تجدُّد المخاوف من إحياء «داعش» مشاهد الذبح

بعد تصويره نحر مواطن تركماني في شمال العراق

عراقية تطالع صورة زوجها الذي اختفى بمدينة الصقلاوية قبل تحريرها من قبضة «داعش» في 2016 (رويترز)
عراقية تطالع صورة زوجها الذي اختفى بمدينة الصقلاوية قبل تحريرها من قبضة «داعش» في 2016 (رويترز)
TT

تجدُّد المخاوف من إحياء «داعش» مشاهد الذبح

عراقية تطالع صورة زوجها الذي اختفى بمدينة الصقلاوية قبل تحريرها من قبضة «داعش» في 2016 (رويترز)
عراقية تطالع صورة زوجها الذي اختفى بمدينة الصقلاوية قبل تحريرها من قبضة «داعش» في 2016 (رويترز)

حذّر الجيش العراقي وقوات «البيشمركة» الكردية من أن تنظيم «داعش» يحاول إحياء مشاهد الذبح بعد سنوات من تضييق الخناق على التنظيم، وذلك بعد قيام التنظيم بذبح مواطن تركماني، الأمر الذي يجدد المخاوف من عودة انتشار مثل هذه المشاهد. كما طالبت «الجبهة التركمانية» العراقية بتأمين حدود قضاء طوزخورماتو الواقع بين ثلاث محافظات: كركوك وديالى وصلاح الدين.
وقالت الجبهة التركمانية في بيان اليوم (الاثنين)، إنها تُدين «قيام عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي بنحر المواطن التركماني علي أكبر جهاد عباس، من أهالي مدينة طوزخورماتو، بعد تعرضه للخطف في منطقة جبل مرسى علي، قبل أسبوع في أثناء رعيه للأغنام».
وقال ضابط في الجيش العراقي لوكالات الأنباء المحلية إن «عناصر (داعش) يحاولون إحياء مشاهد نحر المخطوفين لإرهاب المزارعين ومنعهم من التعاون مع الأجهزة الأمنية في كشف تحركات مفارز التنظيم ومناطق وجودها وحركاتها»، مبيناً أن «حادث نحر راعٍ مختطَف أمس، في أطراف طوزخورماتو عند حدود قضاء كفري، يعد رسالة إعلامية للضغط على المزارعين والرعاة للتعاون مع (داعش) وتلبية مطالبه».
من جانبه، قلل آمر «لواء 17» في قوات «البيشمركة» العقيد حكيم كريم سآتي، من حادث نحر الراعي، قائلاً إن «تصوير مشاهد الذبح أمر وارد في مناطق شاغرة ووعرة بين كفري وصلاح الدين منذ سنوات». وبيّن أن «مفارز (داعش) تستخدم دراجات حديثة تُعرف محلياً بالشبح، وهي قادرة على التجول في المناطق الوعرة البعيدة عن مراقبة الجيش أو البيشمركة».
ولفت سآتي إلى أن «عناصر التنظيم تسعى بين الحين والآخر إلى اصطياد رعاة الأغنام ممن يضلون الطرق أو لا يملكون دراية تامة بمعاقل التنظيم رغم عدم وجود معاقل ثابتة لهم»، مؤكداً «وجود تنسيق أمني مع الجيش لاجتثاث مفارز (داعش) وإنهاء مسلسل الإعدام الجوال الذي يستهدف المزارعين ورعاة الأغنام».
وأوضح بيان الجبهة التركمانية أن «التنظيم الإرهابي نحر هذا المواطن من دون أي ذنب اقترفه وبطريقة بشعة منافية للقيم الإنسانية، في سلوكٍ إرهابي جديد لترهيب المواطنين التركمان العزل في المناطق التركمانية، وفي محاولة جديدة لإرهاب المواطنين التركمان لتحقيق أجندات سياسية عبر عمليات إرهابية منظمة تشهدها المناطق التركمانية مؤخراً، والتي كان آخرها اغتيال المسؤول الأمني السابق للجبهة التركمانية العراقية الشهيد أحمد طاهر في محافظة كركوك من منظمة بكاكا الإرهابية، وهي كمنظمة (داعش)، وجهان قبيحان لعملة واحدة».
وطالبت الجبهة، القائد العام للقوات المسلحة بـ«إرسال تعزيزات عسكرية اتحادية لضبط الأمن وفرض القانون في المناطق المذكورة آنفاً، وقطع يد الإرهاب وتصفية فلوله وتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق للقضاء على المنظمات الإرهابية التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق التركمانية، ولأن إرباك الوضع الأمني لا يخدم المصلحة الوطنية».
إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني الإطاحة بإرهابيين اثنين، أحدهما آمر مفرزة «ولاية الجنوب». وقالت الخلية في بيان إن «خلية مهمات الاستخبارات الخاصة ومفارز مديرية استخبارات وأمن بابل التابعتين للمديرية العامة للاستخبارات والأمن في وزارة الدفاع، تمكنت من الإطاحة بعنصرين ينتميان إلى عصابات (داعش) الإرهابية جنوب بغداد». وأضافت أن «أحد المتهمين كان يشغل ما يسمى آمر مفرزة قاطع اجبلة التابعة لما تسمى كتيبة إبراهيم ابن الأدهم بولاية الجنوب، وأنهما صادر بحقهما مذكرتا قبض وفق المادة (1/4) إرهاب». وتابعت أن «عملية القبض جاءت بعد متابعة ميدانية دقيقة لتحركاتهما من محافظة بابل باتجاه العاصمة، وهما من أبرز أهداف المديرية ذاتها».


مقالات ذات صلة

الحساسيات العشائرية السورية تهدد النفوذ الإيراني في البوكمال

المشرق العربي صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لعناصر من الميليشيات الإيرانية

الحساسيات العشائرية السورية تهدد النفوذ الإيراني في البوكمال

تفجر التوتر في البوكمال في وقت تعمل فيه إيران على إعادة تموضع ميليشياتها في سوريا على خلفية الاستهداف الإسرائيلي لمواقعها داخل الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية ديفيد كاردين يتفقد مشروع معالجة مياه الصرف الصحي في قرية بحورة بمحافظة إدلب السورية يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)

منسق الأمم المتحدة يطلق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا

قال المنسق الأممي بدمشق إن «خطة التعافي» تغطي كل المحافظات السورية، وتشمل قطاعات الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحي، و«من دون الكهرباء لا يمكن إنجاز شيء».

«الشرق الأوسط» (دمشق )
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

تشاد تنفي استهداف مدنيين خلال عملية ضد «بوكو حرام»

نفت الحكومة التشادية «بشدة» استهداف مدنيين خلال عمليتها ضد جماعة «بوكو حرام» في حوض بحيرة تشاد

«الشرق الأوسط» (نجامينا)
أفريقيا وحدة من جيش بوركينا فاسو خلال عملية عسكرية (صحافة محلية)

دول الساحل تكثف عملياتها ضد معاقل الإرهاب

كثفت جيوش دول الساحل الثلاث؛ النيجر وبوركينا فاسو ومالي، خلال اليومين الماضيين من عملياتها العسكرية ضد معاقل الجماعات الإرهابية.

الشيخ محمد (نواكشوط)
تحليل إخباري مقاتلو «داعش» في شمال أفغانستان (وسائل الإعلام الأفغانية)

تحليل إخباري لماذا ينتج تنظيم «داعش - خراسان» محتوى إعلامياً باللغة الطاجيكية؟

لماذا تصدر خلية «داعش» الإعلامية نشرة جديدة باللغة الطاجيكية للمواطنين في طاجيكستان والعرقيات الطاجيكية في أفغانستان؟ هل لها تأثير ناجح على الرأي العام؟

عمر فاروق (إسلام آباد)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.