ريال مدريد ونابولي مرشحان لتجاوز ليفربول وأنتراخت اليوم

مسلحان بانتصارهما خارج ملعبيهما ذهاباً في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا... والفريق الألماني غاضب لحرمان جماهيره من التذاكر

بنزيمة يداعب الكرة مؤكداً جاهزيته لقيادة ريال مدريد (رويترز)
بنزيمة يداعب الكرة مؤكداً جاهزيته لقيادة ريال مدريد (رويترز)
TT

ريال مدريد ونابولي مرشحان لتجاوز ليفربول وأنتراخت اليوم

بنزيمة يداعب الكرة مؤكداً جاهزيته لقيادة ريال مدريد (رويترز)
بنزيمة يداعب الكرة مؤكداً جاهزيته لقيادة ريال مدريد (رويترز)

تبدو طريق ريال مدريد الإسباني «حامل اللقب» ونابولي الإيطالي مفتوحة نحو ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يستقبلان ليفربول الإنجليزي وأنتراخت فرانكفورت الألماني، في إياب ثمن النهائي اليوم.
ويخوض كل من ريال مدريد ونابولي مباراتي اليوم مسلَّحَين بانتصارين كبيرين خارج ملعبهما ذهاباً: 5-2، و2- صفر، على التوالي. لكن الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، أشار إلى أن فريقه عازم على اللعب بقوة: «من أجل تحقيق الفوز، ولا نريد الخوض في إجراء حسابات». وقال المدرب الإيطالي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس على هامش اللقاء: «لا نفكر في الدفاع وإنما في الهجوم، أعتقد أنها ستكون مباراة مفتوحة؛ لأن ليفربول يصل عازماً على قلب الأمور لصالحه».
وأضاف: «الرسالة واضحة. ليس علينا إجراء حسابات، وإنما اللعب بأفضل طريقة ممكنة. علينا نسيان نتيجة مباراة الذهاب. ليست فكرتنا إجراء حسابات؛ بل اللعب بأقصى حد من الحماس، وتحقيق الفوز». وتابع: «ركزنا على الأمور الجيدة والسيئة التي فعلناها ذهاباً. قمنا بأشياء كثيرة بشكل جيد على المستوى الهجومي. لن نخطط للمباراة باعتبار أن لدينا أفضلية، وإنما سنخطط لمباراة مفتوحة وهجومية، الخبرة والطاقة مهمتان للغاية. إنها مباراة أكثر تعقيداً بالنسبة لنا من لقاء الذهاب على ملعب ليفربول بشأن المستوى الذهني. يجب على فريقنا بذل قصارى جهده منذ الدقيقة الأولى، بغض النظر عن أي شيء. نتيجة مباراة الذهاب تضعنا على المحك؛ لكننا سنفعل كل ما في وسعنا لتقديم الأفضل منذ الدقيقة الأولى دون أي تهاون». ويأمل أنشيلوتي في استعادة هدافه الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة كامل لياقته أمام ليفربول، بعدما أعاقته الإصابة كثيراً في عدة مناسبات هذا الموسم، أبرزها عشية مونديال قطر، عندما انسحب من معسكر المنتخب الفرنسي بشكل جدلي.

لاعبو ليفربول في التدريبات استعداداً للمهمة الشاقة أمام الريال (رويترز)

وغاب بنزيمة عن فوز ريال الأخير على إسبانيول في الدوري المحلي، بسبب إصابة في كاحله، ويتوقع أن يكون جاهزاً ضد ليفربول على ملعب «سانتياغو برنابيو».
واطمأن أنشيلوتي على لاعبه أمس؛ حيث أكد الفريق الطبي أنه سيكون جاهزاً ضد ليفربول على ملعب «سانتياغو برنابيو». وقال: «نعم، سيكون بنزيمة معنا، إنه جاهز بنسبة 100 في المائة، عاد إلى التدريبات الجماعية، وخاض جلسات تدريبية جيدة قبل ذلك. هو في أفضل حالاته ومتحفز. بالنسبة لكريم وللنادي، إنها مسابقة مهمة جداً». وفضّل الإيطالي تجاهل السؤال حول علاقة مهاجمه بمدرب المنتخب ديدييه ديشامب، وأوضح: «إنها مسألة شخصية. أحترمهما كثيراً. لعب ديشامب أيضاً معي (في يوفنتوس عام 1999)؛ لكنه موضوع لا يتحدث عنه كريم أبداً، لذلك لا أعتقد أنه يؤثر عليه على الإطلاق».
في غياب بنزيمة، لمع النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور؛ لكن الأخير المطارد بهتافات عنصرية مستمرة، يعاني كثيراً لفك الرقابة الدفاعية الصارمة المفروضة عليه. كما يحوم شك حول مستقبل بنزيمة مع الفريق الملكي، مع انتهاء عقده الصيف المقبل، وعدم الإعلان عن تمديده حتى الآن. ويأمل أنشيلوتي في بقاء اللاعب البالغ 35 عاماً قائلاً: «أساطير هذا النادي يجب أن يبقوا في مدريد». وبينما غاب حامل جائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم الموسم الماضي، للمرة الثامنة هذا الموسم، كتبت صحيفة «أس»: «هناك شيء لا يسير بشكل جيد مع بنزيمة، لم يُمضِ في كامل مسيرته وقتاً مماثلاً في غرف العلاج».

كفاراتسخيليا موهوب نابولي الذي يشبهونه بمارادونا (إ.ب.أ)

وغاب بنزيمة عن 34 في المائة من مباريات ريال هذا الموسم، أي 14 مباراة؛ لكنه سجّل 18 هدفاً في 27 مباراة خاضها. وبينما تزداد مهمة ريال صعوبة بالدفاع عن لقبه في الدوري الإسباني، نظراً لابتعاده 9 نقاط عن غريمه برشلونة، يبحث عن تعزيز مساره في بطولته المحببة؛ حيث أحرز 14 لقباً قياسياً، آخرها العام الماضي على حساب ليفربول بالذات.
في المقابل، تبدو مهمة ليفربول، حامل اللقب 6 مرات، بالغة الصعوبة، بعد تلقيه للمرة الأولى في تاريخه 5 أهداف على أرضه في المسابقة القارية، على الرغم من تقدمه مبكراً بهدفَي الأوروغواياني داروين نونيز والمصري محمد صلاح، ما تركه من دون أي فوز في آخر 7 مباريات أمام الريال (6 خسارات وتعادل).
وبعد الهزيمة المؤلمة على ملعبه، انتفض ليفربول محققاً فوزاً صاخباً في الدوري الإنجليزي على غريمه مانشستر يونايتد 7-0، قبل أن يعود إلى دوامة النتائج المهزوزة، بخسارته أمام بورنموث المتواضع 0-1، ليتراجع إلى المركز السادس.
ومع ذلك، يرفع الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول شعار التحدي، في محاولة لقلب الأمور على ملعب الريال، من أجل الاستمرار في البطولة ومصالحة الجماهير. لكن كلوب الذي كان قد تنفس الصعداء باكتمال تشكيلته الأسبوع الماضي، سيفتقد جهود تياغو ألكانتارا، وغوميز، ولويس دياز، ونابي كيتا، بسبب عدم الجاهزية.
وفي المباراة الثانية، وعلى وقع مشواره الحالم في الدوري الإيطالي؛ حيث يقترب من التتويج للمرة الأولى بعد أكثر من 3 عقود، يتابع نابولي مغامرته في دوري الأبطال، عندما يستقبل أنتراخت فرانكفورت متسلحاً بفوزه ذهاباً بهدفين نظيفين.
وقدّم الفريق الإيطالي الجنوبي هذا الموسم نجماً لم يكن أحد يتوقع بروزه ومقارنته بأسطورة النادي الأرجنتيني دييغو مارادونا، هو الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا الذي خطف الأضواء بأهدافه وتمريراته الحاسمة.
بعد 13 هدفاً ومثلها من التمريرات الحاسمة في مختلف المسابقات، يستعد خفيتشا الملقب بـ«كفارادونا» لقيادة تشكيلة المدرب لوسيانو سباليتي إلى ربع النهائي، للمرة الأولى في تاريخه.
هدفه الفردي الرائع خلال الفوز على أتالانتا 2-صفر، السبت، جسّد الصعود الصاروخي لابن الثانية والعشرين.
حامت شكوك طفيفة حول حظوظ النادي في الدوري المحلي، بعد سقوطه أمام لاتسيو قبل أسبوعين؛ لكن كفاراتسخيليا تلاعب بمدافع تلو الآخر، مفتتحاً التسجيل قبل نصف ساعة من النهاية، ليرفع نابولي الفارق إلى 18 نقطة مع إنتر أقرب منافسيه.
وقال سباليتي بعد المباراة: «سجّل هدفاً من مستوى مارادونا، هذه المرّة بمقدورنا مشاهدة ذلك حقاً، نظراً لنوعية السيطرة على الكرة في مساحة ضيقة ماثلة... عندما يهاجم نحوك، تصعب مراقبته تماماً». وعن المباراة التالية ضد فرانكفورت، قال المدرب المحنّك، إن العدو الأول لفريقه هو «الاعتقاد بأن الأمور حُسمت».
ويعوّل نابولي أيضاً على نجاعة المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمهن الذي اختير أفضل لاعب بالنصف الأول للموسم، مع عودة الحارس أليكس ميريت، والاطمئنان بعدم خطورة إصابة قلب دفاعه الكوري الجنوبي مين-جاي كيم.
في المقابل، يخوض فرانكفورت المواجهة من دون مهاجمه الفرنسي الدولي راندال كولو مواني، المطرود ذهاباً، وصاحب 8 أهداف في 11 مباراة عام 2023.
كما يفتقد فرانكفورت، سادس ترتيب الدوري الألماني، جماهيره في مباراة الإياب، بعد أن منعت سلطات نابولي بيع التذاكر لجمهور الفريق الزائر، بسبب مخاوف أمنية بعد المناوشات التي شهدتها مباراة الذهاب. ويرى داريو ميندن، من رابطة المشجعين بنادي فرانكفورت، أن الحظر سيؤدي إلى نتائج عكسية. وطالب الاتحاد الأوروبي بالتدخل، قائلاً: «لا ينبغي أن يبقى (يويفا) خاملاً، نتوقع موقفاً واضحاً في هذا الصدد. اللائحة واضحة بتخصيص 5 في المائة من سعة الملعب لجماهير الفريق الزائر، في منطقة منفصلة وآمنة». وأضاف: «الملعب الذي لا يستطيع ضمان ذلك، ليس له مكان في البطولة الأوروبية».
من جهته، وصف فيليب ريشكه عضو مجلس إدارة فرانكفورت قرار مجلس مدينة نابولي بأنه غير قانوني، و«غير مناسب». وأضاف في بيان: «فرانكفورت لم يأخذ أياً من مخصّصاته البالغة 2700 تذكرة، ولا نعرف كيف سيؤثر ذلك على القرارات المستقبلية».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.