عمليات زرع رئة مزدوجة تنقذ شخصين مصابين بمرحلة متأخرة من السرطان

أشعة الرئة الخاصة بأحد المصابين بالسرطان (أرشيف - رويترز)
أشعة الرئة الخاصة بأحد المصابين بالسرطان (أرشيف - رويترز)
TT

عمليات زرع رئة مزدوجة تنقذ شخصين مصابين بمرحلة متأخرة من السرطان

أشعة الرئة الخاصة بأحد المصابين بالسرطان (أرشيف - رويترز)
أشعة الرئة الخاصة بأحد المصابين بالسرطان (أرشيف - رويترز)

أعلنت مؤسسة «نورث وسترن ميديسن» الطبية في شيكاغو، أمس (الأربعاء)، نجاح عمليات زرع رئة مزدوجة في إنقاذ حياة شخصين مصابين بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة، بعد أن قيل لهما إن أمامهما أسابيع أو شهوراً فقط للعيش.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن المؤسسة قولها إن الشخص الذي يتم تشخيص إصابته بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة لديه خيارات علاج محدودة، لافتة إلى أن عملية زرع الرئة المزدوجة توفر خياراً محتملاً منقذاً للحياة لبعض الأشخاص، لكن الأطباء يقولون إن هناك معايير محددة يجب أن تتوافر لدى مريض سرطان الرئة قبل الخضوع لهذه العملية، بما في ذلك عدم انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم غير الرئتين وتجربة المريض جميع خيارات العلاج الأخرى.
وأجريت العمليتان لمريضين؛ الأولى لرجل يدعى ألبرت خوري والأخرى لامرأة تدعى تاناز أميلي.
وتم تشخيص إصابة خوري البالغ من العمر 54 عاماً بسرطان الرئة في المرحلة الأولى في عام 2020.
وبسبب وباء كورونا، لم يبدأ خوري العلاج حتى يوليو (تموز) 2020، وفي تلك المرحلة، تقدم السرطان إلى المرحلة الثانية واستمر في النمو، ووصل في النهاية إلى المرحلة الرابعة.
وقيل لخوري إن عليه أن يفكر في الرعاية التلطيفية، وهي رعاية خاصة للأشخاص الذين اقتربوا من نهاية حياتهم وتركز على تقديم الراحة والدعم لهم.
إلا أن شقيقته اقترحت عليه أن يتواصل مع مؤسسة «نورث وسترن ميديسن» حول إمكانية إجراء عملية زرع رئة مزدوجة.
وقال خوري: «كان أملي الوحيد هو الحصول على رئتين جديدتين. وقد التقيت طبيب أورام في نورث وسترن ميديسن، وأخبرني أنني يجب أن أجرب علاجات إضافية أولاً. ولكن بعد فترة وجيزة، تم إدخالي إلى وحدة العناية المركزة مصاباً بالتهاب رئوي وتعفن في الدم. ومع تدهور صحتي، بدأ أطباء الأورام في التفكير في الإجراء الذي نادراً ما يستخدم».
وقال الدكتور يونغ تشاي، طبيب الأورام الطبي في نورث وسترن ميديسين الذي ساعد في علاج خوري: «امتلأت رئتاه بالخلايا السرطانية، وكان الأكسجين ينخفض يوماً بعد يوم. لذلك قررنا في سبتمبر (أيلول) 2021 إجراء العملية له».
وأمضى خوري نحو سبع ساعات في الجراحة.
وأشارت مؤسسة نورث وسترن ميديسن في بيان صحافي: «كان على الجراحين أن يكونوا في غاية الدقة حتى لا يتركوا تريليونات من الخلايا السرطانية من الرئتين القديمتين تتسرب إلى تجويف صدر خوري أو في مجرى الدم».
وأعلنت المؤسسة تعافي خوري تماماً بعد 18 شهراً من إجراء الجراحة، مؤكدة أنه لم يتعرض لأي مضاعفات.
أما تاناز أميلي، البالغة من العمر 64 عاماً، فقد كانت تعاني من سعال مستمر لعدة أشهر. وأجرى أطباؤها أشعة سينية على الصدر وشخصوها بأنها مصابة بالتهاب رئوي.
واستمر تعب أميلي حتى تم إخبارها بأنها مصابة بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة في يناير (كانون الثاني) 2022.
وقالت أميلي: «أخبرني الأطباء أنني لن أعيش أكثر من 3 أشهر. لم يكن لدي أي أمل في التعافي في تلك المرحلة».
وخضعت السيدة الأميركية لعلاجات كيميائية غير ناجحة وقيل لها إن عليها التفكير في الرعاية التلطيفية مثلما حدث مع خوري.
لكن زوجها تواصل مع «نورث وسترن ميديسن» بشأن خيار الزرع. ووجد أطباء الأورام أن حالة أميلي تتناسب مع معاييرهم، وقد أُجريت لها عملية زرع رئتين في يوليو الماضي.
وتقول أميلي إنها شعرت بأنها تحلم حين أخبرها الأطباء أنها تعافت تماماً من السرطان بعد إجراء العملية.
وأضافت: «هذه العملية منحتني منظوراً جديداً للحياة. كل صباح عندما أفتح عيني، لا أصدق أنني ما زلت حية. الحياة لها معنى مختلف الآن».
لكن رغم نجاح هذه العمليات، لفت الأطباء إلى أن هذا النوع من الجراحات لا يخلو من المخاطر، حيث إن هناك فرصة لعودة السرطانات للأشخاص المصابين بالمرض في مراحله المتأخرة بعد الجراحة.
ويتعين على جميع الخاضعين لعمليات زراعة الرئة تناول الأدوية لإضعاف جهاز المناعة لديهم، ما يساعد على تقليل احتمالية رفض الجسم للعضو، ولكنه يقلل أيضاً من قدرته على مكافحة العدوى، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان.



انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
TT

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بعنوان «عقول مبدعة بلا حدود» في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، الذي يجمع نخبةً من الخبراء والموهوبين في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، ويشارك فيه أكثر من 300 موهوب ومتحدثون محليون ودوليون من أكثر من 50 دولةً، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ونيابة عنه، افتتح الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» بالعاصمة السعودية، وشهد توقيع عدد من الاتفاقيات بين «موهبة» وعدد من الجهات.

أمير الرياض خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر (واس)

ورفع أمين عام «موهبة» المكلف الدكتور خالد الشريف، كلمة رفع فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للمؤتمر، ودعمه المستمر لكل ما يُعزز ريادة السعودية في إطلاق المبادرات النوعية التي تمثل قيمة مضافة لمستقبل الإنسانية، مثمناً حضور وتشريف أمير منطقة الرياض لحفل الافتتاح.

وقال الدكتور الشريف: «إن قيادة السعودية تؤمن بأهمية الاستثمار برعاية الموهوبين والمبدعين باعتبارهم الركيزة الأساسية لازدهار الأوطان والطاقة الكامنة التي تصنع آفاقاً مستقبلية لخدمة البشرية»، مشيراً إلى أن العالم شاهد على الحراك الشامل لمنظومة تنمية القدرات البشرية في المملكة لبناء قدرات الإنسان والاستثمار في إمكاناته، في ظل «رؤية السعودية 2030»، بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية.

وأكد الدكتور الشريف أن هذا الحراك يواكب ما يزخر به وطننا من طاقات بشرية شابة موهوبة ومبدعة في شتى المجالات، يتجاوز إبداعها حدود بلادنا ليصل إلى العالمية، وهو ما مكن المملكة من أن تصبح حاضنة لألمع العقول العالمية الموهوبة والمبدعة، وحاضرة إنسانية واقتصادية واعدة بمستقبل زاهر ينعكس على العالم أجمع.

وأوضح أن المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بنسخته الثالثة يشكّل منصةً ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم، لتستلهم معاً حلولاً مبتكرة تعزز جودة الحياة في مجتمعاتنا، وتبرز الفرص، وتعزز التعاون الإبداعي بين الشعوب.

انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي (واس)

ولفت النظر إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي؛ حيث أمضت 25 عاماً في دعم الرؤى بعيدة المدى للموهبة والإبداع، وباتت مشاركاً رئيسياً في المنظومة الداعمة لاكتشاف ورعاية الطاقات الشابة الموهوبة والمبدعة، بمنهجية تُعد الأكثر شمولاً على مستوى العالم لرعاية الأداء العالي والإبداع.

عقب ذلك شاهد أمير منطقة الرياض والحضور عرضاً مرئياً بمناسبة اليوبيل الفضي لإنشائها، وإنجازاتها الوطنية خلال الـ25 عاماً الماضية، ثم دشن «استراتيجية موهبة 2030» وهويتها المؤسسية الجديدة، كما دشن منصة «موهبة ميتا مايندز» (M3)، وهي منصة عالمية مصممة لربط ودعم وتمكين الأفراد الموهوبين في البيئات الأكاديمية أو قطاعات الأعمال، إلى جانب تدشين الموقع الإلكتروني الجديد لـ«موهبة»، الذي تواصل المؤسسة من خلاله تقديم خدماتها لجميع مستفيديها من الموهوبين وأولياء الأمور.

ويهدف المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع إلى إظهار إمكانات الموهوبين، وتطوير نظام رعاية شامل ومتكامل للموهوبين، وتعزيز التكامل والشراكات الاستراتيجية، وتحسين وتعزيز فرص التبادل والتعاون الدولي، ويشتمل المؤتمر على 6 جلساتٍ حوارية، و8 ورش عمل، وكرياثون الإبداع بمساراته الـ4، ومتحدثين رئيسيين؛ حيث يسعى المشاركون فيها إلى إيجاد الحلول الإبداعية المبتكرة للتحديات المعاصرة، إلى جانب فعاليات مصاحبة، تشمل معرضاً وزياراتٍ ثقافيةً متنوعةً على هامش المؤتمر.