أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس إعادة أعلى مذيعيها أجراً غاري لينيكر لأداء مهام عمله، ما يضع على الأرجح حداً لخلاف حاد بين الطرفين كان قد اقترب من التحول إلى تمرد في الهيئة.
واضطرت «بي بي سي» لإلغاء معظم تغطياتها الرياضية يومي السبت والأحد، بعدما رفض المذيعون والمحللون العمل تضامناً مع لينيكر، الذي انتقد سياسة الهجرة الخاصة بالحكومة في بريطانيا.
وتسبب قرار «بي بي سي» بإيقاف لينيكر في التعرض لانتقادات من العاملين والمعارضة بداعي أن الهيئة المعروفة بحيادها في الجانب السياسي تعرضت لضغوط حكومية، قبل أن يتدخل ريشي سوناك رئيس الوزراء ويقول إنه يتمنى حل الأزمة في أسرع وقت ممكن. وقال سوناك: «آمل أن يتم حل الوضع الحالي بين غاري لينيكر و(بي بي سي) بطريقة ملائمة، ولكن هذا أمر يخصهم، ولا يخص الحكومة». وتقرر بث برنامج «ماتش أوف ذا داي»، الذي يقدمه لينيكر منذ أكثر من 20 عاماً، على الهواء في موعده المعتاد يوم السبت دون أي معلقين صامتاً، وبعرض لقطات المباريات؛ بسبب رفض مذيعين آخرين تقديمه بدلاً من مهاجم إنجلترا السابق. وتقدم لينيكر بالشكر للجميع على دعمهم بعد الإعلان عن عودته. وكتب لينيكر على «تويتر»: «أقدم برامج الرياضة على (بي بي سي) منذ نحو ثلاثة عقود، وأنا فخور جداً بالعمل مع أفضل وأكثر محطة إنصافاً في العالم». وأضاف في حديثه عن المهاجرين: «تصوري الأخير... مهما كانت صعوبة الأيام القليلة الماضية، فهي ببساطة لا تقارن بالاضطرار إلى الفرار من منزلك بسبب الاضطهاد أو الحرب والبحث عن مكان بعيد تلجأ إليه. إنه لمن دواعي السعادة متابعة التعاطف من الكثير منكم مع محنتهم».
وكانت «بي بي سي» قد قررت إيقاف لينيكر بداعي مخالفة لوائح الحيادية، بعدما قارن أسلوب وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان باللغة المستخدمة من ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي، لكن قرار الإيقاف أثار حالة غضب كبير في الشارع البريطاني، وأعلن رياضيون وغيرهم من السياسيين دعمهم للينيكر، حيث علق غريغ دايك، المدير العام في «بي بي سي» خلال الفترة 2000 - 2004، لراديو المحطة البريطانية قائلاً: «الهيئة أخطأت في إبعاد لينيكر؛ لأن هذا يعطي انطباعاً أن الحكومة هي التي تتدخل لتسيير العمل، وبما ينبغي أن نفعله».
وأضاف: «سيكون التصور السائد أن لينيكر مذيع البرامج التلفزيونية المحبوب تعرض للإيقاف بعد ضغوط حكومية بسبب قضية محددة». وانضم أربعة من المحللين الذين اعتادوا الظهور في البرنامج، وهم لاعبو إنجلترا السابقون إيان رايت، والآن شيرر، وجيرمين جيناس، وميكا ريتشاردز، لكتيبة الداعمين للينيكر، وقرروا رفضهم الظهور في البرنامج في غيابه.
كما أعلنت أليكس سكوت مقدمة برنامج «فوتبول فوكس» التلفزيوني في «بي بي سي»، أنها لن تقدم برنامجها أيضاً بعد إبعاد لينيكر، والأمر نفسه من جيسون محمد، الذي يقدم برنامج «فاينل سكور».
وسبق لمهاجم إنجلترا السابق لينيكر إيواء لاجئين في منزله، ويشتهر حالياً بأنه يقدم أحد أشهر البرامج الرياضية، حيث بدأ تقديم برنامج «ماتش أوف ذا داي» لتحليل وعرض لقطات من المباريات في 1999.
وقال تيم ديفي المدير العام للهيئة، الذي تولى منصبه في 2020، في بيان أمس: «لينيكر جزء مهم من (بي بي سي). أتطلع إلى أن يقدم تغطيتنا المعتادة مطلع الأسبوع المقبل».
وأكد ديفي أن لينيكر وافق على الالتزام باللوائح الحالية، حتى يتم استكمال مراجعة لوائح التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهر لينيكر دعمه لديفي أيضاً قائلاً: «إنه يتولى مهمة شبه مستحيلة بإبقاء الجميع في سعادة، خصوصاً في الجزء المتعلق بالحياد».
ويعد لينيكر، الذي لعب في صفوف ليستر وإيفرتون وتوتنهام هوتسبير وبرشلونة، هو الأعلى أجراً في «بي بي سي»؛ إذ تقاضى أكثر من 1.3 مليون جنيه إسترليني في موسم 2021 – 2022.
الأزمة انتهت... لينيكر يعود لبرنامج «ماتش أوف ذا داي»
الأزمة انتهت... لينيكر يعود لبرنامج «ماتش أوف ذا داي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة