مصر تستعرض أسباب انسحابها من «اتفاقية الحبوب»

وزير التموين أكد أن القاهرة «لم تستفد منها»

مصر تستعرض أسباب انسحابها من «اتفاقية الحبوب»
TT

مصر تستعرض أسباب انسحابها من «اتفاقية الحبوب»

مصر تستعرض أسباب انسحابها من «اتفاقية الحبوب»

استعرضت مصر أسباب انسحابها من «اتفاقية الحبوب». وقال وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور علي المصيلحي، (السبت)، إن «بلاده لم تستفد من الاتفاقية بالشكل المأمول فيه لإحداث توازن في السوق».
وأعلنت مصر، الأسبوع الماضي، «تقديمها إخطاراً بالانسحاب من اتفاقية تجارة الحبوب متعددة الجنسيات، التي تمثل المعاهدة الدولية الوحيدة التي تغطي تجارة الحبوب، اعتباراً من 30 يونيو (حزيران) من العام الحالي».
وقال وزير التموين المصري، في تصريحات صحافية (السبت)، على هامش افتتاحه معرض «أهلاً رمضان»، بمدينة العاشر من رمضان، إن «(اتفاقية الحبوب) تضم كبار المنتجين والمستهلكين، وعقدت في 1995، وكان الهدف منها إحداث توازن، وتوفير احتياجات الدول الأكثر استهلاكاً للقمح، وضبط الميزان التجاري بين المنتجين والمستهلكين»، لافتاً إلى أن «الاتفاقية أدت دوراً جيداً في ذلك الوقت».
وأضاف وزير التموين المصري، في التصريحات التي نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، أنه «مع الأزمة العالمية في 2008 ارتفعت أسعار القمح عالمياً من 150 دولاراً للطن إلى 520 دولاراً للطن، ولم تقم المنظمة بأي دور، وأصبح دورها الوحيد أنها مصدر للمعلومات، وجمع الطلبات، وإصدار نشرة شهرية، بدلاً من تأمين توفير الأقماح للدول الأكثر استهلاكاً».
وأشار المصيلحي إلى أنه «في أثناء الأزمة الروسية - الأوكرانية لم تتدخل المنظمة في إحداث أي توازنات في السوق، التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار القمح». وقال إن «استمرار عضوية مصر، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، أمر غير مجدٍ»، لافتاً إلى أنه «بتقييم العائد والقيمة المضافة لمصر تبين أن المعلومات يسهل الحصول عليها في ظل التقدم التكنولوجي».
وبناءً على هذا التقييم، خاطبت وزارة التموين المصرية، وزارة الخارجية التي أبلغت، بدورها، المنظمة، برفض استمرارها في الاتفاقية، وذلك قبل انتهاء العضوية بنحو 90 يوماً، حسب المصيلحي.
وقال وزير التموين المصري، إن «المنظمة طالبت بإجراء مناقشات حول الموضوع». وأضاف أن «القاهرة ترى أنه من الممكن إجراء اجتماع إذا كانت هناك فائدة حقيقية من استمرار العضوية». وأكد أن «مصر ما زالت عضواً حتى يونيو المقبل».
وتشير تقارير رسمية من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن إجمالي واردات مصر من الحبوب بلغت 5 مليارات و945 مليوناً و319 ألف دولار خلال العشرة شهور الأولى من عام 2022.
ويمثل القمح أهم واردات الحبوب المصرية، حيث مثلت وارداته 3 مليارات و339 مليوناً و438 ألف دولار خلال تلك الفترة.
وفيما يتعلق باستيراد القمح من روسيا باستخدام الروبل، قال المصيلحي، إنه «حتى هذه اللحظة الموضوع ما زال قيد الدراسة، والجميع يدعمه، ولكنه يحتاج إلى قيام البنك المركزي المصري بالارتباط مع نظيره الروسي من الناحية التقنية، وفي الوقت نفسه إعادة العمل بنظام الصفقات المتكافئة، ووضع قواعد للمحاسبة واعتماد سعر الروبل مقابل الدولار في روسيا، مع اعتبار الجنيه مقابل الدولار حتى يسهل عمل مقاصة مما يقلل الاحتياج للدولار».
وأكد المصيلحي أن «الحكومة تسعى لتطبيق التجربة مع كل من الهند والصين، بحيث يكون هناك تبادل للعملات المحلية، وهذه الأمور تحتاج إلى تنظيم تكنولوجي متميز».
وشهدت الشهور الماضية مقترحات باستخدام العملات المحلية في الاستيراد، على رأسها الروبل الروسي، وسيلةً لتخفيف الضغط على طلب الدولار الأميركي، في ظل الأزمة العالمية، وتراجع سعر الجنيه المصري، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث وصلت قيمة الدولار إلى 30.9 جنيه.


مقالات ذات صلة

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

الاقتصاد شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

أقر «بنك التنمية الجديد» آلية جديدة لتعزيز جهود التنمية في دول «البريكس»، خلال اجتماع عقدته الدول الأعضاء، السبت، في كيب تاون بجنوب أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (كيب تاون)
الاقتصاد رانيا المشاط وزيرة التخطيط ورئيسة مجلس إدارة صندوق مصر السيادي تتوسط أعضاء مجلس الإدارة (الشرق الأوسط)

صندوق مصر السيادي يعين نهى خليل قائماً بأعمال الرئيس التنفيذي

أعلنت رانيا المشاط رئيسة مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، تولي نهى خليل رئيسة قطاع الاستراتيجية وتطوير الأعمال بالصندوق، منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد فنادق وبنوك ومكاتب على نهر النيل في القاهرة (رويترز)

50 % معدل نمو متوقع للشركات الناشئة المصرية سنوياً

احتلت مصر المرتبة الأولى من حيث حجم الاستثمارات التي تم ضخها في الشركات الناشئة، خلال النصف الأول من العام الحالي، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في العاصمة القاهرة (رويترز)

تراجع الدين الخارجي لمصر 7.4 مليار دولار في الربع الأول من 2024

أظهرت بيانات من البنك المركزي المصري، الثلاثاء، تراجع الدين الخارجي لمصر 7.4 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال اجتماع لمناقشة اتفاقية حماية الاستثمارات السعودية (من حساب الحكومة المصرية على فيسبوك)

مصر: توجيهات بسرعة الانتهاء من اتفاقية حماية الاستثمارات السعودية

وجه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بسرعة الانتهاء من اتفاقية حماية الاستثمارات السعودية في مصر، حتى تكون جاهزة للتوقيع في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
TT

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)

أقر «بنك التنمية الجديد» آلية جديدة لتعزيز جهود التنمية في دول «البريكس»، خلال اجتماع عقدته الدول الأعضاء، السبت، في كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وأنشأت الدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) «بنك التنمية الجديد». وضمّت مجموعة «بريكس» السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا إلى عضويتها بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.

ولم يتم الكشف عن بنود الآلية الجديدة، لكن من المقرر أن تظهر ملامحها خلال فعاليات الاجتماع الحالي.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، محافظ مصر لدى «بنك التنمية الجديد»، رانيا المشاط، أهمية سد الفجوات التمويلية التي تواجه جهود تحقيق التنمية، من خلال التمويل المختلط الذي يجمع بين الاستثمارات الحكومية، والتمويلات الأخرى المتاحة من مختلف الأطراف ذات الصلة.

وأوضحت المشاط، في الجلسة النقاشية لمحافظي «بنك التنمية الجديد»، حول «فتح آفاق التمويل من أجل التنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية»، أنه «في ظل انخفاض نسب التمويل المختلط، فإن التكامل بين بنوك التنمية متعددة الأطراف، والحكومات، يُعد أمراً بالغ الأهمية للدفع قدماً بجهود التنمية».

وأضافت المشاط، أن الحكومات يجب أن تكون واضحة بشأن أولوياتها، وأيضًا على مستوى حجم الاستثمارات الحكومية التي ستتيحها، وتعظيم مبدأ ملكية الدولة، من أجل تحديد الاحتياجات الفعلية من بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتشجيع الاستثمارات الخاصة، مؤكدة أن توضيح الأولويات في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المختلفة يعزّز من فاعلية التعاون مع بنوك التنمية متعددة الأطراف، ويحفّز جذب استثمارات القطاع الخاص.

جاء ذلك، وفق بيان صحافي، خلال مشاركة الوزيرة في الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي البنك، المنعقد تحت عنوان «الاستثمار في مستقبل مستدام» خلال المدة من 28 - 31 أغسطس (آب) 2024 بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة رئيسة «بنك التنمية الجديد» ديلما روسيف، ورئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية جين لي تشون، ورئيسة منظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا، ومحافظو دول البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وبنغلاديش، والإمارات العربية المتحدة، لدى البنك.

وفي كلمتها أوضحت المشاط، أن «تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وإفساح المجال للقطاع الخاص يُعدّ أحد المحاور الأساسية لتشجيع الاستثمارات، ومن أجل تحقيق ذلك يجب أن تتحمّل الدولة تكلفة، وتتيح جزءاً من موازنتها الاستثمارية لتنفيذ المشروعات ذات الأولوية».

وفي سياق متصل، شددت الوزيرة على أن «التعاون بين دول الجنوب العالمي وزيادة جهود تبادل الخبرات والممارسات التنموية، يُعدان عنصرين حاسمين للاستفادة من التجارب الناجحة التي تساعد الدول النامية على تجاوز تحدياتها».

ثم انتقلت إلى الحديث حول الترابط الكبير بين جهود التنمية والعمل المناخي، وأنه «لا يمكن تجاهل هذا الترابط في أثناء السعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ولذلك فقد أطلقت مصر المنصة الوطنية لبرنامج (نُوَفّي)، التي تتضمّن مشروعات ذات أولوية في مجالي التخفيف والتكيف بقطاعات المياه والغذاء والطاقة».

وأشارت الوزيرة إلى «أهمية التكامل بين التمويل الحكومي وما تقدمه بنوك التنمية متعددة الأطراف أو الشراكات الثنائية، بهدف خفض التكاليف إلى أدنى حد ممكن»، موضحة أن «أحد التحديات الكبرى التي نواجهها هو أن التمويل المطلوب للتنمية والعمل المناخي سيستمر في الزيادة مع مرور السنوات، وعلى الرغم من أن التمويلات التنموية تؤدي دوراً حيوياً في تلك القضية، فإنها لا تستطيع سد الفجوة المتنامية باستمرار، لذا يتعيّن على الدول النامية والناشئة اتخاذ نهج متعدد الأوجه لحشد التمويل للتنمية المستدامة».