السيسي يطالب المصريين بالوقوف خلف الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب

وزير الداخلية تفقد موقع حادث طابا وأعلن إنشاء منطقة عازلة خاصة بالسياح

قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي خلال زيارة إلى أحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني شرق العاصمة أمس (موقع المتحدث العسكري)
قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي خلال زيارة إلى أحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني شرق العاصمة أمس (موقع المتحدث العسكري)
TT

السيسي يطالب المصريين بالوقوف خلف الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب

قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي خلال زيارة إلى أحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني شرق العاصمة أمس (موقع المتحدث العسكري)
قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي خلال زيارة إلى أحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني شرق العاصمة أمس (موقع المتحدث العسكري)

في حين طالب المشير عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، المصريين بالوقوف خلف القوات المسلحة والشرطة في مواجهة الإرهاب وإعادة بناء الوطن واستقراره، أعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أثناء جولة له بمدينة طابا الحدودية بسيناء أمس، عن إنشاء منطقة عازلة بها خاصة بالأفواج السياحية.
وقال السيسي خلال حضوره أمس إجراءات التفتيش ورفع الكفاءة القتالية لأحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني، إن «القوات المسلحة قدمت التضحيات للحفاظ على تماسك الوطن واستقراره»، مشددا على أن أمن مصر وسلامتها، يكمن في الحفاظ على قوات مسلحة قوية وقادرة ومستعدة للتضحية وبذل الجهد بكل الأمانة والإخلاص والشرف. وأكد قائد الجيش استمرار حملات الجيش الأمنية بالتعاون مع الشرطة لتطهير سيناء من العناصر التكفيرية والإجرامية، كما أشاد بعطاء أهالي سيناء ودورهم الوطني، بوصفهم خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري. وتفقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، يرافقه وزير السياحة هشام زعزوع، مدينة طابا جنوب شرقي سيناء، أمس، للاطمئنان على الإجراءات وخطط التأمين في المنطقة ومتابعة الأوضاع الأمنية في طابا، في أعقاب حادث تفجير حافلة سياحية الأحد الماضي كانت تقل 35 سائحا كوريا جنوبيا، وأسفر عن مقتل أربعة، بينهم مصري، وإصابة 16 آخرين.
وناقش وزير الداخلية في اجتماع مغلق، بحضور محافظ جنوب سيناء والقيادات الأمنية بها، الخطط الأمنية الموضوعة لتأمين المناطق السياحية والطرق والمنافذ البرية والمطارات وسد الثغرات الجبلية خاصة في الوديان والمناطق الصحراوية التي يمكن من خلالها تسلل الخارجين عن القانون من شمال سيناء إلى جنوبها لتنفيذ أعمال إجرامية، كما التقى إبراهيم عددا من شيوخ القبائل البدوية لمتابعة مدى تعاونهم مع أجهزة الأمن. وعقد الوزيران والمحافظ اجتماعا مع مالكي الفنادق والمنتجعات السياحية لبحث مطالبهم من الناحية الأمنية.
وقال وزير الداخلية إنه جرى الاتفاق على إنشاء منطقة «أمن عازلة» تدخلها الأفواج السياحية بطابا، حيث يجري تفتيش حقائبهم بالكلاب البوليسية ثم يعقب ذلك التوجه إلى داخل المنفذ البري. وذكر الوزير أن «الوزارة تقوم بضربات استباقية، إضافة إلى ضبط أعداد كبيرة من العناصر وسنعلن عنهم قريبا»، مؤكدا أن هناك خططا أمنية محكمة لتجنب تكرار حادث طابا الإرهابي، وأن هناك جهودا كبيرة جدا على أعلى مستوى للكشف عن هوية الانتحاري في حادث طابا.
وقال وزير الداخلية من موقع الحادث: «ندرس من على أرض الواقع كيفية الاستفادة من الأخطاء لمنع تكرارها مرة أخرى»، مشيرا إلى التعاون بين الوزارات لتأمين المنشآت السياحية وتركيب كاميرات على جميع المنافذ الحيوية.
وفي محاولة لطمأنة الرأي العالم العالمي، قال اللواء إبراهيم: «هدفنا الأول هو إرسال رسالة للعالم بأن مصر آمنة لكل السائحين، وسوف تشهد البلاد خلال الشهر القادم توافد السائحين على المنتجعات السياحية».
من جانبه، أكد وزير السياحة أن هناك تنسيقا بين الداخلية والسياحة لتأمين السائحين ووضع خطط أمنية مكثفة للمنشآت السياحية. كما أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن هناك اجتماعات موسعة وتعديلا في الخطط الأمنية لتأمين كل المنشآت السياحية والسائحين، وأنه سيجري تركيب كاميرات للكشف عن الخارجين عن القانون والإرهابيين.
وعلى صعيد العمليات الأمنية في شبه جزيرة سيناء، تمكنت قوات الجيش الثاني من قتل ستة من العناصر المتشددة الخطرة بعد تبادل إطلاق النيران مع القوات خلال مداهمة قرية «اللفيتات» في إطار حملة المداهمة على عدد من البؤر الإرهابية بمدن بئر العبد، والعريش، ورفح.
وقال المتحدث العسكري الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، إنه جرى القبض على عشرة أفراد من المشتبه بهم، ويجري فحصهم أمنيا. وكذلك جرى حرق 12 عشة تستخدمها العناصر المتشددة قاعدة انطلاق لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة.
وأشار إلى أنه جرى خلال الحملة تدمير ثلاثة أنفاق بمنطقة الصرصورية، إضافة إلى تدمير مسار خراطيم لتهريب الوقود لقطاع غزة بإجمالي ستة خراطيم. وعلى صعيد ذي صلة، قتل رقيب شرطة وأصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بإصابات خطيرة، بمحافظة الشرقية (شرق القاهرة) بعدما أطلق عليهم مجهولون يستقلون دراجة نارية وابلا من الأعيرة النارية أثناء استقلالهم سيارة شرطة بالقرب من فرع جامعة الأزهر بالزقازيق.
وعلى صعيد الموقف السياحي، خاصة بعد تجدد المخاوف جراء حادث طابا، شهد مطار الغردقة الدولي أمس وصول سبعة آلاف سائح من مختلف الجنسيات على متن 51 طائرة لقضاء أسبوع بالفنادق والمنتجعات السياحية والفندقية بالغردقة. وقال اللواء سامي عبد المنعم، مدير عام مطار الغردقة، إن «حركة وصول الأفواج السياحية تسير بانتظام مع توافد الحافلات على المطار لاستقبال ونقل الأفواج السياحية إلى الفنادق».
كما استقبل مطار مرسى علم (جنوب شرقي مصر) أمس 800 سائح من مختلف الجنسيات على متن تسع طائرات لقضاء أسبوع بالفنادق والمنتجعات السياحية بالمدينة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.