محمد الفيلي لـ«الشرق الأوسط» أنَّ قرار المحكمة يمكن أن يمثل عنصراً إيجابياً من جهة توسيع رقابة السلطة القضائية.
وراجت أنباء في الكويت عن دعوة رئيس المجلس السابق مرزوق الغانم نواب المجلس السابق للالتئام وعقد جلسة غداً برئاسته. ومن المتوقع أن تحضر الحكومة الجلسة لأداء اليمين أمام المجلس.
وكانت الحكومة أقرَّت، في مرسوم، بحل المجلس العائد قبل الدعوة إلى انتخابات عام 2022، وهو المرسوم الذي صاحبته شوائب دستورية مكنت المحكمة الدستورية من إبطاله أمس.



واشنطن تريد «أوكرانيا قوية» من أجل السلام

أكد وزير الخارجية الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تؤيد وقفاً للنار في أوكرانيا إلا إذا كان انسحاب روسيا جزءاً من اتفاق سلام «عادل ودائم» بين البلدين (أ.ف.ب)
أكد وزير الخارجية الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تؤيد وقفاً للنار في أوكرانيا إلا إذا كان انسحاب روسيا جزءاً من اتفاق سلام «عادل ودائم» بين البلدين (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تريد «أوكرانيا قوية» من أجل السلام

أكد وزير الخارجية الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تؤيد وقفاً للنار في أوكرانيا إلا إذا كان انسحاب روسيا جزءاً من اتفاق سلام «عادل ودائم» بين البلدين (أ.ف.ب)
أكد وزير الخارجية الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تؤيد وقفاً للنار في أوكرانيا إلا إذا كان انسحاب روسيا جزءاً من اتفاق سلام «عادل ودائم» بين البلدين (أ.ف.ب)

عبّر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أمس (الجمعة)، عن رغبة بلاده في أن تصبح أوكرانيا قوية، قبل أي اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال بلينكن في خطاب له في هلسنكي، عاصمة فنلندا التي سارعت إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا «إن العدوان الذي يشنّه بوتين على أوكرانيا فشل استراتيجياً؛ إذ قلل بشكل كبير من القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لروسيا وتأثيرها لسنوات مقبلة». وأضاف أن «الاستثمار في قوة أوكرانيا لا يحصل على حساب الدبلوماسية، بل يمهّد الطريق لها»، محذراً من تزايد الدعوات للتفاوض من الأوهام ومن السلام الزائف المتمثل بوقف محتمل لإطلاق النار.

في غضون ذلك، أبدى المبعوث الصيني لي هوي تفاؤلاً حذراً إزاء نجاح وساطة بلاده لحل الصراع الروسي - الأوكراني؛ إذ قال إنه قد يكون من الصعب على جميع الأطراف أن يجتمعوا لإجراء «محادثات مثمرة» وهو مؤشر إلى تعقيد الوضع. وأضاف في أعقاب زيارته الأخيرة إلى أوكرانيا وروسيا وعدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، أن مخاطر التصعيد في الحرب ما زالت كبيرة. وتابع أن الصراع «وصل إلى طريق مسدودة وساحة المعركة يسودها عدم اليقين». ورأى أن من الضروري بالنسبة لبعض الأطراف أخذ زمام المبادرة لإيجاد حل.

ميدانياً، قالت موسكو إن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرات مسيّرة أوكرانية عدة قرب مدينة كورسك المجاورة للحدود مع أوكرانيا، حسبما أعلن حاكم المنطقة في ساعة مبكرة صباح أمس. وقال رومان ستاروفويت على «تلغرام»: «الليلة أسقط أحد أنظمة الدفاع الجوي طائرات مسيّرة أوكرانية عدة قرب كورسك». وأضاف الحاكم «نطلب من سكان كورسك التزام الهدوء؛ فالمدينة تحت حماية موثوقة من جيشنا». وكانت منطقة كورسك الحدودية الروسية قد تعرّضت منذ بداية الحرب لقصف منتظم من القوات الأوكرانية.

كما أعلنت موسكو أنها أحبطت محاولة للقوات الأوكرانية لـ{غزو» منطقة بيلغورود. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «ما يصل إلى 70 مقاتلاً شاركوا في الهجوم الذي شُنّ بواسطة خمس دبابات وأربع مدرعات»، متحدثة عن مقتل أكثر من 50 مقاتلاً أوكرانياً.

اقرأ أيضاً


إيران تفرج عن نمساويين ودنماركي

 عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
TT

إيران تفرج عن نمساويين ودنماركي

 عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)

أفرجت إيران عن نمساويين ودنماركي، أمس (الجمعة)، في إطار صفقة تبادل سجناء بواسطة عُمانية وبلجيكية.

وأفاد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في بيان، أمس، بأن الأوروبيين الثلاثة «في طريقهم من سلطنة عُمان إلى بلجيكا».

وأوضح أن المواطن الدنماركي المُفرَج عنه كان قد أوقف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 «على هامش تجمعات لحقوق النساء»، أما الإيرانيان - النمساويان فأوقف أحدهما في يناير (كانون الثاني) 2016 والآخر في يناير 2019.

وعبّر رئيس الوزراء البلجيكي عن «شكره لسلطات عُمان على الدور المركزي الذي أدته في عمليات الإفراج».

وجاءت هذه العملية بعدما أفرجت إيران في 26 مايو (أيار) الماضي عن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل بعد اعتقاله طوال 455 يوماً، مقابل عودة الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، الذي كان سجيناً في بلجيكا لنحو 5 أعوام بعدما أُدين بتهمة الإرهاب. كما تأتي العملية بعد زيارة قام بها السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان إلى إيران، في أول رحلة له هناك منذ أن أصبح سلطاناً للسلطنة عام 2020.

بدوره، قال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ، في بيان «أبدي ارتياحي لتمكننا أخيراً من إعادة قمران قادري ومسعود مصاحب إلى بلدهما بعد أعوام من الاعتقال الصعب في إيران».

وأضاف «إنهما في طريقهما إلى النمسا، حيث تنتظرهما عائلتاهما بفارغ الصبر». وأوضح شالنبرغ أن قادري ومصاحب أمضيا على التوالي «2709 أيام و1586 يوماً من الاعتقال في إيران... كان ذلك بمثابة ماراثون دبلوماسي أثمر في نهاية المطاف».


علاج واعد لسرطان الثدي

علاج واعد لسرطان الثدي
TT

علاج واعد لسرطان الثدي

علاج واعد لسرطان الثدي

أظهرت اختبارات على علاج لسرطان الثدي في مراحله المبكرة أنه يقلل من خطر تكرار الإصابة بنسبة 25 في المائة، بحسب نتائج تجربة سريرية كبيرة نُشرت أمس (الجمعة)، ما يبعث آمالاً لمريضات كثيرات.

وكُشف عن هذه النتائج الأولية في أكبر مؤتمر سنوي لأخصائيي السرطان، استضافته الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري في شيكاغو.

وعلقت أخصائية الأورام في جامعة شيكاغو ريتا ناندا، على النتائج قائلة إنّ «هذه تجربة سريرية مهمة للغاية ستغير ممارسات الأطباء».

وطُوّر هذا العلاج الذي يحمل اسم «ريبوسيكليب» بواسطة شركة «نوفارتيس»، ضد أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً (يُسمى «إتش آر - إتش آر ـ2»)، علماً بأن العلاج مستخدم بالفعل (مع العلاج الهورموني) لدى المرضى المصابين بالسرطان في مرحلة متقدمة مع نقائل. وكان الهدف من الدراسة الجديدة اختبار هذا الدواء لسرطانات المرحلة المبكرة من (1 إلى 3).

وتشتمل إدارة هذا المرض بشكل عام على تدخلات جراحية وعلاج إشعاعي، وربما على العلاج الكيميائي، تتبعها سنوات من العلاج الهورموني.

وعلى الرغم من ذلك، فإن «ثلث المرضى المصابين بسرطان الثدي في المرحلة الثانية (...) سيتكرر ظهور المرض لديهم»، وفق ما أعلن أخصائي الأورام بجامعة كاليفورنيا دينيس سلامون، الذي عرض النتائج خلال مؤتمر صحافي.

ويمكن أن يعاود المرض الظهور خلال فترة تراوح بين عقدين و3 عقود بعد التشخيص.

ويشخّص أكثر من مليوني إصابة كل عام في جميع أنحاء العالم بسرطان الثدي الذي يسبب أكثر من 600 ألف حالة وفاة سنوياً، علماً بأن معظم التشخيصات تجري في مرحلة مبكرة.


«أخضر السيدات»... أحلام طموحة وخطوات متسارعة نحو العالمية

السعودية دخلت في سباق المنافسة على استضافة كأس آسيا للسيدات 2026 (الشرق الأوسط)
السعودية دخلت في سباق المنافسة على استضافة كأس آسيا للسيدات 2026 (الشرق الأوسط)
TT

«أخضر السيدات»... أحلام طموحة وخطوات متسارعة نحو العالمية

السعودية دخلت في سباق المنافسة على استضافة كأس آسيا للسيدات 2026 (الشرق الأوسط)
السعودية دخلت في سباق المنافسة على استضافة كأس آسيا للسيدات 2026 (الشرق الأوسط)

لم يكن دخول السعودية حلبة المنافسة على استضافة نهائيات كأس آسيا لكرة القدم للسيدات (2026) مجرد خطوة روتينية على الساحة الرياضية الدولية، بل إنه يمثل حجم التطور والشغف اللذين باتا يتملكان الناشطين في هذا الحقل الطموح والمتحفز لتسطير نجاحات ملموسة على صعيد الرياضة النسائية.

ففي حين يستغرق البعض سنوات طوالاً في الحقول الجديدة ومنها الرياضية لمعرفة (سر المهنة)، لم يكلف ذلك الأمر القائمين على اتحاد الكرة السعودي وقتاً طويلاً، فما لبثت الكرة النسائية أن دخلت سريعاً في فلك الاحترافية والتمرس، واقتحم منتخب السيدات السعودي قائمة التصنيف العالمي، واحتل المركز 171 من أصل 188 مركزاً، ووضع على الفور نُصب عينيه هدفاً طموحاً وهو ضمان التأهل لمنافسات كأس العالم للسيدات (فيفا)، وأقام الاتحاد الدولي لكرة القدم ورشات عمل (برنامج الفيفا للتطوير) التي استضافتها العاصمة الرياض في أواخر الشهر قبل الماضي أبريل (نيسان).

أخضر السيدات اقتحم قائمة فيفا سريعا (الشرق الأوسط)

وبينما جرى السماح للسيدات بحضور مدرجات الملاعب الرياضية في 2018، أنشأ الاتحاد السعودي لكرة القدم في 2019 أول إدارة للكرة النسائية لكرة القدم، وتأسس أول منتخب سعودي للسيدات لكرة الصالات، وفي 2020 جرى إطلاق أول دوري مجتمعي رسمي تحت مظلة الاتحاد السعودي لرياضة الجميع بإشراف من الاتحاد السعودي لكرة القدم.

وفي 2021 جرى تأسيس أول منتخب سعودي للسيدات لكرة القدم للملاعب العشبية وتعيين المدربة الألمانية مونيكا ستاب كأول مدربة، وهي تتولى الآن إدارة المنتخبات السعودية وتطوير الكرة النسائية السعودية، وحلت الفنلندية روزا لابي مكانها في تدريب سيدات الأخضر.

وفي 2022 لعب المنتخب السعودي للسيدات أول مباراة دولية في مسيرته مع سيشيل انتهت بهدفين دون مقابل، وجرى إنشاء أول مركز تدريبي إقليمي للاعبات الناشئات تحت الـ17 سنة، وللناشئات السعوديات حضور دولي جديد؛ حيث لعبن أول مواجهتين وديتين مع المنتخب الكويتي بقيادة الكرواتية ستيلا قوتال، وخسرن في المباراة الأولى بـ4 أهداف مقابل هدف، فيما فزن في المواجهة الثانية بنتيجة 3 - 2.

وفي العام نفسه جرى إطلاق أول دوري سعودي مدارس للبنات، وشارك المنتخب السعودي للسيدات للصالات في دورة الألعاب الخليجية في الكويت، واستضافت المملكة بطولة غرب آسيا لكرة الصالات بمشاركة الأخضر.

فرحة بعد إحدى الأهداف (أ.ف.ب)

واكتملت منجزات سيدات الأخضر بدخولهن التصنيف الدولي لكرة القدم (الفيفا) في المركز الـ171 من أصل 188 منتخب، وتوج ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المنتخب السعودي للسيدات في أول بطولة دولية له في الدمام، وكانت المنافسات قد جرت بمشاركة 4 منتخبات: جزر القمر وباكستان وموريشيوس بالإضافة للأخضر.

وحظي المنتخب السعودي بدعم هائل في العامين الماضيين من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ حيث رسم خطة استراتيجية ليكون في المقدمة خلال السنوات المقبلة، بحيث يتقدم في التصنيف العالمي ومقدمة المنتخبات الآسيوية للسيدات كما هي الحال مع المنتخب السعودي للرجال.

وكان الأخضر تحت مسؤولية أضواء العريفي حينما كانت تعمل في اتحاد الكرة قبل توليها منصب مساعد وزير الرياضة، حيث تولت مسؤولية الإشراف على الكرة النسائية، وأعقبتها لمياء بنت بهيان نائب رئيس اتحاد الكرة السعودي وعالية الرشيد مديرة كرة القدم النسائية.

وفي تصريحات سابقة قالت لمياء بن بهيان: «دخولنا التصنيف العالمي يعني لنا الكثير؛ فهو إنجاز هائل لكرة القدم النسائية في المملكة، ولقد تميزنا بنجاحات كبيرة في بضع سنوات منذ الإعلان عن تأسيس المنتخب السعودي للسيدات، وأؤكد لكم أن كل ما جرى تحقيقه حتى هذه اللحظة هو مجرد بداية لما سيأتي مستقبلاً؛ فطموحاتنا كبيرة لا حدود لها».

ومن جهتها، سلمت الألمانية مونيكا ستاب الراية مؤخراً للمدربة الفنلندية روزت لابي سيبالا، إلا أن تأثير ستاب المدربة السابقة والمديرة الفنية الحالية للمنتخب السعودي للسيدات لا يزال ملموسًا في الفصول الجديدة من حكاية كرة القدم للسيدات السعودية.

وقالت ستاب عن تجربتها في تدريب المنتخب: «كانت رحلة مذهلة عندما اضطلعت بمهمة تدريب المنتخب، وكنت جزءاً من التاريخ في المباراة الدولية الأولى بتصنيف (الفيفا) التي خاضها المنتخب السعودي للسيدات في المالديف أمام سيشل. وقد تمكنا من تحقيق الفوز، وكان رائعاً رؤية شغف سيدات الأخضر واللعب بروح رياضية وتنافس عالٍ».

وأضافت: «تلقينا 800 طلب للانضمام إلى المنتخب، اخترنا منها 35 طلباً. وكانت رحلة البحث عن أفضل اللاعبات طويلة، وأعتقد أن الذهاب إلى المالديف كان بمثابة أروع لحظة في حياة اللاعبات الـ25 اللائي كن جزءاً من رحلة النجاح.

وأوضحت مونيكا أن (نجاح المنتخب السعودي للسيدات سيكون أثره على كافة الدول العربية، وأن الأمر قابل للتحقيق وهو نموذج جيد للجميع وسيدات الأخضر يُحتذى بهن للكثير من الدول التي تشهد حالة من التطوير).

وتابعت مونيكا: «عملت مع الاتحاد الدولي لكرة القدم سنوات طويلة كخبيرة، وأدرك مدى أهمية تقديم الاتحاد الدولي لكرة القدم مثل هذه البرامج، ونتطلع للعب كرة القدم في كافة الاتحادات الوطنية الأعضاء، وليس في السعودية فحسب».

ومن جانبها، أكدت عالية الرشيد مديرة إدارة كرة القدم النسائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم على التطور المذهل لكرة القدم للسيدات في المملكة مؤخراً (ولا يقتصر ذلك على تشكيل المنتخب بل جرى في عام 2022 إطلاق الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى بالإضافة إلى دوري المدارس الذي ضم 50 ألف فتاة بمشاركة نحو 3600 مدرسة).

وأضافت الرشيد: «يوجد حالياً في المملكة أربعة مراكز تدريب مناطقية، وعملنا على تدريب مدرسات (التربية البدنية) من خلال تنظيم دورة تدريبية بهدف إعدادهن لتدريب وتطوير اللاعبات في المدارس. ويوجد ثلاثة منتخبات نشطة و23 شخصاً في القسم يعملون على تطوير هرم كرة القدم النسائية».

ومن جانبه أكد إبراهيم القاسم الأمين العام لكرة القدم للاتحاد السعودي أن المملكة أصبحت بمثابة معقل من معاقل كرة القدم مع تأكيد اتحاده على طلب استضافة كأس الأمم الآسيوية عام 2026. وأردف قائلاً: «يسود تحدٍ داخل الاتحاد السعودي للعبة عما إذا كان منتخب الرجال أم السيدات سيكون السبّاق للمنجزات في كأس العالم. والسعودية هي وجهة لبطولات كرة القدم، وستستضيف كأس العالم للأندية في وقت لاحق من العام».


الخليج بعد عبور المضيق... غربلة ومكافآت ومعسكر أوروبي

بيدرو مدرب الخليج ومساعدوه يحتفلون بالبقاء في الأضواء (تصوير: عيسى الدبيسي)
بيدرو مدرب الخليج ومساعدوه يحتفلون بالبقاء في الأضواء (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

الخليج بعد عبور المضيق... غربلة ومكافآت ومعسكر أوروبي

بيدرو مدرب الخليج ومساعدوه يحتفلون بالبقاء في الأضواء (تصوير: عيسى الدبيسي)
بيدرو مدرب الخليج ومساعدوه يحتفلون بالبقاء في الأضواء (تصوير: عيسى الدبيسي)

بعد عبوره واحدا من أكثر المنعطفات صعوبة في مسيرته، بدأ نادي الخليج في حسم أوراق الموسم الجديد للدوري السعودي سريعا، وأولها مصير المدرب البرتغالي بيدرو مانويل، حيث قرر تجديد عقده لقيادة الفريق في النسخة المقبلة من الدوري بعد أن نجح في تحقيق أهم الأهداف من خلال قيادة الفريق للبقاء موسما آخر في الأضواء.

ومن المقرر أن يتم حسم التوقيع مع المدرب وطاقمه مع المميزات الجديدة التي سيحصل عليها قبل مغادرته إلى بلاده لقضاء إجازته السنوية.

ويعكف المدرب على إنهاء التقارير الفنية التي سيرفعها للإدارة بشأن روزنامة الإعداد للموسم الجديد والتوصيات الفنية التي سيرفعها بشأن اللاعبين الذين يود الإبقاء عليهم في صفوف الفريق، أو الراحلين بعد أن ثبت عدم جدوى استمرارهم بناء على مستوياتهم الفنية التي قدموها في منافسات الموسم المنصرم.

وثبت فريق الخليج أقدامه في دوري روشن بعد أن حقق فوزا صعبا على ضيفه أبها بثلاثة أهداف لهدف، حيث قلب الطاولة أمام ضيفه رغم أنه لعب في الثلث الأخير من المباراة بنقص عددي نتيجة طرد لاعبه محمد خبراني.

واستفاد الخليج من خسارة أقرب منافسيه فريق العدالة أمام الاتفاق، حيث بقي بفارق النقاط فيما هبط العدالة برفقة الباطن.

وتمسك الفريق الخلجاوي بفرصه الضعيفة في الحسابات المعقدة، حيث إن فوز منافسيه المباشرين كان يعني هبوطه رسميا حتى وإن فاز، إلا أنه حقق مراده وتعثر أحد منافسيه ليبقى بين الكبار.

ويتوقع أن يجري الخليج تغييرات كبيرة في صفوفه من خلال التعاقد مع ما لا يقل عن 4 أسماء أجنبية، فيما سيتم الاحتفاظ بالبرتغالي فابيو مارتينيز والقائد البرازيلي لوكاس سوزا ومواطنه موراتو، فيما يجري التباحث حول إمكانية التوقيع مع أسماء جديدة يمكنها تقديم إضافة للفريق.

وسيتقدم الحارس البرازيلي دوغلاس قائمة الأسماء المغادرة من الأجانب، على أن يتم التعاقد مع حارس أجنبي جديد مع التفاوض مع الحارس المحلي مروان الحيدري من أجل تجديد عقده بعد المستوى الفني الكبير الذي قدمه في المباريات الحاسمة التي منح فيها الفرصة، والتي جاءت نتيجة الانخفاض الكبير في أداء الحارس البرازيلي، الذي نال جائزة الأفضلية في يناير (كانون الثاني) من قبل رابطة دوري المحترفين، إلا أن مستواه تدهور وساهم في خسارة العديد من النقاط التي كانت قريبة من الفريق.

كما سيتم التفاوض مع عدد من الأندية المحلية من أجل تمديد إعارة بعض اللاعبين الذين قدموا إضافة فنية في صفوف الفريق.

أما على صعيد المعسكر الخارجي فمن المرجح أن يكون في أوروبا، حيث سيجري دراسة الخيارات المتاحة مع الجهاز الفني من أجل اختيار الأنسب.

ومنح اللاعبون إجازة مدتها أربعة أسابيع، على أن يعاودوا التدريبات مطلع يوليو (تموز) المقبل.

من جهة أخرى كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن المكافآت المالية التي ستوزع على اللاعبين بمناسبة البقاء سيتم تصنيفها حسب المباريات التي لعبها كل لاعب، بحيث سيكون السقف الأعلى 80 ألف ريال للاعبين الأساسيين، على أن تنخفض تدريجيا للاعبين الأقل مشاركة.

وعلى صعيد متصل كشف مدرب الخليج بيدرو مانويل أن فريقه تمسك بحظوظه وآمن بقدرته على البقاء حتى الجولة الأخيرة، حيث إن المصاعب التي مر بها كانت هائلة إلا أن لديه رجالا نجحوا في إنجاز المهمة.

وأشار إلى أن فريقه لم يقدم الأداء المأمول منه في الشوط الأول في المباراة الأخيرة ضد أبها، لكن الوضع اختلف في الشوط الثاني، حيث ظهرت القتالية والرغبة في الفوز وحسم الأمور.

وشدد على أن الأجواء الإيجابية في نادي الخليج من أهم الأسباب التي ساعدته على النجاح في مهمته لهذا الموسم رغم كل المصاعب التي مر بها.

ويعد بيدرو من المدربين القلائل في الدوري السعودي الذين استمروا في قيادة فرقهم منذ البداية وحتى النهاية، حيث لم تهتز ثقة الإدارة برئاسة المهندس علاء الهمل في قدرات هذا المدرب.

ويملك بيدرو خبرة جيدة في المنافسات الكروية السعودية، وخصوصا في الفترة التي قاد فيها التعاون لمراكز متقدمة في الدوري، فضلا عن حصد كأس الملك كأكبر منجز لناديه السابق.

يذكر أن علاء الهمل رئيس نادي الخليج، أكد أن فريقه حقق هدفه هذا الموسم بالبقاء في الدوري السعودي للمحترفين، وقال إنهم كانوا واثقين من العمل الكبير الذي قام به الجهازان الإداري والفني، والقيمة الفنية للاعبين، حيث كان التركيز كبيرا من أجل الفوز ولا سواه خلال المباراة الأخيرة دون الانشغال بنتائج مباريات الآخرين.

وأكد الهمل أنه وبعد إنجاز مهمة البقاء هذا الموسم سيكون العمل مبكرا من أجل أن يكون الفريق بأفضل مستوى في الموسم المقبل.


نابولي «البطل» يستقبل سمبدوريا في مناسبة لتكريم سباليتي قائد التتويج باللقب


سباليتي قائد حملة تتويج نابولي باللقب سيحظى بتكريم أخير أمام جماهير المدينة الجنوبية (رويترز)
سباليتي قائد حملة تتويج نابولي باللقب سيحظى بتكريم أخير أمام جماهير المدينة الجنوبية (رويترز)
TT

نابولي «البطل» يستقبل سمبدوريا في مناسبة لتكريم سباليتي قائد التتويج باللقب


سباليتي قائد حملة تتويج نابولي باللقب سيحظى بتكريم أخير أمام جماهير المدينة الجنوبية (رويترز)
سباليتي قائد حملة تتويج نابولي باللقب سيحظى بتكريم أخير أمام جماهير المدينة الجنوبية (رويترز)

يستعد نابولي «البطل» لاستقبال سمبدوريا غداً (الأحد) في المرحلة الثامنة والثلاثين، الأخيرة للدوري الإيطالي، في مناسبة لتكريم مدربهم لوسيانو سباليتي، مهندس تتويجهم باللقب المحلي للمرة الأولى منذ 33 عاماً.

وقرّر سباليتي الرحيل عن نابولي، والابتعاد عن كرة القدم لمدة عام لكي يأخذ قسطاً من الراحة بعد موسم مرهق. وسيبقى سباليتي في الذاكرة كونه الشخص الذي جلب اللقب الأول للمدينة الجنوبية منذ أن توّج نابولي بقيادة النجم الأرجنتيني الفذ، الراحل دييغو مارادونا للمرة الأخيرة عام 1990.

وعلّق سباليتي، الذي قدّم فريقه عرضاً هجومياً رائعاً تحت قيادته، على رحيله بالقول: «في بعض الأحيان، يتمّ الانفصال لكثرة الحبّ. أنا في حاجة إلى أخذ قسط من الراحة لأني متعب جداً».

وبعد التتويج الذي لا يزال سكان نابولي يحتفلون به، دخل الفريق في مرحلة ضبابية، حيث لم تُعرف بعد هوية المدرّب الجديد، في حين بات نجومه الذي تألقوا في صفوفه هذا الموسم أهدافاً لأندية النخبة في القارة الأوروبية.

سيبقي الفريق الجنوبي على خدمات جناحه الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي تألق بشكل لافت وكان مفاجأة الموسم، وذلك لارتباطه بعقد طويل الأمد حتى عام 2027، لكن نجوماً كثيرين مرشحون للمغادرة، مثل قلب الدفاع الكوري الجنوبي كيم مين-جاي، والهداف النيجيري فيكتور أوسيمهن.

وتألق كيم مين-جاي بشكل لافت لينسي أنصار الفريق الجنوبي رحيل السنغالي خاليدو كوليبالي إلى تشيلسي الإنجليزي، لكن عقده يتضمّن بنداً جزائياً قدره 50 مليون يورو، وتشير تقارير صحافية إلى أنه في طريقه إلى الانتقال إلى صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي.

كما تتهافت أندية النخبة الأوروبية للحصول على خدمات المهاجم أوسيمهن، بعد تسجيله 30 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم، بينها هدف حسم اللقب في مرمى أودينيزي قبل 5 جولات من نهاية الدوري.

أما سمبدوريا، فسقط إلى الدرجة الثانية، متذيلاً ترتيب الأندية العشرين، لكنه سيكون في حالة مزاجية أكثر تفاؤلاً بعد تغيير ملكيته.

وعانى سمبدوريا من مشكلات مالية ضخمة طوال الموسم، حيث تخلّف عن دفع رواتب لاعبيه على مدى أشهر عدة، وكان مهدّداً بالإفلاس بشكل كبير. لكن يبدو أنه تم قبول محاولة الاستحواذ التي قادتها شركتان، إحداهما لمالك ليدز يونايتد الإنجليزي، أندريا رادريتزاني، التي وافق عليها المالك الحالي ماسيمو فيريرو، الذي اضطر إلى الاستقالة من رئاسة النادي في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بعد إلقاء القبض عليه بتهمة الإفلاس الاحتيالي.

وكشف سمبدوريا بطل إيطاليا عام 1991، الثلاثاء الماضي، أنه تمت الموافقة على زيادة رأس المال بقيمة 40 مليون يورو من أجل «خطة إعادة هيكلة النادي»، وهو استثمار جاء متأخراً لتجنب غرامة 4 نقاط على مدفوعات الرواتب المتأخرة للموسم المقبل.

وتشهد الجولة الأخيرة خوض إنتر ميلان آخر تجاربه قبل مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي في نهائي «دوري أبطال أوروبا» في العاشر من الشهر الحالي في إسطنبول، عندما يحلّ اليوم ضيفاً على تورينو (الثامن).

ويستطيع إنتر انتزاع المركز الثاني من لاتسيو الذي يتقدّم عليه بفارق نقطتين، ويحل ضيفاً بدوره على إمبولي. ويعول إنتر على هدافه البلجيكي روميلو لوكاكو الذي استعاد شهيته التهديفية في الأسابيع الأخيرة، بتسجيله 7 أهداف، ونجاحه في 4 تمريرات حاسمة في آخر 10 مباريات، ما عزّز من حظوظه في المشاركة أساسياً ضد مانشستر سيتي.


الدوري الفرنسي: موناكو ونانت لتفادي الخطر في المرحلة الأخيرة

أريستوي مدرّب نانت وتفكير في موقعة الهروب الاخيرة (ا ف ب)
أريستوي مدرّب نانت وتفكير في موقعة الهروب الاخيرة (ا ف ب)
TT

الدوري الفرنسي: موناكو ونانت لتفادي الخطر في المرحلة الأخيرة

أريستوي مدرّب نانت وتفكير في موقعة الهروب الاخيرة (ا ف ب)
أريستوي مدرّب نانت وتفكير في موقعة الهروب الاخيرة (ا ف ب)

يواجه موناكو خطر الغياب عن البطولات الأوروبية ونانت الهبوط إلى الدرجة الثانية، عندما يدخلان اليوم المرحلة الثامنة والثلاثين والأخيرة من الدوري الفرنسي الذي حسم باريس سان جيرمان لقبه.

وسيحتفل سان جيرمان، المملوك قطرياً، بلقبه الحادي عشر القياسي، عندما يستقبل كليرمون الثامن، لكن في قلب جماهيره غصّة جديدة اثر إحباطه المستمر بعدم حصد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه والثانية في تاريخ الكرة الفرنسية.

وراء سان جيرمان الذي ضمّت تشكيلته هذه السنة الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي، ضمن لنس مركز الوصافة، إذ يبتعد بفارق ثماني نقاط عن مرسيليا الثالث. وسيشارك لنس في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ موسم 2002-2003.

كما ضمن مرسيليا الحلول ثالثاً، لتقدّمه بفارق سبع نقاط عن ليل الرابع، وبالتالي خوض الدور التمهيدي الثالث من دوري أبطال أوروبا مطلع أغسطس (آب) المقبل، وستحدّد الجولة الأخيرة هوية الأندية الأخرى المتأهلة إلى البطولات القارية، فنقطة واحدة تفرق بين ليل الرابع (66)، ورين الخامس (65) وموناكو السادس (65).

ويتأهل الرابع إلى مسابقة «يوروبا ليغ»، والخامس إلى الدور التمهيدي من المسابقة الثالثة «كونفرنس ليغ».

وبحال فوز ليل، بطل 2021، على أرض تروا المؤكّد هبوطه، سيضمن الفريق الشمالي بقيادة المدرب البرتغالي باولو فونسيكا المركز الرابع. وفي المقابل، يتقدّم رين الطامح لتأهل قاري سادس توالياً، بفارق الأهداف عن موناكو الذي خسر أمامه 0 - 2 الأسبوع الماضي.

وكان موناكو منافساً قوياً للتأهل إلى دوري الأبطال، لكن مستواه تراجع في التوقيت غير المناسب، إذ خسر أربع مرات في آخر ست مباريات. وقال مدربه البلجيكي فيليب كليمان الذي يستقبل فريقه تولوز الثالث عشر: «سيكون إخفاقاً كبيراً بحال عدم تأهلنا إلى أوروبا... قبل أسابيع قليلة، كنا ننافس على المركز الثاني، لكن مستوانا تدحرج من ذاك الوقت. السبب ليس بدنياً، بل يتعلق بتراجع ثقتنا بأنفسنا».

وفي القاع، تأكّد هبوط أنجيه وأجاكسيو وتروا، لكن تبقى بطاقة رابعة، مع تغيير قواعد الهبوط والصعود للموسم المقبل، وتقليص عدد المشاركين في الدرجة الأولى من 20 إلى 18 نادياً.

ويحتل نانت، بطل الكأس الموسم الماضي ووصيفها هذا الموسم، المركز السابع عشر متأخراً بفارق نقطتين عن أوكسير السادس عشر آخر المراكز الدافئة. ويتعيّن على فريق الكناري إنهاء سلسلة من 14 مباراة دون أي فوز، عندما يستقبلون أنجيه الأخير، على أمل فشل أوكسير بالفوز على ضيفه لنس، علماً ان نانت يتفوّق بفارق الأهداف على أوكسير.

وقال بيير أريستوي مدرّب نانت: «لا شكّ لدي بأننا سنقوم بما يجب للتغلّب على أنجيه، ولا شكّ لدي أيضاً بأن لنس سيقوم بما يناسب موقعه عندما يواجه أوكسير».

ويتوقع أن تكون المباراة الأخيرة لميسي مع سان جيرمان، المرشّح للانتقال إلى الدوري السعودي أو العودة لفريقه السابق برشلونة. وربما تكون المباراة الأخيرة لميسي في قارة أوروبا أيضاً، بحال صحت التقارير حول اهتمام إنتر ميامي الأميركي بضمّ بطل العالم البالغ 35 عاماً. وسيحصد أفضل لاعب في العالم سبع مرات ميداليته الذهبية الثانية توالياً في الدوري، دون أن ينجح بفك عقدة سان جيرمان مع دوري أبطال أوروبا.


ديربي تاريخي بين القطبين سيتي ويونايتد في نهائي كأس إنجلترا اليوم

فريق مانشستر يونايتد المتوج بالثلاثية عام 1999 الحافز للاعبي الجيل الحالي لحرمان الجار من مضاهاة إنجازهم (غيتي)
فريق مانشستر يونايتد المتوج بالثلاثية عام 1999 الحافز للاعبي الجيل الحالي لحرمان الجار من مضاهاة إنجازهم (غيتي)
TT

ديربي تاريخي بين القطبين سيتي ويونايتد في نهائي كأس إنجلترا اليوم

فريق مانشستر يونايتد المتوج بالثلاثية عام 1999 الحافز للاعبي الجيل الحالي لحرمان الجار من مضاهاة إنجازهم (غيتي)
فريق مانشستر يونايتد المتوج بالثلاثية عام 1999 الحافز للاعبي الجيل الحالي لحرمان الجار من مضاهاة إنجازهم (غيتي)

تختتم فعاليات الموسم الكروي الإنجليزي اليوم بقمة تاريخية بين قطبي مدينة مانشستر، سيتي ويونايتد في نهائي كأس إنجلترا على ملعب ويمبلي الشهير.

وفي أول نهائي يجمع بين الفريقين بكأس إنجلترا، يبدو مانشستر سيتي المتوج بطلاً للدوري الممتاز مرشحاً للفوز بثاني ألقابه هذا الموسم، لكن الهولندي إريك تن هاغ مدرب يونايتد أكد أن فريقه سيقاتل لحرمان منافسه من تحقيق حلمه في الثلاثية التاريخية، في أول نهائي يجمع بين الفريقين بكأس إنجلترا.

هالاند هداف الموسم سلاح سيتي الفتك بالنهائي (ا ب ا)cut out

وشدداً تن هاغ، الذي حصد كأس الرابطة الإنجليزية، وقاد يونايتد للمركز الثالث بالدوري ليضمن مشاركته في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، على أن فريقه يملك فرصة جيدة للفوز بالكأس المحلية، والوقوف حجر عثرة أمام طموحات سيتي في مضاهاة الإنجاز الذي سبق أن حققه يونايتد في 1999.

ومن جهة الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي، فقد حذر لاعبي فريقه من أن جارهم اللدود قادر على إفساد حلمهم بإحراز ثلاثية نادرة.

ويمثل لقب النسخة الـ142 من كأس إنجلترا خطوة مهمة لسيتي آملاً في إحراز بطولته الثانية هذا الموسم، بعد أن توج بطلاً للدوري للموسم الثالث توالياً والخامس في آخر ستة أعوام، وتعزيز آماله في الثلاثية حيث سيكون على موعد مع نهائي آخر بدوري أبطال أوروبا ضد إنتر الإيطالي في العاشر من يونيو (حزيران) الحالي على ملعب أتاتورك في إسطنبول.

ويُعد مانشستر يونايتد الفريق الوحيد الذي أحرز الثلاثية في إنجلترا وذلك عام 1999، عندما توّج بطلاً للدوري في الجولة الأخيرة ضد توتنهام، ثم أحرز كأس إنجلترا بفوزه على نيوكاسل 2 - 0، وانتصاره التاريخي على بايرن ميونيخ الألماني 2 - 1 في الرمق الأخير في نهائي دوري الأبطال، كل ذلك في مدى 11 يوماً.

وإذا كان سيتي سيصبح مرشحاً فوق العادة للتغلب على إنتر الذي حل ثالثاً في الدوري الإيطالي، فإن النقاد يرون أن يونايتد يمثل امتحاناً أكثر شراسة، لأن «الشياطين الحمر» يملكون لاعبين موهوبين يستطيعون إلحاق الأذى بأي فريق.

وتابع المدرب الإسباني لسيتي شخصياً مباراة يونايتد ضد تشيلسي الأسبوع الماضي (4 - 1) وقال بعدها: «كل تركيزي الآن هو على مانشستر يونايتد. لقد شاهدت مباراتهم ضد تشيلسي. لقد قدّموا عرضاً لافتاً، وبالتالي كان يتعيّن علي مراجعة بعض الأمور بعد أن هزمونا في أولد ترافورد»، في إشارة إلى خسارة فريقه أمام يونايتد 1 - 2 في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأضاف: «كما في السابق، يتعيّن علينا أن نكون حذرين، لكن بعد خسارتنا أمام برنتفورد، وانتصار منافسنا في مبارياته الأخيرة، سنستعد بأفضل طريقة ممكنة».

ورغم حذر غوارديولا، يبقى فريقه مرشحاً لإحراز كأس إنجلترا للمرة الثانية منذ أن تسلم الإشراف على الفريق عام 2016. وكان سيتي قد حقق 12 فوزاً توالياً في الدوري الإنجليزي ليحسم اللقب، وسبق له أن اكتسح يونايتد 6 - 3 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. أما الخسارة الأخيرة في الدوري الأسبوع الماضي أمام برنتفورد 0-1 عندما أشرك المدرب تشكيلة معظمها من غير الأساسيين، فكانت الأولى للفريق في 26 مباراة في مختلف المسابقات.

وبطبيعة الحال، سيكون الهداف النرويجي إرلينغ هالاند ورقة رابحة في صفوف سيتي، بعد أن سجّل 52 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم بينها 36 في الدوري المحلي وهو رقم قياسي.

وكان هالاند قد سجّل ثلاثية خلال فوز فريقه العريض في أكتوبر الماضي، لكنه صام عن التهديف في مباراة الإياب، واكتفى بهدف وحيد في آخر 6 مباريات.

وقال هالاند على هامش اللقاء النهائي: «سيكون أمراً خيالياً أن نحقق الثلاثية التاريخية، أعتقد أن هذا هو سبب قيام النادي بضمي، من أجل تحقيق هذا، ليس علينا أن نخفي هذا الأمر». وأضاف: «سأقدم كل ما بوسعي من أجل ذلك. هذا يعد أكبر حلم بالنسبة لي، وأتمنى أن تتحول الأحلام إلى حقيقة». لكن هالاند (22 عاماً) حذر أيضاً من أن مانشستر يونايتد وإنتر ميلان سيكونان «متحفزين» لتبديد فرص سيتي في تحقيق الثلاثية.

ويعقد غوارديولا الآمال على خبرة لاعب خط الوسط البلجيكي كيفن دي بروين، الفائز بلقب أفضل صانع لعب بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، (16 تمريرة حاسمة)، لكن الأخير عانى من إصابة حرمته هو والجناح جاك غريليش من خوض المباراة الأخيرة بالدوري ضد برنتفور، لكنهما جاهزان لتعزيز التشكيلة في نهائي الكأس.

وفي المقابل، نجح تن هاغ في تخطي التوقعات في موسمه الأوّل مع الفريق حيث قاده إلى إحراز كأس رابطة المحترفين بفوزه على نيوكاسل 2 - 0 أواخر فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يحتل المركز الثالث في الدوري ويضمن بطاقة التأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.

وبات تن هاغ ثاني مدرّب في تاريخ مانشستر يونايتد يقود فريقه إلى إحراز لقب في أوّل موسم له. وقد وجّه المدرب الهولندي نداءً إلى جماهير يونايتد خلال المباراة الختامية قائلاً: «إذا ساندتمونا، فأنا متأكد من أن لدينا فرصة جيدة لإعادة كأس (الاتحاد) إلى ملعب أولد ترافورد... لقد هزمناهم في يناير، وسبق أن حقق يونايتد الفوز عليهم عدة مرات في العامين الماضيين، لذا سنخوض اللقاء النهائي ونحن ندرك أن لدينا الفرصة، والفريق يعلم ما هو المطلوب منه».

ويأمل يونايتد في أن يكون حجر عثرة في طريق جاره، لعدم تحقيق ثلاثية ومعادلة رقمه حتى في غياب مهاجمه الفرنسي أنطوني مارسيال المصاب.

ويعوّل يونايتد على هدافه ماركوس راشفورد الذي يخوض موسماً استثنائياً، وسجّل 30 هدفاً في مختلف المسابقات، وعلى بعض عناصر الخبرة في صفوفه أمثال البرازيلي كاسيميرو، وقطب الدفاع الفرنسي رافائيل فاران، وصانع الألعاب وقائد الفريق البرتغالي برونو فرنانديز.

وعلّق فاران عندما سئل إذا كان يشعر بالخوف لمواجهة هالاند بقوله: «طبعاً كلا، إنه لاعب عظيم، لكن يجب علينا أن نمنع الكرات من الوصول إليه لا سيما من كيفن دي بروين».

ويمثل وجود فاران نقطة ثقة لدفاع يونايتد من هذا النوع من المواجهات الحاسمة، حيث يمتلك اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً، خبرات في المناسبات الكبرى لسابق تتويجه بكأس العالم مع فرنسا 2018، وإحراز دوري أبطال أوروبا أربع مرات مع ريال مدريد الإسباني. وقال فاران: «نريد الفوز بكأس إنجلترا، هذا هو الهدف الذي نخوض من أجله النهائي، نريد إسعاد الجماهير في ختام موسم مثير».

وعن ترشيحات المنافس للفوز علق المدافع الفرنسي: «كل مباراة تمثل تحدياً وأنا أحب التحدي، الأهم هو أن نصدق ونؤمن بفرصنا، سنبذل قصارى جهدنا للفوز». وأضاف: «الضغط شيء اعتدناه، وأحياناً تحتاج إليه لتكون في القمة.

ليس هذا النوع من الضغط هو ما يحدك. عندما يكون الضغط أعلى، أصرخ على أرض الملعب، واركض أسرع». ويستحوذ آرسنال على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس إنجلترا، برصيد 14 لقباً متقدماً على مانشستر يونايتد بلقبين، فيما أحرز «سيتي» اللقب 6 مرات سابقة.


من هم أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي هذا الموسم؟

قدم رودري مستويات قوية للغاية مع مانشستر سيتي هذا الموسم (أ.ف.ب)
قدم رودري مستويات قوية للغاية مع مانشستر سيتي هذا الموسم (أ.ف.ب)
TT

من هم أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي هذا الموسم؟

قدم رودري مستويات قوية للغاية مع مانشستر سيتي هذا الموسم (أ.ف.ب)
قدم رودري مستويات قوية للغاية مع مانشستر سيتي هذا الموسم (أ.ف.ب)

توج مانشستر سيتي بلقبه الثالث على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد انهيار آمال منافسه أرسنال، وأنهى تشيلسي صاحب الإنفاق الضخم الموسم في منتصف الجدول فقط فيما هبط ليستر سيتي، بطل 2016، إلى الدرجة الثانية. «الغارديان» تستعرض هنا عدداً من اللاعبين الذين يستحقون الفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم:

إيرلينغ هالاند (مانشستر سيتي)

يقدم المهاجم النرويجي الشاب إيرلينغ هالاند مستويات استثنائية هذا الموسم، وهو الأمر الذي يجعل جميع أندية العالم تتمنى التعاقد معه، ويمكن القول إنه المهاجم الذي جاء من المستقبل لكي يدمر الحاضر! ويكفي أن نعرف أنه سجل 36 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، من بينها أربع ثلاثيات (هاتريك). وبعيدا عن هذه الأرقام الاستثنائية، فإن أبرز ما يميز المهاجم النرويجي العملاق هو أنه يبث الرعب في نفوس المدافعين. صحيح أن هناك مهاجمين أكثر مهارة وإبداعا من هالاند، لكنه يمتلك قوة هائلة وقدرة فائقة على التحرك في التوقيت المناسب ووضع الكرة داخل الشباك بكل هدوء وثقة، بشكل لم نشاهده من قبل. لا يزال هالاند صغيرا في السن، لذلك فهو قادر على التطور والتحسن والوصول إلى مستويات أفضل عما يقدمه الآن.

ليساندرو مارتينيز (مانشستر يونايتد)

انتقد كثيرون تعاقد مانشستر يونايتد مع المدافع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز بسبب قصر قامته، وكأنهم يعرفون أكثر من المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ، الذي سبق وأن تولى تدريبه لثلاث سنوات! صحيح أن مارتينيز ليس لاعبا متكاملا، لكن هل هناك أي لاعب آخر متكامل؟ يتميز مارتينيز بأنه لاعب «يعشق الدفاع»، ويجيد استخلاص الكرات وإفساد الهجمات، كما يجيد اللعب بالرأس رغم قصر قامته، وإذا كانت هناك كلمة واحدة تلخص ما يقدمه فهي «المواجهة». ولكي نعرف قيمة وأهمية مارتينيز لمانشستر يونايتد يجب الإشارة إلى أنه عندما غاب المدافع الأرجنتيني عن المباريات قرب نهاية الموسم بسبب الإصابة تعثر الفريق بشكل كبير، وتراجع عدد الأهداف التي يسجلها الفريق، بل وتراجع مستوى نجم خط الوسط البرازيلي كاسيميرو بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي يعكس أهمية مارتينيز للطريقة التي يلعب بها مانشستر يونايتد، فهو ليس مدافعا عاديا، لكنه يجيد بناء الهجمات من الخلف، ويجيد صناعة الأهداف، ويتقدم لخط الوسط ويضغط على المنافسين بشراسة من أجل استخلاص الكرات، ويبث الحماس والنشاط في نفوس زملائه في الفريق، كما يتميز بالسرعة والتحركات الذكية داخل المستطيل الأخضر. ويمكن القول إنه أفضل مدافع في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، سواء من حيث القيام بالمهام الدفاعية أو الهجومية.

مارتن أوديغارد (آرسنال)

عندما أصبح مارتن أوديغارد معروفاً لأول مرة، بدا وكأنه مثل الأطفال الذين يحبون إظهار مهاراتهم في الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة أو وكأنه يجيد اللعب فقط في الفرق المكونة من خمسة لاعبين على الملاعب الصغيرة، لكنه سرعان ما أثبت أنه لاعب يمتلك إمكانات وقدرات كبيرة ويمكنه إحداث الفارق مع فريقه ضد أقوى الخصوم والمنافسين. لم تكن الطريقة التي يلعب بها أوديغارد تناسب الفريق الحالي لريال مدريد، لذلك رحل عن النادي الملكي وخاض العديد من التجارب على سبيل الإعارة، وقدم مستويات جيدة في أول نصف موسم له مع آرسنال، لكنه لم يصل آنذاك إلى المستويات القوية التي يقدمها الآن. سيظل أوديغارد دائما يمتلك المهارة وطريقة التفكير اللتين ولد بهما، وسيظل دائما قادرا على تغيير قراره في اللحظة الأخيرة بشكل لا يمكن لأي منافس أن يتوقعه على الإطلاق. لكن أوديغارد لم يكن ذلك الطفل المراهق الذي يمتلك مهارة استثنائية فحسب، لكنه أصبح لاعبا قويا يمتلك قوة بدنية هائلة ونضجا كبيرا، كما أصبح قائدا لزملائه داخل الملعب، بل وأصبح اللاعب الذي يبحث عنه زملاؤه ومديره الفني والجمهور عندما يكون آرسنال في حاجة ماسة للقيام بشيء ما. ولو كان زملاؤه من حوله يمتلكون نفس قدراته وطريقته في التفكير، فربما كان لقب الدوري الإنجليزي الممتاز سيتجه إلى آرسنال بدلا من مانشستر سيتي في الجولات الأخيرة من الموسم.

رودري (مانشستر سيتي)

قضى مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي معظم فترات هذا الموسم في جدال حول ما إذا كان أفضل محور ارتكاز في الدوري الإنجليزي الممتاز هو كاسيميرو أو توماس بارتي، لكننا الآن وصلنا إلى نهاية الموسم وأصبحت الإجابة واضحة تماما: ليس كاسيميرو أو توماس بارتي، لأنه على عكس كل منهما - وعلى عكس كيفن دي بروين وإيلكاي غوندوغان في هذا الصدد - قد قدم رودري مستويات قوية للغاية في أغسطس (آب) وظل يقدم نفس المستويات الثابتة بعد ذلك، ولهذا السبب لم يكن المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا يستغني أبدا عن رودري، ولا هالاند، لأنهما لاعبان محوريان في الطريقة التي يلعب بها الفريق. ويلعب رودري، على وجه التحديد، دورا حاسما في تشكيلة مانشستر سيتي، بفضل تمريراته الدقيقة والذكية، وتمركزه الرائع، وانضباطه الشديد من الناحية الخططية والتكتيكية، فضلا عن تدخلاته الرائعة، بل وقدرته على ارتكاب الأخطاء في الوقت المناسب تماما من أجل تعطيل الهجمات المرتدة السريعة للمنافسين، حتى وإن كان ذلك يكلفه الحصول على بطاقات صفراء في بعض الأحيان. ويجمع رودري بين نموذج لاعب خط الوسط الإسباني الكلاسيكي - اللمسات الجميلة، والذكاء الفائق، والثقة الكبيرة - وصفات محور الارتكاز الإنجليزي التقليدي - القوة البدنية الهائلة، والالتزام الشديد، والتفوق في الكرات الثابتة – وهو الأمر الذي يجعله أفضل محور ارتكاز في الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الحالي من دون منافس.

بوكايو ساكا (آرسنال)

لا يتفق مشجعو كرة القدم على الكثير من الأشياء، لكنهم يتفقون على حب وعشق نجم آرسنال بوكايو ساكا، الذي ربما يخدعك بابتسامته البريئة أو وجهه الطفولي، لكنه في الحقيقة قادر على قتل المنافسين بلا برحمة. يتميز ساكا بقدرته على اللعب في أكثر من مركز، حيث يجيد اللعب كظهير أيسر وجناح أيسر وجناح أيمن، فضلا عن تميزه بذكاء كروي نادر. ولو نجح آرسنال في التعاقد مع الجناح البرازيلي رافينيا، كان من الممكن أن نرى ساكا يلعب في قلب خط الوسط! لكنه بدلاً من ذلك ظل يلعب كجناح يتلاعب بمدافعي الفرق المنافسة ويدخل إلى عمق الملعب ويشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين، بعدما تطور مستواه بشكل كبير وتحول إلى نجم عالمي. لقد قال ريو فرديناند ذات مرة إن تمريرات بول سكولز «تخبرك بالمكان الذي يتعين عليك أن تذهب إليه»، وينطلق نفس الأمر على ساكا أيضا. وعلى مدار العام الماضي أو نحو ذلك، أضاف ساكا القوة البدنية أيضا إلى إمكاناته الكبيرة وأصبح قادرا على تجاوز مدافعين أقوياء للغاية، كما يجيد التسديد من مسافات بعيدة. إنه لاعب شامل، ويمكن القول إنه اللاعب الأكثر تكاملا في الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق كبير عن أقرب المنافسين.

*خدمة «الغارديان»

عندما غاب مارتينيز

عن المباريات بسبب الإصابة تعثر مانشستر يونايتد بشكل كبير


سانتياغو بينيا ... وارث رئاسة الباراغواي يعيش هم إرث «عرّابه» وداعمه السياسي

سانتياغو بينيا ... وارث رئاسة الباراغواي يعيش هم إرث «عرّابه» وداعمه السياسي
TT

سانتياغو بينيا ... وارث رئاسة الباراغواي يعيش هم إرث «عرّابه» وداعمه السياسي

سانتياغو بينيا ... وارث رئاسة الباراغواي يعيش هم إرث «عرّابه» وداعمه السياسي

المفاجأة الوحيدة التي حملتها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها الباراغواي أخيراً، لم يكن فوز سانتياغو بينيا مرشّح «الحزب الأحمر/الملّون» اليميني الذي يهيمن على المشهد السياسي في البلاد منذ أكثر من 75 سنة، بل الفارق الكبير الذي فاز به على منافسه اليساري، وحصول هذا الحزب للمرة الأولى في تاريخه على الغالبية في مجلسي الشيوخ والنواب، فضلاً عن فوزه بحاكمية 15 من أصل 17 دائرة. مع هذا، وعلى الرغم من الفوز الكاسح الذي حققه الرئيس الجديد، الذي سيتسلم مهامه مطلع أغسطس (آب) المقبل وهو لا يزال في الرابعة والأربعين من عمره، تواجه ولايته سلسلة من التحديات والعقبات. وليس التحدي الأقل بينها العلاقات المُلتبسة مع الحليف الرئيسي الولايات المتحدة، وبخاصة، بعدما فرضت الإدارة الأميركية في مطلع العام الجاري عقوبات على الرئيس الأسبق أوراسيو كارتيس، «عرّاب» بينيا وداعمه الأكبر، وطلبت تسليمه لمحاكمته بتهم الفساد والتعامل مع منظمات إرهابية.

سانتياغو بينيا هو أصغر رئيس جمهورية في تاريخ الباراغواي. وهو تكنوقراطي بامتياز إذ سبق له أن تولّى حقيبة المال في حكومة الرئيس الأسبق أوراسيو كارتيس بعدما كان نشاطه المهني مقتصراً على وظائف استشارية في المصرف المركزي الوطني وصندوق النقد الدولي، الذي التحق به في أعقاب حصوله على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك، ومن ثم، إدارة أحد المصارف التي يملكها كارتيس الذي - إلى جانب نفوذه السياسي الواسع - يعد من أكبر الأثرياء في الباراغواي ويملك شبكة مترامية من المؤسسات الناشطة على امتداد أميركا اللاتينية.

ثم أن بينيا، إبان عضويته لمجلس إدارة المصرف المركزي، برز بين زملائه كصاحب أفكار جديدة وجريئة نادراً ما وجدت طريقها إلى التطبيق - كما يقول بعض الذين واكبوه آنذاك - لكن «الوصمة» التي لازمته منذ ذلك الحين، والتي كرّرها خصومه السياسيون طوال الحملة الانتخابية الرئاسية، أنه ينتمي إلى نخبة ضئيلة منفصلة عن واقع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها الباراغواي... ثم أنه أداة طيّعة بيد الزعيم اليميني والرئيس الأسبق كارتيس الذي يعتقد كثيرون أنه سيكون الرئيس الفعلي للبلاد.

في المقابل، فإن الذين رافقوا مسيرته في السنوات الثلاث المنصرمة يقولون عنه إنه «براغماتي... لا يسعى لإحداث ثورة في بلد ترسّخت فيه الأساليب الاجتماعية والاقتصادية التقليدية، بل سيحاول تطوير النظام السائد انطلاقاً من برنامج توافقي سبق أن أعلن مراراً أنه يريده ميثاقاً وطنياً يتبناه أكبر عدد ممكن من القوى السياسية». وما يذكر أنه في أول تصريح للرئيس الجديد الشاب بعد انتخابه، قال «هذا ليس انتصاراً شخصياً، بل هو انتصار الشعب الذي اختار طريق السلم الاجتماعي والحوار والأخوة والمصالحة الوطنية كي نواجه معاً التحديات العديدة للنهوض بالاقتصاد بعد سنوات من الصعوبات. لقد أزف الوقت كي نؤجل خلافاتنا وصراعاتنا، ونعطي الأولوية للقضايا التي تجمعنا حول مصلحة الوطن العليا».

النشأة والمسيرة

ينتمي سانتياغو بينيا (44 سنة) إلى عائلة ميسورة كانت له سنداً قوياً لمواصلة تحصيله العلمي بعدما أصبح أباً وهو لا يزال دون السابعة عشرة من عمره. ويقول المقربون منه إن تجربة الأبوّة المبكرة تركت أثراً عميقاً في تكوين شخصيته من حيث تحمّله المسؤولية في سن يافعة، ويردد هؤلاء أنها كانت مرحلة صعبة في حياته ساعدته على رسم طريق واضح لطموحاته، وعلمته «الالتزام والنزاهة، وأن خدمة الذين يعتمدون علينا هي أنبل القضايا التي يمكن للمرء أن يكرّس لها حياته»، كما جاء في تصريح له أخيراً. وبالمناسبة، يدافع بينيا عن العائلة بمفهومها التقليدي المحافظ، فيرفض الإجهاض وزواج المثليين، وقد تعهّد في برنامجه الانتخابي بتعديل التشريعات التي قال إنها «تشرع الأبواب أمام التراخي في ضبط السلوك الأخلاقي للمجتمع».

في المقابل، رغم خبرة بينيا الضئيلة في المجال السياسي، فإنه ليس حديث العهد على المعارك الانتخابية، إذ سبق له أن حاول الفوز بترشيح حزبه اليميني للانتخابات الرئاسية عام 2017، لكنه خسر أمام منافسه الرئيس الحالي ماريو عبده، الذي يتزّعم التيار المناهض لداعمه كارتيس داخل الحزب. وهذه المرة، جاء ترشيحه حلاً توافقياً وثمرة «هدنة» بين كارتيس وعبده بعدما تعذّر على كليهما فرض سيطرته كاملة على الحزب، الأمر الذي هدد بصعوبات وعقبات تنتظره حتى على الجبهة الداخلية التي من المفترض أن تؤمن له الاستقرار... بعد حصول الحزب على الغالبية في مجلسي الشيوخ والنواب.

تعهّد بينيا في برنامجه الانتخابي وضع سياسات «ليبرالية» لتشجيع الاستثمارات الخارجية في القطاعات الإنتاجية الرئيسة مثل الزراعة والصناعات الغذائية، وخفض الضرائب بالتركيز على إيجاد فرص العمل... إذ تشكّل البطالة المرتفعة في البارغواي «كعب أخيل» الاقتصاد الذي يتباطأ نموه باطراد منذ سنوات برغم القدرات والموارد الكبيرة التي تزخر بها البلاد. ثم بعد فوزه، وجهت إليه الإدارة الأميركية التهنئة في بيان قالت فيه إنها تتطلع إلى التعاون معه لتحقيق أهداف مشتركة مثل مكافحة الفساد والإفلات من العقاب وتعزيز سيادة القانون والنهوض بالاقتصاد. وفي ذلك إشارة واضحة إلى طلب تسليم كارتيس إلى القضاء الأميركي بعد توجيه التهم إليه بالتعامل مع منظمات إرهابية، من بينها «حزب الله» اللبناني. وكان أنصار كارتيس في الحزب قد استغلّوا العقوبات الأميركية المفروضة عليه لمهاجمة الولايات المتحدة خلال الحملة الانتخابية، واتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بهدف منع وصول بينيا إلى الرئاسة، ما ساعد على تعبئة مؤيديه واستقطاب كثيرين من المترددين في حسم خيارهم الانتخابي.

مواقف حزبية وسياسية

خلال الحملة الانتخابية جهد بينيا للنأي بنفسه عن الرئيس الحالي ماريو عبده، الذي سيسلمه السلطة مطلع أغسطس (آب) المقبل، بعد تراجع شعبية عبده كثيراً في الفترة الأخيرة بسبب سوء إدارته جائحة «كوفيد - 19» والخلافات التي نشبت داخل الحزب على عهده، وبالذات، مع جناح الرئيس الأسبق كارتيس الذي أهداه بينيا الفوز بالرئاسة، وشكره على دعمه، قائلاً له: «دورك لا يقابل إلا بالاحترام والتقدير والثناء. شكراً على هذا الفوز».

ومن ثم، حرص بعد ذلك في عدة تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام محلية وأميركية على التأكيد بأن كارتيس «بريء» من الاتهامات التي وجهتها إليه الخزانة الأميركية. ومن هذه التهم أنه كان يدفع خلال ولايته الرئاسية رواتب شهرية مقدارها 50 ألف دولار لعدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لتأمين الغالبية التي كان يحتاج إليها لتمرير المشاريع والقوانين التي تخدم مصالحه، وأنه أسس علاقات تجارية مع جهات قريبة من تنظيم «حزب الله» اللبناني الذي بنى خلال السنوات الأخيرة شبكة واسعة من المصالح الاقتصادية في عدد من بلدان أميركا اللاتينية، في طليعتها فنزويلا والإكوادور والباراغواي. واستغرب الرئيس المنتخب كيف وصلت مثل هذه «المعلومات الخاطئة» الى الإدارة الأميركية، مضيفاً: «هذا سيبقى من الأسرار التي لن نعرف أبداً حقيقتها مثل: هل نزل الإنسان فعلاً على سطح القمر؟؟ (!!) ومن قتل الرئيس جون كيندي؟؟».

موضوع تايوان الحساس

من ناحية أخرى، إلى جانب دفاع بينيا القوي عن «عرّابه» السياسي في وجه الاتهامات والعقوبات الأميركية، فهو أبدى استعداده للتهدئة مع واشنطن بإعلانه أنه سيحافظ على العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، برغم الضغوط الشديدة التي يتعرض لها حتى من داخل حزبه والقطاعات الزراعية والصناعية التي تطالبه بإنهاء هذه العلاقات والانفتاح على الصين وسوقها التجارية الواسعة. وللعلم، الباراغواي هي واحدة من 13 دولة في العالم فقط لا تزال تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان تعود إلى عام 1957، أي على عهد الديكتاتور السابق ألفريدو ستروسنير، الذي دام حتى عام 1989، والذي كان على علاقة وثيقة بالزعيم الوطني الصيني (ورئيس تايوان المؤسس) شيانغ كاي شيك، الذي ما زال تمثاله الضخم يرتفع وسط حديقة واسعة تحمل اسمه في العاصمة الباراغوانية أسونسيون.

وفي حين يشكك كثيرون في قدرة بينيا على الصمود في وجه الضغوط التي يتعرّض لها من بعض النافذين في حزبه - وأيضاً من شركات الصناعات الغذائية الكبرى التي تشكّل العماد الأساسي لاقتصاد الباراغواي - لإقامة علاقات دبلوماسية مع بكين التي تواظب على التلويح بالإغراءات التجارية، يؤكد الرئيس الشاب أن لبلاده مصلحة على المدى الطويل في الحفاظ على العلاقات مع تايوان وزيادة استثماراتها في عدد من القطاعات الإنتاجية والتكنولوجية المتقدمة، وليس في الاعتماد على سوق واحدة من الصين لتصريف إنتاجها من المواد الزراعية والثروة الحيوانية.

غير أنه بعد تراجع صادرات الباراغواي إلى الأسواق الدولية بسبب المنافسة الشديدة التي تتعرض لها منتوجاتها، أخذت البلاد تواجه صعوبات متزايدة في السنوات الأخيرة لإيصال هذه المنتوجات إلى السوق الصينية، إذ أنها تضطر الآن إلى تصريف إنتاجها عبر أسواق بلدان ثالثة مثل الأرجنتين والبرازيل وتشيلي، وهي دول تصدّر المنتوجات ذاتها إلى الصين.

ثم أن المراقبين كانوا قد توقفوا عند بعض تصريحاته التي قال فيها «إن المواطنين يعرفون أن بلادهم تملك من الموارد ما يمكّنها أن تكون بين أكثر بلدان العالم تطوراً»، في حين أنها اليوم من أفقر بلدان أميركا اللاتينية. إذ يعيش ربع سكانها تحت خط الفقر، وتعدّ مؤسساتها التعليمية وخدماتها الصحية من الأسوأ في المنطقة. وأيضاً من تصريحاته المثيرة للاستغراب قوله إن «أسباب التخلف الذي تعاني منه الباراغواي تعود إلى الهزيمة القاسية التي تعرّضت لها عام 1870 على يد جيرانها وقضت على غالبية سكانها من الذكور ما أدّى إلى خسارتها قطار التنمية لسنوات طويلة». وكانت الباراغواي قد خاضت حرباً عسكرية طويلة، يطلق عليها اسم «الحرب الكبرى»، ضد التحالف الثلاثي الذي كانت تشكله البرازيل والأرجنتين والأوروغواي، انتهت بتعرضها لهزيمة قاسية خسرت معها مناطق واسعة كانت تتنازع عليها مع البرازيل والأرجنتين. وبجانب ذلك قضت تلك الحرب على نسبة عالية من رجالها، حتى أن بعض المؤرخين يعتبرون أنها كانت «حرب إبادة» للقضاء على الشعب في الباراغواي - الذي يقدّر أنه فقد بين 50 و 80 في المائة من أفراده، بل و90 في المائة من ذكوره البالغين إبان السنوات الست التي اشتعلت فيها تلك الحرب.

أخيراً، من الملفات الساخنة التي تنتظر الرئيس الجديد العلاقات مع إسرائيل، وذلك بعدما قررت حكومة بنيامين نتنياهو الحالية قطعها وإقفال سفارتها في أسونسيون رداً على قرار الرئيس المنتهية ولايته ماريو عبده إعادة مقر سفارة الباراغواي إلى تل أبيب، بعدما كان الرئيس الأسبق كارتيس قرّر نقلها إلى القدس.

ومع أن الطرفين عادا وقررا استئناف العلاقات في عام 2019، فإنهما لم يتفقا على إعادة فتح السفارتين، ويعزو المراقبون عودة إسرائيل عن خطوتها إلى قلقها من نفوذ «حزب الله» وتغلغله في المنطقة، وما تعتبره تهديداً لمصالحها وأمنها. وكان بينيا قد صرّح خلال حملته الانتخابية بأنه تعهّد في المباحثات التي أجراها قبل أشهر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية سيعيد مقر السفارة إلى القدس.