اختيار قائم جديد بأعمال مرشد «إخوان مصر» يُشعل خلافات التنظيم

«جبهة إسطنبول» تُعارض اختيار «مجموعة لندن» لصلاح عبد الحق

(1) محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر... (أ.ف.ب)
(1) محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر... (أ.ف.ب)
TT
20

اختيار قائم جديد بأعمال مرشد «إخوان مصر» يُشعل خلافات التنظيم

(1) محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر... (أ.ف.ب)
(1) محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر... (أ.ف.ب)

أشعل اختيار قائم جديد بأعمال مرشد تنظيم «الإخوان» الخلاف مجدداً بين «قيادات التنظيم في الخارج». وعارضت «جبهة إسطنبول» اختيار «مجموعة لندن» للقيادي «الإخواني» صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد.
وعقب إعلان «جبهة لندن» رسمياً (الأحد) تعيين عبد الحق، في المنصب، خلفاً لإبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد السابق، تم تداول بيان عن المتحدث الإعلامي باسم تنظيم «الإخوان» في مصر، ويدعى حسن صالح، (مساء الأحد)، أكد فيه أن «تنظيم (الإخوان) في مصر ينفي صحة ادعاءات انتخاب صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد».
ووفق البيان المتداول، فإن «الصفحات التي نشرت تعيين عبد الحق لا تُعبر عن (الإخوان) في مصر بأي صفة». وأضاف أن «المحاولات المتجددة لاستحداث كيانات موازية لمؤسسات لـ(الإخوان) الرسمية أو تسمية أشخاص بمهام ومسميات مدعاة بعيداً عن المؤسسات (الشرعية) للتنظيم تحت دعاوى مختلفة، لن تفرض أمراً واقعاً ولن تجدي نفعاً». وأكد البيان أيضاً أن «(الإخوان) لها (مجلس شورى عام) من الداخل والخارج، وقد اختار محمود حسين قائماً بأعمال المرشد، وشكل هيئة إدارية جديدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
ورجح مصدر على صلة بتحركات «الإخوان»، أن «يكون البيان الذي عارض اختيار عبد الحق في المنصب، قد صدر من (جبهة إسطنبول) أو من حسابات أو صفحات موالية لها». ودلل على ذلك «بتأكيد البيان أن محمود حسين هو القائم الفعلي بأعمال المرشد».
وأضاف المصدر أن «(جبهة لندن) اختارت بالفعل عبد الحق في المنصب، خلال مؤتمر عُقد (الأحد)». وذكر أن «عبد الحق عقد خلال الفترة الماضية اجتماعات لاحتواء جميع الأطراف (الإخوانية)، وليتفادى أي رفض له عقب الإعلان عن تنصيبه؛ لكن فيما يبدو أن (جبهة إسطنبول) ترفض هذا الاختيار، ما ينذر باشتعال الموقف مجدداً بين الجهتين خلال الفترة المقبلة».
وشهدت الأشهر الماضية صراعاً بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» حول قيادة تنظيم «الإخوان». وكانت «جبهة لندن» قد حددت عقب وفاة إبراهيم منير، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مهلة مدتها شهر، لإعلان القائم بأعمال المرشد الجديد، وكذا الأمور الإدارية للتنظيم كافة؛ لكن لم يتم حسم الأمر طيلة هذه الأشهر حتى (الأحد).
وذكرت «جبهة لندن» حينها أن محيي الدين الزايط سيشغل منصب القائم بأعمال المرشد «بشكل مؤقت».
وفي المقابل، سارعت «جبهة إسطنبول» حينها وعينت محمود حسين قائماً بأعمال المرشد. واستند «مجلس الشورى العام» (التابع لجبهة إسطنبول) في ذلك القرار إلى أن اللائحة تنص على أنه «في حال حدوث موانع قهرية»، حسب وصفها، تَحول دون مباشرة المرشد مهامه، «يحل محله نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء (مكتب الإرشاد)».
الصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية داخل («الإخوان» في الخارج)، عقب قيام إبراهيم منير بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين، من مناصبهم.
وكانت جبهة «جبهة لندن» قد أكدت في بيان لها (الأحد) أن «صلاح عبد الحق سيتولى إعادة تعريف التنظيم، وتعزيز مكانته، وجمع شمله، وتمكين شباب التنظيم في إدارة المرحلة المقبلة».
والشهر الماضي، طالب 20 شاباً من الموالين لـ«جبهة لندن» بـ«تشكيل (مكتب إرشاد جديد للتنظيم) يكون بتوافق من عناصر (الإخوان)، وإعداد لائحة جديدة لا تُجامل مجموعة على حساب أخرى وتضع حلولاً للمشكلات الداخلية للتنظيم، وحصر أموال التنظيم وتقنينها رسمياً، ما لا يدَع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم».



165 قتيلاً على الأقل بهجمات لـ«الدعم السريع» في دارفور خلال 10 أيام

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)
TT
20

165 قتيلاً على الأقل بهجمات لـ«الدعم السريع» في دارفور خلال 10 أيام

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)

قتل 165 مدنياً على الأقل في هجمات شنّتها «قوات الدعم السريع» في الأيام العشرة الأخيرة على مدينة الفاشر التي تحاصرها في إقليم دارفور في غرب البلاد، وفق ما أفاد نشطاء الأربعاء، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

«قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً في مواجهة الجيش السوداني منذ أبريل (نيسان) 2023، دكّت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بأكثر من 750 قذيفة «هاون وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة»، وفق تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، وهي مجموعة تطوعية تنشط في تنسيق المساعدات في السودان.

وقالت التنسيقية إن حصيلة القتلى وثّقتها «المرافق الصحية التي استقبلت الجرحى والضحايا» الذين سقطوا فيما وصفته بأنه «مجزرة دموية بحق مدينة الفاشر وسكانها العزّل».

ولفتت التنسيقية إلى أن شهادات ميدانية لديها تشير إلى أن «أعداد الشهداء الفعلية تفوق ذلك بكثير، إذ سقط كثيرون على الفور في مواقع القصف ولم يتمكن أحد من نقلهم إلى المستشفيات».

في الأسابيع الأخيرة، كثّف مقاتلو «قوات الدعم السريع» هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، في حين تحذّر الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من فظائع قد تكون ترتكب على نطاق واسع.

وجاء ذلك بعد استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم في الشهر الماضي.

وأسفرت الحرب التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.

النزاع الذي دخل عامه الثالث قسّم السودان بين معسكر الجيش الذي يسيطر على الشمال والشرق والوسط، ومعسكر «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة خمس مناطق في السودان، بما فيها مخيما زمزم وأبو شوك وأنحاء في جنوب البلاد.

ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «الصدمة» حيال الوضع «الكارثي» في دارفور في غرب السودان حيث تتواصل «الهجمات الدامية»، بحسب ما أعلن الأربعاء أحد الناطقين باسمه.

وقال فرحان حق للصحافيين إن غوتيريش «يشعر بالصدمة حيال الوضع الكارثي أكثر فأكثر في ولاية شمال دارفور السودانية، في ظلّ تواصل الهجمات الدامية على عاصمتها الفاشر».

وأشار فرحان حق إلى تقارير عن «مجازر» ارتكبت خلال الأيام الأخيرة في أم درمان في ولاية الخرطوم، مؤكّداً أن «الحاجات هائلة» في وضع كهذا.

وأعلنت الأمم المتحدة أن برنامج الأغذية العالمي وزع مواد غذائية في «وسط مدينة الخرطوم للمرّة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل سنتين».