لافروف: سنزود العراق بأسلحة طلبها «في أسرع وقت»

بغداد تضع 50 مليون دينار مقابل رأس أي إرهابي

وزير خارجية العراق هوشيار زيباري خلال استقباله نظيره الروسي سيرغي لافروف في بغداد أمس (رويترز)
وزير خارجية العراق هوشيار زيباري خلال استقباله نظيره الروسي سيرغي لافروف في بغداد أمس (رويترز)
TT

لافروف: سنزود العراق بأسلحة طلبها «في أسرع وقت»

وزير خارجية العراق هوشيار زيباري خلال استقباله نظيره الروسي سيرغي لافروف في بغداد أمس (رويترز)
وزير خارجية العراق هوشيار زيباري خلال استقباله نظيره الروسي سيرغي لافروف في بغداد أمس (رويترز)

بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة إلى بغداد أمس يلتقي خلالها كبار المسؤولين العراقيين لبحث التطورات في المنطقة، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية العراقية. وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على موقعها أن «وزير الخارجية هوشيار زيباري استقبل لافروف صباح اليوم (أمس) في مطار بغداد الدولي». وأضاف البيان أن زيارة لافروف تهدف إلى «التشاور والتباحث مع كبار المسؤولين الحكوميين في قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك».
وجدد العراق أمس الحاجة للحصول على أسلحة روسية خاصة لمعالجة موضوع الجماعات الإرهابية وملاحقتها وتبادل المعلومات الأمنية.
وقال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، خلال استقباله لافروف أمس: «نحن بحاجة إلى التعاون الدولي لدحر الإرهاب، سيما التعاون مع الجانب الروسي، وإلى الأسلحة الخاصة بمعالجة الجماعات الإرهابية وملاحقتها وتبادل المعلومات الأمنية حولها».
وقال بيان لمكتب المالكي أمس إن «المالكي استقبل بمكتبه الرسمي اليوم (أمس) وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف وميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والوفد المرافق، وجرى خلال اللقاء البحث المعمق للعلاقات الثنائية ولمختلف شؤون وقضايا المنطقة، والتركيز على الأزمة السورية وضرورة التوصل إلى حلول سياسية لها، وبحث سبل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه». وأكد المالكي طبقا للبيان «على ضرورة تنمية التعاون بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك الحاجة إلى التعاون الدولي لدحر الإرهاب، لا سيما التعاون مع الجانب الروسي». وجدد المالكي التأكيد «على حاجة العراق إلى الأسلحة الخاصة بمعالجة الجماعات الإرهابية وملاحقتها وتبادل المعلومات الأمنية حولها». كما اتفق الجانبان «على ضرورة مواصلة التشاور في قضايا المنطقة والتطورات الجارية وتبادل الآراء والزيارات بين المسؤولين في البلدين».
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي عن تأييد «بلاده لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب وبسط الأمن والاستقرار، واستعداد روسيا للتعاون مع العراق على كل المستويات». وعقب نهاية مباحثاته مع المالكي ونظيره العراقي هوشيار زيباري عقد لافروف مع زيباري مؤتمرا صحافيا، حيث كشف لافروف أن «العراق تقدم بطلب إلى روسيا لتزويده بأسلحة خاصة لمكافحة الإرهاب». وأضاف لافروف أن «إمدادات الأسلحة، خاصة لمكافحة الإرهاب، لا تتأخر، لا سيما أن العراق توجه بطلب تسريع هذه الإمدادات، وسندرس هذه الطلبات ونحاول أن نزوده بالأسلحة المطلوبة بأسرع وقت ممكن».
أما زيباري فقد أكد خلال المؤتمر أن موضوع السلاح «جرى بحثه بشكل مفصل، وكان في صلب المباحثات بين لافروف ورئيس الوزراء نوري المالكي، وهناك حاجة عراقية للأسلحة في مجال مكافحة الإرهاب، ولدينا عقود تسليحية بعيدة المدى». وأوضح زيباري أن «الجانب الروسي وعدنا بتسريع عملية تسليم الأسلحة لمساعدة القوات العراقية في التصدي للإرهاب المنفلت في العراق والآتي من الحدود السورية إلى المنطقة العربية». وفي السياق نفسه، أعلن زيباري عن عزم العراق على عقد مؤتمر دولي لمكافحة «الإرهاب» منتصف مارس (آذار) المقبل.
من جانبها، أكدت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أن «العراق بدأ يستعيد دوره الإقليمي والدولي، وهي مسألة مهمة على صعيد طبيعة تعامله مع محيطه الإقليمي والدولي».
وقالت عضو البرلمان العراقي وعضو لجنة العلاقات الخارجية صفية السهيل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة لافروف إلى العراق مهمة على صعيد تعزيز التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، ولعل في مقدمتها التسليح، حيث إن روسيا قررت تزويد العراق بكل ما يحتاج إليه من أسلحة متطورة، لا سيما على صعيد حربه مع الإرهاب وبشكل سريع بخلاف الأميركان، حيث إن هناك تعقيدات داخل الإدارة الأميركية والكونغرس على صعيد التسليح والكيفية التي يجب أن يستخدم بها، وهو أمر غير موجود لدى الجانب الروسي»، بالإضافة إلى أن «هناك رؤى مختلفة داخل الإدارة الأميركية والكونغرس لجهة التعامل مع العراق رغم أن واشنطن وافقت هي الأخرى على تزويد العراق بالأسلحة». وعدّت السهيل أن «الأزمة السورية تبقى هي العنوان الأكبر في زيارة لافروف إلى العراق في هذا الوقت بالذات».
وفي هذا السياق، قال الدكتور عامر حسن فياض، عميد كلية النهرين للعلوم السياسية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بغداد لا تخرج عن إطار محطتين مهمتين لها؛ الأولى تتعلق بالتعاون الثنائي وفي المقدمة منه العسكري خصوصا لجهة مكافحة الإرهاب، والثانية هي الأزمة السورية، حيث إن روسيا والولايات المتحدة بدأتا الآن، خصوصا مع فشل (جنيف2)، تبحثان بوصفهما قطبين دوليين مهمين عن حلفاء لما يرونه من حل للأزمة السورية أو تأكيد تحالفات». وردا على سؤال بشأن انعكاس هذه الزيارة على الوضع الداخلي في العراق وهو مقبل على انتخابات حاسمة، قال فياض إن «كلا من روسيا والولايات المتحدة تاجر كبير، والتاجر الكبير لا يهتم بالقضايا الجزئية أو التفاصيل، وبالتالي، فإنه لا يهم روسيا ذلك، لأنها تتعامل مع تجارة الجملة، بينما ما يجري داخل العراق مهما كان مهما بالنسبة لنا، فإنه يدخل في باب تجارة المفرق بالنسبة لها».
يذكر أن آخر زيارة قام لافروف إلى بغداد كانت في مايو (أيار) عام 2011.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.