الصحافيون في اليمن.. إما مطاردون أو دروع بشرية أو مغيبين خلف القضبان

في ظل ملاحقات من قبل الحوثيين وانطفاء الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية

عناصر الحوثيين أصابوا الصحافيين العاملين في المدن اليمنية بالرعب مما أدى إلى اتجاه بعضهم إلى التخفي خوفا من الملاحقة (رويترز)
عناصر الحوثيين أصابوا الصحافيين العاملين في المدن اليمنية بالرعب مما أدى إلى اتجاه بعضهم إلى التخفي خوفا من الملاحقة (رويترز)
TT

الصحافيون في اليمن.. إما مطاردون أو دروع بشرية أو مغيبين خلف القضبان

عناصر الحوثيين أصابوا الصحافيين العاملين في المدن اليمنية بالرعب مما أدى إلى اتجاه بعضهم إلى التخفي خوفا من الملاحقة (رويترز)
عناصر الحوثيين أصابوا الصحافيين العاملين في المدن اليمنية بالرعب مما أدى إلى اتجاه بعضهم إلى التخفي خوفا من الملاحقة (رويترز)

يعمل الصحافي في اليمن، بجميع المدن والمحافظات لا سيما المحافظات الشمالية، في وضع لا يحسد عليه عند تغطيته للأحداث، في ظل ملاحقة جماعة الحوثي المسلحة لجميع الصحافيين الذين يبحثون عن نقل الحقيقة أيا كانت، وفي ظل انطفاء الكهرباء المستمرة منذ شهرين والتي لا تأتي إلا بعد 48 ساعة إن حالفك الحظ لنصف ساعة أو ساعة كاملة، وكذلك انعدام المشتقات النفطية؛ الأمر الذي أصبح يمثل معاناة يومية حقيقية يعيشها الصحافي اليمني إما مطاردا أو مغيبا خلف القضبان والسجون السرية.
ويقبع في المعتقلات الحوثية، في الوقت الراهن، عدد من الصحافيين اليمنيين من جميع المدن اليمنية، اعتقلتهم الجماعة بسبب تغطيتهم للأحداث الجارية في البلاد وما يقوم به المسلحون الحوثيون من انتهاكات وملاحقات وغيرها، وكذلك نقلهم لأخبار وتقارير عبر الإعلام المرئي والورقي والإلكتروني عن المواقع التي استهدفها طيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، والمقار العسكرية الخاصة بجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ويستخدم المسلحون الحوثيون جميع المعتقلين بمن فيهم الصحافيون اليمنيون دروعا بشرية في المعسكرات ومخازن الأسلحة التي باتت أهدافا لطيران التحالف، كما حدث في العمل الإجرامي الآثم والأليم الذي راح ضحيته الصحافيان عبد الله قابل ويوسف العيزري، جراء استخدامهما من قبل المسلحين الحوثيين دروعا بشرية في أحد المعسكرات بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء.
ومنذ 21 سبتمبر (أيلول) الماضي لم يسبق أن عمل الصحافيون اليمنيون في وضع كالوضع الراهن، تحيطهم الميليشيات المسلحة من كل جانب كما هو حاصل الآن في العاصمة صنعاء وجميع المحافظات اليمنية، ويعيشون في زمن تحكمهم فيه الميليشيات المسلحة بقوة السلاح.
ويقول الصحافي عبد الحفيظ الحطامي، لـ«الشرق الأوسط»: «شخصيا أعيش كصحافي وأنا موقن بالموت على يد هؤلاء المسلحين الحوثيين. أعرف أنني لن أصل إلى أطفالي بسبب عملي الصحافي. فقدت أهلي وبيتي طيلة شهرين بسبب كتابتي لتقرير صحافي، فمنذ 21 سبتمبر الماضي المشؤوم، وفي الوقت الذي كان فيه اليمنيون يتطلعون لدولة مدنية ناضلوا لأجلها في ثورة 11 فبراير (شباط) الماضي، إذا بالانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ينقلبون على الحياة العامة لليمنيين، وينقلبون على كل القيم والحريات العامة والأسس الوطنية والجمهورية والثورة، لتبدأ مرحلة استثنائية في حياة اليمنيين أستطيع أن أقول إنها كانت كارثة على الإعلاميين والعمل الصحافي والحقوقي في اليمن».
وأضاف «شخصيا أنا وزملائي فوجئنا بأننا مطلوبون لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وتمت محاصرة منزلي منذ شهرين حتى حديثي معك الآن، وما زلت مشردا عن بيتي وعائلتي متنقلا من مكان لآخر ليتسنى لي العمل ما تيسر في الصحافة التلفزيونية والإلكترونية، وتمت ملاحقة أطفالي وتهديدهم عبر صفحات (فيسبوك)، كما لا يزال الزميل بسيم الحناني مراسل (المصدر أونلاين) وقناة (يمان) مطاردا هو الآخر، وعدد من الصحافيين الذين رفضوا الانصياع لآرائهم وتشبثوا بالحرية والمواطنة والحوار والشرعية والحقوق المدنية، ولا يزال العديد من الإعلاميين ملاحقين ومهددين بالتصفية الجسدية منهم أنا والزميل بسيم الحناني».
وأكد الصحافي الحطامي «هناك أكثر من 50 معتقلا لدى الحوثيين لهم علاقة بحرية الرأي والتعبير من حقوقيين وإعلاميين وسياسيين وناشطين في ثورة الشباب وقادة منظمات مجتمع مدني اختطفوا وأودعوا في سجون خاصة بتهمة ما تطلق عليه سلطات الانقلاب التحريض عليها، فقط لأن هؤلاء كانوا إلى جانب الشرعية، وعبروا عن رفضهم للانقلاب والممارسات القمعية، وحتى هذه اللحظة يقوم المدعو أبو عماد، باحتلال إذاعة الحديدة، وألغى كل برامجها وتخصص في برامج الشتم واللعن ومهاجمة الإعلاميين والتحريض عليهم وتهديدهم بالتصفية والقتل والاختطاف بصورة لم يسبق لها مثيل».
ومع وضع جماعة الحوثي المسلحة قائمة من الصحافيين على أنهم مطلوبون أمنيا بسبب كتاباتهم أو ظهورهم على القنوات الإخبارية، يقول عبد الحفيظ الحطامي، لـ«الشرق الأوسط»: «اتصلت بي قناة إعلامية للحديث عن الأوضاع في الحديدة، وبعد انتهائي من المقابلة أجد أطقم الحوثيين تبحث عن منزلي وتتبعني، مما يجعلني أغادر الحديدة لأسابيع وسط خوف ورعب أهلي وأطفالي. ولم يسبق لي أن عشت أجواء الرعب هذه خاصة أن منظمات صحافية دولية وإقليمية وكذا حقوقية تقف متفرجة إزاء ما يحدث للحريات الصحافية في اليمن؛ الأمر الذي جعل الكثير من الصحافيين يعملون في ظروف بالغة القسوة مفعمة بالخوف والموت، خاصة ونحن نرى سقوط زملاء لنا في المحافظات، وإغلاق القنوات والصحف والوكالات والمواقع الإلكترونية».
لقد أعلنت جماعة الحوثي المسلحة حربها بشكل علني على جميع الصحافيين واعتبرتهم أهدافا لمسلحيهم من خلال اعتقالهم وتحريض مسلحيهم، من قبل قياداتهم ووسائلهم الإعلامية، حتى أصبح الصحافي اليمني في عين المسلحين الحوثيين إما «داعشيا» أو «تكفيريا»، كما أنها التهمة التي توجه لكل من يعارضهم سواء كان ناشطا أو سياسيا أو مواطنا يؤيد شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وفي الوقت الذي بات فيه الصحافي اليمني يواجه صعوبة حقيقية في نقله للأحداث الجارية في البلاد، بسبب انطفاء الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية، بات أيضا مطاردا من قبل المسلحين الحوثيين، ويعمل في ظل هذه الأجواء لينقل الحقيقة كما هي رغم الترهيب والتخويف والملاحقات والاعتقالات التي تطالهم.
ويقول أحد الصحافيين المراسلين لصحيفة عربية، لـ«الشرق الأوسط»: «أصبحنا أهدافا للمسلحين الحوثيين وملاحقين من قبلهم، فنحن نعاني معاناة حقيقية عند محاولتنا الاقتراب من أي منطقة تخضع لسيطرتهم، مع العلم بأن جميع محافظات ومدن اليمن خاضعة لسيطرتهم، ونحن ننتقل من مكان إلى آخر لكي نعمل ونكتب المادة الخبرية. وعلى الرغم من أننا نعاني ملاحقة المسلحين الحوثيين لنا فنحن نعاني أيضا انطفاء الكهرباء باستمرار لأكثر من 48 ساعة، وعندما تأتي تأتينا ساعة واحدة، وليس هذا فقط، فحتى انعدام المشتقات النفطية تسبب كثيرا في إعاقة عملنا، فبعدما اشترينا مولدات لكي نعمل بها انعدمت المشتقات النفطية وأصبحنا لا نستطيع العمل، وأصبحت حياتنا معرضة للخطر والقمع والتنكيل، حتى إن ذهبنا إلى مقهى إنترنت نعرف أن المسلحين يطاردوننا».
لم تكتف جماعة الحوثي المسلحة بالتحريض صد الصحافيين وملاحقتهم واعتقالهم بل ووضعهم دروعا بشرية في معسكرات ومخازن للأسلحة، بل إنها وصلت إلى احتلال المؤسسات الحكومية الرسمية من قنوات وصحف، ووكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، بالإضافة إلى إغلاق أكثر من 50 موقعا إلكترونيا وبعض القنوات المحلية وحجب مواقع إخبارية عربية مثل «العربية نت» و«الجزيرة نت»؛ الأمر الذي دفع وزارة الإعلام اليمنية، مؤخرا، لإنشاء موقع إلكتروني جديد يحمل اسم وشكل موقع وكالة «سبأ» للأنباء مشابه للذي تحتله جماعة الحوثي المسلحة.
وفي السياق نفسه، فوجئ متصفحو الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) في اليمن بانقطاع خدمة الوصول إلى الشبكة في العاصمة صنعاء وجميع المدن اليمنية، وبشكل خاص قيام جماعة الحوثي المسلحة، السبت، بحجب موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر».
وكانت جماعة الحوثي المسلحة اعتقلت الصحافي في وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» ومراسل صحيفة «الشرق الأوسط» حمدان الرحبي، ووجهت لهما تهمة كيدية بأنه المتسبب في نشر خبر لم يكتبه الرحبي أصلا. ونفى الزميل الرحبي علاقته بالخبر، إلا أنهم لم يتقبلوا ذلك، ووجهوا إليه تهمة أخرى بأنه المساعد في تمرير المعلومات إلى الصحيفة، كي تنشر تحت اسم زميل آخر غير اسمه، حيث استمر التحقيق معه لمدة ثلاثة أيام، ثم نقل إلى سجن المعتقلات الأهلية الجنائية. وظل الزميل الرحبي لمدة أربعة أيام داخل المعتقل، حيث يوجد هناك عدد من الموقوفين على ذمة قضايا دموية وإجرامية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء، ووقف الغذاء عن المسجونين.



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.