كثبان رملية «دائرية» على المريخ تثير تساؤلات العلماء

كثبان رملية «دائرية» على المريخ تثير تساؤلات العلماء
TT

كثبان رملية «دائرية» على المريخ تثير تساؤلات العلماء

كثبان رملية «دائرية» على المريخ تثير تساؤلات العلماء

التقطت مركبة استكشاف المريخ المدارية (MRO) التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) صورًا مذهلة لكثبان رملية مستديرة تمامًا تقريبًا على سطح الكوكب الأحمر.
وفي حين أن الكثبان الرملية من جميع الأشكال والأحجام شائعة على المريخ، إلّا ان الكثبان الدائرية مثل هذه تعتبر مشهدًا نادرًا.
وتظهر الكثبان الرملية على شكل بقع غير متكافئة قليلاً في الصورة، التي تم التقاطها في 22 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، في نصف الكرة الشمالي للمريخ بواسطة كاميرا تجربة التصوير عالية الدقة (HiRise) التابعة لجامعة أريزونا.
وقال علماء الكواكب بالجامعة في بيان لهم «ان الجوانب شديدة الانحدار من الكثبان الرملية مائلة جنوبًا، وهو ما قد يكون بسبب رياح المريخ التي تهب على الرمال في هذا الاتجاه. ومع ذلك، فهم غير متأكدين من سبب كون الكثبان شبه دائرية تمامًا»، وذلك وفق موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وتعد الصورة جزءا من سلسلة التقطتها HiRise للمساعدة في مراقبة كيفية ذوبان الصقيع على سطح المريخ في 60 موقعًا مختلفًا مع وصول نصف الكرة الشمالي للكوكب إلى نهاية فصل الشتاء.
ومثل كوكب الأرض، يمر المريخ بدورة من المواسم الأربعة للصيف والربيع والخريف والشتاء.
وبينما تبدو الكثبان الرملية المستديرة خالية من الجليد في الصورة، أظهرت الصورة السابقة أنها مغطاة بالصقيع.
وفي هذا الاطار، تقوم HiRise، المثبتة على مركبة MRO الفضائية، بالدوران حول الكثبان الرملية على المريخ ومسحها منذ عام 2006 لمساعدة العلماء على فهم كيفية تحركها وكيف تشكل أنماط الطقس هذه الكثبان. فيما تشير البيانات من الكاميرا عالية الدقة إلى أن الكثبان الرملية تهاجر من خط الاستواء إلى القطبين بمعدل يصل إلى 3.3 قدم (متر واحد) لكل سنة مريخية ، أو 687 يومًا على الأرض.
جدير بالذكر، ان الباحثين يستخدمون أيضًا HiRise لدراسة التكوينات والرواسب الشبيهة بالأنهار الجليدية في قاعدة المنحدرات عبر المريخ، والتي يعتقد العلماء أنها ربما كانت غنية بالجليد ذات يوم، على الرغم من أن مصدر هذا الجليد لا يزال لغزًا ، وفقًا لوكالة «ناسا».
ومن المهم التنويه بأن مهمة MRO الأساسية كانت البحث عن آثار للمياه على المريخ. لكن بينما انتهت هذه المهمة قبل 12 عامًا في 21 ديسمبر(كانون الأول) 2010، لا تزال المركبة الفضائية تعمل كجسر اتصالات للعودة إلى الأرض لبعثات المريخ الأخرى وتستمر في نقل الصور المدهشة التي تم التقاطها بواسطة HiRise؛ حيث رصدت الكاميرا أخيرًا صخورًا تبدو تمامًا مثل دمية دب.


مقالات ذات صلة

«بلو أوريجين» تُرجئ الرحلة الأولى لصاروخها الفضائي «نيو غلين»

تكنولوجيا صاروخ «نيو غلين» الفضائي في منصة الإطلاق (حساب شركة «بلو أوريجين» في منصة «إكس»)

«بلو أوريجين» تُرجئ الرحلة الأولى لصاروخها الفضائي «نيو غلين»

أرجأت شركة «بلو أوريجين» الرحلة الأولى لصاروخ «نيو غلين» الفضائي التي كان يُفترض أن تتم يوم الاثنين، بسبب مشكلات تقنية لم تحددها.

«الشرق الأوسط» (كاب كانافيرال (الولايات المتحدة))
الولايات المتحدة​ الشركة حددت نافذة إطلاق أخرى الاثنين عند الساعة 1:00 بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينيتش) (أ.ف.ب)

إرجاء الرحلة الأولى لصاروخ «نيو غلين» الفضائي التابع لـ«بلو أوريغين»

أُرجئت اليوم (الأحد) الرحلة الأولى لصاروخ «نيو غلين» الفضائي التابع لـ«بلو أوريغين» بسبب الظروف البحرية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا وكالة الفضاء الأوروبية أصدرت أفضل الصور القريبة حتى الآن لكوكب عطارد (أ.ب)

المسبار الفضائي «بيبي كولومبو» يلتقط أقرب صور لعطارد

قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن وكالة الفضاء الأوروبية أصدرت أفضل الصور القريبة حتى الآن لكوكب عطارد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

أُعلن في الإمارات توقيع اتفاقية تطوير مركبة الهبوط لمهمة استكشاف حزام الكويكبات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق قاعة من المرايا بأبعاد كونية (ناسا)

«قوس تنين» في الفضاء تحوَّل إلى «قاعة مرايا بأبعاد كونية»

رصد تلسكوب «ويب» القوي، التابع لوكالة «ناسا»، أكثر من 40 نجماً قديماً في مجرّة بعيدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: ضحية جديدة تُصعّد حملة مكافحة التنمّر ضد الأطفال

وزارة التربية والتعليم أطلقت حملات لمكافحة التنمر (فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم أطلقت حملات لمكافحة التنمر (فيسبوك)
TT

مصر: ضحية جديدة تُصعّد حملة مكافحة التنمّر ضد الأطفال

وزارة التربية والتعليم أطلقت حملات لمكافحة التنمر (فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم أطلقت حملات لمكافحة التنمر (فيسبوك)

في حادث مأساوي بمحافظة الإسكندرية (شمال مصر)، تخلصت طفلة (11 عاماً) في المرحلة الابتدائية بالتعليم من حياتها، بعد أن تعرّضت إلى ضغوط نفسية بسبب تعرضها للتنمر من زميلاتها في المدرسة، حسبما ذكرت في رسالة تركتها لأسرتها، وفق وسائل إعلام محلية وحملات «سوشيالية» تدعو لمكافحة التنمر ضد الأطفال.

وكشف أقارب أسرة الطفلة ووسائل إعلام مصرية عن أن الطفلة التي تدرس في الصف السادس الابتدائي بإحدى المدارس الخاصة في محافظة الإسكندرية سقطت من الطابق الثامن بمنزلها على الأرض مفارقة الحياة.

وانتشرت حملات على «السوشيال ميديا» تطالب بمكافحة التنمر ضد الأطفال، واستعادة الحملات القديمة التي أطلقتها في السابق وزارة التربية والتعليم مع المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع «يونيسيف».

ويرى الأستاذ في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، أن «مواجهة التنمر مسؤولية جماعية وليست فردية، يجب أن يشترك فيها الجميع؛ الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام وحتى صناع الدراما»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذه العوامل هي التي تشكّل بدايات التكوين لدى الأطفال وتعلمهم القيم والمبادئ التي ينشأون عليها ومن ثمّ يمكن أن يتحوّل بعضهم لمتنمرين ويسقط آخرون ضحيتهم».

وكانت مصر قد أطلقت حملة مجتمعية تحت عنوان «أنا ضد التنمر» عام 2018، شارك فيها عدد من الفنانين مثل يسرا وأحمد حلمي ومنى زكي، تضمّنت حملات تلفزيونية ولافتات دعائية في الشوارع والميادين بمناطق متنوعة، للتوعية ومكافحة ظاهرة «التنمر بين طلاب المدارس».

واستهدفت الحملة التوعية بأخطار الظاهرة، وذكرت وزارة التربية والتعليم، في بيان لها خلال إطلاق الحملة الجديدة، أن «الدراسات العالمية تشير إلى أن 8 من طلاب المدارس الثانوية يغيبون يوماً واحداً في الأسبوع على الأقل بسبب الخوف من الذهاب إلى المدرسة تجنباً للتنمّر».

في حين ترى الخبيرة الحقوقية هبة عادل، رئيسة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة، أن «حادث انتحار الطفلة نتيجة التنمر ليس مجرد حادث فردي، بل هو إنذار يدق ناقوس الخطر بشأن ازدياد حوادث التنمر بين الأطفال»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن «معالجة هذه الظاهرة تبدأ من الالتزام بتطبيق القانون، وتعزيز دور المؤسسات التعليمية في بناء بيئة آمنة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ضحايا التنمر. فيجب أن تكون العدالة حاضرة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي، وحماية حقوق الأطفال في عيش حياة كريمة وآمنة».

قانون العقوبات المصري، وبالتحديد المادة 309 مكرّر (ب)، يصف التنمر بالجريمة التي يعاقب عليها بالحبس والغرامة. وفي حالة وقوع التنمر على طفل أو من قبل أشخاص في موقع مسؤولية، مثل المعلمين أو أولياء الأمور، تُشدّد العقوبة لتصل إلى السجن لمدة لا تقل عن سنة وغرامة تصل إلى 100 ألف جنيه، وفق الخبيرة الحقوقية.

وأضافت: «رغم تجريم التنمر لا تزال وقائع تنمر كثيرة غير مبلغ عنها ولا تصل لجهات إنفاذ القانون، إذ إن مقاومة التنمر لم تحظَ بالقبول المجتمعي الذي تستحقه، ورغم وجود مسؤولية قانونية على المؤسسات التعليمية لحماية الأطفال وتوفير بيئة آمنه لهم، فلا يزال هناك تقصير كبير في توفير الرعاية والحماية الكافيتين للأطفال».

ووفقاً لقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 المعدل في القانون 126 لسنة 2008، تتحمل المدرسة جزءاً من المسؤولية القانونية إذا ثبُت تقصيرها في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الطفل الضحية من التنمر.

وإلى جانب الحملات المجتمعية المكافحة للتنمر سواء من المؤسسات المعنية أو الحملات «السوشيالية»، توضح رئيسة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة أنه «من الواجب على الأسر والمؤسسات التعليمية تنظيم جلسات توعية للأطفال حول تجريم التنمر وأشكاله وعقوباته القانونية وعواقبه الوخيمة».